|
رسالة من حاكم عربي إلى رئيس دولة العراق رحمه الله .
منير الغيواني
الحوار المتمدن-العدد: 1791 - 2007 / 1 / 10 - 11:19
المحور:
كتابات ساخرة
رسالة من حاكم عربي إلى رئيس دولة العراق ـ رحمه الله ـ.
نحن الموقعون أسفله، ننوب عن جميع حكام البلدان العربية في توجيه هاته الرسالة التاريخية للرئيس العربي المشنوق صدام الحسين رئيس جمهورية العراق ،هذا بعد أن خول لنا جلالتهم و فخامتهم ذلك.
سلام تام بوجود مولانا الإمام سفير الولايات المتحدة الأمريكية،ومعه سيدنا الهمام ممثل دولة إسرئيل.
و بعد... هذا خطاب إلى أخونا في الحكم و العروبة و الإسلام صدام الحسين. نحن الرؤساء و الزعماء العرب .. إن كنا نحيي فيك يا صدام،إستلائك على كرسي الرئاسة و إحكامك للمفاصل الأساسية للدولة والحكم بقبضة حديدية حيث كنت الأول و الأخير،و صلاحياتك الواسعة فاقت بكثير مهمة و دور كل الوزارات و الإدارات العمومية. وإن كنا نعترف لك أنك مكثت على رأس العراق لمدة لا يستهان بها ،خلالها لم يسمع صوت و لم يرفع رأي غير صوتك أيها الرئيس و رأيك أيها القائد،خطبك كان يصغى لها و يستمع كأنها تلاوات مباركة للقرأن الكريم،أما إستفتاأتك و إنتخاباتك فكانت دوما أبدا غاية في النزاهة ناجحة بنسبة مئة في المئة، و هذا ما كنا نفتخر به كحكام عرب. و إن كنا نشهد لك أنك برعت في تضييق الخناق على الحركات الإجتماعية و النقابية والحقوقية،و تماديت في عدم منح التنظيمات السياسية ذات البعد الجماهيري الواسع أحقيتها القانونية لرفضها الإندماج في نظامك الإستبدادي القائم،قمعت إنتفاضات شعبية بشكل يتمناه كل حاكم عربي،أما معارضيك من مختلف الإتجاهات فلم يكن لهم أي وزن أمام عضمتك ،السجون إبان حكمك إمتلأت و المعتقلات السرية إكتضت بمن خولت له نفسه أخذ درب غير دربك ودرب حزبك القوي، في عهدك الزاهر أجهزتك القمعية السرية المسؤولة عن الجرائم و الإنتهاكات الجسيمة في حق الإنسان،نشطت نشاطا متميزا كالذي يوجد لدى أجهزتنا نحن أو أكثر. جهاز القضاء عندك لم يعرف يوما إستقلالا عن سلطتك،خزينة دولتك مفتوحة للتصرف الحر للموالين لك و المقربين و الحاشية الهاتفين صباح مساء بحياتك ،كنت تماما مثلنا لا رقيب و لا حسيب على إهدار المال العام و إستغلال النفوذ في غير صالح الشعب العراقي المجيد... نحن إخوانك أصحاب المعالي حاكمي البلدان العربية ،نسجل لك كل هذه الأعمال التي نتبناها ،في سجل عظيم بمداد من ذهب. يا صدام يا أخونا في القصور و الأرصدة الضخمة،إن السنوات الطوال التي قضيتها في سدة الحكم عرفت محطات لامعة نحسدك عليها...فلم يعرف عهدك قفزات على المستويات الإقتصدية والسياسية،و لم تشهد دولتك أي إستفاقة حضارية ،و لم تكم هناك أي إصلاحات جذرية تبث الثقة في نفوس الناس..بل أجمل من هذا حشرت بلدك الغالي و شعبك العزيز في حروب و متاهات عادت على الأمة بالسلب. إننا في هذه اللحظة المشهودة و هذا المنعطف التاريخي الحاسم ،لنأكد للقوى العظمى ومعها شعوبنا ولك يا صدام،أننا و رغم وقوفنا بإجلال و إحترام و إعتراف أمام سجلك العظيم و تاريخ قيادتك المجيد فإننا نوجه لك اللوم يا صدام. نلومك يا أخونا الرئيس كوننا حذرناك غير ما مرة ،وفي كل مناسبة ،سواء داخل كواليس القمم العربية أوخلال الزيارات الرسمية و غير الرسمية،كنا نذكرك بضرورة عدم مصادمة الشرعية الدولية و بوجوب إحترام قرارات الدول الكبرى و إبداء تعابير الإستجابة و الرضوخ و الإنصياع. يا صدام ،حذرناك و طلبنا منك الإلتحاق بنا عند البيت الأبيض،نذكر جيدا أننا أبلغناك بأن مساندتك للقضية الفلسطينية و دعمك للإنتفاضة الأولى و الثانية والثالثة يعد ضربا من المغامرات غير محسوبة العواقب ،إذ نصحناك إن كنت مع فلسطين فتظاهر أمام الرأي العام المحلي و الإقليمي بأنك تقف إلى جانب شعب فلسطين و سلطته،و في السري عليك بالتطبيع وربط علاقات مع إسرائيل ،فأنت لست أكثر عروبة و إسلام منا يا صدام ،المهم و الأساس أن تعترف و تقر لإسرائيل بأحقيتها في الوجود و البقاء،و لا داع لنعتها بالكيان الصهيوني أو بدولة الخنازير و القردة،لعل ذلك يجعل القيادة في تل أبيب و واشنطن تغفر لك خطيئتك لما قصفت عاصمة إسرائيل بالعباس و الحسين. نحن ملوك و رؤساء العرب ناشدناك بأن لاتستخدم البترول كسلاح في وجه الولايات الأمريكية و الإقتصاد العالمي ،لأن هذا إجراء هو أقرب إلى المراهقة السياسية على أن يكون فعلا سلاحا فعالا..نصحناك أن ترفع عددالبراميل لكي ينخفض سعر البترول في الأسواق العالمية. يا صدام ،بعثنا لك وزراء خارجيتنا في العلن و بعثنا لك رسائل في السر ..لنقول لك يا رئيس العراق،إركب معنا موجة مكافحة الإرهاب و إعلن عبر تلفزيونك أنك فككت خلية من إرهابيين كانوا على أهبت الإستعداد لضرب مصالح دول غربية داخل العراق و في دول الجوار،و أمسك بملتحين و لفق لهم تهما خطيرة ذات علاقة بتنظيمات عالمية محضورة، ربما يقرر الرئيس الأمريكي حذفك من لائحة محور الشر. يا صدام ، قلنا لك قل للعالم بإنك قد تخليت عن برنامجك النووي و قد تراجعت عن مشاريعك التسلحية التي كنت تعتزم المضي فيها. يا صدام ،دعوناك أن تفتح أبواب التغيير أمام مناهجك التربوية ونصحناك كي تعمل على ترتيب بيتك الداخلي حسب المقاييس و المعايير الدولية السائدة ،و إمنح المرأة حقوقها كاملة و دورها الذي يليق بها بعد أن تدخل تغييرات جذرية على قوانين الأحوال الشخصية المعتمدة حاليا. يا صدام، قلنا لك لا تبتعد عنا فالذئب يأكل من الغنم القاصية. يا صدام، قلنا لك أن رفع الرأس وسط المنحنين تأكله المشنقة.
إنتهى خطاب الحاكم لكم و لصدام ، و حرر بمداد العار العربي في يوم سقطت فيه جميع القناع الموافق لليوم الذي أغتصبنا إلى النخاع. ــــــ...................................................................ــــــ منير الغيواني.
#منير_الغيواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|