أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لهيب خليل - قصة ساخرة














المزيد.....

قصة ساخرة


لهيب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 16:37
المحور: الادب والفن
    


طير السعد .. قصة قصيرة
دخل الى مدينة الالعاب بالصدفة ولم يكن في جيبه سوى بعضة دنانير حاول تجربة اية لعبة ولكن نقوده لم تكن تكفي لذلك قرر المغادرة وعند باب الخروج من المدينة سمع من ينادي هناك مسابقة كبرى للفوز بمركبة الجماهير وستجرى القرعة بالنظام الفردي ومركبة الجماهير هي اخر موديل والاشتراك بالمسابقة لايحتاج سوى بعضة من الدنانير ،حسّبَ الموجود في جيبه ونظر الى السماء متسائلا ياترى هل يفعلها القدر وافوز ، تذكر حكاية جدته القديمة التي توفيت الشتاء الماضي عن قصة الفتاة الفقيرة التي وصلت الى مدينة بعد ان فقدت ابواها في حرب قاسية وكانت جائعة ومتعبة جدا وما ان وصلت الى مركز تلك المدينة وكان الوقت ليلا قررت ان تجلس في احدى الزوايا لترتاح وما هي الا دقائق حتى غطت في نوم عميق وعندما اشرقت الشمس في اليوم التالي استيقظت الفتاة وشاهدت جمع كبير من الناس قد ملئوا الشارع وحين سألت عن سبب التجمع قالوا لها لقد مات الوالي في تلك المدينة منذ اسبوع واليوم سيطلقون طائر السعد لانتخاب والي جديد اذ سيأتي طائر جميل جدا واذا ما وكر ذلك الطائر على راس احدنا واستقر عليه حتى يصبح ذلك الانسان الوالي الجديد لمدينتنا وهي فرصة لكل الناس لربما حالفهم الحظ وامسوا من ولاة الامر، مشت الفتاة وهي تجر ارجلها من شدة الجوع وبعد مضي بعض الوقت ساد صمت عجيب الجماهير الواقفة والجميع رفع راسه الى الاعلى لمشاهدة طير السعد الذي سيحلق من اعالي قصر السلطان الامر الذي جعلها تقف هي الاخرى ولكن مطرقة الراس خائفة ومرت الدقائق طويلة وكانها ساعات والناس صامتين ينتظرون ان يستقر الطائر الزاهي الالوان على راس احدهم وفجأة دار الطير حول الجمع وارتفع مرة اخرى ومن نقطة بعيدة في السماء هوى مباشرة على رأس الفتاة فأرتعبت وارادت ان تصرخ الا ان الناس بدات بالتهليل والتكبير هدأت الفتاة من خوفها وجمدت مكانها وما هي الا دقائق دخل الى الشارع مجموعة من الحرس وهم يحملون كرسي مذهب محمول على الاكتاف احاطت واجلسوا الفتاة الفقيرة على الكرسي سألت الفتاة المرعوبة الى اين رد قائد الحس من الساعة اصبحت واليا على المدينة فاهلا بك يامولاتي .
انتبه لصوت احدهم وهو يقول له هل تريد الاشتراك في القرعة انت اللي ما عندك شغل وواقف هنا، فقال مسرعا نعم نعم ولكن كيف عرفت انني عاطل عن العمل قال الرجل (عندك عباسي انت على راسي واذا لا امشي لاتوجع راسي)*1وصاح بسرعة لالا عندي وهاك كل ماعندي واعطاه ما كان يملك فاعطاه الرجل ظرف صغير عند فضه وجد بداخله ورقة صغيرة كتب عليها رقم صفر فتعجب واراد ان يسأل هل الصفر من الارقام لكنه قال سأكون مثل تلك الفتاة مطرق الراس وانتظر الحظ ، سمع الرجل الواقف على المنصة :_ اخواني انتباه ما هي الا دقائق وسنعلن عن الفائز والذي سيصبح قائدا بفضل القرعة التي نجريها كل اربع سنوات، مرت الدقائق كأنها ساعات حتى دوى صوت كأنه انفجار فقد سقط لاقط الصوت على الارض مسببا ذلك الصوت ضحك عريف الحفل بصوت عالي وقال لا بأس ياجماعة الجميع اننا نجري المسابقة بانتخابات ديمقراطية امامكم مباشرة وامام كل الفضائيات الموجودة لنقل هذا الحدث اما الان الفائز بمركبة الجماهير لهذه الدورة هو الرقم وصمت للحظات حيث صمتت الجماهير الغفيرة هي الاخرى وبعدها دوى من جديد صوت عريف الحفل وصاح بصوت مببحوح الفائز هو الرقم صفر نعم اكرر ان الرقم صفر هو الفائز في قرعتنا لاجل نيل السعد وقيادة مركبة الجماهير فمبارك للرقم صفر والذي يحمل الورقة التي كتب عليها الرقم صفر التوجه فورا الى المنصة ،صاح هو من مكانه بكل ما يمتلك من قوة انه انا انا صفر انا صفر انا صفر نعم انا صفر وراح يركض وهو يردد بصوت اجش انا صفر. وقف امام المركبة الملونة بكل الالوان مبهورا صاحوا به اركبها يامحظوظ فقال بصوت هامس ولكني لا اعرف القيادة فلكزه احدهم وقال له اجعلني مستشارك التقني وسأعملك ان تقودها وانت مغمض العينين يارجل انها من حسنات الديمقراطية والعصر الجديد، ومن يومها وهو يقودها بغباء عند نزوله الشوارع بل انه كل مرة يصيب المارة وكل شيء موجود امامه واحيانا يقتل البعض من الناس بحوادث دهس لانه لم يتعلم حتى بعد فوزه للمرة الثانية في انتخابات مركبة الجماهير بعد مرور 4 سنوات من استلامه عرين الالى وكلما يطلبوا منه ارجاعها والتخلي عنها او حتى ان يذهب ويتعلم القيادة من جديد كان مستشاره يجيب في مؤتمراته الصحفية لم تكن هناك شروط فقط كان الاشتراك في انتخاب الفائز بمركبة الجماهير هي بعضة دنانير دفعها سيدي للمفوضين على امر المسابقة بالتمام والكمال وقد فاز في مسابقة حرة نزيهة ديمقراطية مثلما قال عريف الحفل امام مرأى ومسمع كل العالم وبكل شفافية ومصداقية .

*1 ــ من الامثال البغدادية



#لهيب_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوميديا رمادية
- انتبه انت امام وهم ..
- كل عام ونحن مهرجين
- سياسة
- ديمقراطية لذيذة
- الحياة سائلة
- هل لازال للشعر ضرورة
- ابو الكذب ..
- عجيب ديمقرطية
- حكاية
- دراما رمضان
- هموم سلطانية
- مطرقة ماركس شعر
- تضامنا مع مظاهرات تشرين الاول العراقية
- حَمّام من اجل الوطن ....
- انتخابات الى الابد / قصة
- قصة قصيرة
- سينما الواقع
- الكلب .... قصة
- اقصوصة


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لهيب خليل - قصة ساخرة