أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مهدي الاعرجي - العراق و مصطلح الدولة النسبية














المزيد.....


العراق و مصطلح الدولة النسبية


علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)


الحوار المتمدن-العدد: 8230 - 2025 / 1 / 22 - 02:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان تنطق بشيء من الحقيقة افضل من الصمت

مصطلح الدولة النسبية ما هو إلا تعبير محدد يمكن استخدامه لوصف صورة أو حالة تشير إلى ضعف هيكلية الدولة أو عدم اكتمال أركانها الأساسية، حيث يتم استخدامه بكثرة من قبل بعض المحللين السياسيين. إلا أنه ليس مصطلحًا أكاديميًا يمكن أن يُرتكز عليه في علم السياسة، بل هو حالة عامة متداولة تُستخدم في الأوساط السياسية من أجل الخروج بصورة تقريبية للتشكيل الصوري للدولة. لا سيما أن عملية الإيضاح السياسي تُنتج لنا مصطلحات متعددة تتماشى مع الوضع السياسي العام.

ولعلي أجزم أن العراق تهيكل وتمحور لولادة دولة نسبية تنطبق عليها جميع معايير الخروج من النهج العلمي الأكاديمي السياسي العام إلى نهج المزاجية الفردية. واقع الأمر انا أنقل صورة عن الواقع الذي ربما يراه البعض ورديًا ولا اقدم اي نقد ، العراق دولة فاقدة لأهلية السيادة، أو بمعنى أدق لا يتمتع بكامل مقومات الدولة السيادية المطلقة في المنظور الحديث. وهنا أتحدث عن مفهوم الدولة في المنظور العلمي لا منظور السفسطة ، بل حديثنا يعتمد على عناصر و مقومات جزئية تبحث في بناء الهيكل العام للدولة لتحديد الثغرات في النظام النسبي الذي أوصلنا إلى مستوى متدنٍ في البنية العامة والذي بدوره اخذنا الى خلق مجموعة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

نعم، أنا لا أختلف مع الجميع بأن هناك جانبًا إيجابيًا لهذا المفهوم، حيث يكفل المفهوم النسبي للجميع حق المشاركة في إدارة الدولة من المكونات (شيعة، سنة، كورد، أقليات) تحت شعار ديمقراطي وضمان الحق الفردي في الانتخاب. وهذا بحد ذاته يُعتبر صورة متفردة للحق العام، حيث يعطي انطباعًا جمعيًا بأن الجزء له حق المشاركة في القيادة مع الكل. وبذلك يتيح حالة من حالات الطمأنينة النفسية لدى( القطيع) في حق الممارسة العامة لنشاطاته الفردية. إلا أنه في الواقع فقد الأهلية المطلقة في القيادة! بل إن الجمع الأكبر فقد الأهلية بسبب تشظي القاعدة المركزية الرصينة للحكم.

إن الدولة النسبية أو العراق بشكل مباشر (لا أعلم أيهما أصلح أن يُستخدم للتعبير: الدولة النسبية و العراق نموذج! أم العراق وخلق الدولة النسبية) تُعتبر فاقدة للسيادة بشكل محدود. لذلك تُشار إليها بأنها دولة محدودة السيادة، بمعنى أنها لا تملك القرار الكامل في الشأن الداخلي والخارجي للبلاد. فهناك قوى مسيطرة على القرار، منها الدولة العميقة، وإيران، وأمريكا، ودول الإقليم وتدخلاتهم وصراعاتهم في البلد. ولا أحتاج إلى أن أُسهب أكثر، فالجميع يعلم أن القرار السيادي يأتي باتفاق داخلي من قبل الماريونيت السياسي بأصابع خارجية.
بالتالي، فإن فقدان السيادة يعود إلى محور ارتباط آخر ينتج لنا ضعفًا في مؤسسات الدولة. ويأتي ذلك من عدم استقلاليتها، فكل جهة وحزب سياسي يملك جانبًا من الدولة ويحتاج إلى مال سياسي ليستمر في منهجية العمل. وهنا ينشطر الأمر إلى قسمين: الأول يعتمد على التمويل الداخلي، وينتج لنا مؤسسات مترهلة تعاني من الفساد. والجانب الآخر يعتمد على الدعم الخارجي، وهذا بحد ذاته يتيح المساحة الكاملة للقوى الخارجية أن تتحكم في قرارات الدولة المصيرية. فيترهل الاقتصاد ويضعف الجانب الأمني، وتُنتَهك سلطة الدولة بشكل جزئي و هذا ما يتيح للقوى الحاكمة مساحة في إنشاء خطوط موازية إلى خطوط الجهة الأمنية تحت عناوين ومسميات تهدف إلى حماية المكون النسبي من المكونات الأخرى. "المليشيات" رغم أني أرفض هذه الكلمة، لوجود بعض الأصوات التي تحاول أن تستغلها في إثارة الرعب لدى المواطن وتهدف إلى قتل روح الطمأنينة لديه في الدولة. هذا من الجانب العاطفي. أما من الجانب العلمي أعتقد أن الوضع في العراق أكثر تعقيدًا من تصنيف هذه الجماعات على أنها مليشيات، لأنها مرةً تدّعي الانتماء إلى القائد العام للقوات المسلحة، وتارةً تدّعي الاستقلالية. لذلك من الصعب أن يتم تصنيف الفصائل في العراق على أنها مليشيات، رغم اعتراف بعضها بالتبعية إلى خارج الحدود وبشفافية أكثر، لعلي أقول إنني لا أرغب الحديث بصراحة ولا ارغب في مدّ أذرع صراع شخصي ينتهي به المطاف أن أحصل على( قبر من مقابر مدينة النجف لا زلت متمسك بالحياة ) . تعتمد هذه المجاميع على تمويل خارجي وإطار عقائدي وأيديولوجية مختلفة عن فكر وبنية المواطن في نفس الدولة. وفي النهاية، نأتي بمحصلة مفادها انعدام أو فقدان الهوية الوطنية الجامعة، وتقدّم وسيادة الانتماء القومي والعقائدي والمذهبي على الانتماء الوطني.

لذلك، فإن أي فكرة تدعم مفردة الدولة النسبية تُعتبر غير صائبة ومخالفة للنظم السياسية العلمية الرصينة التي تدعم سيادة الدولة واستقلالية القرار المستقل بالمطلق.



#علي_مهدي_الاعرجي (هاشتاغ)       Ali_Mahdi_Alaraaji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق، سياسة متخبطه وضعف بناء الدولة الحديثة
- هرمينوطيقا المجتمع بين الحداثة و التاويل 2
- هرمينوطيقا المجتمع بين الحداثة و التاويل
- معركة الاسابيع الخمسة
- هستيريا سياسية ومفهوم الدولة
- أكره الله
- التحليل السياسي بين الرقص و التطبيل
- هستيريا الديمقراطية التوافقية
- تجارة التحليل السياسي وتلون الحديث الإعلامي
- تصدعات فكرية لمجتمعات ما بعد الحروب
- الله,انا ,الوهم,و الوجود
- الأنظمة السياسية تنتج معارضة شبيهتها
- ثرثرة سياسية
- غباء شعب
- مبادرة الشرق للانسداد السياسي في العراق
- كيف تصنع صنم مقدس
- التُّرَّهَةُ في الشك وافكار انسانية
- غويران الحسكة وحرير العراق اغرد خارج السرب
- ايران ما بعد سليماني والمد الافقي في العراق وشمال افريقيا
- التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الثاني


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: عملية الطعن بتل أبيب تضامن عربي وإسلامي مع ...
- بزشكيان: وضعنا تطوير العلاقات مع الدول الجارة والاسلامية على ...
- سيف الإسلام القذافي يجدد اتهاماته لنيكولا ساركوزي في قضية تم ...
- المقاومة الإسلامية في العراق: نبارك للشعب الفلسطيني و-أصابعن ...
- نتنياهو: هذه خطوة اخرى لتحقيق هدفنا بتعزيز الامن في -يهودا و ...
- سموتريتش: بعد غزة ولبنان بدأنا بتغيير العقيدة الامنية في -يه ...
- الجهاد الاسلامي: عملية الجدار الحديدي بالضفة حلقة بسلسلة الا ...
- الجهاد الاسلامي: ندعو ابناء شعبنا بالضفة للتصدي بكل الوسائل ...
- الجهاد الاسلامي: مجاهدونا يخوضون مع كل قوى المقاومة اروع الم ...
- انطلاق فعاليات -رواد التقدم- الوطنية بحضور قائد الثورة الاسل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مهدي الاعرجي - العراق و مصطلح الدولة النسبية