أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (أنا و لَارا والزَّمانُ)














المزيد.....

(أنا و لَارا والزَّمانُ)


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 02:55
المحور: الادب والفن
    


غَائِبتي! هَلُمَّي
هيا غزالةُ عِرْقُوبِ الغوَرتْ،
يا مَعشوقتي لا أراها،
لكنني ألقاها، في الطيف.
هيا الصبيةُ لارا، التي عنَّستْ،
ومواعيدُها العجوزُ، ما عنَّستْ.

يا الرُّضابُ على الشفتينِ،
واحةُ الغدران والعُنَّابِ،
والعِنَبُ، ظلالٌ سامقةٌ
لاشتْ ظلالُها عناقيدَ الرطبِ.

هِيَّاكِ! هِيَّاكِ!
إياكِ أعني، يا هدهدةَ
خوالجي، ودِفءَ حنانٍ
تَناهبَاهُ أنفاسي.

يا سنبلَ الشوقِ،
نسلَته أناملُ ضلوعي،
ورؤى فرائصي،
يا شعفةَ الروحِ، وخدِينها.

أسافرُ فيكِ بيني وبينَ نفسي:
قُبَّرةً أقرأُ قمحَ النصوصِ،
السنبلتْ حرفًا.. حبّة،
حبّةً.. حرفًا.

وأنا بفارغِ الشغفِ
من وراء الستائر
تغيُّبكِ عني،
وقد ربَّتَتْ شمعةُ رَندكِ
زفراتُ بريَّتي.

أشمُّ تأرُّبَ نورِ عطركِ
في المنتأى،
وأرى عطرَ نوركِ
شبَّ في الوجدانِ.

هو الآوانُ إذًا...
القَدَّاحُ لاحَ أريجُهُ،
وسبَى مساوِفَ الغيبِ بيننا.

فأسبلي شعركِ القلوعَ
وانحري تفاحكِ البوصلةَ،
منكِ امتلأتُ أريجًا،
خوَّرتني، أفيونَ الملائكةِ،
وبخورَ هاروت.

وطَّأتُ لكِ القلبَ،
وأنتِ فيه
قبل ثنايا الدربِ
المعبَّدِ بالدمِ.

فهيَّا، هلمّي،
بسملي، وتعالي
لغَيابةِ جُبّي
في جيبِ العراقِ.

يا غزالةَ العمرِ،
لعُمركِ حوَّشتُ عمري،
والحين غواربُهُ.

فهلُمَّي، تعالي،
بلا مُهَلٍ،
دوِّمي هنا، في بستانِ حضني
وبسملي!

كبيرةُ بناتِ بئسٍ
هذي الحياةُ، تتلاعبُ
بنا، تجمعنا بالإتعابِ،
تُفرقنا بالأتعابِ.

وأنتِ ترحلينَ حافيةَ
الظنِّ، إلى غيبتكِ الكبرى،
تظلّينَ رسومَ العمر،
وأُصبُوحةَ الناعور،
وعطركِ أنفاسُ سمرَةِ
دربي، يا زهرةَ الأفقِ
المُتَنائي، وبتولَ الجحود،

لو اعتراكِ الشوقُ مرةً،
أبقي قبلَ الوسنِ في جيبِ
خلَدكِ طيفَ إيماءةٍ
تدلّكِ على ضريحِ الأمس،
وقفي مزنةَ عتبٍ في الفراقِ،
ثم ادْرجي في هشيمِ النسيم.

إن خبتِ، جرِّدي قلبَكِ،
واغسليه، والصباحَ، وعينيكِ
بفيءِ صمتِ السَّمرِ، ولفحةِ السدور،

فالسنينَ تمضي، ونحنُ ننقضي،
والدنيا تدورُ.

يا شَهْرَ قَلْبِي الفَارِطِ
اتَّقِ اللَّهَ بهِ وَهُلِّي
وامسَحِي شَتْوتَهُ بالسُّلُوِّ
لَعَلَّهُ يَضْفِرُ بالدِّفءِ فِيهِ
عُشَّ الياسَمِينِ.

كنتِ طيفي الطائفَ، وما برِحتِ
عروسَ أطيافي،
يا رمقَ الصبا، وبهاءَ رَيْعاني.
من باعدَ بيننا، وللجدار
منّا أوثقَ الأبصار؟

منْ يا حبيبةُ قدَّ شِغافَ الذكرياتِ؟
أشعلَ مساوِفَ الوصالِ،
أخدودَ نارٍ؟
منْ يا حبيبةُ أماتَ الحبَّ فينا،
واغتالَ القُبلاتِ؟
أهوَ حظرُ الأحلامِ في ليلِ النُّدَّامى؟
أمْ نضوبُ الصبرِ من وهَلِ العناقِ في العراقِ؟

أستعودينَ صوبِي، "لارا"،
إنْ قرُبَ الشتاءُ يومًا؟
تستقرّينَ شباكَ كُهولتي،
وتشِمينَهُ بأنفاسِكِ
نقراتِ clicks تُروّي أنفاسي.

"لارا"... العمرُ فاتَ،
وأنتِ في اللا أين،
يا "لارا"، أنأى من النأي،
وأنا عند تخومِ المنتأى،
باقٍ يُؤرِّقني،
وأنْ أمْدَى شخصيّ.
يا "لارا"... دهرُ المسافاتِ.

عذّلتني...
لم ترَ بي عبرةً حسرةُ قلبي المكسورِ.
قالت: "بُحَّ صوتي، مالكَ لا تنوحُ؟"
وأنا لها ما أبكي،
ولأجلِها بكيتُ،
بكيتُ حتى اخضَلَّ وجهي، واعترَاهُ الهاطلُ،
وبكى الظلُّ معي،
والطَّلَلُ،
والظلُّ،
حتى ارتوى الهاطلُ من الهاطلِ.

ذرّني وجدي وحيدًا
تحتَ جدارِ ليلٍ،
ووطنٍ حصيرٍ،
وجسدٍ طليلٍ،
ودمٍ مطلولٍ،
وحبٍّ مهيضٍ.

ما أَعْنَسَ قَلْبِي
نَأيُكِ عَنِّي،
يا ذِكْرَكِ سُلْوَةٌ سَقَتْنِي،
سَانَيْتُ خَيَالَكِ فِي عُمْرِي،
تَسَوَّرَ خَيَالُكِ نَوْمِي،
وخَمَّشَ عَيْنَ حُلْمِي اليَتِيمَ،
وأَوْقَدَ نَارَ شَوْقِي فِي القَتِيمِ.

فيضِي سَنَا يا السُّهَا
على الهَائِمِ الظَّاعِنِ،
فيضِي نَدَى البَرْدَينِ
على الصَّائِفِ الهَارِي.
يا قِنْديلَ السَّهْوِ،
ونَجْمَةَ الصَّبَاحِ،
وكَوْكَبَ الصَّبَاحِ،
طَوِّقِي ظِلِّي بالأقاحِ،
ثُمَّ حَنِّطيهِ بالكافورِ والعنبرِ،
فَظِلِّي قارٌّ لدُنَّكِ.
ت/ك...ل



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (خَلْوةٌ(
- ( رُضاب وورقة توت )
- (سَرير الوَرْد الممْطور بشهْقة )
- (لوَجْهَكِ تَسَوَّرْتُ عَرْشِكِ السَّمَاوِيّ)
- (أو تَسألينَ: كَيْفَ أضعتُ وِقاري؟)
- (أنثى مائيَّةٌ)
- (عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ خافِقُ)**
- (أُمَّ الرَّبيعَينِ، مُسَجَّاةً دُونَ كَفَنٍ) -نَالت الجَائِ ...
- (ثلاث كُنَّ أَنْتِ)
- (وجعٌ ووعدٌ)
- (مَضْيَعَةٌ)
- ( مَوْقِفُ المَوْقِف)
- (بَرْدٌ)
- ( تَوجُّدٌ)
- ( ثَلاثُ شَذَراتٍ)
- (سَأَرْحَلُ رَابِطَ الْأَحْلَامِ مُتَأَبِّطًا انْطِوَائِي)
- (سَبُّورَةُ المُقَدَّر : صَدَىً بَاهِتٌ فِي زَمَنٍ هَشٍّ)
- (مِنْ تسْبيح عِشْق سَبَلات مُبير *)
- (هِجْرة الأَزْرق السَّمائيّ إِلى الأَزْرق المائيّ)
- (جِيهَانُ)


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (أنا و لَارا والزَّمانُ)