|
طوفان الأقصى 471 – هل يتوقف العدوان على غزة اليوم؟ - ملف خاص – 2
زياد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8228 - 2025 / 1 / 20 - 02:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نافذة على الصحافة الروسية نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
1) ترامب نجح: تم التوصل إلى اتفاق في غزة
ستانيسلاف تاراسوف مؤرخ وباحث سياسي روسي خبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز وكالة أنباء REX الروسية
16 يناير 2025
أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس الإسلامية وإسرائيل في غزة. وبموافقة الطرفين، ستستمر المفاوضات بعد استكمال الجوانب العملياتية. وسيعمل الوسطاء – قطر ومصر والولايات المتحدة – على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار خطوة بخطوة. كما سيتم إنشاء آليات لمراقبة تنفيذ الاتفاق، مما يعني نقل عملية الوساطة إلى مرحلة جديدة من العلاقات مع جميع أطراف الاتفاق. بدوره، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب حديثًا دونالد ترامب أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى، وأنه "سيتم إطلاق سراحهم في المستقبل القريب".
خلال المرحلة الأولى التي ستستمر ستة أسابيع، سيتم إطلاق سراح 33 أسيراً إسرائيلياً، وستفرج إسرائيل عن نحو 2000 أسير، بينهم 250 محكوماً عليهم بالسجن المؤبد، فضلاً عن نحو 1000 من المعتقلين بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وسيفقد المفرج عنهم من عناصر حماس المحكوم عليهم بالسجن المؤبد حق العودة إلى أراضي السلطة الفلسطينية، وسيتم نفيهم حسب اختيارهم إلى قطر أو تركيا أو الجزائر.
وسيتم تشكيل لجنة مصرية قطرية للإشراف على عودة النازحين من جنوب غزة إلى الشمال، وسيتم تنفيذ انسحاب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم على مراحل. كما ستقلل القوات الإسرائيلية من تواجدها على محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، ثم تغادر المحور بشكل كامل. وهناك أيضاً موافقة من إسرائيل على فتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر. وتتضمن المرحلة الثانية استكمال عملية إطلاق سراح جميع الأسرى وسحب القوات، وفي المرحلة الثالثة سيتم إعادة رفات الأسرى القتلى إلى ذويهم، وبعدها تبدأ عملية إعادة بناء قطاع غزة، وسيسري وقف إطلاق النار خلال المراحل الثلاث.
ماذا بعد؟ يجري الآن تحليل للوضع الجديد الذي نشأ في المنطقة، ويتم التوصل إلى الاستنتاجات الأولية. وفي هذا الصدد، تشير صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إلى أن حماس ظلت عصية على الهزيمة أمام إسرائيل، ولا تزال قوة سياسية مؤثرة في الحركة الفلسطينية. ثانيا: من الواضح أن إسرائيل كانت تطيل المفاوضات مع حماس حتى فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، والآن أظهرت دبلوماسيتها "عجزها عن حل الأزمات بشكل مستقل، متجاوزة حماس، وهو ما قد يخلق مشاكل في المستقبل. وقد وصف وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش بالفعل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بأنه "صفقة خطيرة" على أمن إسرائيل. ووفقا له، "سنبقى في الحكومة فقط إذا تلقينا ضمانات باستمرار الحرب وبقوة أكبر". في الواقع، من سيحكم مليوني نسمة من سكان غزة بدلاً من حماس؟ بالإضافة إلى ذلك، يشير الخبراء الإسرائيليون إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يخسر هدفه الاستراتيجي على الجبهة الفلسطينية، لأن التحديات التي تواجه إسرائيل أكبر من مشاكل غزة، إذا كنا نعني حربًا على عدة جبهات في وقت واحد".
بالمناسبة، وجد الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه في موقف محرج في نهاية المؤتمر الصحفي الذي عقده في البيت الأبيض للإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. سأله أحد الصحفيين: "من ستنسب كتب التاريخ الفضل في هذا، سيدي، أنت أم ترامب؟" بايدن: "هل هذه مزحة؟"، رد الصحافي: "لا". وبعدها غادر بايدن الغرفة دون أن يلتفت.
ولكن مهما يكن من أمر، اتصل نتنياهو بترامب وشكره على مساعدته في التوصل إلى اتفاق. كما اتفق الطرفان على عقد اجتماع في واشنطن "قريبا" "لمناقشة الوضع حول غزة وقضايا مهمة أخرى".
***** 2) ترامب أجبر نتنياهو على الاستسلام
بيتر أكوبوف كاتب صحفي روسي وكالة ريا نوفوستي للأنباء
16 يناير 2025
هل يقترب خمسة عشر شهراً من الجحيم في الشرق الأوسط من نهايته؟ لقد توصلت إسرائيل وحماس فعلياً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهناك احتمال كبير بأن يتم احترامه. ستطلق حماس سراح الرهائن على عدة مراحل، وستطلق إسرائيل سراح بعض السجناء الفلسطينيين وتسحب قواتها من غزة. النقطة الأخيرة هي الأصعب، لأن السياسيين والمسؤولين الإسرائيليين على مختلف المستويات تحدثوا مرارا وتكرارا عن نواياهم للحفاظ على السيطرة على جزء على الأقل من القطاع: مناطقه الشمالية، المحور الذي يقطع القطاع من الشرق إلى الغرب ويقسمه إلى قسمين ويسمى نيتساريم. ثانياً، الأراضي الواقعة على طول حدود القطاع مع إسرائيل ... والآن اضطر نتنياهو إلى الموافقة على انسحاب تدريجي كامل للقوات، ولكن إذا لم يحدث ذلك، فسيتم تعطيل الاتفاقات وستستأنف الأعمال العدائية.
ولكن كيف كان من الممكن التوصل حتى إلى مثل هذا الاتفاق؟ على الرغم من حقيقة أن ترامب وعد حماس بـ "الجحيم" إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل يوم تنصيبه، إلا أن إسرائيل هي التي اضطرت في الواقع إلى الاستسلام. لقد مارست الإدارتان الأمريكيتان- المنتهية ولايتها والقادمة ضغطاً مشتركاً على نتنياهو، الذي لم يكن لديه أي خيارات جيدة. على الرغم من أنه يبدو للبعض أن إسرائيل قد انتصرت في الصراع المستمر منذ 15 شهرًا، ليس فقط في غزة، بل في المنطقة ككل: فقد قُتلت قيادة حماس، كما قُتل قادة حزب الله اللبناني، إلا أن سلطة الأسد انهارت في سوريا. وضعف موقف إيران في المنطقة ـ وهو في واقع الأمر أسوأ من انتصار باهظ الثمن victoria pyrrhica. ( النصر باهظ الثمن" هو تعبير يشير إلى حالة من التناقض عندما يأتي النصر بثمن باهظ؛ أو حتى عندما يؤدي النصر (المحلي) في النهاية إلى هزيمة عامة ZZ).
لأن إسرائيل لم تهزم غزة. وكما كتب أحد الكتاب في صحيفة هآرتس الإسرائيلية: "حتى لو احتللنا الشرق الأوسط بأكمله، وحتى لو استسلم لنا الجميع، فلن نهزم غزة". ففي نهاية المطاف، لم يكن هدف نتنياهو الحقيقي هو الانتقام من هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولا تدمير هيكلها أو إطلاق سراح الرهائن. وكانت المهمة الرئيسية هي تصفية غزة في حد ذاتها. كان لا بد من تخويف السكان لدرجة أنهم يوافقون على المغادرة إلى أي مكان. وكملاذ أخير، يمكن تجميعهم في أجزاء من القطاع، مما يؤدي إلى عزل المنطقة الشمالية عنه. كان لا بد من كسر إرادة المقاومة بشكل كامل، وبعد ذلك ستسمح إسرائيل لممثلي الدول العربية بالدخول إلى الجزء المتبقي من غزة، الذين سيأخذون على عاتقهم استعادة غزة، التي ستبقى بشكل عام تحت أنظار وسيطرة إسرائيل.
ولكن بعد أن قتلت إسرائيل ما يقرب من خمسين ألف إنسان (رغم أن أحدث البيانات الصادرة عن خبراء غربيين تشير إلى أن العدد الفعلي للضحايا يزيد على سبعين ألف إنسان)، بما في ذلك كامل قيادات حماس، وارتكبت إبادة جماعية حقيقية (بقصف المستشفيات، والمجاعة والحصار)، ودمرت معظم المنازل والبنية الأساسية والاقتصاد في غزة، لم تتمكن إسرائيل من كسر المقاومة الفلسطينية. حتى أن وزير الخارجية الأميركي بلينكن اضطر إلى الاعتراف قبل أيام بأن حماس جندت عددا من المقاتلين يساوي عدد من خسرتهم، وهو ما يعني أن حرب العصابات ضد القوات المتفوقة للمحتلين سوف تستمر.
ولهذا السبب اضطر نتنياهو إلى التراجع. ورغم أنه سيعلن النصر وتحقيق الأهداف، فإن إسرائيل نفسها تدرك أنها لم تحصل على ما أرادت. وكما كتبت الصحافة الإسرائيلية: "نحن أول من يدفع ثمن انتخاب ترامب. نحن نتعرض للاغتصاب، ونضطر إلى قبول الصفقة. وكنا نتوقع أن نسيطر على شمال غزة ولا نسمح بدخول المساعدات الإنسانية".
إن الاتفاق يُعتبر "مخزي وحقير"، حتى أن زعيم المتطرفين الشوفينيين، الوزير بن غفير، وصفه بأنه "صفقة استسلام". والآن يستطيع المتطرفون أن يتركوا الحكومة ــ ثم يتجه نتنياهو إلى انتخابات مبكرة. ورغم محاولته بيع نفسه للإسرائيليين باعتباره "فائزاً"، فإن انتصاره الباهظ الثمن في غزة سيكلف إسرائيل غالياً.
لأن عبارة "الإبادة الجماعية التي يقوم بها اليهود" اكتسبت خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية معنى ثانياً في مختلف أنحاء العالم: فهي لم تعد إبادة جماعية ضد السكان اليهود خلال الحرب العالمية الثانية فحسب، بل إنها أيضاً إبادة جماعية ارتكبتها الدولة اليهودية ضد الفلسطينيين في غزة تحت أنظار الإنسانية جمعاء. ولا يوجد مبرر أو تفسير لذلك، وسوف يصدر حكم "الإبادة الجماعية" ليس فقط على نتنياهو، بل وأيضاً على الدولة نفسها، التي بنيت على أرض ودماء السكان المحليين. وبالتالي، فإن هذا أسوأ كثيراً من انتصار باهظ الثمن ــ إنه هزيمة أخلاقية وسياسية استراتيجية لإسرائيل.
*****
#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألكسندر دوغين - أيديولوجية ترامب ستغير الولايات المتحدة والع
...
-
طوفان الأقصى 470 – هل يتوقف العدوان على غزة اليوم؟ - ملف خاص
...
-
ألكسندر دوغين – أيديولوجية ترامب ستغير الولايات المتحدة والع
...
-
طوفان الأقصى 469 - نتنياهو ينقذ الحكومة والاتفاق مع حماس
-
ألكسندر دوغين – أيديولوجية ترامب ستغير الولايات المتحدة والع
...
-
طوفان الأقصى 468 – نظرة من داخل اسرائيل الى الإتفاق مع حماس
...
-
طوفان الأقصى467 – ما تحتاجون إلى معرفته عن اتفاق وقف إطلاق ا
...
-
طوفان الأقصى – 466 – مقابلة مع البروفيسور جيفري ساكس - عقيدة
...
-
ألكسندر دوغين في برنامجه الإذاعي اسكالاتسيا (التصعيد) - نتائ
...
-
طوفان الأقصى 465 – ترامب يقود إسرائيل وحماس إلى اتفاق
-
خبير روسي يفجر قنبلة إعلامية - لماذا فشلت روسيا في كسب الحرب
...
-
طوفان الأقصى 464 – الرئيس اللبناني الجديد – إسفين أميركي في
...
-
طوفان الأقصى 463 – كيف ستقضي إسرائيل على قناة السويس؟
-
طوفان الأقصى 462 – قناة بن غوريون في صيغة جديدة
-
طوفان الأقصى461 – ظلال السابع من أكتوبر - الهدوء السياسي في
...
-
طوفان الأقصى 460 – لماذا لا يخاف الحوثيون، على عكس غيرهم، من
...
-
طوفان الأقصى459 – -الكاردينال الرمادي- الإيراني: لم يكن لدين
...
-
طوفان الأقصى 458 – لقد انهار التوازن في الشرق الأوسط تمامًا
...
-
طوفان الأقصى457 – أين روسيا من سباق المشاريع الجيوسياسية في
...
-
طوفان الأقصى 456 – المناورة التركية في سوريا ستكلف تركيا الك
...
المزيد.....
-
في ظل طقس بارد وخطير.. شاهد كيف تستعد أمريكا لحفل تنصيب ترام
...
-
التطبيع وملفات أخرى تنتظر ترامب في الخليج
-
ماذا أهدت -القسام- الرهينات الإسرائيليات قبل الإفراج عنهن؟ (
...
-
ثلاث حيثيات تهدد صمود وقف إطلاق النار بين -حماس- وإسرائيل
-
استطلاع: ثلثا الألمان يتوقعون تدهور العلاقات مع الولايات الم
...
-
الهولندي هوغربيتس يحذر ويتنبأ بالأماكن الأكثر عرضة لزلازل قو
...
-
شاحنات المساعدات تبدأ الدخول إلى غزة من معبر كرم أبو سالم
-
-نيويورك تايمز-: بلينكن أصر عام 2022 على مواصلة القتال في أو
...
-
لغز في أعماق الأرض.. اكتشاف غامض يحيّر العلماء ويعيد كتابة ت
...
-
الخارجية الإيرانية: ما حدث في غزة خسارة وعار لإسرائيل وداعمي
...
المزيد.....
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
المزيد.....
|