خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8230 - 2025 / 1 / 22 - 10:04
المحور:
الادب والفن
صباح الخير، يا صاحب القلب الذي يتوق دائمًا للمعنى بين السطور.
حين تشرق الشمس، لا تفعل ذلك لتعلن انقضاء الليل فحسب، بل كأنها توقّع عقدًا جديدًا مع الكون: أن تنبض الحياة مرة أخرى في شرايين الوجود. تأملها وهي تعبر الأفق، كأنها كفّ إلهية تمسح على جبين العالم، فتوقظ الأحلام التي ظلت معلّقة كأطياف في سقف الغيب.
الصباح ليس مجرد وقت، بل هو لغة. لغة تكتبها العصافير على صفحات السماء الزرقاء، وترسمها قطرات الندى على وجوه الزهور المتعبة من ليلها الطويل. إنه اتفاق غير معلن بين الضوء والظل: أن يرقصا معًا على إيقاع الفجر، حيث يولد الجمال من تباينهما لا من وحدتهما.
وفي عمق هذا الصباح، تنمو أفكارنا كأشجار السرو، راسخة لكنها تطمح إلى أعلى، تسافر في خيالها إلى حيث تسكن النجوم، ولا تعبأ بحدود الأرض. ربما نحن أيضًا، في أعماق أرواحنا، نحتاج إلى مثل هذا الصباح كي ننبت. كي نفهم أن التجدد ليس قرارًا بل سرًا ينساب فينا كلما استسلمنا لنورٍ أكبر من أعبائنا.
الصباح هو سؤال. سؤال يسألنا إن كنا سنجرؤ اليوم على أن نكون أصدق مما كنا عليه بالأمس، أن نحمل أرواحنا كأعلام صغيرة تخفق في وجه الريح، أن نواجه المجهول بابتسامة تقطر أملًا، كما يواجه الفراش العابر لهيب الشمس دون أن يخشى الاحتراق.
فيا أيها السائر في دروب الصباح، اعلم أن هذا الوقت ليس بداية اليوم فحسب، بل هو بداية روحك حين تصحو، وحين تقرر أن تحب هذا العالم رغم كل ما فيه من ندوب.ج
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟