علي إبراهيم آلعكلة
كاتب
(Ali Ogla)
الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 09:41
المحور:
الادب والفن
كانت واحدة من أجمل النساء مقارنة بأقرانها، أينما ذهبت خطفت الأبصار وأسرت القلوب حتى تحول ذلك الجمال الى نقمة بسبب تطفل وعيون الرجال.
لكن ذلك لم يدم طويلاً حتى التقت بأحدهم وتزوجته وانجبت منه أطفالها كان الحب بينهما بسيطاً لكنه كان صامداً امام مصاعب الحياة وهكذا مضت الايام معها حتى قال القدر كلمته بين ليلة وضحاها وخطفه الموت منها تاركاً إياها أرملة مشتتة ومتعبة ولسان حالها يقول؛ عجباً للدنيا ما أقساها.
وعادت عيون الرجال تطاردها من جديد كأنها ذئاب جائعة لم يكن أحد يسأل عن قلبها أو جراحها كانوا يحدقون في وجهها كأنهم يرونه مجرد غنيمة. شعرت بوحدة قاتلة وعانت من الإكتئاب ما أشدها تلك الأيام! وبينما هي على هذا الحال تكابد الحياة وتحاول النجاة من هذه العزلة التقت بذلك الرجل الفقير المدقع، كان يوزّع ابتسامة خجولة، وعيناه تتحدثان بلغة الألم والتحدي لهذا المجتمع الذي لم ينصفه وأثقل كاهله لقد كان صعلوكاً متمرداً لكنه يحمل قلباً نبيلاً شعرت معه بالأمان، وأحست بشهامته ورجولته فأحبّته وأحبّها.
ومن خلالهِ دخلت إلى عالم الصعاليك ذلك العالم المخفي رأت فيهم القيم والأخلاق والدفئ العاطفي الذي أفتقدته كانوا بسطاء لطفاء يكسرون صمت الألم بضحكات ساخرة، تعاطفت معهم وأحتضنوها كما لو كانت ملكتهم وبنوا لها عرشاً في قلوبِهم، هناك أزهرت حياتها من جديد وأشرقت شمسها التي كادت تغيب. اليوم هي ملكة على عرش القلوب في مملكة الصعاليك، لقد وجدت الحرية والحب التي لم تمنحها لها قصور الدنيا.
#علي_إبراهيم_آلعكلة (هاشتاغ)
Ali_Ogla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟