أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن محمد محمد - جمعة خليل “بافي طيار”…يا صانع الابتسامة لم تبكينا؟














المزيد.....

جمعة خليل “بافي طيار”…يا صانع الابتسامة لم تبكينا؟


عبدالرحمن محمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8230 - 2025 / 1 / 22 - 13:11
المحور: الادب والفن
    


مناضل من الرعيل الأول، مقاتل سلاحه الفن الهادف والكلمة الحق، عرف معنى النضال وقدسية الثورة، ورأى في الكلمة الصادقة سلاحا لا تنفذ ذخيرته، وفي حب الناس رأس مال لا يشح ولا ينقص، فأمضى سنوات عمره في سبيل إعلاء شأن الفن الهادف والكلمة الصادقة، والأهداف النبيلة.
جمعة خليل “بافي طيار” اسم سمعنا به في ساحات كثيرة، في البيوت والاحتفالات وفعاليات الحصاد الشعبية، وتردد مرارا وتكرارا في وقت كان الفن فيه مجرد لهو ومضيعة للوقت بنظر الكثيرين، لكن بافي طيار بأسلوبه الفريد الذي تجلى بالموازنة بين الجد والهزل، والنقد والتوجيه، والكوميدي والتراجيدي، والمضحك والمبكي، جعل الفن مدرسة والقيام به وفي المجالات كافة، وخاصة في مجال التمثيل، رسالة سامية تنير العقول وتوجه الأجيال نحو رفض واقع مرير والعمل على صنع غد جميل، وتزرع الآمال في نفوس أتعبتها ظروف شتى من القهر والاستبداد والإنكار والفقر.
“بافي طيار” كان القريب والمحبب إلى قلب كل من عمل وسلك طريق الفن، وكان صديق الغالبية منهم، والمقرب لأكثرهم، والناصح والمرشد للعديد من الفنانين ممن خالطهم وعمل معهم، ولعقود متتالية كانت أعماله الهادفة تضحك الكرد وترشدهم، وتضع الإصبع على الوجع كما يقال، فوقف في وجه العادات البالية وحاربها بأسلوب ممتع، ودعا دوما لتوحيد الصف الكردي والتسلح بالعلم والمعرفة، وكان شوكة دوما في حلق المتخلفين ومتحجري العقول.
كردياً كان الفنان القدير بافي طيار من الداعين دوما لنبذ الخلافات البينية الكردية، وداعيا إلى وحدة الصف والكلمة والهدف، ورافضا الذل والرضوخ لأعداء الكرد من الطورانيين والشوفونيين، وإلى جانب مواقفه النبيلة في سنوات الثورة عموما، كانت مواقفه مشرفة في مقاومة سد تشرين، إبان الاعتصامات والمقاومة الشعبية التي وقفت في وجه المحتل التركي ومرتزقته.
قبل يوم واحد من استشهاده وقف على السد وخاطب الجماهير بعدة جمل، كانت وستبقى محفورة في وجدان وضمير كل إنسان سمعها وأدرك معنى كلماته قال بالحرف: الوطنية بالفعل لا بالقول، بالتطبيق الحقيقي لما يراد ويتطلب منا، من يدافعون عن هذه المناطق هم أولادنا ونحن أحق بالوقوف معهم، ولا نخاف ولا خوف عليهم، لقد مزقنا أكفان الموت ولم يعد الموت يخيفنا”.
وفي اليوم الذي تلا كلماته تلك، كان هدفا لمسيرات تركية، رمت بقذائف حقدها على جماهير المعتصمين، واستشهد مع كوكبة من المواطنين.
كان خبر إصابته صادما، ودعت له سائر القلوب بالشفاء العاجل، لكن خبر الاستشهاد كان مفجعا وأكثر فتكا من الوجع ذاته. لم يبق قلب إلا وبكاه ولم تبق عين إلا وسكب دمعها مدرارا، ولا قلما إلا وكتب عنه ورثاه.
ولعل من أبلغ ما كتب عنه، ما كتبه الشاعر والفنان التشكيلي علي مراد: “بالدموع ودّعنا من كان يرتق الأحزان بابتسامة، برحيله خمدتْ ضحكةٌ كانت تشبه الأغنيات في أرضٍ سئمتْ صوت المدافع والطائرات، ترك وراءه نفوساً ممتنّة، رحل من كان ملاذاً للقلوب المتعبة، ومرآةً تعكس قدرة الإنسان على مقاومة الألم بالسخرية ودحر القسوة بالأمل، رحل صانع البهجة في أقسى الظّروف”.
وماذا عسانا أن نقول في حضرة مقامك، يا أيها الشهيد، أن تنعيك أمة بأكملها، أن تبكيك القلوب قبل العيون، أن تكون في الأمس مصدر قوة وفخر، أن تكون حتى قبيل ساعات جريحا ينبض قلبك بالحب والثورة، أن تكون الآن شهيدا حبيبا مناضلا وفنانا، أن تكون إنسانا…كل هذا يعني إنك عظيم ولن تموت، يموت أعداؤك.. وتُخلد أنت في قلوبنا..
وداعا يامن أضحكتنا كثيرا وأبكيتنا أكثر..



#عبدالرحمن_محمد_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد علي شاكر… ينبوع فن وعطاء لن ينضب
- الكفرون.. سحر الطبيعة ومعانقة الجمال
- كتاب “سجالات في الأدب والفن” حوارات ثقافية -نثارات إبداع بأل ...
- الكراب.. إرث فلكلوري تغيبه الحداثة وتنعشه السياحة الثقافية
- محمد علي حسو.. شاعر الكفاح والنضال
- سيفار… مدينة الألغاز الجزائرية وآثار الجن والكائنات الفضائية
- أديبة الرقة وشاعرة الفرات… وداعا
- نوروز ثورة الربيع والانسان في كل زمان ومكان
- فوانيس رمضان.....مهارة حرفية وطقوس روحانية
- محمد شيخو...فنان ثورة وعاشق وطن
- الامير شرف خان البدليسي (صاحب شرفنامة)
- حبران... درة قرى جبل العرب
- ثلاثة أعوام على رحيل الفنان محمد شاكر “نبع سري كانيه”
- “النهمة”… فن البحارة العريق وأصالة شعوب الخليج
- مدينة إعزاز درة مدن الشمال السوري
- الشاعر الكردي جكر خوين... تسعة وثلاثون عاما من الحضور
- عبد الله البردوني ...ما أصدق السيف!
- -عندما يموت الضوء- جديد الكاتب والشاعر السوري جورج عازار
- وداعا ابنة القصب -الفنانة التشكيلية الكُردية السورية سمر دري ...
- -الميديا- وعبق الورق


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن محمد محمد - جمعة خليل “بافي طيار”…يا صانع الابتسامة لم تبكينا؟