عائد زقوت
الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 22:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد حرب طاحنة دمّرت اسرائيل فيها غزة وخلقت فيها بيئة طاردة، وأعادت احتلالها بشكل مباشر أو غير مباشر، وأخضعت جنوب لبنان لرؤيتها الأمنية وما ترتب عليها من انعكاسات سياسية على الحلبة الداخلية فيه، واحتلت أجزاء واسعة من سوريا، مما يعني بالضرورة تراجع وانكفاء وانحسار لدور إيران وأذرعها في المنطقة، وفتح مسار جديد لعملية سياسية تحقق الاستقرار السياسي والأمني، وتتيح المجال للتنمية الاقتصادية وفق الرؤية الأسروأميركية للشرق الأوسط كمحطة رئيسة وهامة في التصدي للتوغل الصيني الاقتصادي في المنطقة على طريق الهيمنة على النظام العالمي الجديد.
في سياق هذه التحولات الادراماتيكية والنتائج التي حققتها اسرائيل، تأتي سلسلة الاستقالات من أعلى الهرم في قيادة جيش الاحتلال، نزولاً عند تحمل نتائج اخفاقاتها في محطة ما، رغم مقدرتها على الاختباء خلف تلك المتغيرات التي حققتها.
على بوابة نهاية الحرب يقف الشعب الفلسطيني مذهولاً ومندهشاً من حجم الدمار الذي لحق بكل شيء في غزة، يدور في خلده تساؤلاً بسيطًا وسهلاً، وبعيدًا عن التفسيرات الفلسفية لمفهوم أن القوي الذي لا يُحقق انتصارًا ساحقًا فهو مهزوم، والضعيف الذي لا يُهزم هزيمة ساحقة فهو منتصر؛ مِن على تلك البوابة هل من الممكن أن يرى الشعب الفلسطيني أو على الأقل أن يتخيل رؤية استقالات سياسية وتراجعات فصائلية وقيادات لم تحقق أدنى مستوى من النجاح ولو على صعيد اصدار تصريح يُعلي من قيمة الإنسان الفلسطيني، أم سيطول انتظارنا على بوابة الحرب وسنبقى نواجه عقول تستمري البقاء في حالة انكار للواقع واهدار وقتها في محاولات ممجوجة لتبقى تعيش في كنف أحلامها، بدلاً من مواجهة الخطأ والعمل على تصويبه، في اطار حراك سياسي فلسطيني وطني لانقاذ ما تبقى من الأرض والإنسان من محرقة الأنويّة الابليسية، وأحلام الاحتلال.
من على بوابة نهاية الحرب أليس من حق الشعب أن يسترد حقه في بناء مؤسساته واختيار نظام حكمه وقياداته، أليس من حقه اسقاط الكهنوتية السياسية والدينية؛ أما آن لنا رؤية الماء يخرج من سفينتنا التي غرقت.
#عائد_زقوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟