أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمود خدر - أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء السادس















المزيد.....


أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء السادس


خالد محمود خدر

الحوار المتمدن-العدد: 8231 - 2025 / 1 / 23 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخطط المقترحة لمواجهة أزمة المياه في اقليم كردستان و عموم العراق:

ضربت أزمة المياه في إقليم كردستان وعموم العراق تأثيرها في العمق ، الأمر هذا يتطلب وضع خطط استراتيجية للتوصل إلى حلول عاجلة لحل أزمة المياه سواء في اقليم كردستان او عموم العراق بما يخفف أو يساهم في حل المسألة بشكل كبير.

ان اوضاع العراق والاقليم المائية انقلبت كثيرا وتغيرت بعمق في الوقت الحالي ، فالمياه التي كانت تجري قبل عقود سابقة عبر الأنهار والروافد بتدفق عالي حد الفيضان أصبحت شحيحة او نادرة ، و العواصف المطرية والثلجية المتواصلة التي كان تميز شتاء الإقليم واجزاء واسعة من العراق أصبحت قليلة ومتفرقة ، والموسم المطري الذي كان يبدأ في بداية تشرين الأول من كل عام تراجع ليبدأ في أواخر كانون الأول في أغلب السنين، ليبلغ التغير المناخي حدا لم يسقط من امطار لحد كتابة هذه السطور في الإقليم ومناطق واسعة من العراق الا ملليمترات قليلة ، لتتأكد بذلك آراء الخبراء منذ أكثر من ثلاث سنوات حين توقعوا أن تكون السنة الحالية 2025 سنة جفاف تشكل مقدمة لمستقبل مائي اسؤا على عموم العراق إن لم تتخذ إجراءات كافية لمعالجة الأزمة.

في كل الأحوال ومهما كانت دقة التوقعات ، تبقى أزمة المياه في العراق معقدة ، ولكنها ليست مستحيلة الحل، إذا ما اتخذت خطوات حازمة وجادة في سبيل ذلك ، سواء من قبل الحكومة المركزية وإقليم كردستان ، مع ملاحظة أن موضوع اداره ملف المياه دولياً وإدارة وتشغيل أو إنشاء السدود الاستراتيجية في كل أنحاء العراق بضمنها إقليم كردستان هو شأن سيادي مركزي ، يتطلب معه تعاون الجانبين مع بعض لتجاوز الأزمة ووضع حلول استراتيجية لها كفيلة بتجاوز الأزمة.

ينبغي القول إن هناك حاليا في الإقليم وعموم العراق محاولات كثيرة في سبيل تحقيق ذلك بدأ من انشاء سدود متوسطة وصغيره الحجم في مناطق مختلفة من الإقليم من قبل وزارة الموارد المائية في حكومته ، كما تمت الإشارة إليها في الجزء الخامس ، وايضا في مختلف مناطق العراق من قبل الحكومة المركزية بإقامة سدود صغيرة ومشاريع مائية متعدده ، كما يتم معها إنشاء محطات مختلفة لتحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي بدعم وتنفيذ ياباني وصيني واميركي او غيره ، مع غيرها الكثير من المشاريع والإجراءات التي تتطلب ترشيد الاستهلاك المائي لمختلف الأغراض وفق ما يحصل عليه العراق من اطلاقات مائية من دول الجوار وإفرازات تغير المناخ. وهذا ما يمثل خطوات تصب بالاتجاه الصحيح. ولكن ذلك يبقى غير كافي ابدا ، والمطلوب تقديم ما هو أكثر بكثير ، يتمثل بإقامة مباحثات جادة مع دول الجوار المعنية بما يعرف بدبلوماسية المناخ للتوصل إلى اتفاقية نهائية وشاملة تلزمهم بإطلاق حصة العراق السنوية وفق القوانين الدولية وضمان عدم قطع المياه بهطه الروافد او إطلاق كميات قليلة دون الحد المفترض أو اطلاق مياه الصرف بدلا عنها أو معها لتصبح العواقب أكبر وأشد وقعاً.

الخطط المقترحة لمواجهة أزمة المياه في الإقليم وعموم العراق:

اولا - مقترحات تتعلق بالمياه :

1- تشكيل مجلس أعلى لإدارة المياه على مستوى العراق ككل وهو بالأساس مقترح قدمه السيد رئيس الجمهورية الحالي الدكتور عبداللطيف رشيد عندما كان وزيرا للموارد المائية في العراق قبل عدة سنوات . ورغم إقرار المجلس ولكن لم يتم تشكيله لحد الآن.
و يفترض أن يتمتع هذا المجلس بإمكانيات وصلاحيات عالية ، يتضمن أعضاء بتخصصات هندسية فنية متكاملة يكون معها بعيدا عن التدخلات السياسية ، تنحصر مهمته في رسم السياسة المائية لعموم لعراق سواء في تقديم اقتراحات وتوصيات تتضمن ، إضافة لمهمه إدارة ملف المياه ، ما ينبغي أن تتعامل الدولة وفقه مع دول الجوار لضمان حقوق العراق المائية مع متابعة التزام هذه الدول بحق العراق إعلامه بما يقام في هذه الدول من مشاريع إنشائية لخزن المياه اواية مشاريع أخرى تسبب ضررا للأمن المسائي في العراق. ومتابعة الواقع المائي والمفترض تحقيق ومتابعة موضوع الجفاف والتصحر، للخروج بإقتراحات و توصيات للجهات او مراجع الدولة العليا لإصدار قوانين وفقها. ويكون ضمن واجبه أيضا رسم السياسة المائية داخل العراق والاقليم بالتنسيق مع جميع الوزارات المعنية، يتطلب تحقيق هذه المهام التنسيق المستمر بين وزارتي الموارد المائية وبقيه الوزارات المعنية في المركز والإقليم.

2- يمكن وضع خطة التكيف المحلية سواء في إقليم كردستان او عموم العراق بناء على تقييم مواطن الهشاشة أمام تغير المناخ على مستوى المحافظات الذي يشمل القطاعات الرئيسية المتمثلة بالموارد المائية ، الزراعة والأمن الغذائي، التنوع البيولوجي والنظام البيتي، ويهدف هذا التقييم إلى تحديد وفهم المخاطر المناخية التاريخية والمتوقعة على مستوى الإقليم، وتقييم قابلية القطاعات المذكورة للتأثر بالمناخ.

رغم مضيء المعنيين بجدية في متابعة مسألة المياة في الإقليم ، يتوجب الإشارة إلى أن خطه التكيف تقتضي القيام بدراسه استراتيجية للمياه والأراضي في الإقليم على غرار ما أعدته وزارة الموارد المائيه في بغداد التي خططت حتى عام 2035 ، لتطبيق سياسة مائية جديدة تعتمد على تقنين استخدام المياه وتغيير طرق الري باستخدام التقنيات الحديثة ، مع التأكيد على ضرورة تأمين مياه الشرب بالكامل للمواطنين مع ان هذه الخطة تشمل جميع أنحاء العراق.

3- إنشاء سدود صغيرة ومتوسطة في المواقع التي تسمح طبيعتها بذلك على امتداد روافد نهر دجلة والمجاري المائية او الأودية التي تساعد احواضها الواقعة ضمن حدود الدولة العراقية على إقامة هذه السدود الصغيرة. كذلك إنشاء العديد من البحيرات أو البرك عبر مناطق مناسبة ، وهذا يتطلب إجراء تحريات و دراسات هيدرولوجية ، هيدروليكية وجيولوجيه مختلفه.
يساعد هذا أيضا في إمكانية توليد الطاقه الكهربائيه للمساهمه في حل ازمه الطاقه الكهربائيه أيضا ، بعد أن انعكس تقليل المياه المتدفقة عن الكثير من الأنهار والروافد على توليد الطاقه الكهربائيه للسدود، فمثلا ان ما وصل الى سد دربندخان العام 2021/2022 من الواردات المائية هو 900 مليون متر مكعب، في حين أن معدل إيرادات السد السنوية خلال السنوات السابقة كان بحدود 4 مليارات و700 مليون متر مكعب.
وتسبب هذا الانخفاض في انخفاض توليد الكهرباء في السنه الماىبة 2021/2022 بنسبة 30% مقارنة مع العام السابق له.

4- بالرغم من وجود سدود مختلفه الأحجام في الإقليم ، فإن انشاء عدد أكثر من هذه السدود تكون بمثابة استثمار استراتيجي طويل الأمد لمواجهة التحديات المناخية والمائية المتزايدة خصوصا أن الإقليم لا يزال وفق ما أشير له من متغيرات مناخية وسياسة مائية لدول الجوار يفتقر الى عدد أكبر لمثل هذه السدود.

5- يحتاج الاقليم إلى إقامة مشاريع ري مختلفة في سهوله الكبرى وهي سهول هولير ، شارزور ، مريوان ، موس ، بينكول (هزار كول) ، باتاس ، حرير وبازيان.

كما يتطلب إقامة مشاريع للري التكميلي في المناطق الديمية التي تتعرض لشهور طويلة من قلة التساقط المطري خاصة في السنوات الاخيرة.

6- تشجيع مشاريع حصاد المياه (Water Harvesting) في مختلف مناطق الإقليم الملائمة:
يحتاج الإقليم إلى استخدام وتطوير برامج ذو فاعلية كبيره في حصاد مياه الأمطار والثلوج لإستخدامها لاحقًا في مشاريع تعتمد طرق الري بالرش أو التنقيط.

هذه التقنيه لا تسمح فقط بالتقاط الامطار الساقطه واثراء التربة بالرطوبه وشحن المياه الجوفية بمياه الامطار ، ولكن لها أيضًا ميزة موازية تتمثل في تقليل فرص الجريان السطحي خارج المنطقه المعنيه وتقليل تآكل التربة أو الحد منهما من خلال إنشاء خزانات صغيرة لخزن المياه وإجراء نضح اصطناعي الى التكوينات المائية الجيولوجيه(aquifer) ، ليتم استعادتها عند الحاجه عبر الآبار.

7- اعتماد أنظمة الري عالية الكفاءة (أنظمة الري بالرش والتنقيط) الذي ستؤدي عند تصميمها بشكل علمي إلى تحسين كفاءة توزيع المياه في التربة وفق الحاجة الفعلية.

8- تحسين أداء القنوات او المجاري المائية (Water Course Improvements):
يأتي تحسين الأداء بمعالجة للأسباب الرئيسية التي تتسبب بفقدان المياه في مجاري المائية المتمثلة بالتسرب والجريان الفائض(overflow) ووجود الغطاء النباتي وحفر القوارض.

9- المتابعة المستمرة لشبكات توزيع مياه الشرب في المدن والقصبات السكنية عبر:
آ- اصلاح البنية التحتية لشبكات اتوزيع المياه في المدن والقصبات التي تتسبب في هدر كميات كبيرة من المياه اضافة إلى الاستخدام غير الفعال لها. والعمل على متابعة فواقد المياه وتقليلها في أنظمة النقل والتوزيع وخاصة في شبكات توزيع المياة للدور السكنية.

ب- تحسين وتطوير ومتابعة شبكات توزيع مياه الاساله بغية
تقليل فواقد المياه في أنظمة النقل والتوزيع في شبكات إسالة المياه للمناطق السكنية.

ت- وضع قوانين تضمن توفير مياه الشرب للمواطنين ، وينبغي هنا أن لا يتم التركيز والاهتمام بزيادة العرض بل على التخفيف من الطلب والالتزام بترشيد الاستهلاك بشكل عام.

ينبغي تبني سياسة مائية داخلية ومتابعة تطبيقها لضمان توفير احتياجات المواطنين دون استنزاف الموارد المائية ، في وقت يتوجب فيه على المواطنين الامتثال للتعليمات المتعلقة باستهلاك الماء ، من خلال تطبيق نظام السعر المفترض المتعلق بالمياه والذي يتوجب أيضا أن يوفر حوافز للاستخدام المسؤول.

ث- من الضروري نشر الوعي بين المواطنين حول استخدام المياه ومنع التجاوز على المياه العامة المشروحة ما واستخدامها بشكل غير مسؤول في الزراعة والري ومياه الشرب. و كم يتطلب توفير التقنيات والتدابير المختلفة لمنع هدر المياه أو السحب غير القانوني للمياه المخصصة للاستخدامات المختلفة بما يمكن أن يشكل قضية تحتاج إلى معالجة.
ح- اعادة معالجة واستخدام مياه الصرف الصحي من المدن والقطاعات الصناعية على الرغم من أن إعادة استخدام مياه الصرف الصحي ، رغم إعادة معالجتها ، قد لا تكون مناسبة لأغراض الشرب، إلا أنه لا يزال من الممكن إعادة استخدامها في المجالات التي لا تتطلب نقاوة عالية جدا كالمجال الصناعي ، او أنها قد تكون غنيه بالمواد العضوية والأسمدة في المجال الزراعي.


10- مراجعة مديريه المياه الجوفيه لقوانين التراخيص الخاصة بحفر الآبار مع مراقبة مستمرة لمناسيب المياه في هذه آلابار و التأكيد على عدم حفر اي بئر ضمن مسافات تقل عن 500 متر من اقرب بئر ، لضمان عدم تداخل تأثيرها عند تشغيلها سوية وما يؤدي ذلك التشغيل المستمر إلى انخفاض مستويات المياه الجوفية في المنطقة المعنية كما حصل في السنه 2021/2022 والسنة 2023/2024 في مدينه أربيل وضواحيها.

ينبغي متابعة ومحاسبة أصحاب الالاف من الابار السطحيه والارتوازيه غير المرخصه ويستخدموا مياهها بشكل مفرط دون حساب كون المكمن او التكوين المائي الجيولوجي (Aquifer) هو حق للجميع يكفله القانون.

11- شحن المياه الجوفية (Recharge) عند توفر الإمكانيات والظروف المطرية الملائمة لزيادة إمدادات المياه خلال سنوات هطول الأمطار الغزيرة.
هناك عده طرق لشحن المياه الجوفيه من السيح السطحي الامطار.
ان شحن المكامن او التكوينات المائبة الجيولوجية يمثل طريقه مهمه تقلل من فرص الضائعات بالتبخر للمياه السطحية عبر خزنها كمياه جوفية.


12- يمكن الاستفادة من المنحدرات الجبلية او التلال في:

أ- إنشاء أنواع مختلفة من الحواف المضادة او شرائط الجريان السطحي الأفقي كمصاطب كونتورية أفقية لزيادة الجريان الأفقي السطحي من مياه الأمطارقي التلال او المناطق القليلة الانحدار.
وهي عبارة عن حواف مضادة على طول الخط الكنتوري مع ترك مساحة مناسبة بين حافة وأخرى للزراعة مع السماح للجريان السطحي في اخاديدها العميقة بعض الشيء.
يمكن استخدام هذا النوع في منطقة مستجمعات التلال في إقليم كردستان.

ب- إنشاء تراسات كونتور-مقاعد على المنحدرات شديدة الانحدار للجمع بين الحفاظ على التربة والمياه وتقنيات حصاد المياه تعرف بال
Jessour التي يتم بناؤها عبر الوديان شديدة الانحدار مثل ما تم في تونس وبهذا الاسم.


ثانيا- مقترحات تتعلق بالقطاع الزراعي:

1- الاستثمار في ما يعرف بالزراعة الذكية باستخدام الري بالتنقيط وأدوات أخرى لاستخدام المياه بشكل أكثر كفاءة مما يمكن أن يساعد في تقليل الطلب على إمدادات المياه العذبة. أن هذا النظام الزراعي والري يتطلب أقل مساحة من الأرض، وأقل كمية من المياه، وأعلى إنتاجية في العملية الزراعية.

تحتاج أنظمة الري القديمة إلى تجديد عاجل لأنها تساهم في زيادة نقص المياه وهدرها، حيث وصل نقص مياه الشرب إلى 42 بالمئة في بعض المحافظات العراقية، مثل كركوك، وبالمثل فإن هذا النظام ضروري جداً لإقليم كردستان، إذ لا يزال الكثير من مزارعيه يواصلوا العملية الزراعية باعتماد نفس نظام الري التقليدي الذي كان يتبعه أجدادهم .

2- لمعالجة المخاطر ونقاط الضعف المشار لها في اعلاه ، يحتاج قطاع الزراعة في اقليم كوردستان إلى وضع استراتيجيات شاملة ومرنة ذات الأولوية مثل تشجيع المحاصيل المقاومة للمناخ، واعتماد أساليب فعالة في الري، وتحسين ممارسات إدارة المياه، والاستثمار في البنية التحتية الزراعية. ان التغير في كميات الأمطارالساقطة وارتفاع درجات الحرارة يعمل على زيادة الطلب على المياه الشحيحة بالأساس، وبالتالي تفاقم المشكلات الحالية وتلحق ضرراً بالأنشطة التي تعتمد على المياه، كالزراعة والاستهلاك البشري. عليه فإنه من الضروري اتباع سياسة زراعية تنتج المزيد من المحاصيل مع كل قطرة ماء داخل المزارع والبساتين والخضروات على حافة الجبال والتلال المحيطة بقرى كردستان ومجمعاتها السكنيه.
3- يحتاج الاقليم الى احياء وتطوير طرق انشاء السدود التقليدية الصغيرة التي كان يستخدمها مزارعو كردستان منذ مائة عام.

4- مع انحسار الغابات الطبيعية في كردستان بسبب الجفاف ، فإن ثروة التربة السطحية معرضة للخطر بسبب آثار التعرية والانجراف ، ليتسبب ذلك بحمل مياه الأمطار والسيول لهذه الأجزاء من التربة المنحرفة ، لتأخذ طريقها كترسبات إلى أقرب السدود المقامة ، بما يتسبب في جعل الاعمار الحقيقية لهذه السدود اقل من عمرها الاقتصادي التصميمي المفترض بسبب تراكم هذه الترسبات.

5- يحتاج الاقليم الى احياء وتطوير طرق انشاء السدود التقليدية الصغيرة التي يستخدمها مزارعو كردستان منذ مائة عام.

6- تشجيع الأساليب الحديثة في الزراعة: أ- لا يزال الكثير من مزارعي إقليم كوردستان يعتمدون أساليب تقليدية في الزراعة مثل الزراعة الديمية ، تؤدي غالياً إلى تدني الإنتاجية وضعف الكفاءة. أن استخدام تقنيات الحد الأدنى من الحرث لإعاقة ظاهره الخاصيه الشعريه وتقنيات تغطية لتقليل خسائر التبخر وزيادة اعتراض المطر وترشحه لضمان توفير المياه.

ثالثا - الحد من متطلبات المحاصيل من خلال إعداد برامج زراعيه خاصه باستخدام المحاصيل التي تزيد من تحمل إجهاد الجفاف ، بالنسبة للمناطق التي يحدث فيها الجفاف بانتظام. وذلك باعتماد العديد من الاستراتيجيات التكيفية ، بما في ذلك:

أ- اختيارالمحاصيل الاقل تطلبًا او حاجه للمياه.
اعتماد الري الناقص الذي ينطوي على إمداد أقل بالمياه للمحصول مما هو مطلوب لتحقيق أقصى إنتاجية للمحصول (الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، 2007(

ب- تشجيع الفلاحين على استخدام طرق الري الحديثه التي تقلل حاجه المياه للبستنه الى الثلث كما يقول الخبير الزراعي عادل المختار
ثالث- المقترحات المتعلقه بتوفير البيانات والأبحاث وغيرها
1- توفير بيانات إحصائيه ومعلومات عن الجفاف وإجراء مسوحات مختلفة لتحديد تأثيرات المناخ وإدخال الأساليب الحديثة للتنبؤ بنمذجة الجفاف.

2- تسجيل أعماق الامطار الساقطه لمختلف الاستدامات (durations ) بالساعه واجزائها ، خاصه ان حكومه الإقليم قد وفرت اجهزه قياس اوتوماتيكيه في مئات محطات الانواء الجويه وغيرها والموزعه في عموم مناطق الاقليم ولكن لللأسف فان التسجيلات المتوفره للباحثين لا تتضمن غير القراءات اليوميه مع أن تصاميم الكثير من المشاريع والمنشآت تتطلب بيانات للأمطار لاستخدامات او فترات سقوط مطرية أقل من اليوم مثل القناطر والجسور المقامة على الطرق بين المدن وغيرها.
واقترح هنا تشكيل مركز لتجميع البيانات المطريه المسجله اوتوماتيكيا في المركز الرئيسي لمديريه الانواء الجويه لتسهيل متابعة جميع المحطات و تعميم الفائده منه.

3- قياس تصاريف الأنهار والروافد بالمعدلات اليوميه او والمعدلات بالساعه وفقا للحاجه واهميه مساحه حوض الرافد او المجرى المائي في محطات قياس الجريان الموجوده على مواقع مختلفه ، وزياده عدد المحطات بطريقه علميه ليشمل أعالي الأنهار وضروره استخدام الطرق العلميه أيضا من قبل القائمين على الرصد من حيث التقنيات المعتمده واجراء عمليه المعايره اللازمه لمنحنيات التصريف -المناسيب بسبب تغير مقاطع النهر بين فتره وأخرى نتيجه الترسبات والنحر وتغيير النهر لمجراه.

4- زياده عدد محطات قياس التصريف المشار لها في اعلاه ليشمل مواقع على الوديان الكبيره والمهمه وخاصه تلك الواقعه في مواقع مقرر او متوقع انشاء سدود او مشاريع مائيه في احواضها مستقبلا وكذلك تلك الوديان القريبه من المدن لإستخدامها لاحقا في انشاء مشاريع سكنيه للاستفاده منها في الأبحاث العلميه والتقارير التي تستلزم اعتمادها في تصاميم البنيه التحتيه للمشاريع السكنيه كي لا يفاجى الجميع بموجات فيضانيه مفاجئه وما تسببه من خسائر بشريه وماديه كما حدث في هذه السنه وقبلها في بعض الاحياء السكنيه في مدينه أربيل.

5- إدخال الأساليب الحديثة للتنبؤ بالامطار والجيران ، لنمذجة السيح السطحي للامطار او حالات الجفاف ، وهذا يحتاج الى التعاون المشترك بين الوزارات المعنيه وجامعات الإقليم.

6- تشجيع إجراء الأبحاث العلمية حول آثار الجفاف والتخفيف من آثاره وكذلك حالات الفيضانات الموسميه للوديانوالمجاري المائية وغيرها من الأبحاث في مختلف مجالات المياه.
ومن الضروري التنسيق مع جامعات إقليم كردستان في هذا الشأن من حيث نوع الأبحاث ومجالاتها ، وكذلك من الضروري التعاون مع الباحثين في توفير البيانات الهيدرولوجيه والمناخيه وغيرها لتسهيل قيامهم بابحاثهم خدمه للإقليم.

7- اجراء أبحاث حول التبخر من الخزانات والبحيرات لاختيار طرق واعتماد مثبطات تقلل من فرص التبخر ودراسه امكانيه الخزن الجوفي في المواقع الجيولوجيه الملائمه.

8- تشجيع المباحثات الثنائية (باشتراك المركز والاقليم )مع الدولتين المشتركتين باحواض الأنهار والروافد للحصول على حصة العراق والاقليم المائية العادلة منها.

رغم أن للشعوب الحق التاريخي في الاستفادة المشتركة والعادلة لمياه الأنهار والروافد المتشاطئة ، و لكن صعوبة تطبيق ذلك يكمن في عدم مراعاة كل من تركيا وايران ذلك باقامتهم مئات السدود والخزانات ومشاريع مائية اخرى.

ان هذه المقترحات الخاصة بالإقليم يمكن تعميمها لعموم العراق مع إضافة او حذف فقرات معينة وفق ظروف وطولوغرافية كل منطقة منه.

نأمل جميعا أن تأخذ هذه المقترحات واي مقترحات اخرى تقدم من قبل باحثين او مختصين تصب في صالح الإقليم وعموم العراق بعين الاعتبار من قبل الجهات المعنية ، بما يمكن معها خروج العراق والاقليم بسلام من أزمة المياه التي طال أمدها وتأثيرها.

البروفيسور الدكتور خالد محمود خدر



#خالد_محمود_خدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء ...
- أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) / الج ...
- أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) / الج ...
- أزمه المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء ...
- أزمه المياه في إقليم كوردستان / العراق (الأسباب والحلول) / ا ...
- يبقى العالم المنشود هو العالم الذي تجمعه القيم والفضائل الإن ...
- فقدان الارادة بين الانتظار واتخاذ القرار يفقد الإنسان الكثير ...
- هكذا ينبغي ان تكون وتبنى النفوس ليرتقي الجميع بأنفسهم ومجتمع ...
- كن منشدا للسلام لتببني جسوراً من الفهم المتبادل لردم الخلافا ...
- محبتك للناس تبدأ بمحبتك لنفسك ليسهل انتدابها للأعمال الجليلة
- عش كل يوم من ايام حياتك كيوم جديد وسيكون هكذا
- قراءة لدروس الحياة في محطاتها
- الأخلاق في الميزان بين المنصب و العلم والمال
- وقفة تأمل مع الساعات الأخيرة التي تسبق حلول رأس السنة الميلا ...


المزيد.....




- ترامب يصر مجددا على زيادة الإنفاق الدفاعي لدول -الناتو- إلى ...
- البرلمان العربي: الهجوم الإسرائيلي على الضفة يهدد بتدمير جهو ...
- ترامب: أخطا بايدن بعدم العفو عن نفسه قبل مغادرته منصبه
- نارٌ لا تخمد: حريق هائل يتجدد في لوس أنجلوس ويُشرد الآلاف وي ...
- بداية خاطئة.. خبراء يردون على تهديد ترامب لروسيا حول أوكراني ...
- حملة تضامنية جزائرية لدعم غزة
- مطالبات بتحقيق مستقل في تعامل شرطة لندن
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 49 مسيرة أوكرانية فوق عدة مقاطع ...
- القوات الروسية توجه إنذارا نهائيا للواء 110 الأوكراني للاستس ...
- اتفاق تعاون مصري صومالي


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمود خدر - أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء السادس