|
..( 4 ) الله في القرآن..
مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 1791 - 2007 / 1 / 10 - 11:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( لمحة عن الكاتب وأعماله في مطلع مقالنا – معجزة القرآن) الحوار المتمدن تاريخ 10/12/2006 فمن البيّن أن الله ، الذي لم يشأ لأولئك القوم بعينهم أن يؤمنوا ، ما كان ليشعر بأي غضب منهم بسبب عدم إيمانهم ، لأن الغضب لا يعتري الكائن إلا حين يَقَعُ فعلٌ مناقض لمشيئته . وكما لاحظنا من قبل ، فإنّ محتوى الآية 24 من سورة الأحزاب يوضح أنّ محمداً ( وليس الله) هو من ينطق بكلمات هذه الآية : ( ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذّب المنافقين إنْ شاء أو يتوب عليهم إنّ الله كان غفوراً رحيماً ) . والأعراب ، نظراً لتقلقل مزاجهم وتقلّبه ، كانوا يميلون حيث تميل الريح ، ولذلك التحق بعض المسلمين من مكة بجيش أبي جهل وقاتلوا ضدّ محمد في بدر. ولقد اغتاظ تقلّبُ هؤلاء وغدرُهم الله كثيراً ، على الرغم من كونهم من المستضعفين ، فنزلت الآيات 97-99 من سورة النساء : ( إنّ الذين توفـّاهم الملائكة ظالمي أنفُسِهِم ْقالوا فيم كنتم قالوا كنّا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلةً ولا يهتدون سبيلاً* فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفـُوّاً غفوراً ) . وكان الله قد أنزل على النبي ، في مكة قبل الهجرة ، أمره : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إنّ ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين ) الآية 125 من سورة النحل . وبعد بضع سنوات ، بعد صعود الإسلام إلى السلطة ودخول النبي إلى مكة ظافراً على رأس جيشه ، تبدّلت نبرة الإله وغدت قاسية وقاطعة : ( فإذا انسلخ الأشهرُ الحُرُمُ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كلَّ مَرْصَد ) الآية 5 من سورة التوبة . ومن وجهة نظر تلك الحدود التي تحدّ الطبيعة البشرية ، فإنّ من الطبيعي أن يرتكس المرء على نحوٍ معين تجاه المصاعب والعثرات وعلى نحوٍ آخر تجاه الفلاح والظـَّفر ، وأن يقول ويفعل بحسب ذلك ؛ أما من وجهة نظر القدرة الكلية والعلم الكلّي الإلهيين ، فإنّ من غير المتصوّر أن يبدي الله مثل هذه الارتكاسات وردود الأفعال . ومع هذا ، فإن التأكيد على أنّ[ لاإكراه في الدين ] الآية 256 من سورة البقرة . الذي أنزله الله في السنة الأولى بعد الهجرة ، قد تلاه ، ربما بعد سنة واحدة ، الأمر بأن ( قاتلوا في سبيل الله ) – الآيتان 190و244من سورة البقرة – كما تلاه الإنذار بأن ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضَّرَر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ) الآية 95 من سورة آل عمران – وبهذا يكون قد طُلِبَ إلى المؤمنين أن يقاتلوا أولئك الذين قيل لهم قبل سنة ألاّ يرغموهم على الإسلام إن رغبوا عنه ؛ كما يُقال للمؤمنين في الوقت ذاته إنّ لا سواء فيما بينهم ، فأولئك الذين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم أفضل من الذين يكتفون باعتناق الإسلام واتـّباع قواعده. وفي مكة قبل الهجرة ، كان الله قد أوحى لرسوله المبدأ الأخلاقي [ لاتستوي الحسنة ولا السيئة ادفْع بالتي هي أحسن فإذا بينك وبينه عداوة ٌ كأنه ولي حميم ] الآية 34 من سورة فـُصّلَت . أما في المدينة ، فقد أنزل الله على رسوله تعليمات معاكسة : ( فلا تَهِنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون ) الآية 35 من سورة محمد . ومثل هذا التغيّر في النبرة والطريقة لابد أن يلفت الانتباه ، شأنه شأن بعض الأسئلة في القرآن مما يطرحه ديّان الكون ، بنجومه وكواكبه التي لا يحصرها العدّ ، على عرب الحجاز . ومن الأمثلة على ذلك سؤاله عن الماء في الآية 69 من سورة الواقعة : ( أأنتم أنزلتموه من المُزْنِ أم نحن المُنْزِلون ) . وفي يعض المقاطع ، يبدو الخالق في حاجة لمعونة البشر شأنه شأن أي فانٍ مُسْتَضْعَف . وأحد هذه المقاطع هو الآية 25 من سورة الحديد التي سبق أن أوردناها في هذا الفصل : ( أنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ولِيَعْلَمَ الله من ينصره ورسُـله بالغيب ) ومعنى ذلك فيما يبدو هو أنّ إعمال البشر للسيف وحده الذي يُعْـلم الله من ينصره وينصر رُسُـلـَه . وثمة ما يزيد على الخمسين من الآيات القرآن التي ينصّ فيها الله على أن هداية البشر موقوفة على مشيئته وإرادته بالكلّية . وهذه ثلاث من هذه الآيات : [ إنّ الذين حقـّت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كلُّ آيةٍ حتى يروا العذاب الأليم ] ( الآيتان 96 و 97 من سورة يونس ) [ولو شئنا لأتينا كلَّ نفسٍ هُداها ولكن ، حَقّ القولُ لأملأن جهنّم من الجِنَّة والناس أجمعين ] ( الآية 13 من سورة السجدة ) [ فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنـّا نسيناكم وذوقوا عذاب الخُـلـْدِ بما كنتم تعملون ] الآية 14 من سورة السجدة ) إنّ شعر المرء ليقف لقراءة هذه الآيات . فتبعاً لما تقوله ، فإنّ الله لم يشأ هداية كثيرٍ من البشر سواء السبيل ، ومع هذا فإنه يذيقهم عذاباً أبدياً أليماً لضلالتهم عن سواء السبيل . وعدم مشيئة الله هداية البشر جميعاً هو ما تؤكده صراحة الآية 24من سورة الأنعام ثم تكرره بصورة حرفية الآية 75 من سورة الكهف : ( وجعلنا على قلوبهم أكِنـَّـة ً ( أغطية ً) أن يفقهوه وفي آذانهم وَقـْراً ( صمماً) ...) أجل ، ثمة ما يزيد على الخمسين من الآيات ، كما سبق القول تهدّد بعذاب أبديّ أليم أولئك الذين لم يشأ الله هدايتهم . وهذا ما لا يسع المقام للتفصيل فيه . غير أنّ أمراً آخر ، لكنه ليس أقلّ إثارة للدهشة ، يستحق الاهتمام . وهذا الأمر هو وجود آيات ناسخة ومنسوخة في القرآن . لقد عَمل المفسرون والفقهاء على جمْع وتفسير كل حالات النسخ هذه ، حيث تـُنْسخُ آيةٌ سابقةٌ النزول بآية لاحقة النزول تحمل معنى مختلفاً أو معاكساً . وتغيير الرأي بعد اتخاذ قرار أو وضع خطّةٍ هو أمر عادي ويتكرر وقوعه في حياة البشر ، الذين تقع معرفة جميع الحقائق ذات الصلة في كل حين أبعد من نطاق قدرتهم . ذلك أنّ للعقل البشري حدوداً ويميل لأن تضلله المظاهر الخارجية ، لكنه قادر على التعلم من التجربة وإدراك الخطأ . وهذا ما يجعل من المناسب ومن المرغوب فيه أن يعمل البشر على مراجعة قراراتهم وخططهم السابقة . بيد انه من المناقض للعقل أن يكون على الله ، بقدرته الكلية وعلمه الكلّي ، أن يراجع أوامره . وهذا ما دفع خصوم محمد لأن يهزأوا من إصداره أمراً في يوم وإبطاله في اليوم الذي يليه ، وقد رُدّ على احتجاج هؤلاء في الآية 106 من سورة البقرة : ( ما ننسخ من آيةٍ أو نُنْسِها نأتِ بخيرٍ منها أو مثلها ألم تعلم أنّ الله على كل شيء قدير ) . غير أن قدرة الله على كل شيء هي على وجه الدقـّة ما كان ينبغي أن يحول دون إنزال آية ثمّ نسخها . لأن القدرة على كل شيء والعلم بكل شيء من صفات الخالق الأساسية ، فلا بدّ ان يكون قادراً على إصدار أمرٍ لا يحتاج إلى مراجعة أو تنقيح . وكلُّ امرءٍ يؤمن بالإله القدير لا بد أنْ يتساءل ما الذي يجعل الله يعلن أمراً ثمّ يبطله . والحال أنّ ثمة تناقضاً في الآية أعلاه . فما دام الله قدير على كل شيء . ما الذي يمنعه من أن يُنزِل الأية الفضلى أولاً؟ ويبدو أنّ تلك الأيام لم تَخْلُ أيضاً ممن يُكثرون الأسئلة ويلحفون بها . وقد جاء الردّ على هؤلاء في الآيتين 101 و102من سورة النحل : ( وإذا بدّلنا آية مكان آيةٍ والله أعلمُ بما يُنزّل قالوا إنما أنت مُفـْتَرٍبل أكثرهم لا يعلمون* قل نَزّلـَهُ روح القدس من ربّك بالحق ليثبـّت الذين آمنوا ) . وعلى افتراض أن القرآن كلام الله ، فإنه ينبغي ألا يكون في أي شيء يقوله الله أيّ أثر للنقص الفكري البشري . بيد أنّ التنافر واضحٌ في هاتين الآيتين . فلا شكّ أنّ الله يعلم بما يُنَزّل . لكن هذا بالضبط ما يجعل إبدال آية بآية مدعاة لتشكّك المعارضين . ومن الواضح أنه كان بمقدور عرب الحجاز ، على الرغم من بساطتهم وأميّتهم ، أن يدركوا أنّ الإله القدير ، لِعِلْمِهِ ما هو الأحسن لعباده ، لابد أن يقضي بالأحسن في المقام الأول ومنذ البداية فلا يبدّل رأيه كما تفعل مخلوقاته البعيدة عن الكمال . وما يفضي إليه التفكّر والدراسة هو أنّ هذا التنافر لايمكن تفسيره إلا بوصفه نتاجاً لِخَلطٍ لا سبيل إلى الخلاص منه بين الله ومحمد . فقد تجلّى الله في أعماق عقل محمد وجعل محمداً رسوله في هداية البشر. أما محمد فقد أدّى المهمّة محتفظاً بصفاته البشرية . وآيات القرآن هي دفقات من كلا الجانبين في شخصيته . قد تبدو مروّعةً ملاحظاتُ إغنار غولدزيهر في مطلع الفصل الثالث من كتابه القيّم العقيدة والشريعة في الإسلام ، غير أنها ربّما تكون قد اقتربت من حل المشكلة ؛ وهي تستحق أن يُنْظَر فيها بلا ريب . يقول غولدزيهر: ليس الأنبياء فلاسفة أو فقهاء . والرسالات التي تدفعهم ضمائرهم إلى نقلها ، والعقائد الدينية التي يأتون بها إلى الوجود , لاتشكل مذهباً متكاملاً قائماً على خطة مدروسةٍ مُقَدّماً والقاعدة بشأنهم أنهم ليسوا قادرين على التنظيم المنهجي . وبعبارة أخرى ، فإنّ الدَعوات والتعاليم التي يمليها ضمير نبيّ إنما تنهمر من نفسه الباطنة ؛ ثمَّ ينشدّ البشر إلى تعاليمه هذه ، ويتزايد عدد المؤمنين بها إلى أن تتشكل جماعة دينية جديدة ؛ وبعدها يظهر العلماء ويحاولون أن ينسقوا العقائد الشعبية في نوع من المنظومة . فإذا ما وجد هؤلاء العلماء ثغرة ، سدّوها ، وإذا ما وجدوا تضارباً ، برّروه. وهم يتخيلون معنى خفياً أو يبتدعونه لكلِّ قولٍ صَدَرَ عن النبي مهما يكن بسيطاً ، كما يتخيلون نتيجةً منطقيةً أو يبتدعونها لكلِّ قولٍ مُلْهَمٍ تفوّه به . وباختصار ، فإنهم يطلعون بمعانٍ ومفاهيم لم تخطر ببال النبي مطلقاً ، ويجيبون عن أسئلة ومشكلات لم تُطرَح عليه قط. وهم يفعلون ذلك كله بهدف خلق منظومة فقهية وفلسفية يأملون لها أن تكون حصناً منيعاً في وجه المتشكّكين في الداخل والخصوم في الخارج . بيد أنّ هؤلاء العلماء المتحمسين المتعصبين لا يلقون القبول وحده ، ذلك أنّ فقهاء ومفسرين آخرين يستخلصون معاني مختلفة من كلمات النبي ذاتها ويقيمون منظومات أخرى على خلاف منظومتهم . وعلى الرغم من أنّ ملاحظات غولدزيهر الثاقبة قد صيغت بتعابير عامة تَطول الأديان جميعاً ، إلا أنّ تبصره لابد أن يكون قد شـُحِذَ أشدّ الشَّحذ بدراسة السجالات العنيفة التي شهدتها قرون الإسلام الأولى بين الخوارج،والشيعة،والمرجئة، والمعتزلة , والأشعرية . فيهودية . غولدزيهر والمعرفة الواسعة التي اكتسبها بتاريخ الكنائس المسيحية ، لابد أن تكونا قد اطلعتاه أحسن الاطّلاع على السجالات المماثلة في الديانتين اليهودية والمسيحية ، لكنّ من الواضح أنه يدين بتبصّراته الثاقبة إلى دراسته المعمقة ما شهده الإسلام من تطورات . وتبقى بضعة توضيحات موجزة تلقي الضوء على طبيعة القضية الأساسية المطروحة وقد يكون من المناسب أن تُضَمَّنَ في هذا الفصل . فالقرآن يشتمل على كثير من الأشكال البلاغية ، التي لابد أن يكون معناها واضحاً لكلّ قاريء نبيه . وعلى سبيل المثال، فإنّ القول ( يد الله فوق أيديهم ) في الآية 10 من سورة الفتح يعني بوضوح أنّ قدرة الله أعظم من كل قدرة أخرى . وبالمثل، فإنّ القول ( استوى على العرش الرّحمن ) في الآية 60 من سورة الفرقان وكذلك في الآية 54 من سورة الأعراف ، والآية 3 من سورة يونس ، والآية 4 من سورة السجدة والآية 4 من سورة الحديد . لايعني أنّ الله ، الذي لا بدن له، قد جلس على كرسي رسمي ، بل يعني أنّ الله كان ويبقى السيد الأعلى . أما القول في الآيتين 22و23 من سورة القيامة ( وجوهٌ يومئذٍ ناضرة * إلى ربّها ناضرة * إلى ربها ناظرة ) فيبدو من السياق أنه يعني أنّ المؤمنين والمؤمنات سيكون الله شاغلهم الذي تتجه إليه أفكارهم في يوم القيامة . ومن الواضح أيضاً أن معنى القول المتكرر إنّ الله سميع بصير في الآيتين 61و75 من سورة الحج وفي الآية 28 من سورة لقمان ، وفي الآية 11 من سورة الشورى ، وفي الآية 1 من سورة المجادلة . هو أنّ ما من شيء خارج علم الله . بيد أنّ كثيراً من المسلمين قد أبدوا عن عقول صلبة عنيدة . فمثل هؤلاء لا يقبلون تأويلاتٍ تـُثـْبِتـُها أحاديث النبي ، ويعتبرون أي إعمالٍ للعقل في قضايا الدين تضليلاً غير جائز . وهم يأخذون العبارات القرآنية الآنفة بمعناها الحرفيّ ويعتقدون أنّ لله رأساً ، وفماً ، وعينين ، وأذنين ، ويدين ، وقدمين كما الكائن البشري . ويرى الشيخ البغدادي أبو معمر الهذلي ، أن كل من ينكر هذا الاعتقاد كافر . وقد تمسّك أتباع مدرسة الإمام الشهير أحمد بن حنبل بهذه الحرفية الغافلة ذاتها منذ ذلك الحين . وقد بلغ التعصب بالناطق الرئيسي اللاحق باسم هذه المدرسة ، أحمد بن تيمية ، حدّ اتّهام المعتزلة بالكفر واتّهام الغزالي بالبدع ؛ كما بلغ به في إحدى المناسبات ، وبعد إيراد آيات من القرآن في خطبته ، حدّ القول للجمع المحتشد وهو ينزل درجة المنبر في الجامع الكبير في دمشق : إنّ الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا . بل إنّ هؤلاء المتعصبين من ذوي العقول الضيّقة لم يقتصروا على إخراج المعتزلة من الإسلام ، بل تعدوا ذلك إلى إخراج أئمة الأشعرية أيضاً ، وأدانوا أي ضَرْبٍ من الانحراف عن آرائهم الساذجة الفجّة بوصفه نوعاً من البدعة الخبيثة الفاسدة . فقد أعلن أبو عامر القرشيّ . وهو أندلسي ، أنّ من البِدَع أن تأخذ القول الوارد في الآية 11 من سورة الشورى ، ( ليس كمثله شيء ) على أنه يعني ما يقوله ؛ فهو يعني ، برأيه ، أنْ ليس كمثل الله شيء فيما يتعلق بألوهته فقط ؛ ذلك أن لله أطرافاً وأعضاء كالتي للبشر . ولكي يثبت أبو عامر القرشيّ أنّ لله مثل هذه الأطراف والأعضاء، فقد أورد وصف يوم الحساب في الآية 42 من سورة القلم : ( يوم يكشف عن ساق ويُدْعَون إلى السجود فلا يستطيعون ) ثمّ ضرب بكفّه على فخذه مشيراً أنّ لله ساقين مثل ساقه . وقناعات هؤلاء الحَرْفيين أو الأصوليين ، كما يُدْعَون في بعض الأحيان ، لابد ان تذكر اولئك الذين يدرسونها بالتصورات والعادات البدائية التي كانت سائدة في الجزيرة العربية قبل الإسلام . فالعرب لم يفقدوا فجأة نظرتهم الماديّة ، وعجزهم عن التفكير باستخدام مصطلحات مجرّدة ، وعدم اكتراثهم بالقضايا الروحية ، وعنادهم وتصلّبهم . وبوجه عام ، فإن عقولهم لم تتأثر كثيراً باختلاطهم مع الأمم الأخرى كالفرس أو بصلاتهم مع الجماعات الإسلامية ذات الميل الفكري مثل المعتزلة والمتصوّفة ، والشيعة ، وإخوان الصفا، والباطنية . ومن المُسَجَّل أنّ جميع الأنصار الأساسيين للأصولية كانوا من أصل عربي، وأنّ معظم مفكري الإسلام الباكر لم يكونوا من هذا الأصل . فالمعتزلة والمفكرون الدينيون اللاحقون كانوا إما من غير العرب أو عرباً تخلّوا عن نظرتهم البدائية بتأثير الأفكار اليونانية والفارسية . وهذه الوقائع تؤكد الرأي الذي عبّرنا عنه في مطلع هذا الفصل ، من أن البشر يخلقون الإله على صورتهم . من كتاب : 23 عاماً دراسة في الممارسة النبوية المحمدية الكاتب : علي الدشتي ترجة ثائر ديب إصدار رابطة العقلانيين العرب .
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
.. وأد العقل العربي هل تفاقم إلى ظاهرة تراثية إرثية ..؟
-
....(الله في القرآن ...(3
-
..(.الله في القرآن ..( 2
-
..- الله في القرآن ..-1
-
... النساء والنبي -2-؟
-
.. النساء والنبي ....-1-..؟
-
... النساء في الإسلام ...؟
-
النبوّة والحكم .....؟
-
سياسة التقدم نحو السلطة ....؟
-
الكاتب القاص المدمن عشقاً صبحي دسوقي يبتهل لنارا....؟
-
بداية اقتصادية على أموال اليهود...؟
-
ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - التغيّر في شخصية مح
...
-
ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - الهجرة
-
ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية-بشرية محمّد
-
الشاعر الإنسان عايد سراج غيفارا يبحث عن صديق ...؟
-
معجزة القرآن .. ومواهب الرسول الفكرية واللغوية وقوته على الإ
...
-
نصف عقد في حوار حضاري متمدن ...
-
مهرجان الرقة المسرحي الثاني وانحسار النص المحلي..؟
-
حتمية انتصار الثقافة مطلب حضاري ..سيادة الوزير
-
.. الضحايا يغتصبون الضحايا..؟
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|