باسم محمد حسين
الحوار المتمدن-العدد: 8232 - 2025 / 1 / 24 - 02:56
المحور:
كتابات ساخرة
أعتدت أن استلم راتبي التقاعدي من المصرف دون المكاتب الأهلية، ودائماً ما أذهب للاستلام بعد العاشر من كل شهر تفادياً للازدحام الحاصل في الأيام الأولى من كل شهر. وعدم استلامي للراتب من المكاتب الأهلية لأنهم يستوفون مبلغاً إضافياً علاوة على المبلغ المخصص لهم أساساً كهامش ربح من الدولة، وهذا ما أعتبره عملاً طفيلياً، ناهيك عن أن المبلغ المستوفى بهذا الشكل ممكن أن ينفعني في مجال آخر وخصوصاً أن الرواتب ما عادت تغطي الاحتياجات الفعلية للمواطنين بسبب تزايد جميع الأسعار والأمثلة على هذا الموضوع كثيرة جداً ولا داعي لذكرها لأن الجميع مكتوين بنارها.
مصرف الرشيد فرع شارع الثورة 88 الواقع في بداية شارع الوطني في مركز البصرة، اعتذرت موظفة الصندوق عن دفع مستحقاتي بحجة عدم توفر النقد الكافي، وعدت في اليوم التالي ووجدت قاعة المصرف شبه فارغة فاستفسرت من الشرطي المناوب عن الأمر فقال (ما عدهم فلوس) فعدت أدراجي من حيث أتيت. وفي اليوم الثالث وإذا بالأمر ذاته في ذلك المصرف العريق. الأمر الذي أدهشني جداً كيف يسمى مصرفاً ولا تتواجد فيه النقود؟ عدت مجددا في اليوم الرابع وكان الخميس 16/1/2025 ويومها كان الصرف فقط للصكوك المصرفية دون رواتب الموظفين أو المتقاعدين، عندها لم أتحمل الأمر فراجعت مديرة المصرف وبدورها وبكل هدوء قالت بعد سؤالها عن السبب "سنحل الموضوع في الأسبوع المقبل" وكررت سؤالي ما هو سبب عدم وجود سيولة نقدية تغطي جميع أنشطة المصرف؟ ثم لماذا تفضل الصكوك على الرواتب؟ وأجابتني بنفس المعنى، ثم سألتها عن جهاز الصرف التلقائي المتواجد عند البوابة فقالت (راح نحط بيه فلوس الأسبوع الجاي).
في جميع بلدان العالم حتى المتخلفة منها يتم الصرف في أغلب الأمور عن طريق أجهزة الـ (ITM) المتواجدة في الساحات والمحتشدات والأسواق ناهيك عن توفر الأجهزة الأخرى (POS) في المتاجر والمحلات.
أعتقد بأننا سنحتاج الى 22 سنة أخرى ينقصها ثلاثة أشهر لذلك.!
#باسم_محمد_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟