أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة انكسارات الروح .














المزيد.....

مقامة انكسارات الروح .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8230 - 2025 / 1 / 22 - 10:12
المحور: الادب والفن
    


مقامة انكسارات الروح :

ليس كل ما في النفس يقال , ولكنه يرى .

يقول أدهم الشرقاوي : (( نحن نبتعد حفاظا على ماتبقى منا , صيانة لجروحنا من نظرات الشفقة , حتى الكلاب وهي كلاب اذا ما جرحت أخذت مكانا قصيا آمنا ولعقت جراحها فيه , بعض الود لا يصان الا بالبعد )) , ثمة عيون تكتنز دمعها , لحين هطول المطر , تعتزل الكلام في خلوة مع الروح لردم هوة الغياب , فكن فطنا و لماحا , حاجات الناس تعرف في وجوههم , في غصة الصوت دموع خفية فأنتبه لها , وفي البحة خذلان مدفون فلا تتجاهله , وفي رجفة الأيدي ضياع روح فأكترث بها , وفي شرود الذهن جرح عميق , او شوق لغائب فلا تتعام عنه , وفي لعثمة الكلام أرتباك دفين فأنتبه له .

لا توجد حقيقة مطلقة , تقبل خيالاتنا المنكسرة مداراتها في المرايا , وما الروح إلا منسك للكتابة , تتهافت عليها الكلمات من شعاب الاستثناء , وتحج إليها الأشعار وبياض السريرة , كحبة ثلج تدحرجت بين الأنامل وأنفاس الصباح , أما لوعة البعاد ونحيبه , فهو يشتتنا دون نقاش , لتحجبنا المسافات , وها هي السماء تهدينا البياض , ليعانق مسارات الدروب , و القلب هو العاصم من البرد .

هناك بشر أغلى مافيهم ثيابهم , وأرخص مافيهم أخلاقهم , رائحتهم عطرة وشمائرهم نتنة , والناس كالفراشات , أحيانا لا يرون جمال الألوان على اجنحتهم , والناس نوعان , نحل و ذباب ,النحل لا يقع الا على الرحيق , والذباب لا يقع الا على قذارة , كان السموأل يهوديا ولكنه كان شهما فضربت به العرب المثل في الوفاء , ولهذا قالت العرب : وعد الحر دين , وأذا وعد الحر وفى , لأنهم كانوا يعتقدون ان الفارق بين الحر والعبد ليس لون البشرة , وأنما لون الأخلاق , فلا تكن حرا بهيئتك عبدا بأخلاقك .

أيتها العتمة ماذا تخبئين خلف أستارك , حين يداهمني الغياب والعزلة , تتكسر المرايا , لأنها تضيق بالآمال الخائبة , والأحلام المثقلة بالوجع , وحده العبث , يتساقط على الانكسارات والرغبة الموشاة بالانتظارات , وتتشظى الروح , كحشرجات وأدران وجع , تختبئ خلفها الأرواح حين يتردد صدى انكساراتها في عمق الوريد , فمنذ اغتيال الشر للحب , علقتُ مشانق الوجد على قارعة القلب , وشوشها ذات فجر , أنه هناك معها , فلا تدعِ ريح الأمنيات , تستبيح أقاليم روحكِ والحصون .

الطيور تأكل النمل , وعندما تموت يأكلها النمل , فالظروف تتغير , فلا تقلل من شأن احد , فربما تكون قويا اليوم , ولكن تذكر دائما ان الزمن اقوى , فقد ينتهي البعد , وقد تظل كأيقونة معلقة , لا يمكن لآثار القادم إدراكها , وسيندلق تيه الوحدة على قارعة الفراغ ,
كان العيد عندي , يفتقد لأحلامٍ كثيرة , كانت صغيرة , كبرت ثم كبرت , وباتت تعابثني , كأغصان اللبلاب , إلا أنها بقيت قاصرة برفقتي , تمضي من شتات إلى شتات .

القلب موبوء بالهزائم الصغيرة , وهناك اغتراب أزلي يراودني , دع الليل يرحل دونك الليلة , وأنا أتوارى , حين يمتلؤن بالكثير من التفاصيل الفارغة , ويجتهدون في جعلها مُلفتة دون مُبرر , فدعني اعدو مثل سرب من النايات , تُقبل شِفاه الزراع عند ترانيم الحقول , لتمارس علينا دندنات المواجع , ومابين الحياة وبرزخ الموت , رمشة جفن , وأنا جافاني الشعر والنوم , أيها النبي العابق في تفاصيلي , لا تدع القلق يأخذ من تفكيرك حيزًا , سيأتيك النوم والشعر , لا تعاتبهما , فقط أنهما نسيا أن يأتيا , سيأتيك مثل قبيلة شعر , سيأتيك مثلما يداعب أحداق الحالمين المنام , فلا تخلد لأحلامك الفزعة , ودع لحظات الراح تُكحل المقل بالفرح ولذيذ النوم .

في الصّمت الكثيرُ من الكلام (﴿فلن أُكلّم اليوم إنسيا﴾) , وفي الشكوى الكثير من الحب ﴿( وأيوب إذ نادى ربه)﴾ , وفي الكتمان الكثير من الأشجان (﴿ ويضيق صدري ولا ينطلق لساني)﴾ , وفي اختلاس النظرات الكثير من الشّوق (﴿فبصرت به عن جُنُبٍ)﴾ , إنَّ أشرس معركةٍ يخوضها الإنسان هي معركة الحفاظ على نقاء قلبه , هذه الحياة مُتلِفَةٌ للقلوب فمهما خسرتَ إياك أن تخسر قلبكَ فمن يخسر قلبه مهزوم ولو ربح الدنيا كلها .

صباح الزهيري .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الوجع الطيب .
- مقامة النديم .
- المقامة العجلية .
- مقامة سجن الحب .
- مقامة التشبيه الراكب .
- مقامة اللحية .
- مقامة الغناء بالهمس .
- مقامة القهوة والحب .
- مقامة دمشق .
- مقامة نجمة الصبح .
- مقامة الأنكار .
- مقامة لغة العشاق .
- مقامة الصليب .
- مقامة الغصن المكسور .
- مقامة أرتقوا فالقاع مزدحم .
- مقامة العادات الشرقية .
- مقامة الثمن الباهظ .
- مقامة التوبة .
- مقامة ولادة .
- مقامة 2025 .


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة انكسارات الروح .