أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام عقيل - تعقيباً على ندوة (عصر الكارثة: الكارثة الرأسمالية القادمة)















المزيد.....


تعقيباً على ندوة (عصر الكارثة: الكارثة الرأسمالية القادمة)


هشام عقيل
كاتب

(Hisham Aqeel)


الحوار المتمدن-العدد: 8233 - 2025 / 1 / 25 - 08:18
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لَيست هَذِهِ المَرّةُ الأولى الّتي يُنكِرُ فِيهَا النّكوصيّونَ إنذاري أَنَّ الكَارثةَ قادِمةٌ، وأَنَّ الكَارثةَ هِيَ نِهايةُ الحَضارةِ البَشَريّةِ ومَعَهَا انقِراضُ الكَائِنِ البَشَريّ. ولَيست هَذِهِ المَرّةُ الأولى التّي يُنكِرُ فِيهَا النّكوصيّونَ بِشارتي أَنَّ التّآلفيّةَ هِيَ الحَياةُ الوحَيدةُ الّتي ستَعقِبُ النّهاية، مُعطى أَنَّنَا نُؤمِنُ بِالكَارِثةِ، ونُؤمِنُ بِاتِّباعِ الحَياةِ التّآلفيّة، ونُؤمِنُ بتأديةِ الأُلفةَ لِلمتآلفين. مِن دونِ ذَلِكَ، سَتُنهي الكَارثةُ كُلَّ حَياةٍ عُمرانيّةٍ مُمّكِنة، ومَعَهَا كُلَّ حَياةٍ بَايولوجيّةٍ مُمّكِنةٍ لِبَني الإنس. فِي كِلتا الحَالتين، الكَارِثةُ حَتميّةٌ، سواء اتّخذنا طَريقَ الخَلاصِ التّآلفيّ أَو لَم نَتَخِذه؛ إِن اتّخذنَا طَريقَ الخَلاصِ سَنتمكّنُ مِن تَجديدِ الحَياةِ العُمرانيّةِ فِي هَيئةِ مُجتمعٍ اشتراكيّ-تآلفيّ، وسَنتَمكّنُ -بِالتّالي- مِن تَجديدِ الحَياةِ البايولوجيّةِ لِبَني الإنسِ فِي هيئةِ كائنٍ أَرفع وأسمى: الإنسانُ الأقوى.

مِنَ الآَنَ فَصاعِداً لَا يُحِقُّ لِلوّامينَ أَن يُعيبوا عَلَيَّ استعمالَ كَلِمةِ ”النّاكرينَ“ لِوَصفِ هَؤلاء، إِذ إِنَّهُم نَاكِرونَ لِعَصرِ الكَارثة، ولِجَديدِ عِلمِ العُمران، ولِجَديدِ التّآلفيّة. كَمَا أَنَّهُم يُنكِرونَ، صَراحةً، أَنَّني أَنا النّاطِقُ الأَخير، تَحتَ ذَريعةِ الخَوفِ مِنَ السّقوطِ فِي ”المَهدويّةِ“ و”الخَلاصيّة. إِنَّهُم يُنكِرونَ لَكِنهُم لَا يُفنِدونَ، ولَا يَستطيعونَ أَن يُناقضِوا مَا أقولهُ، ويَشكّونَ ولَكنِهُم لَا يَستطيعونَ أَن يأتوا بِمثلِ مَا أقولهُ، فَمَا الحَلُّ الّذي يَتّخِدونه؟ الاستكبارُ والرّفضُ الأعمى.

عَجيبٌ أَمرُ النّكوصيّةِ، إِذ إِنَّ هَذَيانَهَا هُوَ أشدُّ مِمَّا تَوقّعت! بِودّي أَن أقولَ إِنَّني مُندَهِشٌ مِن رَدّةِ فِعلِ بَعض الحُضورِ فِي نَدوتي (عصرُ الكَارثة: الكَارثةُ الرّأسماليّة القَادمة) الّتي نَظّمهَا (المِنبر التَّقدّميّ) بِرَحابةِ صدر، فِي 12 يناير 2025، (وسَأرفِقُ رَابطَ النّدوةِ فِي أسفلِ المَقال لِلمهتمّين)، لَولَا أَني شَهِدتُ ردّاتِ فِعلٍ أسوأ. ولَم أكن سأكتِبُ هَذَا المَقالَ إِذا كَانَ كَلامي مَحصوراً فَقَط فِي هَذِهِ النّدوة، إِذ إِنَّنَي سأشمِلُ -فِي هَذَا المَقال- مُجمِلَ الاعتراضاتِ الّتي سَمعتهَا مُنذُ أَن بدأتُ بِإنذارِ النّاسِ مِنَ الكَارثة، وتَبشيرِهِم بِالتّآلفيّة.

سَأحصِرُ الاعتراضاتِ فِي النّقاط التّالية:

(1) قَولُكَ إِنَّكَ النّاطِقُ هُوَ ”مَهدويّةٌ“ و”خَلاصيّة“ و”مسيحانيّة“، فَلَا يُمكِنُ القَبول بِهَكَذا مثاليّات.

أَنا هُوَ النَّاطق، مَن شاءَ فَليُصدِّق ومَن شَاء فَليُنكِر. أَمَّا أَنا فَلَن أُنكِرُ مَا أَنا عَليه، لأُرضي وأُشبِع استكباركُم.

قُلتُ إِنَّ عَلَيكُم أن تَستَبشِروا إِذ إِنَّكُم أَوّلُ مَن شَهِدَ عَلَى النَّاطِق، وإِذ رأيتكُم مغمومين! قُلتُ إِنَّ عَليكُم أَن تَستبشِروا، إِذ إِنَّكُم البُكُور، وإذ بِي أراكُم تُشيحون وجوهَكُم، وتَجعلونَ أصابِعَكُم فِي آذانِكُم، وتَقولونَ هَذَا الكَلامُ سِحرُ السّاحر. نُكرانُكُم لِذَلِكَ هُوَ المِثاليّةُ بِعَينِهَا، إِذ إِنَّكُم تُنكِرونَ الوَاقع. إِنَّكُم لَا تُنكِرونَ النّطقاء مِن قَبلي، زرادشت، وهيراقليط، وبالينص، وسبينوزا فَحَسَب، بَل تُنكِرونَ التَّآلفيّةَ بِأَكملِهَا.

عَجيبٌ أَمرُ النّكوصيّينَ، حينَ كُنتُ أَتَحدّثُ بِلغتِهِم كَانوا يَتَذمّرون، وحينَ تَحدّثتُ بِلغتي أخَذَوا يَتذمّرونَ كَذَلِك. زمّرنا لَهُم فَلَم يَرقِصوا، نحنا لَهُم فَلم يَبكوا!

مَن هُوَ النّاطِقُ؟ إِنَّهُ مَن يتمثّل فِيهِ المَنطوقُ بِدَرَجةٍ عُليا. إِنَّهُ مَن يَستطيعُ الانصاتَ إِلى صَوتِ المَنطوق.

ومَا هُوَ المَنطوق؟ المَنطوقُ هُوَ العَقلُ الأَزَليُّ الحَيُّ، المَبدأ الحَيُّ لِكُلِّ شَيء.

النّاطِقُ هُوَ النّاطِق، ولَيسَ أيَّ شَيءٍ خِلاف ذَلِك. النّطقاءُ يَتكلّمونَ بِسُلطةِ المَنطوق فَقَط، وبِذَلِكَ أَنَّهُم مُبشِّرونَ بِالخَلاصِ التّآلفيّ ومُنذِرونَ. إِنَّهُم لَا يُبشِّرونَ بِالخلاصِ ”الاجتماعيّ“ فَحسب، وإِنَّمَا يُبشِّرونَ بِالخَلاصِ الأَزلَيّ فِي المَقامِ الأوّل. مَعي، تَتمّمَ المَذهبُ التّآلفيّ، وبتنا نَعلَمُ الطَّبيعةَ العُمرانيّةَ، والعُرفانيّةَ، والبايولوجيّةَ نَحوَ هَذَا الخَلاص. الآنَ، مَا الضّرورةُ مِن وجودِ النّاطق؟ لِمَ لَا يُمكِنُ لِهَذَا الكَلامِ أَن يُوضَعَ فِي الكُتُب، ويَفهمهُ مَن يَفهمه؛ كَحالِ عِلم العُمرانِ مَثَلاً؟ السَّببُ وراءَ ذَلِكَ هُوَ واضح: إِنَّ العُرفانَ لِهُوَ تَجربةٌ شَخصيّة، وبِالتّالي لَا بُدّ أَن تَحضرَ تمايزاتٌ فِي امتِلاكِ العُرفان، وهُوَ دَرَجةُ فِهمِ المَنطوق. وعَلَى هَذَا الأساس، يَفهمُ النّاطِقُ المَنطوق، ويَستمِعُ إِلى صَوته، مُباشرةً مِن دونِ وَسيط، بَينمَا سائرُ النّاس لَن يَتمكّنوا مِن ذَلِكَ مَا لَم يُنصِتونَ، أوّلاً، إِلى نَاطقٍ يُنطّقهُم مَا يَعلمه.

الغَريبُ فِي الأَمرِ هُوَ أَنَّهُم فَهِموا مِن كَلامي أشياءَ غَريبة: فَهُناكَ مَن قَالَ إِنَّ كَوني النّاطقَ فَإِنَّني أوازي نَفسي بِالمُخلِّص، وهُناكَ مَن قَالَ إِنَّني أتشبّهُ بِالأنبياء، وهُناكَ مَن قَالَ إِنَّني أدّعي امتلاكَ المَعرِفةِ المُطلقة. الآَنَ، كَيف قَاموا بِموازاةِ النّاطقِ بِالمُخلّصِ، والمَسيحِ، والمُنقِذِ لَا أدري حَقَّاً؟ خُصوصاً أَنَّني لَم أَتَحدّثُ إطلاقاً عَن هَذِهِ الأُمور. وإِذا كَانَ النّاطِقُ مُخلِّصاً، أَو نَبيّاً، أَو مَسيحاً، لِمَ سَأختارُ طَريقاً مِعوجّاً كَهَذاَ لِأفصَح عَن هَذِهِ الحَقيقة؟ عَجَبي، إِنَّكُم تَضعِونَ لأَنفسَكُم أهميّةً كُبرى! لِمَ سَأخافُ مِنكُم، إِن كُنتُ كُلَّ مَا تَصِفون؟

قَالوا لَن يَرجَعُ زَمانُ الأنبياء، ولَا المُخلّصينَ، ولَا المُنقذين؛ وهُم، فِي ذَلِكَ، مُحِقّون. لَكن مَا عَلاقةُ كُلّ ذاك بِمَا أقولهُ؟ لَيسَ الزّمانُ زَمانَ أَيٍّ مِنهُم، ولَكنهُ زَمانُ النّاطِق. مُنذُ قُرُونٍ ظلَّ النّطقاءُ صَامتينَ، يَعيشونَ فِي أَزمنةٍ لَيسَت أَزمِنَتهم. ومُنذُ قُرُونٍ ظَلّت التّآلفيّةُ فِي قُلوبِهِم، إِذ لَم يَجِد النّطقاء الأوّلون تَعبيراً تاماً لَهَا. كَانَ النُّطقاءُ، مِن قَبلي، يَتحدّثونَ عَنِ العُرفانِ فَحسب؛ وهَذَا مَا رأيناهُ مَعَ زرادشتَ، وهيراقليطَ، وبالينصَ، وسبينوزا (ولَم يكونوا مِنَ الفَلاسِفةِ كَمَا يَتوهّمُ الكَثيرون).

وفِي الوَقتِ ذاته، كَانَ شُرّاعُ عِلمِ العُمران، مِن قَبلي، يَتحدّثونَ عَنِ عِلمِ العُمرانِ فَحسب، ولَم يخطر عَلَى بالِهِم أَبَداً أَن يَجمعوهُ بِالعُرفان؛ وهَذَا مَا رأيناهُ مَعَ ابن خَلدون، ومَاركس وإنغلز. وعَلَى الرّغمِ مِن ذَلِك، يَرجَعُ الفَضلُ إِلى ماركس (الذّي لَم يَكن ناطِقاً ولَا عَارِفاُ) لِإقامةِ الجِسر مَا بينَ عِلمِ العُمرانِ والعُرفان، ولَكنهُ لَم يَرَ العُرفانَ كعُرفان، وإِنَّمَا كَفَلسفة، أَي كَفلسَفةٍ يَحتاجُهَا العِلمُ لِيَبقى ماديّاً؛ ولِهَذَا السَّببِ، بَقَى مشروعُ الدّيالكتيكِ الماديّ مُعلّقاً مِن دونِ أَيِّ اكتمال. لَكن إقامةَ الجِسرِ، بِحدِّ ذاتِهَا، إنجازٌ ضُروريّ قامَ بِهِ مَاركس، رُغمَ أَنَّهُ لَم يَكن واعياً كُلّيّاً بِهَذا الأثر، ولَا بِضرورةِ اجتماعِ عِلمُ العُمرانِ بِالعُرفان.

مَعَ تَثويرِ عِلمِ العُمران الّذي قمتُ بِه، تَبيّنت لِي -لِأوّلِ مَرّة- ضُرورةُ هَذَا الاجتماع؛ ومَعَهُ الأشكالُ المَلموسة لِكُلِّ ذَلِك. فَلُغزُ التّآلفيّةِ كُلّهُ تَمَّ حَلّهُ أخَيراً. مَعي، يَكتَمِلُ المَذهَبُ التّآلفيّ بِأكمَله، إِذ يُبيّن بَياناً واضِحاً الطَّريقَ إِلى الخَلاص. ولَكِنهُم مَا يَزالوا يُكذّبونني، كَمَا كَذّبوا النّطقاءَ مِن قَبلي. يَستكبِرونَ، كَمَا استكبَرَ الّذين مِن قَبلِهِم. يَسخرونَ، ويَقولونَ إِنَّ ثَمّةَ ”مَهدويّةً“، و”خَلاصيّةً“، و”مسيحيّةً“ فِيمَا أقوله، ولَكِن مَا الّذي يَعنيهِ شَكّهُم هَذَا؟ أَلَا يَعني ذَلِكَ أَنَّ المُخلّص، والمَسيح، والمُنقذ، وجَميعَ المُنتظرينَ مَا يَزالوا عَالقينَ فِي خَيالِهِم الجَمعيّ، وبِالتّالي لَم يَتخلّصوا مِنَ المِثاليّةِ كُلّيّاً؟

(2) الرّأسماليّةُ قادِرةٌ عَلَى تَجديدِ نَفسِهَا دَائِمَاً، وبِالتّالي لَا يُمكِنُ أَن يَكونَ عَصرُنَا عصرَ الكَارثة.

مَا لَا يَراهُ النّكوصيّونَ النَّاكِرونَ البسطاءُ هُوَ أَن ثَمّةَ فَرقٌ مُبينٌ مَا بَينَ قُدرانِ الرّأسماليّةِ عَلَى تَجديدِ نَفسِهَا (عُمرانيّاً وبنيويّاً)، والزَّعمِ إِنَّ لِلرّأسماليّةِ قُدراناً أَبَديّاً عَلَى ذَلِكَ. الّذينَ اعترضوا عَلَى فَرضيّتي العِلميّة القائِلةِ بِحُلولِ عَصرِ الكَارثة، يَرون أَنَّ لِلرّأسماليّةِ قُدراناً أَبديّاً عَلَى تَجديدِ نَفسِهَا، وكُنتُ سَأصدٍّقُ لَو سَمِعتُ هَذَا الكَلامَ مِنَ المُدافعينَ الآيديولوجيّينَ عَنِ الرّأسماليّة، ولَكنني سَمَعتهُ مِنَ الذّينَ يَزعِمونَ إِنَّهُم يُريدونَ تَقويضَ الرّأسماليّة! والحَقُّ يُقال، لَا أَعلمُ حَقّاً مَا الّذي يَرمونَ إليه، أَهُوَ لَغوٌ وضِغث؟ أَم لَعلّهُ كَلامٌ صَادر عَن خَوفٍ فِكريّ وسِياسيّ؟

أَمَّا صنفٌ آخرُ مِنَ النّكوصيّينَ النّاكرينَ يَرى أَنَّ عَصرَ الكَارثةِ هُوَ واقعٌ، إِلَّا أَنّهُ مِنَ المُمكنِ إيقافهِ وتَغييرِ مساره. ولِكن كَيفَ لَهُم أَن يُقِرّوا بِذَلِكَ مِن دونِ مَعرفةِ الأساسِ العِلميّ وراءهُ، وأَنا مَن بَيّنَ هَذَا الأساس؟ ولَولَا إلحاحي عَلَى هَذِهِ القَضيّةِ لِعُمري لَن يَتحَدّثوا عَنهَا أَبَداً. فَمَا العَمَلُ مَعَ هَؤلاء؟ إِذا قَالوا إِنَّهُ مِنَ المُمكنِ صَدِّ الكَارثة، فِإِنَّ هَذَا يَعني شَيئاً واحداً: إِنَّ الكَارثةَ لَن تأتي، ومِن المُمكنِ لِلرّأسماليّةِ أَن تَستمِر. أَمَّا إِذا قالوا إِنَّهُ مِنَ المُمكنِ أَن نَتَجنّبَ الكَارثةَ، عَبَر ثورتِهِم النّكوصيّة (والّتي يُسمّونهَا ثوّرةً اشتراكيّة)، فَإِنَّهُم يَقولونَ إِنَّهُ مِنَ المُمكنِ الانتقالِ مِن النّظامِ الرّأسماليّ مِن دونِ مواجهةِ الكَارثة. وذَلِكَ لَأَنَّهُم طَوباويّونَ فَوقَ كَونِهِم نُكوصيّينَ وناكرين! إِنَّهُم يَتَصوّرونَ الكَارثةَ أحداثاً ”كَارثيّةً“ فَرديّةً يُمكِنُ تَجنّبُهَا، وبِالتّالي حينَ أقولُ لَهُم عِنَ الكَارثةِ، فَإِنَّهُم لَا يَفقهونَ أَنَّني أَتَحدّثُ عَن عَصرٍ كَامل، أَو عَنِ الزَّمَانِ الانحطاطيّ العُمرانيّ لِلرّأسماليّة، وهَكَذا لَا يَفقهونَ أَنَّني أقولُ إِنَّنَا الآن نَعيشُ فِي ظِلِّ عَصرِ الكَارثة، وإِنَّ يَومَ الكَارثةِ هُوَ نهايةُ هَذَا العَصر، الّذي تَنتهي فِيهِ الحضارةُ البَشَريّةُ، والّذي يَنتهي فِيهِ النّوعُ البَشَريّ الحاليّ كَذَلِكَ.

تَمعّنوا فَقَط كَيفَ يَتَحدّث النّكوصيّونَ، فَحينَ يَقولونَ لِي إِنَّ الإنسانَ سَيستَمر، وإِنَّ التّاريخَ ”سَيقفِزُ“ مباشرةً إِلى اشتراكيتهِم الخائبة، فَأنا مِن حَقّي أَن أسألَ بِدوري: مَا الّذي يَضمِنُ لَهُم ذَلِكَ؟ وأَتدرونَ مَاذَا سَيَردُّ عَلَيّ النّكوصيّونَ الخائِبون؟ سَيقولونَ، بِلا خَجل، إِنَّ الدّيالكتيكَ يَضمِنُ لَهُم ذَلِك، إِذ الاستمراريّةُ سَتَعني فَقَط مَوت الرّأسماليّة، وسَتحَلُّ مَحَلّهَا الاشتراكيّةُ مباشرة. لَكِنهُم قاعِدون، لَا يَقومونَ بِشيءٍ عَلَى الإطلاق، فَمَا الّذي يَقصدونهُ يَا تُرى؟ لَا شيءَ سُوى الحَركَةِ العَفَويّةِ نَحوَ الاشتراكيّة. إِنَّهُم لَآ يَفهمونَ طَبيعةَ الرّأسماليّةِ العَالميّةِ اليَوم، ولَا يَفهمونَ أَنَّ صُعُودَ البُلدانِ الكولونياليّةِ المُهيّمنةِ هُوَ الّذي أدخل عَالمَنَا إِلى عَصرِ الكَارثة، إِذ إِنَّ قُدرانَ الرّأسماليّةِ عَلَى الاستمرارِ قَد ضَعِفَ تماماً. والجَميعُ سَيتّفِقُ عَلَى أَنَّ العَالمَ كُلّهُ اليَوم عَالمٌ رأسماليّ، وبِالتّالي أَنَّ كارثةَ الرّأسماليّةِ هِيَ هِيَ كارثةُ الحضارةِ البَشَريّةِ بأجمعِهَا. لَا يُوجَد نَمَطٌ إنتاجيٌّ واحد، بإستثناء الرّأسماليّ، قَد وَحّدَ العَالمَ وِفقًا لِوَتيرةٍ متزامنةٍ مِنَ النّموِّ ووفقاً لِنَمَطٍ إنتاجيّ واحد. فِي المُجتمعاتِ القبرأسماليّة، كَانَ الانهيارُ يُصيبُ أنماطاً إنتاجيّةً مُعيّنةً وُمحدّدةُ، وفِي الوَقتِ ذاتهِ، كَانتِ المَصفوفاتُ العُمرانيّةُ تَسمَح لِتشكّلٍ موازٍ لِعَمائرَ جَديدة، إِذ كَانتِ الحُقولُ العُمرانيّةُ شاملةً لِتُخُومٍ مُتعدّدة، ولِعمائِرَ مُختلِفة. أَمَّا الآنَ، فَإِنَّنَا نَرى الرّأسماليّةَ موحدّةً فِي العَالم، وتَطوّرُهَا واحدٌ رُغم تفاوتاته، وبِالتّالي دوراتهُ العُمرانيّةُ تُسيرُ بِتَزَامن، وهَكَذَا كُلُّ العَالمِ الرّأسماليّ يَدخَلُ عَصرَ الكارثةِ بِلَا استثناء.


(3) لَا يُمكِنُ لِليَسارِ أَن يَموتَ طَالمَا هُناكَ ظلمٌ فِي هَذَا العَالم.

هَذِهِ النُّقطةُ الّتي سَعِرَ بِسَبَبِهَا اليَسارُ النُّكُوصيّ، والوَاقعُ هُوَ أَنَّهُم نَسوا، فِي سُعارِهِم، أَنَّني قُلتُ إِنَّ اليَسارَ التَّقليديَّ (اليَسارُ النُّكُوصيّ) هُوَ الّذي يَموت، ولَيسَ كُلُّ يَسار. عَلَى العَكس، أَنَا الوَحيدُ الّذي يُبشِّرُ بِيسارٍ جَديد، وقَويّ، وعَظيم، لَيسَ هَذَا اليَسارُ الضَّعيفُ، والمتغنِّجُ، والوَهن! لَكن مِنَ الضّروريّ أَن يَكونَ هَذَا اليَسارُ الجَديدُ يَساراً تآلفيّاً، ومِنَ الَضّروريّ أَن تَكونَ هَذِهِ الاشتراكيّةُ اشتراكيّةً تآلفيّةً. أَيُّ شَيءٍ خِلافُ ذَلِكَ هُوَ نُكُوصٌ، وجُبنٌ، وضُعف.

عَجَبي، أَتريدونَ أَن أَقبِلَ بِكُم وأَنتُم عَلَى مِلّتِكُم القَديمة؟! وأَنتُم عَلَى ضَلالِكُم القَديم؟! هَلَ تَصوّرتُم أَنَّ التَّآلفيّةَ قَصَبةٌ تُحرِّكُهَا الرّياح؟ هَل تَرون أَنَّ النّاضِبَ يَستوي مَعَ النّاضح؟ أَو العَاقِبَ مَعَ السّالِف؟ هَل يُترَكُ الّلبُّ ويُأكلُ القِشر؟ وهَل تُأكَل نوى التُّمران ويُستغنَى عَنِ لَحمِهَا؟ هَل تَخيّلتُم أَنَّني جِئتُ لِأُبيعَ عَلَيكُم بِضاعتي وأَنا عَالِمٌ بِأَنَّ جُيُوبَكُم خَالية؟ كَلَّا، جِئتُ لِأُهديكُم بِضاعتي، بِلَا ثَمَن ولَا مُقابل — جئتُ لِأنذِركُم مِنَ الكَارثةِ وأبشِّرَكُم بِالخَلاص.

لَا أَحَد سَيُنكِرُ أَنَّ اِنهيارَ الكُتلةِ الاشتراكيّةِ قَد سَجّلَ ذَروةَ فَشَلِ المَشروعِ الاشتراكيّ فِي العالم. ولَم تَنهار الكُتلةُ الاشتراكيّةُ وهيَ عَلَى الاشتراكيّةِ بِمثلِ الطّريقةِ الّتي لَم تنهار فِيها يورشليمُ وهيَ عَلَى التّوحيد. ومِن بَعدِ الانهيارِ العَظيم، تَشتّت اليَسار فِكريّاً وسياسيّاً. فِي أوّلِ الأمر، راحَ يَبحثُ عَن طرقَ لِإعادةِ البَعث. بَعدَ ذَلكَ، بَدَأ أَن يُغيّرَ أهدافهُ السّياسيّة والفكريّة، وأصبحت الاشتراكيّةُ مجرّد دالٍ عائمٍ قَد يدلُّ عَلَى أيِّ شيءٍ ممكن. وهُناك مَن تمسّك بالشرائعِ القَديمة مِن دونِ أَن يُعطيَ الانهيارَ أهميّتهُ الفِعليّة، وأَنَّ هَذَه نَكسةً مِنَ النّكساتِ الّتي سننهضُ مِنها. فِي هَذَه الأثناء، صَعَدت البلدانُ الكولونياليّةُ المهيّمنةُ فِي العالم، وأثارت ربكةً فِي فِهمِ طَبيعتِهِا ودَورِهِا فِي العالم، ومِن هُنا أَخَذَ الكثيرُ مِنَ النّكوصيّينَ موقفاً موحّداً فِي دَعمِ البورجوازيّاتِ الكولونياليّةِ الصّاعدةِ ”كَإستراتيجيّةٍ مضادةٍ“ للإمبرياليّة، وبِالتّالي تَخلّوا كُلّيّاً عَن الاشتراكيّة. سابقاً، قَامَ اليسارُ عَلَى فكرةِ تَقويضِ الرّأسماليّةِ والإمبرياليّة لِأجلِ بناء الاشتراكيّة، أَمَّا الآنَ فإِنَّهُ قَد تَخلّى عَن هَذَا المشروعِ، وأَخَذَ يُطالبُ بِعالمٍ عادل، وبِعالمٍ متعدّدِ الأقطاب، ظَنّاً مِنهُ أَنَّ الإمبرياليّةَ هِيَ عبارةٌ عَن حفنةٍ مِنَ البلدانِ المتسلّطةِ عالميّاً، وبالتّالي سَيكونُ عَلَينا دَفعُها بعيداً عَن ”النّظامِ العالميّ“؛ ويَصِفُ ذَلِكَ خطوّةً نَحوَ الاشتراكيّة. والّذي لَم يُساق إِلى هَذَه الجادة، كَأولئكَ الضّالين، فِإِنَّهُ يأبى أَن يعترِفَ بِجديدِ عِلمِ العمران، بِجَديدِ التّآلفيّة، فَتَجِدهُم عَالقينَ فِي زَمانٍ لَا يستطيعونَ الخُرُوج مِنه. ومَاذا يَنتَظِرونَ فِي سُباتِهِم العَميق؟ معجزةً مَا، صاعقةً مَا، مسيحاً مَا! يُفَتّشونُ فِي المَوتى، ويَنتظِرونَ حياةً فِيهِم. يُعيدونَ تَرميمَ جُثثهُم، ويَنتظرِونَ جَواباً مِنهم. ”أيسألُ المَوتى لأجلِ الأحياء؟!“، الحَقُّ يُقال: لَقَد جَعَلوا مِنهُم أصناماً يُعبَدونَ.


(4) الدّيالكتيكُ يَنصُّ عَلَى تَطوّريّةِ كُلِّ شَيء، وبِالتّالي لَا يُمكنُ أَن يَكونَ عَصرُ الكَارثةِ عَصرَ نهايةِ الحَضارةِ البَشَريّةِ وانقراضَ النَّوعِ الإنسانيّ.

لَيسَ هَذَا ديالكتيكاً، وإِنَّمَا سَفَسطة. يَا أيُّهَا النّكوصيّونَ النّاكِرونَ البسطاء، لِمَ تُصرّونَ عَلَى الجَهلِ إصراراً؟

إِنَّكُم تُجرِّدونَ الإنسانَ مِن ظُرُوفهِ العُمرانيّة، وتَفصِلونَهُ عَنهَا، وتَضِعونَ لَهُ وُجوداً مُبهَمَاً وعائِماً، وهَكَذَا، لَم يَعد الإنسانُ خاضِعاً لِلعُمرانِ، وفقاً لِلتَّفكيرِ النُّكُوصيّ الأعوج، وإِنَّمَا العُمرانُ خاضعٌ لِلإنسان. وهَذِهِ الرّؤيةُ تَتَعارضُ مُباشرةً مَعَ أبجديّاتِ فِكرِ ماركس وإنغلز — الفِكرُ الّذي يَدّعونَ الدِّفاعَ عَنهُ عَلَى نَحوٍ أفضل مِنّي. بِالتّالي، مَا دامَ الإنسانُ هُوَ مَوضوعَ تَفكيرِهِم، فَإِنَّ الدّيالكتيكَ ديالكتيكهُ هُوَ، وهَكَذَا يَستمرُّ الإنسانُ عَلَى نَحوٍ متجاوزٍ عَلَى العُمران، فَيستَنتِجونَ -بِالضّرورة- أَنَّ عَصرَ الكَارثة، أَي عَصر الخَرابِ العُمرانيّ الشّامل، هُوَ ”مَحصورٌ“ فِي العُمرانِ فَحَسب؛ أَمَّا الإنسانُ، فَهُوَ مُتعالٍ عَلَيهِ ويُمكِنُ لَهُ أَن يَعيشَ عَلَى نَحوٍ مُنفصلٍ عَنه. تَفضّلوا، هَذَا هُوَ ديالكتيكهُم الأحول!

يَختَلِفُ مَنهَجي الدّيالكتيكيّ تَماماً عَنِ السَّابقينَ، وبِالتَّحديدِ فِي التَّالي: نَفي نَفي النَّفي، أَو النَّفي المُثلّث. ديالكتيكُهُم ضامِنٌ لِلاستمراريّة، فَإِنَّهُ رَجعيّ. أمَّا ديالكتيكي أَنا، فَإِنَّهُ يَتناولُ حُدثانَ القُدران، ويُبيّنُ أَنَّ التَّغييرَ لَا يَحصَل عَبرَ نَفي النّفي العاديّ، الأوفهبونغ، إِذ نَفي النَّفي مَا هُوَ إِلّا لَحظة مِن لَحَظاتِ الحُدثان، وهُوَ لَحظةٌ تَحويليّةٌ، وهَذِهِ اللحظةُ التَّحويليّةُ دائِماً تُمهِّدُ الطَّريق لِلنّفي التّجاوزيّ نَحوَ شَيءٍ جَديدٍ كُلّيّاً، نَحوَ تاريخٍ جَديدٍ كُلّيّاً. بِالنّسبةِ إِلى ديالكتيكِهِم، وصَراحةً لَا أعتقِدُ أَنَّهُم يَفهمونه، كُلُّ شَيءٍ يُعقِبُ مَا يَسلَفهُ ويَتجاوزهُ فِي تَركيبٍ تَموّضعَ ارتجاعيّاً: البرعمُ يَنفي البَذرةَ عَلَى نَحوٍ مَحدود، والثَّمَرةُ تَنفي نَفي البرعم؛ الجَديد يُولَدُ مُباشرةً مِنَ القَديم، إِذ كَانَ موجوداً عَلَى هيئةِ بَذرةٍ، ومِنهَا تَصيّر. ولَعلَّنَا نَبتذِلُ هَيغل العظيم، ولَكنني أطرحهُ كَمَا يَراهُ النّكوصيّونَ مِن خِلالِ مَفهومِهِم الدّيالكتيكيّ المُمل. أَمَّا بِالنّسبةِ إِلى ديالكتيكي أَنا، لَا يَكونُ ”الجَديدُ“ نَتيجةً لِنَفي النَّفي، وإِنَّمَا نَفي النَّفي هُوَ الحَالةُ التّحويليّة، أَو ظَرفُ الجَديد، ونَتيجةُ الرَّفعِ لَا يُمكنُ أَن تَكونَ هِيَ هِيَ الجَديد، وإِنَّمَا استرجاعُ لحظةَ التَّوليدِ الأولى نَحوَ تَوليدٍ جَديد، ولَكِن لَمَّا كَانتِ اللّحظةُ الأولى تُعبِّرُ عَن تَوليدٍ نَاتجٍ عَن الأحدانيّة نَحوَ التَّبعضيّة، فَإِنَّ لَحظَةَ نَفي النَّفي تُعبِّرُ عَن تَوليدٍ ناتجٍ عَن التَبعضيّة؛ لَكِن هَل هَذَا هُوَ هُوَ الجَديد؟ عَلَى الإطلاق. الجَديدُ هُوَ الّذي يَستَرجِعُ الأحَدانيّةَ وِفقاً لِشروطٍ مُختلِفةٍ كُلّيّاً.

لَا أشاء أَن أجعلَ مِن هَذَا المَقالِ حَيّزاً لِلكَشفِ عَن مَنهجي الدّيالكتيكيّ، ولَكِنني رأيتُ ذَلِكَ مُناسباً لَأنَّ النّكوصيّينَ ظَلّوا يَستحضِرونَ ”الدّيالكتيك“، فِي كُلِّ لَحظة، لِمعُارضةِ فَرَضيّاتي العِلميّة. كَمَا لَو تَخيّلوا أَنَّني سَأتراجعُ أَمامَ مقدّساتِهِم الزّائفة!

إِنَّ الإنسانَ المُعاصر، أَي الإنسان العاقل (homo sapiens)، هُوَ مَنتوجُ العُمران، ولَيسَ العَكس. لَيس الإنسانُ هُوَ مَن ”أشادَ“ العُمرانَ، وإِنَّمَا العُمرانُ هُوَ الّذي ”أشادَ“ عَقلَ الإنسان. مَن هُوَ هَذَا الإنسانُ العاقِل؟ يَتَميّزُ الإنسانُ الحاليّ (الإنسانُ العَاقل) بِعَدَمِ قُدرتهِ عَلَى التَّحكّمِ بِالطَّبيعة، ولَا عَلَى جَسَده، ولَا عَلى أهوائه. وعَلَى ذَلِكَ، لَا يَستطيعُ أَن يَتَجاوزَ العَقَباتِ التّي تَضعُهَا لَهُ الطَّبيعة، وجَسَدهُ (الأمراض والشَّيخوخة)، وجِهازهُ النَّفسيّ. وفوقُ هَذَا كُلّه، لَا يَمتازُ الإنسانُ الحَالي، بِطَبيعته، بِالقُدرةِ عَلَى العُرفان، وبِالتّالي لَيسَ لَهُ القُدرةُ عَلَى الوُصولِ إِلى الأَزَليّة، بِالمُشاركةِ الفعّالةِ مَعَ المَنطوق الكَونيّ. مَعَ إتمامِ عَصرِ الكَارثة، لَن يَتمكّن هَذَا الإنسانُ بِالتَّحديد، أَي هَذِهِ الفَصيلةُ بِالتّحديد، مِن تجاوزِ الكَارثة. والطَّريقُ الوَحيدُ الّذي سَيجعَلهُ مِنَ المُمكنِ لإجتيازِهَا هُوَ التّآلف، والتّآلفُ هُوَ البَديلُ الوحَيدُ لِعَصرِ الكَارثة، إِذ إِنَّهَا كارثةُ الرّأسماليّةِ تَحديداً. والمتآلِفونَ يَقدِرونَ عَلَى إحكامِ عُقُولِهِم؛ وذَلِكَ هُوَ هُوَ الجسرُ الذّي سَيؤدّي إِلى رَفعِ الإنسانِ الحَاليّ إِلى نوعٍ جَديدٍ كُلّيّاً مِن بَني الإنس، ذَاك الذّي اسميهِ: الإنسان الأقوى (homo potens).

الإنسانُ الأقوى هُوَ آدمُ الجَديد، وهُوَ النَّوعُ الإنسانيّ السّائِدُ فِي التّآلفيّة. نَحن المتآلفينَ جسرٌ لِهَذَا النَّوع الرّفيع — النَّوعُ القادِرُ عَلَى التَّحكمِ بِالطَّبيعة، وجَسَدهِ، وأهوائه. والأهمُّ مِن ذَلِكَ كُلّهُ: القاَدر عَلَى العُرفان والأزَليّة. التَّآلفيّةُ تُظهِرُ أفضلَ، وأقوى، مَا فِي الإنسان، ومِنهُ يَستطيعُ، فِي عِلاقاتٍ اجتماعيّةٍ وتاريخيّةٍ مُعيّنة، أَن يَرتقيَ ويَتجاوزَ عَصرَ الكَارثة. لَكِن الكَارثةَ حتميّة، مَوت الإنسانِ الحَاليّ حَتميّ، بَينمَا البَديلُ الّذي أطرحهُ بِانتظارِ العَمَل، بِانتظارِ متآلفينَ يُبشِّرونَ النَّاس ويَنذِرونَهُم.

——————————————————————————————

مُلاحظة: يُمكِنُ لِلمهتمّينَ أَن يُشاهِدوا النّدوةَ المَذكورةَ فِي المقالِ عَبر الرّابط التّالي:

https://www.youtube.com/watch?v=jOdHajB5w3w



#هشام_عقيل (هاشتاغ)       Hisham_Aqeel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ثمّة اشتراكيّون اليوم؟
- العالم المتعدّد الأقطاب: شعارٌ رجعيّ
- أأنتَ هو مكدرُ إسرائيل؟ حول فلسطين وطوفان الأقصى
- ما التآلفية؟ (حوار مع هشام عقيل)
- رأس المال الكولونيالي
- تحدّيات أمام اليسار
- انطونيو غرامشي
- من أجل مستقبل غير مؤجل
- هنريك غروسمان وقانون الإنهيار الرأسمالي
- يسارنا بحاجة إلى ثورة ثقافية!
- في ضرورة المادية المناضلة - فلاديمير لينين
- لقاء لينين وكروبوتكن ( 1 – 2)
- قراءة نقدية في كتاب (الجائحة!) لسلافوي جيجك ( 2 – 2)
- الصين بعد ماو
- قراءة نقدية في كتاب (الجائحة) لسلافوي جيجك – 1
- دع مئة زهرة تتفتح! [مقتطفات]
- لينين في مواجهة هيغل [مقتطف]
- ثلاث رسائل من إنغلز (مقتطفات)
- حاجتنا إلى برنامج اشتراكي!
- الدولة، والثورة، والأزمة [مقتطفات] لوي آلتوسير


المزيد.....




- شکست ب? ه?موارکردن?و?ي ک?ن?پ?رستان?ي ياساي باري ک?ساي?تي 188 ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني يدين السعي الأمريكي لت ...
- الجبهة الشعبية: مخططات التهجير الجديدة التي يخطط لها ترامب ل ...
- بيان المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بتارودانت
- اشتباكات قرب الحدود العراقية بين الجيش التركي ومقاتلي حزب ال ...
- التقدم والاشتراكية ينظم حفلًا تكريميًا مميزًا للرفيق النقيب ...
- آلاف المتظاهرين في كل أنحاء ألمانيا ضد اليمين المتطرف
- ألمانيا: أكثر من 15 ألف متظاهر في كولونيا ضد صعود اليمين الم ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ترد على إحدى “ال ...
- بيان مشترك للأحزاب والمنظمات اليسارية والتقدمية العربية


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام عقيل - تعقيباً على ندوة (عصر الكارثة: الكارثة الرأسمالية القادمة)