كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 8228 - 2025 / 1 / 20 - 16:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس للموت من تعريف جديد لكن معرفة الانسان بهذا الانتقال المفجع البطيء او المفاجيء، متنوعة في وجهات النظر بحسب الازمان وتطور معارف الإنسان، وتراكمها مقرونة بانتقاله في مجالات الوعي بين الاسطورة والاديان والفلسفة والعلوم. كلّ اعطى تعريفه ودبج الصفحات في الأثر والتأثير وردود الافعال وسواها . اما العامة البعيدون عن حذلقة الكلام فتراهم يشعرون بأن الموت سريع اكثر مما ينبغي ما يجعلهم يتركون ورائهم ايتاما صغارا وزوجات جميلات . وديونا فاحشة في ذممهم ، يخجلون منها في المغتسل ويتمنون العودة الى الحياة علهم يقضون تلك الديون او لعل صغارهم يكبرون و الارامل الجميلات لا يتزوجن بعد انقضاء أجل العدة الشرعية. اما الخاصة و الاغنياء منهم على وجه التحديد فهم أشد فزعا من ذكر الموت لأن حياتهم كنز متراكم من وجوه متراكمة، يخشون فراق ذلك الكنز وتركه نهيا للوارثين، والنوم عراة وحيدين في حفرة التراب ..العامة والخاصة يذهبون سواسية الى القبر ووعيهم مزدحم بصور مذهلة عن ضغطة الارض يوم التواري فيها، وعن ملائكة شداد غلاظ تشبعهم عذابا وتنكيلا جراء ما فعلت ايديهم ..
ومن اهل الكلام والفقه من المعاصرين من خالف الاخرين في الاجماع الذهني العام وقال : إن آيات القرآن الكريم تدل على ان الحساب الالهي يقع في يوم القيامة وليس قبلها، وينفون القول بعذاب القبر. و فئة تقول بما قال الدهريين الملاحدة: انما هي حياتنا فحسب ولاحياة اخرى من بعدها. هذا الموجز الوصفي عن نهاية الحياة المعلق في وعي الانسان يطالعه كل احد منا صباح مساء، لكن!
هناك استثناء كبير ينهزم فيه الموت عند نفوس بشرية كبيرة لاتفرط باطلاقية الخوف من الموت بل، تمارس نسبية الشعور به والامثلة كثيرة كما عند العاشقين الذين يموتون لفرط الحب ،و يرهن هؤلاء حياتهم بمصير عشقهم ويموتون فيه عن ارادة وسابق رأي . وابطال الحروب لا يعيرون لهذا الفاتك المرعب بالا. ومثلهم الجنود المقاتلين في معارك المصير. والسجين السياسي يقاوم التعذيب والتنكيل صونا لفكره ومعتقده ويصعد اعواد المشانق بارادته الحرة .و النساء العفيفات اللواتي لا يفرطن بشرفهن امام جبروت وغرائز السلاطين والاثرياء فيأمرون بقطع رؤوسهن.والعلماء واهل الفكر الذين لا يخونون علمهم ولا فكرهم امام سلطة الجهل فيصلبون وتقطع ايديهم وارجلهم ويحرقون .واستثناءات اخرى وامثلة متعددة في التاريخ وفي الحاضر تمكن الانسان فيها من ان يقهر رعب الموت في داخله
و يجعل الموت قزما امام ارادته.
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟