أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد رضا عباس - ضرورة تهذيب المراسيم الدينية في العراق














المزيد.....


ضرورة تهذيب المراسيم الدينية في العراق


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8231 - 2025 / 1 / 23 - 20:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يحتل ال بيت الرسول مكانة خاصة في قلوب المؤمنين . فهناك آيات قرانيه واحاديث نبوية تدعوا الى محبتهم والإحسان اليهم احياء واموتا . ففي العراق على سبيل المثال , تجري احتفالات خاصة في ذكرى ولادتهم ومماتهم , البعض منها مبالغ فيها على الرغم من رفض مراجعهم الدينية لها . إضافة الى ذلك اصبح بعضها يشكل عبا على سوق الاعمال , ازدحام مروري , وعبا على القوى الأمنية , واحدى هذه المناسبات هي ذكرى استشهاد الامام السابع للشيعة الامامية , وهو الامام موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن ابي طالب.
تقع ذكرى استشهاد هذا الامام يوم 25 من شهر رجب , حيث تقام التعازي بهذه الذكرى في مدينة الكاظمية من بغداد .
وانا في سن الشباب أتذكر ان مراسيم التعزية في هذه المناسبة لا تزيد على ساعتين , حيث تبدء في الساعة العاشرة صباحا وتنتهي في الساعة الثانية عشر ظهرا. تبدء المراسيم بتجمع أبناء الكاظمية حول بئر كنا نسميه " بئر موسى بن الجعفر" قرب معمل فتاح باشا و بستان " ام الورد" , حيث يضع نعش الامام , وفي الساعة العاشرة صباحا يحمل أبناء الكاظمية صغارا وكبارا النعش حزانا متوجهين الى الصحن الكاظمي , حيث تنتهي المراسيم قبل صلاة الظهر.
كما ذكرت لا تطول مراسيم العزاء اكثر من ساعتين , تغلق المحلات التجارية أبوابها اكراما واحتراما للذكرى , وفي اليوم التالي ترجع الحياة الى المدينة من جديد.
في السنوات الأخيرة , أصبحت هذه الذكرى تكبر وتطول ايامها , حتى أصبحت تنافس الزيارة الاربعينية للأمام الحسين في كربلاء من حيث عدد المواكب المشاركة وحجم المشاركين فيها.
ليس لدي مشكلة مع ما يعتقد الانسان , بل اعتبر ان هذه التجمعات حالة الإنسانية و صحية , ولا يخلو مجتمع في هذه المعمورة بدون مناسبات حزينة او مفرحة . مشاركة الاخرين تعطي روح التعاون و المحبة والاخوة والتقارب والتعارف . بالحقيقة أرى ان هذه المناسبات متنفسا للكبار والصغار من الاعمال اليومية الرتيبة , إضافة الى العبر التاريخية .
اذن , اين يقع الخطأ؟
الخطأ هو عدم ترشيد المناسبات الدينية , ومنها مناسبة استشهاد الامام موس بن جعفر , الكاظم . حسب ما وصلتني من اخبار ان بعض المشاركين بدأوا المسير نحو مدينة الكاظمية مشيا على الأقدام من جميع المحافظات العراقية , وتحولت مراسيم الزيارة من يوما واحدا الى اكثر من عشرين يوما , تنصب الخيام وتكيات والسرادق على طول الشوارع المؤدية الى مدينة الكاظمية , وهو شيء اصبح يعطل الحياة في المدينة . واكثر من ذلك اضيف الى هذه المناسبة مواكب التشابيه ( مشارك الجمال والحصن ) في المراسيم , وهي إضافة جديدة غير معروفة من قبل . لقد وصلني فيديو تيب يصور مسيرة من الجمال في وسط بغداد ومتوجهة الى مدينة الكاظمية .
لابد للجهات المسؤولة على هذه المناسبات مراجعة حساباتها , و العمل على تهذيبها . طول أي مناسبة سواء كانت مناسبة فرح او ترح تصبح مملة وتتقلص منافعها , وهو قانون اقتصادي معروف باسم قانون المنفعة المتناقصة , أي كلما كثر شيئا قلة الرغبة به . ثم ان العراق اصبح لا يتحمل مناسبة تطول اكثر من عشرة أيام ينشغل الناس بها وتعطل الاعمال ويكثر الازدحام المروري , ويتعرض الامن الوطني الى مخاطر الإرهاب.
يضاف الى ذلك ان طول فترة المناسبة تقلل من هيبتها , وتصبح مجرد قضاء وقت وليس وقت زيارة وتقرب الى الله بالتواصل مع اهل بيت النبي . الملتزمون يصرون على زيارة الامام في يوم استشهاده او ليلة استشهاده , وكل يوم يضاف الى هاذين اليومين يعد اطالت المناسبة بدون طائل او معنى.
كما ذكرت, انا لست ضد ممارسة الطقوس الدينية , ولكن مع ترشيدها الى درجة ان لا تكون عبئا على سكان المدينة ومصدر تعب للأجهزة الأمنية . ان دخول 4 ملايين زائر و بأيام متواصلة الى هذه المدينة يشكل ضغطا على جميع أجهزتها المتواضعة .
وربما إشارة أخرى حول موضوع المراسيم الدينية في العراق , بعد ان قراءة بعض الكتابات حولها وهي تهمة استخدام السياسيين لهذه المناسبات للترويج عن حملاتهم الانتخابية او يكتب اخر بان السلطة الشيعية عمدت على " تجييش هذه الممارسات واستخدامها كأداة للحشد السياسي" . هذا كلام غير صحيح لا من اوله ولا من اخره. الحكومة غير شيعية كما يدعيه البعض , وان ممارسة هذه الشعائر بدأت بعد ثلاث سنوات من استشهاد الامام الحسين , أي عمرها ما يقارب 1400 عاما . كما وان مشاركة احد السياسيين في مراسيم العزاء يعد تشريفا له وليس للمناسبة , وان الناس لا يصوتون للسياسي بسبب مشاركته في المراسيم , وانما يصوتون على السياسي الذي يعتقدون هو الاصلح لهم . كما وعلمتنا امهاتنا على لبس الأسود في كل مناسبة حزن , حيث كانت تجمع الدشداشات القديمة ( الجلابيب) وتقوم بصبغها بالون الأسود قبل حلول اليوم الأول من شهر المحرم , وفي هذه الأيام اصبح شراها من السوق سهلا , وهذا يعني ان ليس تاجر الشورجة ( اكبر سوق تجاري في بغداد) من يسوق لها وانما لبس الأسود عند العراقيين علامة الاحزان.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه العصر الإسرائيلي يا اهل العراق
- يوم قيامة العراق!
- حرائق لوس انجلوس لم تكن دعوة مستجابة من الشيخ زيطه
- هل يستطيع دونالد ترامب وقف حرب أوكرانيا يوم 20 كانون الثاني ...
- لماذا تخل أصدقاء بشار الأسد عنه ؟
- هل ان غاز قطر قادر على طرد غاز روسيا من اوروبا ؟
- الطيور المهاجرة تأتي من شمال العالم لتصبح ثريدا في العراق!
- عندما يكون الاعلام عدوا لوحدة بلده
- سر تراكض العرب نحو سوريا
- ما بين احتلال العراق وسوريا
- كم ربحت تركيا وامريكا من التغيير في سوريا ؟
- انهم لا يحاربون الهلال الشيعي فحسب , وانما يحاربون القمر الس ...
- لماذا يكرهون شجرة عيد الميلاد ؟
- رسالة حزينة الى الشيخ احمد الوائلي في قبره
- النظام في بغداد باقي , وسقوطه مجرد حكي مقاهي
- اسف , لا اعرف ما سيحل بمحور المقاومة , ولكن اعرف كيف تقطعت ا ...
- تراخي جيش سوريا من اسقط الأسد , وهذا هو البرهان
- هل قراءة خبر - واشنطن بوست - الامريكية حول سقوط الرئيس بشار ...
- حتى لا تضيع سوريا بعد التغيير
- لماذا على العرب حماية سوريا , حالا ؟


المزيد.....




- ترامب: ستصبح بلادنا أقوى وأغنى والكوكب أكثر سلاماً وازدهاراً ...
- شاهد ما قاله ترامب عن كندا أمام منتدى دافوس
- هل يقطع ترامب عنق العدالة الدولية؟
- -نفسي أوقف الديون.. لكن إزاي؟ كيف علق المصريون على تصريحات ر ...
- ما هي -تجربة سنغافورة- التي تحدث عنها الشيباني؟
- الولايات المتحدة تنقل منصات إطلاق صواريخ تايفون متوسطة المدى ...
- بن فرحان من بيروت: واثقون من الإصلاح في ظل قادة لبنان الجدد ...
- الجيش الإسرائيلي: اكتشفنا مستودعات أسلحة وبنى تحت الأرض لحزب ...
- نيبينزيا: روسيا ستتابع تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحركة -حماس ...
- ترامب: أوكرانيا مستعدة للتوصل إلى اتفاق والكلمة الفصل الآن ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد رضا عباس - ضرورة تهذيب المراسيم الدينية في العراق