عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 00:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قال دونالد ترامب في خطاب حفل تنصيبه رئيساً قبل قليل (20-1-2025):
"لا وجودَ للمستحيل.
المستحيل هو ما نُجيدُ فعله".
أرى أنّ هذا هو أخطر ماوردَ في خطاب التنصيب.
ترامب يعتقدُ أنّ بإمكانهِ أن يفعلَ المستحيلَ لتحقيق ما يُريد، وهذا الذي سوف يفعلهُ هو "المستحيل" الذي لن يتمكّن "الآخرون" من فعله.
ولكنّ "المستحيلات" موجودة بكثافة في عالمنا الراهن.. فماذا لو أنّ ترامب قد فشل في التعامل مع "مستحيلٍ" واحدٍ منها؟
ترامب لم يَعُد رئيساً "مُنتَخباً".
هو الآن الرئيس "الفعلي" السابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية.
لا شيء يعكس "منهج" وطريقة تفكير ترامب، كما يعكسهُ هذا "الكمّ" الكبير من الأهداف التي قال أنّهُ سيبدأ بتنفيذها اعتباراً من اليوم.
هل ينبغي على "الآخرين" المُعارِضين لسياساته وتوجّهاته (في الكثير من القضايا) التفكيرَ مليّاً، قبل فرضِ واقعٍ ما، وباشتراطاتٍ "مستحيلة" على "القائد العام" لأكبر قوّة عسكريّة واقتصاديّة في العالم؟
اللغة المُستخدمة في خطاب التنصيب ليست لغة لبناء الثقة، لا مع "الأمّة الأمريكيّة"، ولا مع بقيّة العالم.
إنّها لغة "تهديد" ترتكِز على"العُنجهيّة" الشخصيّة.
وفي بعض فقرات خطاب التنصيب، كانت اللغة مُشينة، وغير مؤدّبة.
اذا فشل ترامب في "إخضاع" الآخرين، وفي "فرض" السلام على طريقته، أي"تحقيق السلام من خلال القوّة"، وأصبحَ هذا الفشل شكلاً من أشكال "المستحيل الذي لا يستطيعُ فعله"، فإنّ العواقب على أمن الكثير من البلدان، وعلى الأمن والسلم الدوليّين (بل وحتّى على أمن الولايات المتحدة الأمريكية) قد تكونُ وخيمة.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟