حيدر داخل الخزاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8228 - 2025 / 1 / 20 - 20:10
المحور:
قضايا ثقافية
هل ستغير القراءة واقعنا؟ وهل يمكننا إعادة بناء الإنسان والمجتمع من خلال القراءة؟
لا شك أن القراءة واحدة من أهم مصادر المعرفة التي تزود الإنسان بالمعلومات، وتمنحه القدرة على فهم محيطه واكتشاف ما حوله. فهي تجعله يعقل الأمور ويفكر بوعي، مما يساعده على تجنب الأخطاء، وتوسيع مداركه تجاه الحياة. القراءة ليست مجرد تصفح للأوراق، بل هي وسيلة لزيادة الوعي والإدراك؛ فمن خلالها يستطيع الإنسان التمييز بين الخير والشر، الصواب والخطأ، ويبني مستقبله محققاً أفضل النتائج بأقل الخسائر.
مع ذلك، وفي ظل التطور التكنولوجي الذي نعيشه، بدأت القراءة تواجه تحديات كبيرة. الكتاب التقليدي الذي كان رفيق الإنسان في الماضي، أصبح مهددا بالانقراض. الإنسان المعاصر، بدلاً من أن يضع كتابا بين يديه، أصبح يقضي ساعات طويلة أمام شاشة هاتفه، غالباً في التسلية ومتابعة أمور غير مفيدة. كما أن التغيرات المجتمعية والموضة حولت اهتمام الإنسان بعيدا عن تطوير الذات بالقراءة، ليصبح أكثر تركيزا على الكماليات مثل الأكل والملبس، بينما ينفق القليل جدًا على شراء الكتب.
هذا التراجع في القراءة له عواقب وخيمة. عندما نهمل القراءة، سيخيم الجهل علينا، وسنفقد القدرة على تحديد أولوياتنا أو تمييز ما ينفعنا مما يضرنا. الاسوء، قد نصبح أدوات بأيدي الآخرين الذين يوجهوننا بما يخدم مصالحهم. الجهل يؤدي إلى انهيار الأسر، وتدهور المجتمعات، وضياع الدول.
لذا، إذا أردنا أن نبني أنفسنا وننهض بمجتمعاتنا، علينا أن نعيد إحياء قيمة القراءة. فهي مفتاح النهضة، وأداة لمعرفة طريق الحياة. القراءة لا تعرف عمرا معينا، فهي رحلة مستمرة لا تنتهي. فلنقرأ، ونتعلم، ونرتقي، لأن فالقراءة هي مفتاح النجاة.
#حيدر_داخل_الخزاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟