أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب كاظم محمد - المسرح والدهشة الاولى التي سترشد خيال الطفل الى الجمال














المزيد.....

المسرح والدهشة الاولى التي سترشد خيال الطفل الى الجمال


طالب كاظم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 23:12
المحور: الادب والفن
    


لست بصدد تقديم عرض نقدي يفكك تأويلات مسرحية "انا والمهرج " التي عرضت على مسرح المنصور، انها كتابة تحاول ان تلم بجماليات العرض المسرحي وان تقيم ليس كمحكم او ككانب مسرح طفل، انما كمشاهد ينظر الى العرض الجمالي بعين الطفل، وهو الامر الذي اجده اكثر جدوى من وضع المسرحيات، التي تستهدف الاطفال على طاولة النقد، لتقطيع اوصالها معرفيا، رغم ان ذلك يكون ملحا حين يتعلق الامر بتفكيك المسرحيات، اقول غير الموفقة ولا اقول السيئة ، التي تشاكس وعيهم المرهف الذي لم يصقل بعد بالتجربة، في الامس ذهبت لمشاهدة مسرحية انا والمهرج، في حقيقة الامر، انا لا اخفي قلقي، فمسرح الطفل يعد واحدا من المنصات الاكثر تأثيرا في مخيلته ووعيه، طالما ان أي خطا معرفي او جمالي يتلقاه، سيحدث في وعيه "الطري" تخريبا لا يمكن اصلاحه ، وهو الامر الذي نراه يحدث في مسرح الطفل، ليس بدأ بسوء فهم الوعي والخيال، الذي يميز الطفل عن سواه ، ولا ننتهي بفقر التمويل الذي يؤدي الى تقديم عروض مسرحية فقيرة في كل شيء، لذا جلست بانتظار ما سيسفر عن العرض المسرحي، ما ان انسحب ستار خشبة المسرح حتى انساب العرض المسرحي في تصاعد سلس، يراعي وعي الاطفال الصغار دون التاسعة، ليداعب مخيلتهم الجامحة ، نحن ندرك ان هذه المرحلة العمرية هي الاكثر تأثرا وتفاعلا بما يحيط بها.
في عرض جميل، غير معقد ولا متكلف، يكشف عن تمكن المخرجة وهي ايضا مؤلفة النص المسرحي من ادارة عرضها المسرحي، وجدت بأنها تدرك اهميه تأثيث مخيله الطفل التواقة الى الغرائبية او الفانتازيا، التي يمتاز بها وعيه بالخيال ، طالما عرفنا ان كل شيء يقع تحت نظره يخلق له ندا خياليا فالحشرات تتحول الى تنانين..الخ، اذ عملت على شحن خياله بلوحات ساحرة وممتعة، ستعيش لوقت طويل في ذاكرته، ان لم ترافقه طوال حياته، بل انها ستحبب اليه المعاودة الى المسرح، بوصفه مكانا انيسا يتيح له مشاهدة الجمال والمتعة، وهذا الامر يتعلق بمسؤولية الاباء واولياء الامر في تمكين الاطفال من دخول المسرح.
اللوحات الراقصة التي قدمت، استقطبت اهتمام الاطفال، سواء بالأزياء المصنوعة بوعي جمالي يستهدف ادهاش الطفل بألوانها غير المشاكسة، اذ اعتمدت اللون الفضي اللامع الذي يعكس بريق الضوء، وهو الامر الذي اثار خياله، لأنها قادت الطفل الى فضاء مشرع على صنع عوالم خيالية بشخصياتها الجميلة، في حقيقة الامر وجدت ان مخرجة العرض المسرحي، كانت موفقة ايما توفيق في ذلك، واقصد توقيت دخول الجنية وفريقها الراقص، وكأنها، أي الجنية، مستله من قصص الخيال المعروفة، التي قدمتها ديزني، كذلك الامر مع صندوق العجائب والمهرج الطيب مدعوس والمهرج السيء فدعوس، والطفل الصغير "ادم" الذي ادمن العاب العنف الحاسوبية، حتى انفصل عن عالمه الواقعي، مسببا الحزن لامه التي تحاول انقاذه مما هوعالق فيه، وهو الامر الذي تعاني منه اسر عديدة بسبب ادمان اطفالها، على تلك الالعاب ، النص المسرحي عبر تجسيده على خشبة المسرح ، تناول هذا الموضوع، الذي استقطب اهتمام العديد من المشتغلين في علم نفس الطفولة ومشكلاتها المعاصرة ، في محاولة منها لتقديم حل يسهم في انقاذ الاطفال من براثن قبضة هذا الغول الالكتروني السيء ، بينما الموسيقى الممتعة التي صاحبت العرض المسرحي وهي من تأليف المايسترو علي خصاف، كانت موفقة ، بل انها اعطت العرض المسرحي زخما مضاعفا، في ادامة التشويق والانتظار والتفاعل العاطفي مع الاحداث المهمة في مفاصل العرض المسرحي ، اذ قدم المايسترو علي خصاف، مقطوعات موسيقية بنفس عالمي، ان صح التعبير، اجد ان الجانب الاخر من هذه العملية الموسيقية الابداعية، ستقود الطفل وترشده الى عالم الموسيقى الرحب ، فالجمل الموسيقية المبهجة والاحتفالية التي تشبه موسيقى المارشات الاحتفالية، فعلت فعلها الايجابي المؤثر، لأنها عملت كمترجم للفعل المسرحي الصامت، البانتومايم.
نحن نعرف جيدا ان الطفل يبحث عن المتعة البصرية، فهي حاسته الاكثر اهمية للتعرف على عالمه الخاص، وهو امر استثمرته جيدا مخرجة المسرحية، د. زينب عبد الامير، حينما قادتهم عبر جنيتها الجميلة، بأجنحتها البراقة وشعرها الفضي اللامع " تذكرني بجنيات بيتر بان" الى مدينة الخيال في عرض ضوئي نال دهشتهم كـ مشهد البحر والاسماك الملونة ورقصة الدمى، في عرض التضاد الضوئي وسط الظلام او بما يصطلح عليه بالمسرح الاسود او المعتم.
في التمثيل وجدت ان المهرج مدعوس كان موفقا في الاداء الجميل، الذي قدمه مع زميلته الفراشة الجنية و بالتأكيد كان ذلك اختيار المخرجة ، فهي الاعرف بإمكانيات ممثليها الادائية ولا اقول ادواتها المسرحية، كما عملت الاشعار الغنائية التي كتبها شاعر الاطفال جليل خزعل على ملء الفجوات بالأغاني الهادفة، التي قامت بعمل بطاقات غنائية بمصاحبة فريق الراقصين لتعريف النص المسرحي، الذي افلت من قبضة التعقيد والوعظ والارباك المعرفي، بتحميله افكارا مجردة اكثر مما يستطيع وعي الطفل فهمه او تفسيره .
كان عرضا شفافا بلا تعقيدات ولا مغامرات فكرية غير محسوبة العواقب، فالمسرحية بعناصرها الفنية تناسب الاطفال الصغار، بل انها ادهشتهم واثثت ذاكرتهم بالجمال والخيال الذي سيدوم لسنوات طويله، وهي ايضا تناسب الاطفال فوق العاشرة لأنها ستمتعهم بصريا بلا وعظ يطحن طفولتهم , د. زينب عبد الامير مخرجة ومؤلفة المسرحية تستحق الثناء للعمل الجميل الذي قدمته. بل انها قدمت عبر عرضها المسرحي رسالة معرفية موجهة للمعنيين بشؤون الطفولة مثل وزارة الثقافة ومؤسساتها المتخصصة ، دائرة السينما والمسرح ، دار ثقافة الاطفال قدر تعلق الامر بالنصوص المسرحية، التي تتوفر عليها و هيئة رعاية الطفولة والمؤسسات الخاصة الكبيرة التي تحاول ان تتلمس طريقها الخجول لتتعلم دعم برامج الطفولة، الرسالة التي تقدمها المسرحية تخبرهم بان الطفولة العراقية، تستحق الاهتمام عبر التمويل السخي الذي يسهم في تقديم مسرح طفولة غني بالألوان والاضواء.



#طالب_كاظم_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلجامش وانكيدو سيناريو للفتيان
- مسرحية لليافعين: ابنة الخياط
- نووايس عقدك الثاني
- نواويس عقدك الثاني المهجورة
- قصة قصيرة : في الاسبوع التاسع والاربعين
- حب ما


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب كاظم محمد - المسرح والدهشة الاولى التي سترشد خيال الطفل الى الجمال