أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - من أجل الخبيّزة














المزيد.....


من أجل الخبيّزة


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 8228 - 2025 / 1 / 20 - 18:14
المحور: الادب والفن
    


منذ مدة قامت عائلة عربية لاجئة برفع دعوة على البلدية في امريكا لسبب تعامل الشرطة مع الأم بعنف، وبعد أخذ ورد، صدر الحكم يا أعزائي بأن تحصل الأم العجوز على مئة وخمسين ألف دولار، لإساءة تعامل الشرطة مع المرأة العجوز.
بدأت القصة عندما لجأت هذه العائلة إلى الولايات المتحدة هاربة من الحرب. ولا أعرف إذا كانت العائلة سورية أم عراقية، لأنهم يقولون في الفيديو بأنهم سوريون، لكن اللهجة عراقية. فأعطتهم الحكومة بيتاً وراتباً شهرياً وحياة كريمة بحكم أنهم لاجئون. وكان عمر الأم العجوز 78 سنة. وبسبب أننا نحن العرب لانعرف ماهي الملكية وحقوقها، خرجت العجوز ومعها سكين مطبخ كبيرة ومشت إلى الحديقة الخلفية لبيت الجيران لتقطف نبات الخبيّزة، والخبيزة هذه هي نبات ينبت في الربيع دون زراعة. يقطفه الناس في الريف ويطبخوه مع الثوم وزيت الزيتون. بدأت العجوز بقطف النبات، وعندما شاهدت صاحبة المنزل الأمريكية شخصاً في الحديقة مع السلاح الأبيض، جن جنونها، وخافت على نفسها من تلك الغريبة التي اقتحمت عليها ملكيتها. فأتصلت بالشرطة قائلة أنه هناك إمرأة في الحديقة تحمل سكين وهي خائفة على حياتها.
وخلال 10 دقائق كان هناك أربع سيارات شرطة يصرخون بالعجوز بأن ترمي السكين على الأرض، فتوقفت العجوز عن حصاد الخبيزة وبدأت تنظر إلى هؤلاء الرجال الذين يلبسون بدلات عسكرية سوداء وهي حائرة في أمرها. فقالت لهم بالعربية: عيني .. شو تريدون مني.. شنو الصاير؟ لكن أحتد مزاج الشرطة لأنهم لم يفهموا شيئاً مما أدلت به والسلاح الأبيض مازال في يدها. وربما ذهبت بهم الظنون بأن هذه العجوز من داعش، تريد قتل صاحبة المنزل الأمريكية.. ولما عجزت اللغة عن الإفصاح.. ووصل الغضب بالشرطة حد الأنف، هجم عليها واحد منهم وصعقها ببطارية لايقل الوات فيها عن 5000 فوقعت العجوز على الأرض وصرخت، وتأوهت. وهنا وضعوا يديها في الكلبشة وحاولوا إدخالها السيارة عنوة. وأخيراً وبعد أن قاومت أتى أحد أقاربها وترجوا لها دون الإقتراب منها أن تدخل وتقصر الشر. لكنها قالت: عيني.. شنو اللي صاير.. ليش ياخدوني.. أني ريد أروح لبيتنا.
المهم، أخيراً أخذوها ووضعوا لها مترجماً، وعرفوا أن السبب في كل هذه المشكلة هو نبات الخبيزة. ثم تحولت إلى المحكمة، فنظر القاضي بالقضية ورماها على أنها قضية تافهة. وكما قلت، حصلت من البلدية على حقوقها لأن الشرطة أستعملت عنفاً زيادة عن اللزوم.
هل هذه الحاذثة هي نتيجة الفوارق الثقافية؟ إذ أنه من المفروض على العجوز أن تقرع باب منزل الجارة وتطلب منها أن تسمح لها بالدخول وقطف ماتريد، وفي الغالب الإمريكان لايمانعون.
أحيانا تشكل اللغة عائقاً أمام المهاجرين والثقافة أيضاً. هناك إمرأة عربية تركت أطفالها في سيارتها ونزلت تشتري ببسي لكن الأطفال لعبوا في منوال المحرك، فسارت السيارة دون رادع حتى صدمت جداراً. وهنا أخذت البلدية أطفالها جميعاً بسبب أنها غير كفؤ لتربية الأطفال. وهناك عشرات الأمثلة خاصة على المهاجرين في أوروبا يقولون أن البلدية تأخذ أطفالهم لأن البلد بحاجة إلى أطفال. أنا شخصياً لا أظن ذلك، والسبب يقع في اختلاف الثقافات. فنحن في الغالب ليس لدينا طريقة صحيحة لتربية الأطفال، فيخرج لنا جيل ناقم على النمل من كثرة الضرب والمعاملة الخاظئة، معتقدين أن الضرب يقوم الإنسان. وامتد هذا السلوك إلى الأنظمة العربية، فكانت تعذب السجناء وتذلهم كي تمنع أي اعتراض على فسادها وفشلها في إدارة البلاد.



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا والعراق: سياسة النقائض
- انقلب مركب الأسد
- إحد عشر يوماً هزت سوريا
- جول جمّال هازم الإستعمار
- الشرطي والبرجوازي عند شابلن
- في خيانة السادات
- مجزرة في مدينة غرينسبورو
- ضجة حياة ماعز
- غوركي ورواية اعتراف
- نظرياتنا ونظرياتهم
- أهزوجة وشتيمة وطوشة
- مكسيم غوركي: سيرة ذاتية كاملة
- جامعات غوركي
- الإستعمار سبب تخلفنا
- غوركي: بين الناس
- من غشنا ليس منا
- غوركي وطفولة النكد
- رمزية بلد العميان
- جرة الماء والسقا مات
- ذكريات المعرجلانة


المزيد.....




- مثقفو سوريا: بلادنا -قارة- مبدعين مستقبلها مرهون بالغنى والت ...
- جوائز الفنانين السوريين في حفل صنّاع الترفيه -Joy Awards-.. ...
- عروض جليدية روسية مبهرة في افتتاح الموسم الثقافي في أستراليا ...
- فنانون يتطلعون للنهوض بالدراما السورية بعد سقوط الأسد
- قصة إسلام -سيد القراصنة-!
- معزوفة اليوم السابع.. جديد الروائي الأردني جلال برجس
- فيلم -مرعب 3-.. دماء وجثث وأعضاء متناثرة وسط حبكة غير مكتملة ...
- متحف السلطان دينار.. من مركز ثقافي إلى هدف للحرب
- -مكتبة طريق الحرير- في بكين.. طموح ريادة ترجمة الكتاب العربي ...
- المسلسلات التركية تحصد أكثر من نصف مليار دولار كعائدات دولية ...


المزيد.....

- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - من أجل الخبيّزة