|
زقوم كرة القدم الحلقة ( 5)
الحسان عشاق
روائي وكاتب صحفي
الحوار المتمدن-العدد: 8232 - 2025 / 1 / 24 - 16:49
المحور:
الادب والفن
الحافلة المهترئة تنقل الفريق إلى خارج المدينة، سحنات منقبضة متبرمة الفرحة غابت عنها لعشرات المباريات، يقرعون طبول الخيبة من النظرات، يخيطون سمفونية الهزائم على القمصان ،لم يكتب للفريق بين ثنايا الابتهالات والتكهنات معانقة المراكز المتقدمة في قسم الهواة، قال لاعب قديم التضرط لا يمنع الموت، المكتب استهلك جميع التعويذات، ولا وصفة قادرة على ضخ إكسير الفتوة في خيول هرمة، الأحصنة المستهلكة يستحيل أن تنثر الابتسامات ، المباراة صعبة مع فريق يصارع لتجاوز الكبوات والهرب من منطقة المكهربة، الفرق كبير بين الدفاع عن ألوان الفريق وتنشيط بطولة قسم الهواة وتنشيط الجيوب، المستفيد الأكبر من مال النادي الكراكيز التي ضمها حسن القلالي إلى المزرعة الرياضية، الطاقات الكروية وجدوا انفسهم في كناش النسيان ،بعضهم يتلهى بالعظام البالية، آخرون يمضغون الفتات خلسة ، الرئيس فتى السلطة المدلل يقدم الوعود ويزكي من مال النادي، يشرب أنخاب الهزائم محاطا بالخانعين، يغمر السكون الفضاء بلا ضجيج ،الخوف من الانقلاب يضعف المسؤول ويجعله رهينة الحسابات الضيقة ،يخاف تسلل الضوء إلى المغارة، الضوء يغزل خريطة الانتماء في الشرايين، تلاميذ الأمس تعلموا المشي مرفوعي الرؤوس، والاستبلاد لن يظل صامدا لمدة أطول، الإبعاد جرح يفتح أبواب الغضب ، وحتما سينزف الرأي الآخر الأغنية الأخيرة، من يزرع في الصدور الأشواك لن يجني الثمار، الأحلام لا تنام في عيون الجماهير، تذوب الفصول والسنوات وتدخل هزائم طي النسيان، هناك من ينسى لأنه غير مهتم وهناك من يحمل الجرح النازف في الخلايا، شعلة المحبين لا تنطفئ، الحافلة تزار تبعث الخدر في الأرجل، مركبة أثيرت حولها علامات الاستفهام، ثمة أخبار تشير إلى اقتناها بالملايين وتم تفكيكها في مرآب سري وتم تبديل قطع الغيار باخر مستهلك في عهد الرئيس المخلوع، تغيب الأدلة لكن ليس هناك دخان بدون نار، الدخان يتصاعد في السماء من مؤخرة الحافلة اسودا، فاحما، مركبات تلوث البيئة لكن ولا رقيب، الطريق إلى المدينة الشاطئية يقيس نبضات جنود النادي، الصوت يرغي ويزبد، لا خيار سوى الانتصار،عميد الفريق شتات يبتلع الريق المشحون بالغمر واللمز، التهديد بالفصل يجثم على الدماغ، الحصة التدريبية الأخيرة وقفت على النواقص،فريق متهالك يتنفس الكرة بصعوبة، يساق عمدا إلى التلاشي، كسب معركة بقطع غيار فاسد قمة العبث، الجرس المنبه لم يقرع لإيقاظ الجماجم المحنطة ، المطالب تفتح الباب للزوابع للالتفاف حول العنق ، عشرات المدربين اجتهدوا خارج المسموح به وتعرضوا للنفي، الراديو يقيئ أخبار اجمل بلد في العالم، أغاني ملتبسة تشنف الأسماع ، النوافذ تزف ريحا معطرة من تمايل الأشجار المنتشرة على طول الطريق، أشجار الأوكالبتوس بدأت في الانقراض، عمليات الاجتثاث تطالها ، تفسد الطرقات المعبدة وتصيبها بالتشقق ، بعض رؤوس الطاقم التقني تبتلع غصة الخيال ،الطبيب الحاج قيوح يستعرض الوجوه واحد واحدا ،الكدمات على الأرجل والوجوه من مخلفات المباراة الإعدادية، الحقيبة الطبية حبلى بالضمادات و بعض المرهمات والمسكنات تصلح لكل شيئ، يسيل الدم من القميص الممزق ويصرخ بحباله المقطوعة، يهرول الطبيب في اتجاه المستطيل الأخضر، اليد تقبض على الحقيبة البيضاء، يسحب الجريح بالنقالة خارج المستطيل الأخضر، الم مبرح في الركبة يحتاج إلى مهدئات قوية، الإسعافات الأولية لا تنفع، يطلب سيارة إسعاف، المعد البدني مغوص متشح بالسواد، يئن ويتكوع عند كل حركة، مغاص يجثو فوق لسانه و يتنفس كربونات اللامبالاة، زمنه انتهى لكنه الأرخص في السوق، مدرب الحراس عساس فشل في تقديم الفارق، لا يمكن إعادة الطراوة لجواد شبع شيخوخة ورفضته عشرات الفرق، تسائل كيف اجتاز الكشوفات الطبية ، كل شيئ ملتبس ويمشي بالمقلوب في النادي المعتقل في مخافر الغرباء ،لا وقت للغضب حين تقيم الخسارات في الصدور صلوات الانتهازية، تتنفس أبجديات الخيانة، الغرباء يلهون على ضفاف التلهية و النرفزة المقصودة ،وحده الجمهور تشعل له الخسارات النيران في الأشلاء، الهواء يمشط الأبدان المرتخية على الكراسي، الكل يفتش في المخيلة عن حل للنتائج السلبية، البحث عن بيارق الانتصار يحتاج إلى المجهودات ، غسل قميص الفريق بالعرق، الرئيس حسن القلالي يسكب التعليمات على أوتار الوجع، المباراة صعبة للغاية والخصم يقسو على الضيوف، المدينة الشاطئية مليئة بسحابات مركب كيميائي، ينفث السموم في الهواء، الفندق يطل على الشاطئ، ثمة مراكب صيد تتأرجح فوق البساط الأزرق، الأمواج تلتهم الصرخات، البحار يغامر من اجل لقمة عيش راسما دروبا إلى الله، حاملا فوق الظهر نعشا،
- مباراة الأحد ستكون صعبة للغاية - جميع المباريات صعبة - توفير الهدوء للاعبين أمر مهم - ذلك ما نعمل عليه في جميع المباريات
العلبة الليلية تستقبل اغلب اللاعبين، الموسيقى الصاخبة والأضواء تغسل الأجسام، وسط الساحة المعتقلة بالصخب والأضواء البراقة، تتعانق الأجساد شبه عارية، الرقصات الماجنة دعوة للخروج عن المألوف، ثمة فتاة أسرفت في الشرب، ترمي قطع الملابس، لم يبق سوى تبان وردي وحملات النهود، تدخل حراس معبد الفجور حملوها من الأربع، عشرات اللاعبين تسللوا من الغرف بحثا عن النشاط، فلتذهب تعليمات المدرب إلى الجحيم، كرعوا كؤوسا من عصير العنب الغالي، يعانقون اللذة القصوى، راحوا يتمايلون على صوت موسيقى تثقب الآذان، ما تبقى من لاعبين منهمكون في مص رضاب خراطيم النرجيلة، يشربون الطراوة دفعة واحدة، مباراة الغد يربح الفريق أو يخسر لا تغير من الوضع شيئا، الحارس أمشاط ينفث الدخان من منخريه،لم يعد مسنودا بفقاعات الأماني السمان،لا وقت لترتيب الخراب وانتظار الفرح المشاغب،في المحطة الأخيرة من الرحلة الأخيرة قبل رمي القفازات،تذكر سنوات القمع والإقصاء والإذلال ،الفرصة كانت سانحة ليلتحق بالفرق الكبرى، الديكتاتور محمد جرتيلة قتل الموهبة و ضيع مستقبله، الكذب يرقص في أبهى النواقيس، تلقي بسنارة الامتعاض في رئتيه ، يبتلع اللطمة خوفا من غضب يزرعه في مهب الضياع ، ظل يصرخ ، يحتج يبحث عن المساند ،كل الكلمات المنمقة ترميه إلى لعبة النفي، لا خطابات ترثي حاله ولا إعلام نزيه يفضح القذارة في النادي وتضييع أحلام الشباب، استسلم للمصير الوقح وفي الظهر يحمل طعنات المهزومين . الجرح النازف في الشرايين يغوي الذاكرة، يقتحم الروح المداسة كإبرة حادة تضغط على بثور متقحية ، لا وقت لبصق سيقان الحرمان على مائدة الانتشاء ،ورفع بيارق التراشق ، الساعة ساعة الفرح والركوب على بساط الريح ، اسحب الدخان ، اتركه في الصدر لتشعر بالنشوة المفقودة، للهرب إلى عوالم خرافية ومدن فاضلة، هلموا إلى حقول الأفراح ومعانقة الحرية المشتهاة، الفندق مزدحم بالضجيج ، شابة مخمورة تحاور نهداها الهاربة منها، ستمطر قيئا لا محالة، شاب يداعب الكأس المملوءة بالويسكي تحت أزيز الكلمات الملغزة، الجالسة أمامه تطالب بالمزيد من الأنخاب، تستدرج مواسم التهييج، العاصفة ترجلت عن ربوة الهيجان، النادل يهرع لتلبية النداء، حريم معبد الخمر يعرف كيف يرفع الفواتير،كلما تضخمت الفاتورة كلما كان البقشيش دسما، غرغرات النرجيلة وتدافع الفقاقيع تثير الانتباه وموجات الضحك، صوت المؤذن ينادي لصلاة الفجر يأتي من مسجد قريب، ما بين الفندق والمسجد بضعة أمتار، من يبتغي التقرب إلى الله وربح الجنة ومن أراد ملاحقة ملذات الحياة، الخيار بيد الإنسان ، سحابات الدخان المر تعتقل الحجرة الضيقة، الزقوم يتفقد غرفا ابتلعها الصمت مند ساعات، يطرق الأبواب لنفخ صافرة الاستيقاظ ولا من مجيب،صوت الحذاء يصفع الأدراج يطن في الأدنين، دخل العلبة الليلية، لطمته رائحة العرق والدخان، ارتعشت الفرائص من اللحظة الأولى لولادة الشبهة ،ضبطهم متلبسين بشبهة تزجية الوقت، سكارى على أرصفة اللهو، الفريق يغرق في مستنقع النشاط ،لم تخنق اللحظة في قيعان الكؤوس، الاحترام تبعثر في دخان السجائر، مدت له الكأس الأولى والثانية والثالثة...، استوى في الجلسة وراح يثرثر بدون انقطاع، لعبت الخمرة في الرأس، رمى بالقميص والسروال، دخل الحلبة وراح يرقص بتهور، يعانق أجساد نسائية تزيدها الأضواء جمالا ، تنثر شهواتها المتجددة على زبائن أسخياء، المؤخرة والبطن هضبتان لحمية تندلقان بشدة ، تأتيه التصفيقات والصفير ،يدفن الرأس بين نهدين سخيين، الالتحام اللذيذ يشق عصا الاتزان ، تتحرك أرنبة الهيجان وتخسف ألوان الأضواء ،يدعوها لصلاة الاستسقاء، يصطدم بالمبلغ الخيالي، العاهرة رقصت على أوتار المغص دفعة واحدة، الجيوب مثقوبة مند سنوات، يمضمض في لوعة لزوجة احمر الشفاه،تبادل في الأدراج مترنحا حديث العنة مع لاعبين اكثر ترنحا،ينفث في رئة الفشل لعنات ، العاهرة أرادت مبلغا كبيرا عن مهبل اكثر استعمالا، يرفض السباحة في مياه الآخرين، تعالت القهقهات. ترتفع حرارة التصفيقات، الشعارات تشنف الأسماع، أصحاب الأرض يمطرون شباك الفريق الضيف، هدفين في الشوط الأول، الفريق المضيف أضاعوا عشرات الفرص السانحة للتهديف ، التغييرات لم تقدم حلولا لعقم الدفاع المهلهل، الفريق شارد وسط المستطيل الأخضر، العياء يعصر الجماجم ،لا مراوغات ولا تمريرات منسقة، فريق متهالك حاضر جسديا في الملعب لكنه ذهنيا لا يزال تائها في المرقص الليلي وفي سحابات دخان النرجيلة، التغييرات لم تنفع، تغيير النطيحة بالمتردية وما اكل الضرغام، أضاف أصحاب الأرض ثلاثة أهداف أخرى في الشوط الثاني، هجمات شحيحة في مقابل الضغط والإيقاع المتسارع ،في رمشة ضياع انهار الفريق، التحكم في الكرة من رابع المستحيلات، كل تمريرة تنتهي بسقوط اللاعب ، يصرخ المدرب، يمزق حبال الصوت، يضخ في اللاعبين زفرة الرجولة ،الصرخات لا تشفي الغليل في الصدور، ترتفع الآهات والتنهيدات، العرق يغسل الأجسام لكنه لا يغسل الفشل في تسجيل هدف الشرف، تضيع الجلدة بين الأرجل ، الطاقم التقني يضرب الأخماس في الأسداس، يرسم بالسحنات أبجدية الخضوع ، الحكم يراقب عقارب الساعة ، يتلقى اللاعب قرماش كرة فوق طبق من ذهب، الشباك فارغة يسدد الكرة فوق السقف ،الجماهير تطارد جمر السؤال، من باع واشترى في المباراة، من قبض الثمن عدا ونقدا، الخلل ظاهر للعيان.
- الحارس أمشاط متواطئ مع الخصم - لا اعتقد - الم تر الأهداف المسجلة جاءت من كرات سهلة - الفريق بالكامل منهك القوى وتائه وسط الملعب - القضية فيها ما فيها...؟
الحارس أمشاط في المفرمة، الهجمات تتقوى في رعونة استغاثات الصمت، الاتهامات طعنات في خاصرة البحث عن مشجب، يمشي هائما في الأزقة والشوارع ملتقطا ذبذبات التواطؤ وابتلاع الطعم، حسن القلالي احسن اختيار الضحية، يريده أن يخر صريعا في اتون الاعتراف ، الاعتراف سيد الأدلة، الحارس رفض أن يعلق في العنق الجرس،الجماهير لا تكف عن المطالبة بالحقيقة، هزيمة قاسية تحتاج إلى توضيح، الزقوم يهرب من النظرات المتفحصة، وحده يعرف أسباب الارتكاسة، النرجيلة وكؤوس الخمر افترستا خلايا الطراوة، فريق بالكامل سافر في لجة النشاط، الرياضة والخمر لا يلتقيان، السحابة حبلى بالتقريع والتهديد في الاجتماع الأسبوعي، الكلمات تجيش بالأعاصير، لا وقت للعويل وتدبيج آيات من الأكاذيب، الفريق برمته غير صالح لتمثيل المدينة المغتصبة، الهزيمة هزيمة المكتب المسير والطاقم التقني، التفتت الأعناق إلى عضو استفزته المناورات الخسيسة، الرجل امتطى سرج المكاشفة، نظرات تترجاه أن يصمت، الجدران لها آذان وعيون جاحظة، المحاسبة يجب أن تشمل الجميع وبدون استثناء، اجترار نفس الأسطوانة المشروخة لا يقدم حلولا للازمة، الآراء المقتحمة تثير الرعب في المكتب غير الشرعي ،الرئيس يتلهى بالهاتف متجنبا التدقيق في عفونة التصريحات، لا شفاه تغازل ألوان وحب الفريق ، كراكيز بدون قيمة ولا إضافات، مكدسون في حناجر الإذعان، لا يقرعون جرس الاستيقاظ ، النادي في الطريق إلى التلاشي ،ضاع الفريق مند سنوات حين عانق الكبوات واعتبرت إنجازات ،التعاقدات مخيبة للآمال، السماسرة يرسلون رسائل شكر إلى الله، الرئيس مثقل بقضايا السياسة والمقاولات، الخدم والحشم، دائم النوم فوق عينيه، ولا مكبرات تهتف بالضياع وغرق السفينة، الأعضاء يختبؤون خلف أقنعة وادعاءات فارغة، توزع عليهم الأدوار في كل اجتماع أسبوعي، مسرحية محبوكة بعناية ليستمر القبض على الكرسي، يتمدد الحارس أمشاط على صهوة الريح، حاملا في الأشلاء سكرات التحدي، القبر يحفر علانية بمعول مجهول لا يفهم في أدبيات الكرة، يتقمص الرئيس دور المحقق في غرفة الاستجواب ،يمطر الجمجمة المفجوعة برزمة الاتهامات ،تبخرت كل الطلقات الفارغة في الطريق إلى تباشير البوح ، كل الإيحاءات تنزف قيحا وتقترب من الوجع، يضرب الطاولة ويرفع نخب الفضيحة المزكومة، كلنا مذنبون في حق الفريق، يشعر بالارتباك، يترنح من الغبار المتطاير من شطحات التفريغ، ينكمش الأعضاء ويشعرون بالصفعة، تساقطت الأوراق وتعرى ما وراء الأكمة، علي وعلى أعدائي صاح شمشون حين احس بالخيانة من الزوجة لما عرفت أن سر قوته في الشعر الطويل الذي تمكنت من قصه خلسة أثناء نومه، فأفشت السر للأعداء، لأنه ساذج قام بهدم المعبد على الأعداء و تسبب في هلاكه ،الزقوم ينقل النظر بين القلالي والحارس أمشاط، تمتلأ عيناه المتورمة بدمعات السقوط ،تنزلق إلى الدماغ سهرة الأمس، صور اللاعبين السكارى الراقصين على جثة الفريق، أخاط الفم حين شرب حتى الثمالة، أدركته قذيفة مركزة لكنها لم تكن قوية بما يكفي لقلب المعادلة ، في الجلسة الثانية من الاستنطاق لاح السوط مشدودا إلى الأعناق، شريط الاستذكار يرفرف في سماء القاعة، عبد الله القوزي، بوجمعة بولخواض، أنوار النفير ، محمد القضيب، إدريس قزيدرة وآخرون زائدون عن الحاجة، خشب مسندة بدون صوت، يستعجلون إنهاء المسرحية السخيفة، البحث عن الحقيقة لن يعيد الألق والإشعاع للفريق،خمسة أهداف حصة ثقيلة، المسؤولية مشتركة بين اللاعبين والطاقم التقني، أطلقت القاعة شخيرها وطمرت الفضيحة ، الزقوم يمضغ اللعاب بين الأسنان، يخاف أن ترصده عدسات الكاميرا ، البحث عن كبش فداء يمطر بين فخديه ،ستهطل الجلسة زخات اتهامات مغرضة، لقد دخل وجر النادي بقيود الحرمان والولاء التام ، فشل في أول الاختبارات.
- سي الزقوم كنت على علم بقضاء اللاعبين ليلة سكر لكنك لم تبلغ - حاولت الاتصال بكم السيد الرئيس لكن الهاتف كان خارج الخدمة - كان عليك الاتصال بالطاقم التقني -….
استقل حافلة الصمت متصببا عرقا بحثا عن مفردات هاربة من لعنة المواجهة مع سيده الذي أوصاه بالانبطاح التام ، حمل أشلاءه المهترئة ودسها في حقيبة متقادمة هربا من لساعات الاتهامات، يدخن عقب السيجارة المثبتة بين الشفاه المتفحمة، الخيبات تصفق بين الأضلع، دخل أول حانة وراح يفرغ في الجوف كؤوسا من الراح، ترتاح فوق الجمجمة تفاصيل التقريع، تأكل في توادة الأضلع المنخورة، سحب الهاتف النقال، ركب رقما وأتاه صوت من بعيد، يحتاج إلى نديم ليفرغ روحه من وجع السقطة، برميل الغائط استجاب للنداء مسرعا، المائدة مزدهرة بقناني الخمور، المرمدة تطفح بأعقاب السجائر، سكارى منتشرون فوق الموائد، الضجيج والنقاشات العالية عنوان على تعبئة الأدمغة، الكلمات المقتحمة جاثمة على الصدر، لم تقم بالمهمة كما يجب، اخطأنا حين ألحقناك بالنادي، يفرع في الجوف كؤوسا متتالية من العنب المخمر، سكير يترنح يلاحق بالعيون دورة المياه، يلعب بيديه في الهواء، اختفى لبرهة وعاد مبللا ، تبول في سرواله لم يفلح في جر السحاب ،الحذاء يقطر بولا، سحبه ناطور إلى الباب الخارجي ودفعه، حين يحتاجون إلى الزبون يفتحون له الأدرع ويستقبلونه بالزهور والابتسامات العريضة، حين ينتهون منه يقذفون به إلى الزقاق ،سكير جاثم على أبواب الغثيان ،يفرغ ما في جوفه دفعة واحدة، الحموضة تستفز السكارى، الثمالة تأتي من سنابل الصخب ،يرفع نخب الخسائر يقرا في العيون الشماتة، هزيمة النادي الثقيلة على كل لسان ،تلتف الرؤوس حول المائدة، يتقاسمون أسباب الهزيمة/ الفضيحة، يعلقون شرذمة النادي في المقصلة، يسقط في الرأس الوجع القديم، ابحث عن مهنة أخرى غير كرة القدم، لربما سيسمع غدا نفس العبارة بصيغة مختلفة ،تمتلأ المائدة بالمزيد من الزجاجات تقطر دمعا ،يدفن ما تبقى من الآهات في النبيذ ،قعقعة الزجاجات الفارغة تبتلع الحكاية، وبقايا من عواصف القهقهات ، برميل الغائط يتمايل باستمرار، يطلق الريح دون توقف، زار الأطباء عدة مرات ليجد الدواء الشافي ، الوصفات الطبية لم تنفع ولم تنجح الأعشاب الطبيعية في وقف التضرط المثير للقرف والاشمئزاز، حين يجلس إلى المائدة يبتلع الطعام بدون مضغ، لم يصل إطلاقا إلى ذروة الشبع، يفرغ في الجوف أقداح الراح، تحمر العيون يغرس الأصابع في شريحة اللحم،الدسم يقطر على السروال الفضفاض ولا يبالي، البطنة تذهب الفطنة، في الطريق إلى المقهى حيث يعمل نادلا اعترض سبيله رئيس فصيل ( ذئاب الملاعب ) ،دار حديث هادئ في البداية، الليل يبتلع صدى الكلمات ، برميل الغائط يتبول على جدع شجرة ، لا يحضر في الدماغ مفهوم البيئة ،ارتمى عليه ذئب الملاعب ، تكلمت اللكمات في الوجه، قذف بأوجاع التماطل إلى دهاليز الخطيئة ،يرتفع الصراخ، تفقس الشتائم والسباب في جنح الظلام، يتناثر على قارعة الطريق، عابرون وقفوا يتفرجون ، برميل الغائط يركض الأنفاس تتقطع ،تمزق في الشفة السفلى، الجرح ينزف في الفم ملوحة، امسك برميل الغائط بذئب الملاعب، احكم السيطرة عليه، أسقطه أرضا وجلس على الصدر ، الأرجل تركل الفراغ، ترتفع الصرخات والشتائم، الذئب يتحول إلى جرو يعوي ، العواء يكسر سكون الليل، أضواء قوية تغمر المكان ، خرجت كائنات فولاذية، حمل الثلاثة إلى الصندوق الخلفي للسيارة الموشومة.
#الحسان_عشاق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زقوم كرة القدم الحلقة4
-
زقوم كرة القدم الحلقة ( 3 )
-
زقوم كرة القدم (الحلقة2 )
-
زقوم كرة القدم
-
يوميات الكابران لمساسكي
-
الرئيس ميغول واعوانه
-
مدير الفضايح... وحمادي الدحش
-
رواية ( ارقص... انت في المسلخ)
-
كتيبة الاعدام
-
الرقيع في بلاد الصقيع
-
الرقيع في ليلة الزفاف
-
الرقيع والمراة
-
المشبوح والصحراوي والملتحي
-
القرصان والجريدة
-
الرقيع في مقهى الربيع
-
المشبوح والكرسي
-
المشبوح والسياسة
-
المشبوح والشيخوخة
-
جثث في المقبرة
-
الحصار
المزيد.....
-
نجيب محفوظ وفن الكوميكس.. هل يفتح الفن التاسع آفاقا جديدة لل
...
-
فيلم -إيميليا بيريز-.. فوضى إبداعية بين الموسيقى والكوميديا
...
-
محمد سمير ندا.. على الكاتب أن يمتلك الجرأة على إلقاء الحجارة
...
-
بعد سقوط الأسد.. فنان سوري شهير يتعرض للتهديد بالقتل
-
الفنان السوري سامر المصري يصل دمشق بعد غياب 14 عاما ومحبوه ي
...
-
سرقة تحف أثرية من متحف هولندي بعد اقتحامه باستخدام عبوة ناسف
...
-
بطريقة سينمائية.. سرقة 3 أساور ملكية وخوذة ذهبية أثرية
-
فنان مصري يعلن فتح مزاد على -بالطو- حفل -Joy Awards- لصالح م
...
-
أزمة قانونية تهدد عرض فيلم السيرة الذاتية لمايكل جاكسون
-
بشعار -وما بينهما-.. بينالي الفنون الإسلامية بجدة يستكشف الإ
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|