أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد المنعم عجب الفَيا - مكانة افلاطون وارسطو في تاريخ الفلسفة















المزيد.....


مكانة افلاطون وارسطو في تاريخ الفلسفة


عبد المنعم عجب الفَيا

الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 21:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كتب الفيلسوف البريطاني الشهير برتراند رسل*:
"يشغل أفلاطون وارسطو موقعا فريدا في تاريخ الفلسفة. فهما اولا قد ظهرا بوصفهما وريثيين للمدارس السابقة على سقراط، ومنظرين منهجيين لها، وطورا ما تلقاه منها، والقيا الضوء على الكثير مما ترك بصورة ضمنية لدى المفكرين السابقين. وفضلا عن ذلك فقد كان لهما طوال العصور تأثير هايل على مخيلة البشر. فحيثما ازدهر التفكير النظري في الغرب، كانت ظلال أفلاطون وارسطو محلقة في خلفية هذا التفكير. واخيرا فان اسهامهما في الفلسفة اهم، على الأرجح، من اسهام اي فيلسوف اخر، قبلها أو بعدها، إذ لا تكاد توجد مشكلة فلسفية لم يقولا عنها شيا له قيمته. وكل من يتصور في أيامنا هذه انه يستطيع أن يأتي بشي أصيل من دون أن يكون قد استوعب تلك الفلسفة الاثينية، عليه أن يتحمل عواقب مغامرته". ص٩٩
*
وعن مكانة أفلاطون كتب رسل في ذات السياق:
" إن تأثير أفلاطون في الفلسفة هو على الأرجح، أعظم من تأثير اي شخص آخر. أفلاطون الذي كان وريثا لسقراط والفلاسفة السابقين له، وكان مؤسس الأكاديمية ومعلم ارسطو، يحتل موقعا مركزيا في الفكر الفلسفي.. وفضلا عن ذلك فإنه ينفرد عن جميع الفلاسفة بأنه جمع بين صفتي المفكر العظيم والكاتب العظيم. فأعمال أفلاطون تشهد بأنه واحد من أبرز الشخصيات في الأدب العالمي. غير أن هذا الامتياز ظل، للأسف، شيا استثنائيا في تاريخ الفلسفة. فكم من الكتابات الفلسفية ثقيلة، جافة، جوفا. بل إننا نجد في حالات معينة ما يشبه التقليد الراسخ الذي يقضي ان تكون الكتابات الفلسفية غامضة، معقدة في اسلوبها حتى تبدو عميقة. وهذا امر مؤسف، لانه ينفر الشخص المتهم، غير المتخصص.. وعلى أي حال فان في امكانك ان تقرأ أفلاطون وهذا شيء لا يمكن أن يقال عن معظم الفلاسفة". ص ١٠٤، ١٠٥

* المصدر:
برتراند رسل، حكمة الغرب، ترجمة د. فؤاد زكريا، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، الجزء الأول، طبعة ٢٠٠٩

** برتراند رسل أشهر فيلسوف بريطاني في القرن العشرين. هو فيلسوف وعالم رياضيات وعالم اجتماع ومؤرخ. ساهم في تأسيس المنطق الرياضي، فقد وضع كتاب (مبادي أو اسس الرياضيات) بالاشتراك مع الفيلسوف وايتهيد، "وبفضل هذا الكتاب أصبح رسل واحدا من أبرز الشخصيات الفلسفية في القرن العشرين، بل لقد وصفه البعض بأنه اهم المناطقة منذ ارسطو".
عاش رسل قرنا كاملا أو يزيد فقد ولد في ١٨٧٢ وتوفي في ١٩٧٠ انحدر رسل من أسرة استقراطية وبدأ حياته اشتراكيا حيث وضع أو كتاب له عن (الحزب الديمقراطي الألماني الاجتماعي) سنة ١٨٩٦ كان وقتها يعمل بالسلك الدبلوماسي بالمانيا. وعند زيارته الي روسيا أيام الثورة الأولى وجه انتقادات حادة الي النظام الشيوعي الجديد عقب عودته. وقف ضد دخول بلده في الحرب العالمية الأولى وسجن بسبب ذلك لمدة ستة أشهر. كما وقف ضد السلاح النووي وانشا محكمة الضمير سنة ١٩٤٩ لمحاكمة مجرمي الحروب. ودخل السجن سنة ١٩٦١ وهو في سن التاسعة والثمانين لمدة أسبوع بسبب نشاطه في مكافحة التسليح النووي. كما شارك في المظاهرات ضد حرب فيتنام وكان يقود التجمعات الشعبية وينظم الملتقيات للتفاهم بين الشرق والغرب. وكان رسل قد انتقل الى أمريكا سنة ١٩٣٨ للتدريس في عدد من أشهر جامعاتها، وعندما انتقل الى نيويورك للعمل بجامعتها، واجه حملة شرسة شاركت فيها الصحافة والأجهزة السياسية والكنيسة، ولكنه كسب حكما قضاييا ضد المعترضين عليه. كان رسل كاتبا غزير التأليف وقد منح جايزة نوبل في الآداب سنة ١٩٥٠ (انظر مقدمة المترجم، الجزء الأول).
**
وفي تقييمه لمواقف رسل الفلسفية، يقول د. فؤاد زكريا، استاذ الفلسفة والمفكر اليساري الكبير،في مقدمة ترجمته لكتاب رسل:
" أبدى رسل في هذا الكتاب نضجا فكريا واضحا في موقفه ازا الفلسفات التجريبية المنطقية المعاصرة، التي كان هو واحدا من أهم الممهدين لها. فهو يفرد في كتابه صفحات طويلة للدفاع عن فكرة "الفرض" في المنهج العلمي. مخالفا بذلك التراث التجريبي الذي يميل إلى الالتزام بالشهادة المباشرة للوقايع، ويرى في الفرض ضربا من الخيال غير المأمون. ويظهر نضجه بوضوج في امتناعه عن مسايرة الوضعية المنطقية في هجومها الحاد على الميتافيزيقا. فهو ليس من أنصار موقف " تفنيد الميتافيزيقا" على الإطلاق. فهو يرفض استبعاد القضايا الميتافيزيقية بحجة أنها قضايا بلا معنى. ويرى ان الاكتفاء بالقضايا القابلة للتحقيق التجريبي على أنها، إلى جانب قضايا المنطق والرياضة، هي التي تنطوي على معنى، وهذا الاكتفاء يؤدي إلى وجهة نظر شديدة الضيق والقصور. ومن هنا هاجم رسل الوضعية المنطقية على هذا الأساس، كما هاجم مدارس التحليل اللغوي بوصفها تعبيرا عن نظرة محدودة إلى مهمة الفلسفة.
وعلى العكس من ذلك أكد رسل ان الميتافيزيقا قد تكون في بعض الأحيان واحدة من الطرق الموصلة للعلم، وان النظرية العلمية في سعيها إلى تفسير كلي للظواهر تقترب من الميتافيزيقا، وهو موقف يدل على أن فكره قد قطع شوطا بعيدا في طريق الفهم الواسع الأفق للفلسفة، بعد أن كان في مراحله الأولى أقرب إلى التعاطف مع تلك الاتجاهات الضيقة التي يهاجمها الآن". انظر مقدمة المترجم ، الجزء الثاني، ص١٦
* تفيد كلمة "ميتافيزيقا" في هذا المقتبس وغيره، في المفهوم الفلسفي، التفكير النظري، أو المعرفة العقلية المستمدة من مسلمات أو بدهيات أو مقولات المنطق والمبادي العقلية العامة، والمستقلة عن التجربة، وهو ما يطلق عليه كانط المعرفة القبلية a priori اي قبل التجربة، وأما تلك المستمدة من التجربة فيصفها بالمعرفة البعدية a posteriori ، وقد زعمت الفلسفة التحليلية وربيبتها الوضعية المنطقية، وبعض تيارات ما بعد الحداثة، انها تعمل على تجاوز الميتافيزيقا بهذا المفهوم الفلسفي والقضاء عليها. (كاتب المقال).



#عبد_المنعم_عجب_الفَيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انجلز والدفاع عن فلسفة هيجل
- ذكريات د. إحسان عباس في السودان (١٩٥١ ...
- د. يوسف ادريس : حين داهمنا البوليس السياسي في بيت السودان وق ...
- الدور السياسي في نشاة خطاب ما بعد الحداثة
- نظرية -الفوضى- والعلم -ما بعد الحديث-
- حداثة القديم: بين المتنبي وإليوت
- جوته والإفادة من تكنيك السرد في -ألف ليلة وليلة- والتناص معه ...
- رمزية زليخا وحاتم في شعر جوته
- قصيدة -النثر- والبلاغة الكلاسيكية*
- عصف ذهني: تأسيس الشعر الأوربي في بداياته على الشعر العربي بن ...
- عصف ذهني: تأسيس الشعر الأوربي في بداياته على الشعر العربي بن ...
- عصف ذهني: تأسيس الشعر الأوربي في بداياته على الشعر العربي بن ...
- عصف ذهني: تأسيس الشعر الأوربي في بداياته على الشعر العربي بن ...
- جماليات المكان بين معاوية نور وغاستون باشلار
- رواية موسم الهجرة إلى الشمال ونقد (خطاب الاستعمار وما بعد ال ...
- أخطاء الترجمة: Bible تعني الكتاب المقدس لا الإنجيل
- في أصل كلمة corona وهل تكتب في العربية كرونة أم كورونا؟
- تأملات لغوية بمناسبة وباء كرونا: كحّة أم قُحّة؟!
- حفر لغوي مقارن في كلمة حُبّ amour الفرنسية
- فريدريش نيتشه والمثقفون العرب


المزيد.....




- صخرة -الزواج- في أستراليا.. لماذا يزورها العشاق بليلة الزفاف ...
- -أحمق ساهم بتفجير الشرق الأوسط-.. ترامب يشعل ضجة بقرار وقف ح ...
- مصر.. فيديوهات لسيدة تتهم ضابطي شرطة بالتسبب في وفاة شقيقها. ...
- وسط اتفاق غزة.. نتنياهو وجيشه يحولان انتباههما إلى الضفة الغ ...
- الجيش يواصل هجومه على جنين ويخرق الاتفاق بغزة وحواجزه الأمني ...
- ماذا قال إيلون ماسك عن -تحية هتلر- التي قام بها في حفل تنصيب ...
- الدنمارك تلغي اختبار -الكفاءة الأبوية- المثير للجدل للأسر في ...
- خبير روسي: مبادرة ترامب لاستيطان المريخ قصة جميلة صعبة التحق ...
- -لكمة في البطن-.. سيناتور أمريكية توجه رسالة لترامب (فيديو) ...
- شومر يصف عفو ترامب عن مقتحمي الكابيتول بأنه -غير أمريكي-


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد المنعم عجب الفَيا - مكانة افلاطون وارسطو في تاريخ الفلسفة