محمد هادي لطيف
الحوار المتمدن-العدد: 8230 - 2025 / 1 / 22 - 18:27
المحور:
الادب والفن
ها أنا أهْتَزُّ كَالسَّمَاوَاتِ
كأنَّ الأرضَ تَضْجَرُ من وَزْني
أو أنا أُثْقِلُ على نَفْسي!
أيُّ ظِلًّ تَراني أُوشْوِشُ بهِ عَتمةَ غُرفتي؟
أيُّ هَمسٍ يَتَسلَّلُ بين أنْفاسي
كَقَطَراتِ نَدى خَجولٍ
يَتَساقَطُ فوقَ وَجهِ الحَنين؟
آهِ يا هذا الجَسَدُ
كَمْ أحْرَقْتَ روحي
وكَمْ صَلبتَها على مِشْنَقةِ الأيّام
وصاحت بي
أرِحْني يا سيَّدي، بضعَ ثَوانٍ
أُفَكَّكَ فيها صَراخي وأركُضُ بلا جِلد!
ها أنا أهْتَزُّ كَالسَّمَاوَاتِ
أتَكَوَّرُ في البَرْدِ كعُصْفورٍ مُقَطَّعِ الأجْنِحَة
تَحتَ سماءٍ تَتَثَاءبُ من ثقلِ النّظر
ولَسْتُ أدري
أيُّ رَثٍ تَراني؟
أيُّ زُجاجةٍ تُفَكَّكُ الصمت
إذا لم أسْتَحْلبُ مَرارةَ الريحِ
وأسْتَقي جُرعةً من كُلَّ كأسٍ خَرِبة؟
أيُّها الخَيّام
يا من أهرَقَتْ ريحُكَ من خَمرِكَ حتى الثمالة
أنا أخْشى سُكونَ الزفرةِ
أنْ يَسْكُبَ بَقايَا خَمْري
لذا أطْبقُ يَدَيَّ على ما تَبَقَّى من قَطرَةٍ
وأسمَعُ الرَحيقَ يُجَلْجِلُ كَناقوسٍ
كأنه أجْراسُ العُزْلَةِ الأخيرة.
#محمد_هادي_لطيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟