أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير خالد يحيي - الروح الضائعة في اللحن المكسور : بين الشغف والتضحية دراسة ذرائعية مستقطعة على رواية اللحن المكسور للأديب المصري نشأت المصري بقلم د.عبير خالد يحيي















المزيد.....



الروح الضائعة في اللحن المكسور : بين الشغف والتضحية دراسة ذرائعية مستقطعة على رواية اللحن المكسور للأديب المصري نشأت المصري بقلم د.عبير خالد يحيي


عبير خالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 8230 - 2025 / 1 / 22 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


إنّ مجرّد بدء الرواية بجريمة قتل لا يكفي لتصنيفها ضمن أدب الجريمة، فهذا النوع الأدبي يتطلّب وجود عناصر محدّدة تميزها. على رأس هذه العناصر يأتي التركيز على الجريمة كحدث محوري يشكّل غالبية السرد، حيث تدور الرواية حول كشف تفاصيل الجريمة، حلّ لغزها، واستكشاف تداعياتها. بالإضافة إلى ذلك، تتطلّب الرواية في هذا التصنيف وجود شخصيات محورية مثل المحقّق أو الجاني، وتكون هذه الشخصيات هي المحرّك الأساسي للأحداث. تتّسم الرواية التقليدية في هذا النوع بوجود ألغاز معقّدة، أدلّة مبعثرة، والتواءات سردية تتعلّق بالدوافع والأخلاق، حيث يكون الهدف الأساسي هو تسليط الضوء على كيفية وقوع الجريمة، دوافعها، وأثرها على الشخصيات والمجتمع.
أمّا في حالة رواية "اللحن المكسور"، فالجريمة تُعتبر حدثًا عرضيًّا أو وسيلة لتحريك السرد دون أن تكون هي العنصر الرئيسي الذي تحيط به جميع التفاصيل. في هذه الرواية، الجريمة ليست محور السرد بقدر ما هي منصّة تُستخدم لاستكشاف الشخصيات وعلاقاتها مع البيئة المحيطة بها، وبالتالي ينتمي العمل إلى الأدب النفسي الاجتماعي. على الرغم من وجود الجريمة، فهي تُعدّ أداة تفتح الباب للتحليل النفسي والاجتماعي للشخصيات، وتساهم في تسليط الضوء على صراعاتهم الداخلية والخارجية.
رواية "اللحن المكسور" هي رواية شخوص تركّز على تطوّر الشخصيات، ودوافعها، وصراعاتها الإنسانية العميقة من خلال الجريمة. يستعرض الكاتب عدّة محاور تُعنى بـ:
الدوافع الإنسانية: لماذا أقدم أحدهم على الجريمة؟ وكيف تعكس دوافعه الظروف الاجتماعية أو النفسية التي يمرّ بها؟
ردود الأفعال: كيف يتفاعل الآخرون مع الجريمة؟ وما هي التفاعلات التي تكشف عن جوانب مظلمة أو مشرقة في شخصياتهم؟
التأثيرات الطويلة الأمد: هل تؤدّي الجريمة إلى تغيير في بنية العلاقات أو في الهيكل الاجتماعي المحيط بالشخصيات؟
حول هذه المحاور، ومع ملاحظة تناولي النقدي للعنوان على كل المستويات، أركّز دراستي الذرائعية، التي أبدؤها ب بأول المستويات الذرائعية:
1- البؤرة الفكرية الثابتة:
إن المحور الثابت في هذه الرواية يتمحور حول شخصية (دلال) باعتبارها الضحية الأساسية، حيث يركّز الكاتب على الغوص في أعماق بعدَيها النفسي والاجتماعي. هذا التركيز يتيح للقارئ فهم التأثيرات العميقة للجريمة على الشخصيات المتفاعلة معها، ما يجعل السرد يتجاوز حدث الجريمة ذاته ليصبح منصّة لعرض صراعات أعمق وأوسع، تشمل البُعد النفسي، البُعد الاجتماعي، والبُعد الفلسفي والأخلاقي. الجريمة، إذن، لا تُعدّ الهدف الرئيسي بقدر ما هي الحافز الذي يؤدّي إلى تفجير التوتّرات الداخلية وتفاعلات الشخصيات مع الواقع الاجتماعي، ما يكشف عن صراع مركب بين الشغف والرغبة من جهة، والأولويات الحياتية الواقعية من جهة أخرى. في هذا السياق، يتمّ عرض الصراعات الفلسفية والأخلاقية التي تظهر من خلال الشخصيات وأفعالهم، حيث تكون هذه الأبعاد بمثابة محاور رئيسية تضيء على التحدّيات الإنسانية والوجودية التي يواجهها كلّ فرد في الرواية.
المستوى الذرائعي الثاني هو:
2- المستوى البصري :
العنوان كمكوّن بصري:
العنوان "اللحن المكسور" يحمل دلالات بصرية تثير في ذهن القارئ صورًا حسّية وموسيقية، حيث يجسّد التفاعل بين الجمال والتشويه. يتشكّل هذا التركيب البصري من خلال تجاور كلمتين متناقضتين: "اللحن" الذي يرمز إلى الانسجام والتدفّق الموسيقي، و"المكسور" الذي يضيف عنصرًا بصريًّا قاسيًا يمثّل الفوضى والتحطّم. يساهم هذا التفاعل في خلق صورة بصرية متحرّكة في ذهن القارئ، ممّا يعزّز من التأثير العاطفي للنص.
كيفيّة عمل هذا التركيب كمكوّن بصري نصّي:
1. التصوير الذهني: اللحن يثير صورة موسيقية مرتبطة بالجمال، في حين يضيف "المكسور" عنصرًا ملموسًا (كآلة موسيقية مكسورة أو وتر مشدود وممزّق)، ممّا يخلق مشهدًا يعبّر عن التناقض بين الجمال والتحطّم.


2. التفاعل النصّي: الكلمتان المتناقضتان "اللحن" و"المكسور" تعبّران عن تناغم واضطراب، ما يولّد صورة بصرية ديناميكية تتأرجح بين الانسجام والكسر.
3. الأثر التشكيلي: التركيب يتيح تصوّر مشاهد بصرية داخل النص، مثل آلة موسيقية مكسورة تمثّل العلاقة المضطربة بين الأم وابنها، أو نوتات موسيقية تتساقط كتعبير عن الأمل الضائع.
4. البعد السينمائي: العنوان يضيف بُعدًا سينمائيًا، حيث يمكن استخدامه لخلق مشاهد بصرية متتابعة تعبّر عن تحوّل الشخصيات، مثل لحظات انكسار درامية تعكس التوتّر النفسي.
5. الحسّية والبصر: التركيب يدمج الحواس (السمع والبصر) ليخلق تجربة حسّية غنية، حيث القارئ لا يقتصر على سماع اللحن المكسور بل يراه في خياله.
"اللحن المكسور" كمكوّن بصري نصّي يعمل كنافذة يطلّ منها القارئ على عالم الرواية، حيث تتحوّل الموسيقى المكسورة إلى مشاهد مرئية تعبر عن التحطّم النفسي والاجتماعي للشخصيات. التركيب يدمج بين السمع والبصر ليخلق حالة من التوتر الجمالي الذي يثري النص ويزيد من تأثيره على القارئ.
المستوى الذرائعي الثالث هو :
3- المستوى اللساني والجمالي :
كما أسلفت، سأتناول العنوان في هذا المستوى الذرائعي كبنية لغوية تركيبية متعدّدة المستويات :
العنوان "اللحن المكسور" كمكوّن بلاغي يمكن تحليله من خلال عدّة مستويات بلاغية، فهو يحمل دلالات جمالية ومجازية تتجاوز معناه الظاهري، ما يضفي على النص عمقًا وإيحاءً خاصًا. إليكم أبرز التحليلات البلاغية لهذا التركيب:
1. الاستعارة التصويرية:
اللحن يمثّل الحياة أو الحالة النفسية، والمكسور يرمز إلى الفقدان أو التشوّه الذي يصيب هذا التناغم.
التركيب بأكمله استعارة لتجربة شخصية أو اجتماعية لم تعد تسير في انسجام كما كانت. فكما أنّ اللحن يختل عند كسره، تختلّ الحياة أو العلاقات بسبب الأحداث أو القرارات.
2. التناقض (التضاد الضمني):
يحمل العنوان في ذاته تناقضًا خفيًّا؛ فاللحن يُفترض به أن يكون رمزًا للتناغم والجمال، لكن وصفه بـ"المكسور" يعكس نقيض هذا المفهوم. هذا التضاد يخلق توتّرًا عاطفيًا، يجذب القارئ نحو المعنى الأعمق.
3. الرمز (الرمزية):
"اللحن المكسور" رمز شامل لعدّة أبعاد:
البعد النفسي: يشير إلى التحطّم الداخلي للشخصيات.
البعد الاجتماعي: يعكس صراع الشخصيات مع التوقّعات المجتمعية أو القيود الاجتماعية.
البعد الوجودي: يمكن أن يرمز إلى انكسار الحلم، أو فقدان الانسجام بين الإنسان والعالم من حوله.
4. الطباق المتخفّي:
إذا قُرِئ "اللحن المكسور" ضمن سياق بلاغي أوسع، فهو يجمع بين مفهومي الانسجام (اللحن) والانكسار (التحطّم)، ما يبرز الصراع الداخلي بين السعي نحو الكمال وبين مواجهة النقص أو الفشل.
5. الإيقاع اللفظي (جمال الموسيقى في اللغة):
التركيب يحمل وقعًا موسيقيًّا خاصًا بسبب تقابل الكلمتين "اللحن" و"المكسور"، حيث يعكس تكرار النغمة الموسيقية (اللحن) ثم انقطاعها (المكسور)، ممّا يجعل التركيب نفسه انعكاسًا لفكرته. هذا الإيقاع يعزّز قوة الصورة البلاغية ويضيف بُعدًا جماليًا.
6. المجاز المركب:
الجملة بمجملها تعبّر عن مجاز مركّب: "اللحن المكسور" ليس لحنًا حقيقيًّا، بل هو حالة أو تجربة حياتية معقّدة. هذا التركيب يدعو القارئ إلى استحضار مشاعر متداخلة من الجمال، الألم، والتحوّل.
7. الكناية:
قد يُفهم "اللحن المكسور" كناية عن حياة مليئة بالفوضى أو عدم الاتساق، أو عن علاقة (مثل علاقة الأم بابنها) أصابها الكسر والتصدع.
8. التجسيد:

اللحن في صورته المجرّدة ليس شيئًا يُكسر، لكن في السياق البلاغي أعطيَ اللحن صفة حسّية، وكأنه كائن حيّ يمكن أن يتحطّم، ممّا يضفي عليه بعدًا إنسانيًّا.
"اللحن المكسور" كمكوّن بلاغي يفتح الباب أمام تعدّد التأويلات، فهو يوظّف الاستعارة، الرمز، والإيقاع ليعبّر عن صراع نفسي واجتماعي، وينقل للقارئ مشاعر الانكسار والتحوّل. التركيب يضفي على النصّ عمقًا شعوريًّا وجماليًّا يجعل القارئ يشارك الشخصيات في أزماتها وتحوّلاتها.
دراسة البنية البلاغية الجمالية والأسلوبية في النص:
تمتاز هذه الرواية بثرائها اللافت بالتراكيب البلاغية والجمالية، وبالتقنيات الأسلوبية، سآتي على ذكر بعضها وتحليلها:
1. العبارات والصور البلاغية:
أ. "فوق وسائد من أسئلة خائفة نام الدكتور عمر":
التشبيه البلاغي:
تشبيه "الأسئلة الخائفة" بالوسائد يمنح العبارة بُعدًا تصويريًّا قويًّا يعكس حالته النفسية. الوسائد عادةً ترمز إلى الراحة، لكن حين تكون مصنوعة من "أسئلة خائفة"، تنقلب الصورة إلى مشهد من القلق والأرق.
التجسيد:
منح الأسئلة صفة "الخوف" يُجسدها ككائنات حيّة، ممّا يعكس التوتر النفسي الذي يعيشه الدكتور عمر، ويخلق تأثيرًا نفسيًا عميقًا لدى القارئ.
ب. "والخادمة الشقراء هدى تسقط في جبّ الرعب":
الاستعارة المكانية:
"جبّ الرعب" استعارة مكانية تُظهر الرعب كهاوية أو حفرة تُبتلع فيها الخادمة هدى، ممّا يعكس عمق خوفها وعدم قدرتها على الهروب من مشاعر الذعر.

التباين بين المظهر والرعب الداخلي:
وصفها بـ"الشقراء" يتناقض مع حالتها النفسية المتوتّرة، ممّا يعكس التناقض بين مظهرها الخارجي وجوهرها الداخلي المليء بالخوف.
ج. "قالت في ابتسامة كالعبير":
التشبيه الحسّي:
تشبيه الابتسامة بـ"العبير" يُضفي جمالًا ورهافة على العبارة، إذ يُحيل الابتسامة إلى عنصر حسّي مبهج يملأ الفضاء برائحة طيبة. هذه الصورة ترمز للهدوء أو السعادة المؤقّتة رغم السياق المتوتّر.
د. "بين أحضان سوزان تناومت الساعات، نزع فيها عن قلبه وساوس كثيرة داكنة، لكنها زرعت سهامًا أكثر فتكًا":
التشخيص:
"تناومت الساعات" تشخيص يُبرز الزمن ككائن حي يتباطأ أو يسترخي، ممّا يُظهر الشعور بالراحة المؤقتة لدى الشخصية.
الازدواجية في الراحة والألم:
العبارة تجمع بين التناقضات: الراحة المؤقتة ("نزع وساوس") مقابل المعاناة الجديدة ("زرعت سهامًا"). هذه البنية تُظهر أن الراحة ليست خالصة، بل يتبعها ألم أشد.
الاستعارة:
"زرعت سهامًا" تعبير مجازي يُبرز أنّ اللحظة التي بدت مريحة تحمل آثارًا نفسية مدمّرة، ممّا يعكس الصراع الداخلي.

2. البنية الجمالية:
• الإيقاع الداخلي:
النصّ يعتمد على جمل قصيرة ومترابطة بإيقاع نفسي، ممّا يخلق توتّرًا داخليًا ينسجم مع الحالة الشعورية للشخصيات.
• التناقض:
تبرز البنية الجمالية التناقض بين الراحة (الوسائد، الابتسامة، الأحضان) والخوف أو المعاناة (الأسئلة، الرعب، السهام). هذا التناقض يعمّق الإحساس بالصراع النفسي.
• التكثيف اللغوي:
كل عبارة محمّلة بطبقات من المعاني التي تُثري النص، حيث يتطلّب القارئ فكّ الرموز للوصول إلى الدلالات النفسية والاجتماعية.

3. البنية الأسلوبية:
أ. الأسلوب النفسي:
النصّ يركّز على الحالة النفسية للشخصيات من خلال صور مركّبة تعكس مشاعرها (الخوف، التوتّر، الراحة المؤقّتة).
الأسئلة والخوف هما المحور الأساسي الذي يدور حوله السرد، ممّا يعكس قلقًا وجوديًّا وشكوكًا تسيطر على الشخصيات.
ب. الأسلوب الرمزي:
النص مليء بالرموز (الوسائد، الجب، العبير، السهام) التي تحمل أبعادًا دلالية متعمّقة تتجاوز معانيها السطحية.
هذه الرموز تُظهر صراع الشخصيات مع قوى خارجية وداخلية، حيث يصبح كلّ رمز مفتاحًا لفهم أعمق.
ج. الأسلوب التصويري:
الصور البلاغية تُستخدم بشكل مكثّف لتعزيز الأجواء الدرامية للنص، حيث تُوظّف الاستعارة والتشبيه والتجسيد لخلق عالم مليء بالمشاعر المتناقضة.
خاتمة التحليل:
النص يعتمد على بنية بلاغية وأساليب جمالية تُجسّد الصراع النفسي العميق لشخصياته. الصور البلاغية لا تُستخدم فقط كزينة لغوية، بل كأدوات تعبيرية تعكس حالة القلق، الخوف، والاضطراب الداخلي. التناقضات بين الراحة والألم تُبرز عبثية الحياة التي تعيشها الشخصيات، ممّا يُضفي على النص بعدًا وجوديًا مثيرًا.
المستوى الذرائعي الرابع :
4- المستوى الديناميكي :
عنوان "اللحن المكسور" يُعدّ محمّلًا بدلالات ديناميكية عميقة تتعدّد أبعادها لتشمل الصراع الداخلي للشخصيات والآلام الناتجة عن اختيارات حياتية متأزّمة. هذه بعض الدلالات التي يمكن أن يتضمّنها العنوان بناءً على النص وتطوراته:
1. التحطّم الداخلي: يشير "اللحن المكسور" إلى تمزّق الذات، سواء كان على مستوى العلاقات أو الطموحات الشخصية. في البداية، كان اللحن مصدرًا للانسجام والجمال، لكن كسره يعكس الاختلال الداخلي الذي تعيشه الشخصية الرئيسية (الأم)، نتيجة للتضحية بشغفها بالموسيقى على حساب واجبها كأم. الكسر هنا يعبر عن فقدان التناغم الداخلي والعاطفي.
2. الضياع والشتات: اللحن كأصوات متناسقة يتفكّك عندما يُكسر، تمامًا كما تتفكّك شخصية الأم أو الشخصيات الأخرى التي تتعرّض لتشتّت نفسي واجتماعي. يشير العنوان إلى التفكّك الداخلي الذي تعيشه الشخصيات نتيجة للاختيارات الخاطئة، حيث تكون هذه الاختيارات سببًا في غياب التناغم الداخلي، كما يظهر في حالة الأمّ التي تهمل ابنها بسبب شغفها بالموسيقى.
3. فقدان التوازن بين الذات والمجتمع: اللحن يشير إلى التناغم والانسجام، وعند كسره يصبح هناك انفصال داخلي وخارجي. العنوان يعكس الصراع بين الفرد ومجتمعه، خاصّة في حالة الأم التي تختار الموسيقى على حساب مسؤولياتها كأمّ، ممّا يخلق خللًا في التوازن بين حياتها الشخصية ومجتمعها.
4. الألم الناتج عن الفقد: في سياق الرواية، يمكن اعتبار اللحن المكسور رمزًا للألم الناجم عن الفقدان، سواء كان ذلك فقدان الابن أو فقدان الهوية الشخصية نتيجة الإهمال. العنوان يعكس الألم الناتج عن اختيارات لا يمكن الرجوع عنها، ممّا يساهم في خلق حالة من الندم والفراغ العاطفي.
5. الفجوة بين الحلم والواقع: في سياق الرواية، الموسيقى والحلم يشكّلان عنصرًا أساسيًا في بناء العالم الداخلي للشخصيات. العنوان يرمز إلى تحطّم الأمل والطموحات (اللحن)، الذي يصبح غير قادر على مواكبة الواقع القاسي، كما يحدث عندما تكتشف الشخصية أن حلمها لا يمكن تحقيقه في مواجهة التحديات الواقعية.
6. التحوّل والتغيير: اللحن المكسور يمكن أن يشير إلى إمكانيات الإصلاح والنضج الشخصي. فالرغم من التحطّم، قد يكون هناك أمل في التعافي وإعادة البناء. كسر اللحن لا يعني بالضرورة نهايته، بل قد يُعبّر عن فرصة للتغيّر والشفاء، كما قد يحدث مع شخصية الأم التي قد تحاول في النهاية إصلاح علاقتها بابنها.
الرواية تبدأ بفصل مشهدي مشوّق، حيث يُقدّم الكاتب مشهدًا مثيرًا يبدأ بسؤال يُثير الفضول ويُثير القارئ حول مصير الشخصية "دلال":
كيف أنساها دلال؟!
وهي فوق السلّم الحجري تسقط
رأسها شُجّ، تخبّطْ...........
يُقدّم المشهد الشخصيات المختلفة التي تُساهم في تفصيل الأحداث: الزوج عمر، الابن فادي، الخادمة هدى، عازف الشارع، ومحضر البوليس. يطرح المحضر جملة من الأسئلة حول موت دلال: هل هو قتل أم انتحار؟ لا يتمّ حسم القضية.
فوق وسائد من الأسئلة الخائفة نام الدكتور عمر
والخادمة الشقراء هدى تسقط في جبّ الرعب
الكلّ يتّهم الكلّ
يرتاحون قليلًا حين يُقال انتحرتْ..
لكنّ أحدًا لم يحسم شيئًا.
بعد هذه المقدمة المشوّقة، يُدخِل النص في تيّار الوعي لتسرد القصة من بدايات حياة دلال، بدايةً من قدومها إلى الحياة بعرج في قدمها اليسرى وصعوبة حياتها، وترافق ذلك مع موهبتها الموسيقية التي طوّرتها بأصابعها.
منذ الشهور الأولى لوجودها على قارعة الحياة، وهي تعزف لحنًا صامتًا بأصابعها التي تتحرّك بعصبية وتتقاطع، ترتفع وتنخفض في الفراغ المحيط بها، بما يشبه أداء قائد الفرقة الموسيقية ....
هذه الرواية تُقدّم شخصيات مأزومة عاطفيًا واجتماعيًا، مثل دلال وفادي ونزار، وكذلك شخصيات مأزومة أخلاقيًا مثل هدى وسوزان، وأخيرًا، شخصية عمر الذي يعيش مأزقًا اجتماعيًا.
تحليل الشخصيات:
دلال مثلًا: تسعى لأن تكون محط أنظار الجميع، تحليل دلال النفساني يبرز بوضوح كيفية تأثير الفراغ العاطفي الناتج عن غياب الدعم الأمومي في مرحلة الطفولة على سلوكياتها في الحياة:
...ومن هذه الحكايات الوهمية صنعت دلال لنفسها عالمًا رحبًا، يتجاوز المألوف، وشكّلت منها لبنة مضيئة في خيالها المموسق إلى حدّ امتزاج الحلم بالواقع، وفرضت دلال ومضات عينيها العصية على الآخرين، صدّقوها عدا أمّها تلك الساكنة مهما شهقت العواصف، أقصى ما تفعله الأمّ أن تقذفهم بالتساؤلات ولا تنتظر الإجابة.... الأمّ تفرز المتناقضات رغم سكونها الملتهب....
لجأت إلى آلية تعويضية عن هذا النقص عبر سعيها لتحقيق التقدير الخارجي، وخاصّة من خلال العلاقة بنزار. تجد دلال نفسها في صراع دائم بين متطلّبات الاستقرار العاطفي (عمر) ورغبتها في الشغف والاهتمام (نزار)، ممّا يؤدي إلى حالة من التوتّر النفسي المستمر.
هذه الازدواجية العاطفية تولّد فيها شعورًا بالذنب وتناقض القيم، هذه الثنائية لا تقتصر على مشاعرها تجاه الرجلين، بل تعكس صراعًا أعمق بين الهوية الذاتية والتوقّعات المجتمعية. دلال في النهاية تبدو عالقة في دوامة لا تستطيع الخروج منها، وهو ما يظهر في تردّدها المستمر وتهرّبها من مواجهة الحقائق:
هل من حقّي أن أمارس مشاعر فتاة في العشرين؟ وماذا عن المسافر عمر؟ أليست مشاعري نحوه أمانة يجب أن أصونها ولا أمنحها لغيره؟ لماذا أسرف في خداع نفسي؟ مشاعري قبل سفره كما هي نحوهما، لم تتبدل، ولعل عمر نفسه رصدها بنفسه ولم يبدِ اعتراضًا، من حقّي أمام نفسي أن أتنفّس ولا أحيا كأمّي إذ تسجن مشاعرها وتصرخ كل يوم.
إنّ تقنية الحوار الداخلي التي أجراها الكاتب على لسان تلك الشخصية كان مثريًا بالكشف عن الأسباب التي قادتها لبلوغ تلك الوضعية، وإبراز صراعها النفسي بشكل عميق. وهذا النوع من الشخصيات يثير تعاطف المتلقّي رغم أخطائها، لأنّه يكشف الجانب الإنساني في مواجهة العجز عن اتخاذ قرارات حاسمة.
فادي:
فادي: فادي يمثل نموذجًا معقّدًا لشخصية تأثّرت بشكل عميق من صدمات الطفولة والإهمال العاطفي. إن عزلة فادي النفسية وتدهور حالته العقلية نتيجة مرض الفصام يعكسان حالة من الضياع الكامل بين الواقع والخيال. تقنيات الهلاوس والهذيانات التي يمرّ بها، مثل مراقبته لدلال ونزار، تعكس انفصالًا تدريجيًّا عن الواقع، أيضًا فقدان الهوية الشخصية (الناجم عن اختلال الدعم الأمومي) يعزّز مشاعر الغربة. إضافة إلى ذلك، إنّ فادي ليس فقط ضحيّة للصدمات النفسية، بل أيضًا يعبّر عن العواقب الاجتماعية لعجز الأسرة عن توفير بيئة دعم صحيحة. تهديده بالانتحار أو قتل والدته يعكس عمق الأزمة النفسية التي يمرّ بها، ممّا يجعل شخصيته محورية في فهم تداعيات الإهمال الأسري على الصحة النفسية.
- هل أنت متأكّدة أنّني ابنك؟ بيني وبينك أحد أمرين إمّا أن أنتحر وإمّا أن أقتلك.
كيف جسّد الكاتب هذه الشخصية في الرواية ؟
جسّدها عبر تقنيات الهلاوس والهذيانات، حيث صوّر الكاتب بأكثر من موضع لحظات الهلاوس التي يراها فادي معتقدًا أن أمه تخونه، تخون والده مع عشيقها نزار، ممّا يبرّر عدم ثقته بالواقع :
هي ألعوبة في يد نزار، ودمية في حضنه، لا أصدق تمثيلية انقطاعها عنه، لقد منحته كل شيء في الظلام ، حتى في عيادته الفاخرة،.... هي ليست أمي، لكنها في وجهي كل يوم، صوتها هو فحيح العذاب نفسه، ياااه يا دلال، لن أستريح إلا بالتخلص منك.
هذه الشخصية أضافت للرواية عمقًا إنسانيًّا يلامس قضايا الإهمال الأسري وتأثيره على الصحة النفسية.
نزار :
نزار، بوصفه شخصية معقّدة مليئة بالتناقضات، يتمّ تصويره بمهارة من خلال تقنية ازدواجية الأدوار. تتجلّى نرجسيّته من خلال سعيه المتواصل للهيمنة على الآخرين وتحقيق مصالحه الشخصية عبر وسائل غير أخلاقية، وهو في الوقت ذاته يعيش في خوف دائم من انكشاف حقيقته كـ"طبيب مزوّر". لا يقتصر على كونه شخصية استغلالية، بل أيضًا يحمل تناقضًا داخليًّا بين طموحاته العليا وشعوره العميق بالعجز. علاوة على ذلك، يعتمد على الكذب والخداع كوسيلة أساسية لبناء صورته الزائفة، تحوّله إلى العنف يظهر بشكل تدريجي كردّ فعل دفاعي لحماية هذه الصورة. لحظة تفكيره في القتل، التي تتحوّل إلى ذروة درامية في الرواية، تمثّل الهروب النهائي لنزار من مواجهة تبعات أفعاله.
رمزية هذه الشخصية :
التسلّق الاجتماعي والفساد الخلاقي: تسلّط الرواية من خلالها الضوء على الأفراد الذين يبنون نجاحاتهم على الخداع والأكاذيب.
تهديد الهوية العائلية: وجودها خلق اضطرابًا كبيرًا في الأسرة عمّق الجروح النفسية بين دلال وابنها وزوجها.
العدالة الذاتية : تطوّر الأحداث يؤكّد أنّ الغشّ والخداع لا يمكن أن يدوم طويلًا، وأنّ النهاية تأتي نتيجة أفعاله.
إنّ وجود هذه الشخصية في الرواية رُفد فيها عنصر الإثارة والتشويق مع تسليط الضوء على الصراعات النفسية والاجتماعية التي يولّدها الكذب والخيانة.
هدى :
هي شخصية مأزومة أخلاقيًّا ما يجعلها محورًا قويًا للصراع النفسي والدرامي في الرواية، وهي تمثّل نموذجًا إنسانيًّا معقّدًا حيث تلتقي الحاجة الماسّة للأمومة مع انهيار المعايير الأخلاقية تحت ضغط الظروف، وانحيازها إلى خيار القتل مقابل المال يبرز جانبًا مظلمًا في شخصيتها وبعدها الأخلاقي، رغم أنّها مدفوعة بيأسها وظروفها.
هدى في الرواية هي وسيلة لتنفيذ الجريمة، وهي كرمز اجتماعي تمثّل جانبًا من المجتمع الذي يجبره الفقر على التضحية بالمبادئ والقيم، لم يطلعنا الكاتب على دواخلها، ولا على أبعادها الدرامية، لذا لا يمكن أن نعتبرها محركًا في تطوير الحبكة إلّا من خلال فعل التجسس وفعل القتل.
عمر :
شخصية مأزومة بإغراقها بالحرص على استلام مكانتها الاجتماعية والعلمية المرموقة، تملك طموحًا عال ودوافع نفسية واجتماعية قوية، وقد أضافت بعدًا فلسفيًّا واجتماعيًا إلى الرواية، سيّما عندما تداخلت أهدافه مع الشخصيات الأخرى أو تعارضت معها.
دوره في الرواية كان رمزًا للعلم والطموح، فمثّل شريحة من المجتمع تسعى للارتقاء من خلال العمل الجاد والبحث العلمي ما يبرز أهمية العلم، طموحه المفرط تحوّل إلى عبء نفسي واجتماعي، حيث أنّ العلم والعمل الجاد قد لا يكونان كافيَين لتحقيق السعادة إذا تمّ التركيز فقط على المكانة الاجتماعية، بتخطٍ للأولويات الحياتية ( العائلة).
خلاصة التحليل تبرز كيف أن الشخصيات في الرواية تمثّل حالات نفسية واجتماعية معقّدة تتشابك في صراعات داخلية وخارجية. دلال، فادي، نزار، هدى، وعمر جميعهم يتصارعون مع واقعهم المأساوي وتأثيراته على حياتهم. دلال عالقة بين الاحتياج العاطفي والانغماس في علاقة غير صحّية، بينما فادي يعكس تأثير الإهمال العاطفي على الصحّة النفسية. نزار يمثّل التناقضات الداخلية والتهديدات التي يخفيها خلف شخصيته المزيفة، في حين أن هدى تجسد تأثير الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على قراراتها الأخلاقية. أمّا عمر، فيسعى لتحقيق النجاح المهني على حساب علاقاته الأسرية، ممّا يعكس التوتّر بين الطموحات الشخصية والمطالب العائلية.
هذه الشخصيات جميعها تمثّل صورة عن الأزمات النفسية والاجتماعية التي تعكس جوانب مختلفة من الهوية، الصراع الداخلي، والضغط الخارجي، ممّا يعزّز من ثراء الرواية ويجعلها مليئة بالتعقيد الدرامي.
تقنية التدوير: تتجلّى في الطريقة التي يبدأ بها النصّ، من نقطة مشوّقة (مشهد موت دلال الغامض في البداية)، ثم يعود السرد إلى الماضي لشرح الأسباب والخلفيات التي قادت الشخصيات إلى هذه اللحظة، ومن ثمّ التقدّم في الحاضر لاستكمال القصة. هذا الشكل السردي يعتمد على العودة الدائمة بين الماضي والحاضر، وربط الأحداث المتناثرة بشكل دائري. في الرواية، يمكن أن نجد تقنية التدوير في:
1. البداية المشهدية التشويقية:
تبدأ الرواية بحادثة سقوط دلال (المشهد فوق السلم)، مع طرح أسئلة مفتوحة حول موتها (انتحار أم قتل؟). ثم يعود السرد إلى طفولة دلال ونشأتها، موضّحًا السياق النفسي والاجتماعي الذي أدّى إلى هذا المصير.
2. تيّار الوعي وتنقل الزمن:
تقنية تيّار الوعي التي اعتمدتها الرواية تتنقل بين الحاضر والماضي بشكل دائري، لتوضّح مراحل حياة دلال وتربطها بالأحداث المعاصرة التي تعيشها الشخصيات الأخرى.
3. السرد المتقطّع للشخصيات المأزومة:
شخصيات مثل عمر وفادي وهدى تعيش مأزقًا نفسيًّا أو اجتماعيًّا يتمّ تقديمه في إطار زمني غير خطّي. هذه التنقلات الزمنية تضيف عنصر التدوير للسرد، بحيث تتكامل الأحداث تدريجيًّا لإظهار الصورة الكاملة.

ولأن الروية مليئة بالدلالات الإيحائية سأكمل دراسة المستوى الديناميكي الفني إلى :
5- المستوى العميق:
في رواية "اللحن المكسور"، تتشابك الدلالات الإيحائية لتبني مستويات عميقة من الرمزية تتقاطع مع الصراع النفسي والاجتماعي للشخصيات، وخاصّة شخصية الأم التي يسبّب شغفها بالموسيقى تدمير علاقتها بابنها. يمكن تحليل هذا المستوى العميق من الإيحاء من خلال عدّة عناصر رئيسية:
1. الموسيقى كرمز للروح الداخلية:
الموسيقى في الرواية لا تقتصر على كونها مجرّد شغف شخصي، بل تمثّل أيضًا تعبيرًا عن الألم الداخلي والصراع بين الذات والواجب. الآلات الموسيقية تصبح رموزًا للانهيار الداخلي أو الهروب من الواقع، ممّا يضاعف التوتّر بين الأمّ وابنها في سياق فقدان التوازن بين المتعة الشخصية والمسؤولية العائلية.
2. الشخصية الأمومية كرمز للصراع بين الأنا والمجتمع:
تُجسّد الأم في الرواية الصراع بين القيم الفردية والواجبات الاجتماعية. شغفها بالموسيقى يبرز تمرّدها ضدّ الأدوار الاجتماعية المقرّرة لها، ولكن هذا التمرّد يتحوّل إلى مأساة، حيث تدفع ثمنًا باهظًا لهذا الاختيار من خلال انهيار علاقتها بابنها وتداعيات إهمالها.
3. التحوّل المفاجئ لابنها:
التحوّل المفاجئ لفادي، الذي يعاني من الفصام وإدمان المخدّرات، يُعدّ دلالة رمزية لدمار الهوية الشخصية نتيجة للإهمال والصراع بين الذات والواقع الاجتماعي القاسي. هذا التحوّل يُظهر كيف تؤدّي الخيارات الفردية إلى نتائج مأساوية، ويعكس خيبة الأمل الناتجة عن الضياع الداخلي.
4. الزمن والمكان كعوامل رمزية:
الزمن في الرواية يعكس تراجع الوعي وعدم الاهتمام بالمتغيّرات الحياتية، بينما المكان – خصوصًا المساحات التي تملؤها الموسيقى – يُحمل دلالات رمزية تعكس تحوّل الفرح إلى ألم. يُظهر الزمن المفقود كيف يتدهور الارتباط بالعالم المحيط، ويُعتبر المكان أيضًا كمرآة للمأساة التي تمرّ بها الشخصيات.
5. الحلم كأداة لكشف الأعماق النفسية:
الحلم، الذي يتداخل مع الموسيقى في بناء الرواية، يعمل كأداة للكشف عن الأعماق النفسية للشخصيات. الحلم يُظهر رغبات غير محقّقة ومحاولات للهروب من الواقع، ممّا يعزّز الدلالات العميقة حول الهوية الفردية والصراع الداخلي.
6. التمرّد ضدّ القيود:
التمرّد في الرواية، كما يظهر في شخصية دلال، يعكس التوتّر بين طموحات الفرد وواجباته الاجتماعية. على الرغم من أنّ التمرّد قد يؤدّي إلى تأثيرات سلبية، إلّا أنّه يعمل كدافع لفهم الذات وإعادة التفكير في الهوية.
من خلال هذه العناصر، استطاع الكاتب بناء مستوى إيحائي عميق يربط بين الصراع النفسي والاجتماعي، ممّا يتيح للقارئ استكشاف الطبقات المتعدّدة التي تعيشها الشخصيات، ويحفّز التأمّل في الرمزية والمواقف المتشابكة.

العرج وحركة قبض اليد وإطلاقها:
العرج في قدم البطلة يمثّل إعاقة جسدية، لكنّه يحمل أيضًا دلالات نفسية عميقة، حيث تُظهر البطلة قوّة نفسية وقدرة على تحويل ضعفها إلى غرور مصطنع. العرج يصبح رمزًا للصراع الداخلي بين القوة والضعف، بين الرغبة في القبول ورفض الإعاقة.
حركة قبض اليد وإطلاقها تتداخل مع هذه الرمزية لتعبّر عن التوتّر الداخلي للبطلة:
1. الصراع الداخلي بين المقاومة والاستسلام: قبض اليد يُظهر تماسكًا ورغبة في المقاومة، بينما إطلاقها يشير إلى لحظة استسلام أو تفريغ للضغط النفسي.
2. الغرور كآلية دفاعية: العرج يُبرز الغرور كآلية دفاعية تحاول البطلة من خلالها إخفاء ضعفها الداخلي. حركة اليد تصبح وسيلة جسدية لتعزيز قوّتها النفسية على الرغم من ضعفها الجسدي.
3. التفاعل بين العرج وحركة اليد: القبض على اليد يرمز إلى محاولة التحكّم بالضعف الداخلي، بينما الإطلاق يعبّر عن الاستسلام للألم والتخلّي عن محاولة السيطرة. هذه الحركة تعكس التوتّر الوجودي بين الأمل واليأس.
الرمزية العميقة للإعاقة وحركة اليد:
العرج وحركة اليد يعكسان صراعًا وجوديًّا بين القبول بالضعف والتمسّك بالقوّة. البطلة تواجه العالم وهي تحاول السيطرة على مشاعرها وعجزها، لكن في بعض اللحظات، تجد نفسها مضطّرة للاعتراف بحقيقتها الداخلية.
المستوى العميق في "اللحن المكسور" يقدّم طبقات متعدّدة من الرمزية التي تبرز الصراع النفسي والوجودي لدى الشخصيات، خاصّة شخصية الأم(دلال) والابن( فادي). هذا المستوى يعتمد على توظيف دلالات موسيقية، حركية، وجسدية، لخلق حوار داخلي مع الذات والعالم المحيط. الرمزية تبدأ من الموسيقى كتمثيل للألم الداخلي والتحوّل الشخصي، مرورًا بالصراع بين الأنا والمجتمع الذي يتجسّد في شخصية دلال، وصولًا إلى تحوّل فادي الذي يعكس نتائج الإهمال الأسري.
العرج وحركة قبض اليد وإطلاقها تعكسان التوتّر بين القوة والضعف، حيث تتجسّد مقاومة البطلة لواقعها الجسدي من خلال غرورها، معبّرة عن صراع داخلي بين الرغبة في السيطرة على ضعفها والقبول به. هذا التفاعل النفسي الجسدي يخلق نموذجًا لرحلة الذات في البحث عن التوازن الداخلي، ويعكس الصراع بين التحوّل والتمسّك بالقيم الفردية رغم القيود الاجتماعية.

6- المستوى النفسي :
نستعرض التوتّرات الداخلية للشخصيات من خلال الصراعات النفسية التي تتراوح بين الرغبة في التحوّل والتمسّك بالهوية الذاتية. يتجسّد هذا المستوى في شخصيات الأم التي تحاول التوفيق بين شغفها بالموسيقى وواجباتها الاجتماعية كأم، وما يترتّب على ذلك من تداعيات نفسية على علاقتها بابنها. كما يتمّ تصوير التوتّر النفسي لابنها الذي يعاني من الفصام وإدمانالمخدرات نتيجة الإهمال. يستخدم الكاتب الرمزية والحركة الجسدية كأدوات تعبيرية لتمثيل هذه الصراعات النفسية، ممّا يعمّق فهمنا للتحوّلات الداخلية التي تشهدها الشخصيات خلال الرواية. ندرس هذا المستوى من خلال المداخل التالية:
- المدخل السلوكي :
في المدخل السلوكي لرواية "اللحن المكسور"، يتمّ التركيز على السلوكيات الظاهرة للشخصيات وكيفيّة تأثير الصراعات النفسية الداخلية على قراراتهم وأفعالهم. تظهر الشخصيات، خاصة الأم والابن، في مواقف تتطلّب تفاعلًا مع الواقع المحيط بهم بناءً على استجاباتهم العاطفية والنفسية. الأم دلال مثلًا، تظهر سلوكيّات إهمال وتجاهل لابنها فادي نتيجة انغماسها في شغفها بالموسيقى، ممّا يؤدّي إلى تدهور حالة ابنها. الابن، من جانبه، يتّخذ سلوكيّات مدمّرة مثل تعاطي المخدرات ورفض الواقع بسبب شعوره بالعزلة والإحباط. يعكس هذا المدخل العلاقة بين البيئة الاجتماعية والأفكار الداخلية للشخصيات، حيث يتمّ تفسير سلوكهم من خلال دوافع نفسية تؤثّر بشكل مباشر على اختياراتهم.
سأختار بعض التساؤلات وأقوم بتحليلها :
1. هل للأرض أنياب تأكل أبناءها؟
هذا السؤال يُشير إلى فكرة مجازية تعكس العلاقة بين الإنسان والطبيعة أو النظام الكوني، حيث تبدو الأرض أحيانًا وكأنها قاسية، تبتلع البشر عبر الكوارث، الحروب، أو الفناء الطبيعي. من المنظور السلوكي، يمكن تفسير هذه الفكرة كالآتي:
السلوك الدفاعي للإنسان أمام الطبيعة:
الإنسان يسعى دائمًا لتفسير الأحداث الطبيعية كالكوارث أو الأزمات الكبرى بطريقة تُبرّر قلقه الوجودي. هذا السلوك التبريري نابع من محاولته إعطاء معنى للصراعات التي يخوضها ضدّ قوى أكبر منه.
الإسقاط النفسي على الطبيعة:
تصوير الأرض على أنها تملك "أنيابًا" هو إسقاط نفسي. الإنسان يُسقط صفات القسوة والافتراس على الطبيعة ليفسّر الظلم أو الموت الذي يختبره في حياته.
السلوك الاستجابي أمام الأزمات:
الطبيعة القاسية تُحفّز الإنسان على تطوير سلوكيّات استجابية مثل الهروب، التكيّف، أو المقاومة. هذه السلوكيات تُعتبر جزءًا من محاولة الإنسان للبقاء واستمرار الصيرورة الحياتية.

2. هل القتل ضرورة تضبط صيرورة الحياة؟
السؤال يحمل أبعادًا فلسفية وأخلاقية، ولكنّه يُمكن تفسيره من المدخل السلوكي ضمن إطار فهم العنف كجزء من السلوك البشري:
العنف كسلوك فطري/مكتسب:
السلوك البشري قد يحمل عناصر من العنف الفطري المرتبط بالبقاء (كما في الصيد أو الدفاع عن النفس). من هذا المنظور، القتل قد يُفسَّر كاستجابة ضرورية أحيانًا للحفاظ على النظام (مثلًا: القتل في الحروب دفاعًا عن الأرض أو القيم).
السلوكيات المرتبطة بالعدالة والسيطرة:
القتل يُمكن أن يُنظَر إليه كوسيلة سلوكية يستخدمها الإنسان لضبط الصراعات. القوانين التي تُشرعن الإعدام كعقاب على الجرائم تعكس رغبة مجتمعية في تحقيق النظام واستقرار الحياة من خلال ردع السلوكيات التخريبية.
التعزيز السلبي في العلاقات البشرية:
من وجهة نظر السلوك، القتل يُعبّر أحيانًا عن محاولة السيطرة أو التخلّص من تهديد خارجي. إذا نجح هذا الفعل في تحقيق هدفه (مثل إنهاء تهديد معيّن)، فإنه يُعزّز السلوك العدواني كوسيلة حلّ.
خلاصة التحليل:
الأرض كرمز للنظام الطبيعي: يتمّ إسقاط مشاعر الخوف والرهبة تجاه الطبيعة أو القدر، ممّا يجعلها تبدو وكأنها "تأكل أبناءها"، بينما السلوكيات البشرية تُظهر تكيّفًا مستمرًّا للبقاء أمام قوى الطبيعة.
القتل كوسيلة لضبط الصيرورة: السلوكيات العدوانية تُعتبر جزءًا من صيرورة الحياة، حيث تُستخدم أحيانًا للحفاظ على التوازن داخل النظام الاجتماعي أو البيولوجي. لكن هذا السلوك محكوم بقيم أخلاقية واجتماعية تضبط استخدامه وتجعله استثناءً لا قاعدة.
تحليل السؤالين من هذا المدخل يُظهر كيف تُفسِّر السلوكيّات البشرية قضايا وجودية معقّدة مثل الصراع بين الإنسان والطبيعة، أو استخدام العنف كأداة تنظيمية.
- المدخل التوليدي العقلاني: التناص
يمكن العثور على تناصّات عديدة في الرواية، سواء كانت تناصّات دينية، فلسفية، ثقافية، أو أدبية، نظرًا للرموز العميقة التي تحملها العبارات في النصّ. التناصّات تتطلّب فحصًا دقيقًا لربط الأفكار والمفاهيم التي تطرأ في النص مع مصادر أخرى، وهذه بعض التناصات المحتملة التي يمكن من خلالها تحديد أوجه التشابه والاختلاف بين الرواية موضوع الدراسة والروايات التي تتناص معها :
1. "الجريمة والعقاب" (تيودور دوستويفسكي)
أوجه التشابه:
الصراع النفسي العميق:
كلا الروايتين تركّزان على الشخصيات التي تعيش صراعًا نفسيًّا داخليًّا مع الذّات. في "الجريمة والعقاب"، يعاني راسكلنيكوف من شعور بالذنب والأزمة الوجودية بعد ارتكابه الجريمة، وهذا يتوازى مع شخصية الدكتور عمر التي تشعر بالشكوك والوساوس التي تؤرّقه.
الأسئلة الوجودية: مثلما تتعامل رواية "الجريمة والعقاب" مع تساؤلات عن الخير والشر والمعنى، كذلك تطرح رواية اللحن المكسور تساؤلات عن الحياة والموت، والعدالة والذنب.
أوجه الاختلاف:
التركيز على الجريمة:
في "الجريمة والعقاب"، الجريمة هي المحرّك الرئيسي للسرد، بينما في الرواية، لا يبدو أنّ هناك جريمة مركزية بقدر ما هناك تساؤلات وشكوك حول فعل مقتل الأم.
النيّة الفلسفية العميقة:
"الجريمة والعقاب" تعمل ضمن إطار فلسفي ديني أكثر عمقًا في معالجة قضايا الذنب والفداء، بينما الرواية موضوع لدراسة تبدو أكثر تركيزًا على التوتّر النفسي اليومي والعلاقات الإنسانية المعقّدة.
2. "عالم صوفي" (يوستين غاردر)
أوجه التشابه:
التساؤلات الفلسفية الوجودية:
في "عالم صوفي"، تُطرح الأسئلة الفلسفية الأساسية عن الحياة والوجود. هذه الأسئلة تشبه التساؤلات الوجودية التي نراها في روايتنا، خاصة تلك المتعلّقة بالمعنى والموت.
الحيرة والتساؤل:
مثلما يعاني البطل في "عالم صوفي" من الحيرة في مواجهة الأسئلة الفلسفية الكبرى، يعاني الدكتور عمر ودلال وغيرهما من الشخصيات في الرواية من الحيرة والشكوك التي تُؤرّقهم.
أوجه الاختلاف:
الطابع التربوي:
"عالم صوفي" تحتوي على بعد تعليمي، حيث تعرض الفلسفة بطريقة توجيهية للقارئ، بينما رواية الأديب نشأت المصري تركّز على سرد أحداث وتطوّرات نفسية معقّدة أكثر من كونها تعليمية.
المحتوى الفلسفي المجرد:
"عالم صوفي" تُقدّم الفلسفة بشكل علمي أكاديمي أكثر، بينما رواية اللحن المكسور تغلب عليها القضايا النفسية والإنسانية بشكل غير مُوجّه أو أكاديمي.
3. "الصخب والعنف" (ويليام فولكنر)
أوجه التشابه:
التوتّر النفسي والتفكّك العائلي:
في "الصخب والعنف"، يتناول فولكنر تفكّك العائلة والصراعات الداخلية للأفراد. هذه الصراعات تتشابه مع تلك التي تحدث في رواية اللحن المكسور، حيث تُظهر الشخصيات صراعًا داخليًّا بسبب علاقات عائلية متوتّرة.
التمثيل المعقّد للزمن:
في "الصخب والعنف"، يتمّ تمثيل الزمن بطرق غير تقليدية، وهو ما قد يتوازى مع الطريقة التي تتعامل بها الرواية مدار الدراسة مع الزمن، مثل التدوير السردي.
أوجه الاختلاف:
التداخل الزمني:
"الصخب والعنف" يستخدم أسلوب التداخل الزمني بشكل معقّد، حيث تندمج الأزمنة في سرد واحد. بينما رواية نشأت المصري قد تركّز أكثر على التوتّرات النفسية اللحظية.
السياق العائلي المركب:
في "الصخب والعنف"، العائلة هي محور السرد وأكثر تأثيرًا على تصرّفات الشخصيات من أيّ عامل آخر، بينما الرواية مدار الدراسة قد تركّز على الشخصيات الفردية وتفاعلاتها الداخلية.
4. "1984" (جورج أورويل)
أوجه التشابه:
التأثير النفسي للأنظمة:
"1984" يتناول كيف يمكن للنظام الاجتماعي والسياسي أن يؤثّر بشكل عميق على الشخصية. في الرواية التي أتحدّث عنها، يبدو أنّ الشخصيات تتأثّر أيضًا بالقوى الخارجية (مثل الشكوك الاجتماعية) التي تؤثّر على حياتهم.
القلق الوجودي والخوف:
"1984" يعكس حالة من القلق والخوف الوجودي في ظلّ مراقبة النظام. هذا مشابه لما يظهر في الرواية، حيث يعاني الأبطال من قلق داخلي نتيجة لتأثيرات الحياة الاجتماعية والظروف المحيطة.
أوجه الاختلاف:
التركيز على الأنظمة السياسية:
"1984" يركّز على الأنظمة الشمولية والسيطرة السياسية على الفرد، بينما الرواية تركّز على الصراع النفسي والعلاقات الإنسانية.
الديستوبيا:
"1984" يُصوّر عالمًا ديستوبيًّا (مستقبلًا مظلمًا)، بينما الرواية خاصتنا لا تحتوي على هذا الإطار الديستوبي الواضح.
والخلاصة: رواية اللحن المكسورتتشابه مع العديد من هذه الروايات في القلق النفسي، الصراع الداخلي، والأسئلة الوجودية، لكنّها تختلف في تركيزها على التوتّرات الشخصية اليومية بدلًا من الصراعات الاجتماعية والسياسية الكبرى. الرواية تبتعد عن الطابع الفلسفي المبالغ فيه، وتتكامل من خلال استكشاف عميق للجانب النفسي والعاطفي.

التجربة الإبداعية للأديب نشأت المصري:
تقييم التجربة الإبداعية للكاتب تعتمد على دراسة أسلوبه الأدبي، البناء السردي، تقنيّات الشخصيات، والموضوعات التي يعالجها. من خلال هذه العناصر، يمكن فهم أبعاد الإبداع التي وظّفها الكاتب في عمله، وقياس مدى تأثيرها ونجاحها في إيصال رسالته الأدبية.
الأسلوب الأدبي وتقنيات السرد: يتميّز الكاتب باستخدام أسلوب سردي عميق يجمع بين التشويق الفلسفي والنفسي. الأسلوب يعتمد على التفاصيل الدقيقة للانفعالات الداخلية للشخصيات، ويُظهر قدرة الكاتب على بناء لحظات توتّر، سواء في الأحداث أو في العلاقات النفسية بين الشخصيات.
التدوير السردي (أي بدء الأحداث بنهاية ما) كان خيارًا سرديًّا مُلفتًا، حيث يعزّز من الغموض ويُشعل فضول القارئ، ممّا يُحفّز على استكشاف أبعاد جديدة للقصة.
تقنيات الشخصيات وتطورها: نجح الكاتب في تحليل الشخصيات بعمق، ما جعل الشخصيات تتّسم بالتعقيد وتراكم الصراعات النفسية. بطلة الرواية، على سبيل المثال، تُظهر صراعًا داخليًّا بين قوّتها الظاهرة والضعف الداخلي، ما يخلق تفاعلات متشابكة تجعل القارئ يستشعر التوتّر والقلق المصاحب لهذه التحوّلات.
الشخصيات ليست ثابتة، بل تتطوّر تدريجيًّا من خلال مواجهتها للأزمات والضغوطات، وهو ما يعكس تقديرًا عميقًا للواقع النفسي الذي تحياه الشخصيات.
الموضوعات والرؤى الفكرية: الرواية تعالج موضوعات فلسفية ووجودية حول الهوية، الغرور، الضعف البشري، والموت، ممّا يُظهر وعي الكاتب بضرورة التفاعل مع الأسئلة العميقة التي تؤرق الإنسان.
الكاتب يطرح تساؤلات عن العدالة والاختيار والظروف المحيطة التي تشكّل مصير الشخصيات. من خلال هذه الموضوعات، يتحدّى الكاتب القارئ للغوص في الأسئلة الأخلاقية التي تتداخل مع أحداث الرواية.
البنية البلاغية والجمالية: الكتابة بلاغية وجمالية، حيث يستخدم الكاتب التشابيه والاستعارات بمهارة لنقل الحالات العاطفية والتفاعلات الداخلية. مثلًا، "وسائد من أسئلة خائفة" تعبّر عن القلق الوجودي للشخصية، ممّا يمنح الرواية طابعًا شاعرًا يعزّز من الإحساس بالتمزّق النفسي.
الجمل غير المباشرة، والتوظيف الذكي للمفردات يعكس القدرة على خلق أجواء ذات بعد عاطفي وفكري في آن واحد.
الإبداع في الربط بين الرمزية والواقعية:
إبداع الكاتب يظهر في الربط بين الرمزية (مثل العرج وحركة اليد) والواقع النفسي، حيث يستخدم الرمزية كأداة تفسيرية لفهم الشخصيات وتفاعلاتها مع العالم الخارجي والداخلي.
كما أنّ الكاتب يُظهر إدراكًا عميقًا للواقع الاجتماعي والنفسي من خلال دمج الأبعاد النفسية مع الظروف الاجتماعية التي تؤثّر على تصرّفات الشخصيات.
فالتجربة الإبداعية للكاتب تُعدّ مميّزة من خلال قدرته على دمج التحليل النفسي العميق مع تقنيات السرد المتقنة، ممّا يخلق عملًا أدبيًّا مميّزًا. يتمتّع بأسلوب سردي قوي يعكس الأسئلة الوجودية الكبرى التي تتناول القضايا الإنسانية العميقة.
الكاتب يجسّد إبداعًا حقيقيًّا في تناول مواضيع مثل التحدّي الداخلي والوجود، ويستطيع التفاعل مع قضايا الإنسان المعاصر عبر نصّ يزداد تعقيدًا وعمقًا مع تطوّر السرد. يمكن القول أنّ هذه التجربة الإبداعية قويّة في تقديم رؤية أدبية جديدة تدمج بين الجانب النفسي والفلسفي، وتدعو القارئ للتفكير النقدي والتأمّل في مواضيع الوجود والحياة، وفي الشخصيات، ممّا يجعلها متميّزة في طريقة عرض الصراعات الإنسانية اليومية.

#دعبيرخالديحيي الإسكندرية – مصر 19/ 1/ 2025



#عبير_خالد_يحيي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة الأطفال المختطفين من أبناء المعتقلين في سوريا: جريمة إ ...
- النقد وأدب الذكاء الاصطناعي
- الميتاقص- أساليبها وتمظهراتها في قصة / رسول الشيطان/ للقاص ا ...
- ديستوبيا الماسونية الجديدة في رواية (العوالم السبع) للأديب ا ...
- أدب الرسائل عند الأديبة حياة الرايس (رسائل أخطأت عناوينها) د ...
- قراءة في رواية / جبل الزمرد/ للروائية المصرية منصورة عز الدي ...
- تجلّيات المكان في أدب الحرب رواية / زند الحجر/ أنموذجًا للكا ...
- اقرئي.. ابحثي.. واكتبي
- فن الواو.. فن الإيحاء والتجريد بمفهوم ذرائعي الناقدة الدكتور ...
- جماليات القبح وتجليات أدب الديستوبيا في رواية /العالقون/ للأ ...
- تجلّيات الأدب التأمّلي في قصيدة الومضة دراسة تقنية ذرائعية م ...
- تجليات أدب الخيال العلمي في المجموعة القصصية / تشابك سرّي/ ل ...
- إشهار كتاب /عوالم حياة الرّايس السّردية/ للناقدة السورية د. ...
- النبوءة والتجليات الملحمية في رواية الأجيال رواية / تاج شمس/ ...
- الروائح عتبة واقعية مثيرة لتيار الوعي في رواية (رائحة الزنجب ...
- أدب المرايا من الكلاسيكية إلى المعاصرة في رواية / نساء المحم ...
- الإرهاب.. والتشافي بالحب في رواية / بعض الفرح قد يكفي/ للكات ...
- تقنيتا البازل والكولاج السردي في رواية / ماتريوشكا من أسوان/ ...
- الفلسفة الذرائعية العربية واشتراح المصطلح رواية (رحيل السومر ...
- السرد بين تكنولوجيا اللغة ومصطلح الأدبية باب جديد تفتحه الذر ...


المزيد.....




- بعد نجاح فيلم -الدشاش- جماهيريا.. هل نجح محمد سعد في استعادة ...
- الدين مادة أساسية بمدارس مصر.. ما وجه الاعتراض؟
- بعد ساعتين بالظبط هتشوف العظمة”.. مسلسل عثمان 178 الحلقة الج ...
- المترجم جنغيز عبد الواحد ”فرض رسوم لخدمة الترجمة قد يؤدي إلى ...
- الأدب السوري مترجمًا.. كيف شوّهت -سياسات الهوية- السردية الس ...
- أحزاب تيدو تريد من المولودين في الخارج دفع رسوم الترجمة بأنف ...
- تركي آل الشيخ يعلن عن حدث مهم بتاريخ صناعة السينما في السعود ...
- دار الأنام اللبنانية تصدر كتاباً جديداً للدكتور زهير ياسين ش ...
- مصر.. حارس مصري يرتكب جريمة مروعة في معهد للسينما
- الأنبار.. خطاطون وفنانون يشكون الإهمال وقلة الدعم


المزيد.....

- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير خالد يحيي - الروح الضائعة في اللحن المكسور : بين الشغف والتضحية دراسة ذرائعية مستقطعة على رواية اللحن المكسور للأديب المصري نشأت المصري بقلم د.عبير خالد يحيي