أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - الاستفادة من بعض ما حصل في غزة















المزيد.....


الاستفادة من بعض ما حصل في غزة


فتحي علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 8228 - 2025 / 1 / 20 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن أورد في مقالي هذا كلمة انتصار لا لحماس ولا للشعب الفلسطيني لأن أي حديث عن أي انتصار للشعب في نظرهم سوف يجير لحماس وسيكون بالتالي بمثابة استفزاز لهم . بل سأقول (لمصلحتهم ) كيف نستفيد مما حصل في غزة .ولن أُورد كلمة البناء لأن هذه الكلمة في نظرهم خطيئة سوف ترتكب فوق جريمة الانتصار المزعوم الذي حققته حماس على إسرائيل حليفتهم .ولن استخدم كلمة العدو الصهيوني كونها قد حذفت فعلا من قاموس لغتهم.بل كلمة إسرائيل .
لذلك لن أقول ان عدم قدرة إسرائيل وحماتها على النصر على شعبنا بالرغم من قدراتها العسكرية الهائلة وخلال 467 يوم من القتل والتدمير والسحق من إطلاق اسير إسرائيلي واحد بالقوة كما أراد نتنياهو ـ هو انتصار لغزة ـ بل ساعتبره هزيمة لإسرائيل وحماتها . ولا اعرف إن كان حتى قول هزيمة سوف تستفزهم وتغضبهم أيضا .لأنهم كما تبين لا يريدون استخدام أي كلمة يمكن ان تنعكس إيجابيا على حماس او إساءة لإسرائيل .
وما يشجعني على قول هزيمة هو ان قادة إسرائيل انفسهم هم من اعترفوا بأن ما حصل في غزة كان هزيمة لإسرائيل . ولا اعتقد انهم سيزاودون عليهم ويقولون انه كان انتصارا لإسرائيل .وهؤلاء قالوا هزيمة لإسرائيل ليس بسبب ما دمرته حكومتهم في غزة ولا بسبب من تم قتلهم وتشريدهم وجرحهم والفتك بهم من الفلسطينيين .بل بسبب ان كثيرا من الجنود الاسرائيليون والأسرى قتلوا وكان من الممكن انقاذهم منذ سنة ونيف( منذ اول صفقة تبادل او منذ تسعة اشهر عندما وافقت حماس على مشروع بايدن لوقف اطلاق النار) . ولان إسرائيل رغم كل ذلك (حسب رأيهم ) خضعت لشروط حماس .
وبما ان هؤلاء العرب والفلسطينيين (كما تبين لنا ) يرفضون أن يقال هزيمة لإسرائيل كي لا يُدخل في عقولنا او نصدق او ان نقول ان ما قامت به حماس يوم سبعة تشرين كان هزيمة يمكن ان نبني عليها مواقف إدانة لهم او يمكن ان يبنى عليها مواقف معرضة يمكن ان تلحق هزائم افدح بإسرائيل وحماتها . وكيلا نتصور ان مقاومة الاحتلال وبالذات إسرائيل القوية ممكنة ومطلوبة وان إمكانية إلحاق هزيمة بها وبمن يقفون خلفها ممكنة وهزيمة المشروع الصهيوني الغربي كله في المنطقة ممكنة .
اعتقد ان ذلك لا يمكن تفسيره بالقول انهم كانوا منذ البداية ومازالوا أدوات أوحلفاء اوعملاء او أذناب للصهاينة وحماتهم . مع ان ذلك يعكس جزءا من الحقيقة ـ بل لأنهم بالأساس كبشر انذال وعبيد كونهم قبلوا ويقبلون العيش على ارضهم بلا كرامة تحت سيطرة الغزاة بغض النظر عن اسمهم مغول أوالتتر او إنكليز أوصهاينة .
اعتقد ـ وهناك شواهد كثيرة قدمها لنا التاريخ تؤكد على وجود أمثال هؤلاء العبيد موجودين دائما ـ ودائما كان يوجد تبريرات فكرية لنذالتهم . لذلك فكرههم لحماس نابع من كونها ترفض العبودية وهو أكبر واعمق بسبب ان قيادة حماس رفضت منذ البداية الركوع والخنوع للإحتلال والسلطة ولما ابرمته من اتفاقات مع إسرائيل وحماتها .كيلا يتم كشفهم .
مراجعة سياسية :
مع منتصف عام 2006 رفضت حماس التسليم بحق إسرائيل في الوجود على ارض فلسطين .وبعد أن التي فازت بالانتخابات وشكلت حكومة بقيادة إسماعيل هنية راحت تعمل على اقتلاع العملاء والمتعاونين مع الاحتلال خاصة في غزة فاصطدموا بادئ الأمر مع قوات الأمن الفلسطينيى بزعامة محمد دحلان . ولما فشلت السلطة المتعاونة مع إسرائيل في تركيع حماس قرر عباس إسقاط الحكومة التي شكلتها .ولما رفضت حماس ذلك قامت قوات الامن الوقائي بالهجوم على مراكز امن حماس . لكنهم فوجئوا بهزيمة منكرة حيث تم طردهم من غزة ولما وجدت إسرائيل ان السلطة أضعف من هزيمة حماس قررت التدخل بقواتها كي تحسم المعركة لمصلحة السلطة وكي تعيدها لحكم غزة (الحقيقة لمصلحتها كما كانت تفعل حتى اليوم ) وهذا ما حصل فعلا في العدوان الواسع على غزة عام 2008( وهو ما بينته بالتفصيل عام 2007 في كتاب غزة في عين العاصفة ) . ولما فشلت إسرائيل في هزيمة حماس وهو ما توقعته يومها تبين لي ولقادة حماس ان ذلك العدوان سوف يتكرر لأن إسرائيل لم تحسم المعركة لصالحها .وهذا ماتكررأربع مرات .
أعتقد ان قادة حماس وجدوا انهم كيلا يهزموا ان عليهم الاستعداد لمواجهة أوسع مع إسرائيل (ليس لهزيمتها عسكريا ) بل كيلا تهزمهم او تركعهم . فوجدوا انه لابد لهم أولا وقبل إي شيء طرد عملاء إسرائيل والمتعاونين مع الاحتلال والمبثوثين في السلطة وسواها ـ في كل مكان في غزة وتنظيفها منهم . ومن يومها اعتبرت السلطة وتوابعها (في منظمة التحرر) ان ما حصل هو انقلاب على الشرعية وبدأت تحرض المنظمات المنضوية تحت لواء واسم منظمة التحرير على حماس وباتت تعتبرها عدوا للمنظمة والشعب والقضية في حين ظلت تعتبر إسرائيل عدوا يمكن التعاون والتفاهم والتصالح معه .
اعتقد ان التحول الجذري في موقف السلطة وادواتها وإسرائيل من حماس بدأ منذ ان بدأت حماس تعتقل عملاء إسرائيل وجواسيها وتسجنهم . كما اعتقد ان ذلك العداء لحماس قد تجذر بعدها لدى السلطة وملحقاتها ولم يعد من الممكن إصلاح ذات البين . خاصة بعد ان قام يحيى السنوار بإعدام كل من ثبت واعترف انه يتعامل مع العدو حيث زاد عددهم عن مئتين عميل وجاسوس . لقد وجد السنوار وقادة حماس انهم إذا أرادوا ان يتجنبوا الهزيمة عليهم أولا تنظيف بيتهم من الجواسيس والعملاء .لهذا اعتقد ان السبب الرئيس لعدم تمكن إسرائيل من تحقيق النصر او هزيمة حماس مرة ثانية (كذلك حقدهم على السنوار ) كان بسبب اختفاء الجواسيس ، حيث ثبت أن تكنولوجيتهم لا تكفي بدون عامل بشري على الأرض . ولهذا لم يتمكنوا من اكتشاف أماكن وحدود الانفاق ولا أماكن وجود الأسرى عندها لم تجد إسرائيل ومن يقفون وراءها من سبيل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاسرى الا الموافقة على عمليات تبادل وإخراج الاف المعتقلين الفلسطينيين , وهو الذي كان المطلب الرئيسي لعملية طوفان الأقصى كمقدمة لوقف جرائم الاحتلال وفك الحصار وتقديم المساعدات لغزة .
لا أعتقد ان أحدا يجرؤ على القول ان إخراج الاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بينهم اكثر من مئتين محكومين بالمؤبد من السجون الاسرائيلية ، وفرحة آلاف العرب والفلسطينيين واحرار العالم كان نصرا لإسرائيل ـ بل هزيمة منكرة لها
الدرس المستفاد :
اعتقد ان ما حصل في لبنان من عمليات قتل للآلاف من رجال امن وقيادات حزب الله في الضاحية كان سببا رئيسا في الهزيمة التي لحقت بالحزب وبايران .وهو ما لم يحصل في غزة .لذا اعتقد أن هذا العمل (تنظيف البيت من الداخل ) يجب ان يقيم باعتباره أهم درس قدمته لنا غزة وحماس كثوريين عرب .إذا اردنا التحرر علينا بداية ان نقوم بتنظف بيتنا بالتخلص من العملاء وفضح من يدافعون عنهم .
فتحي رشيد 19.01.2025



#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحمة نصر غزة
- ملامح المرحلة الجديدة لسوريا
- حول قرار محكمة الجنايات الدولية
- الوطن وطني والقضية قضيتي -
- بؤس ثقافة الهوان
- مفترق طرق بين الذوبان والتلاشي وبين البقاء والرفعة
- بايدن وخلط المفاهيم والحقائق
- محرقة مجمع الشفاء الطبي
- نزعة العدوان والعنف عند البشر
- استعادة الشموخ
- مقاربة بين معاناة غرنيكا ، أوشفيتس ،ماي لاي ومعاناة غزة
- بين حل الدولتين و الحل الجذري الشامل للقضية الفلسطينية
- تجرية الصين وتحرير فلسطين
- المواقف المخزية لحكام ونخب الدول الغربية الفاعلة
- جوهر قضايا الشرق الأوسط
- حق الدفاع عن النفس في ميزان الحقوق
- حزب الله ما بين العقلانية والمقاومة
- مقاومة حماس في مواجهة إرهاب إسرائيل والغرب
- غَزًة عِزًة فلسطين
- الدورالسلبي للجهاديين في الثورات العربية


المزيد.....




- سفيرة السعودية لدى أمريكا تنقل إلى ترامب رسالة من الملك سلما ...
- مستوطنون ملثمون يقتحمون قرية الفندق في الضفة الغربية ويضرمون ...
- في عهد ترامب.. وعود ببداية عصر ذهبي واستعادة قناة بنما وخليج ...
- بعد أكثر من عقد من القطيعة.. تركيا تُعيد فتح قنصليتها في حلب ...
- بالصور: حفلات تنصيب الرؤساء الأمريكيين على مر السنين
- مقدونيا الشمالية تحتفل بعيد الغطاس: طقوس دينية تجذب آلاف الم ...
- انتقادات ودعوات للرأفة - هل يتجه المغرب لقتل ملايين الكلاب ا ...
- سيارتو: هنغاريا لن تتخلى عن التعاون في مجال الطاقة مع روسيا ...
- الدفاع المدني بغزة يعلن انتشال 58 جثمانا جديدا من مدينة رفح ...
- الأسير الفلسطيني الأطول بقاء في سجون إسرائيل سيرحّل إلى خارج ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - الاستفادة من بعض ما حصل في غزة