أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - العم ابو ناجي... سايكس بيكو جديدة!!














المزيد.....


العم ابو ناجي... سايكس بيكو جديدة!!


مازن صاحب

الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخذت صورة السيد السوداني في أحد اجتماعاته خلال زيارته إلى بريطانيا حيزًا كبيرًا من النقاش، بينما لم تأخذ وقائع العقود والاتفاقيات القدر نفسه من الاهتمام، رغم ما تنطوي عليه من أهمية في فهم أبعاد عودة شركة النفط البريطانية إلى حقول كركوك، ومشاركة الشركات البريطانية في عقود التسليح، وحلول معضلة الكهرباء!
السؤال المطروح :كيف يمكن قراءة هذه الزيارة في ضوء متغيرات الشرق الأوسط الجديد؟؟
يبدو من الممكن صياغة الإجابة الأولية على النحو التالي:
أولًا:تواجه بريطانيا أزمة في وجودها الاقتصادي، ثم السياسي في الشرق الأوسط، لصالح الشركات الصينية والهندية وغيرها، بالإضافة إلى الواقع الحالي للوجود العسكري الأمريكي. هذا الواقع يعكس فرضيات فريق الرئيس ترامب فيما يتعلق بالمضي قدمًا في تطبيق مراحل جديدة من صفقة القرن، والتي تشمل خارطة جديدة لخطوط أنابيب النفط والغاز الممتدة نحو ميناء أشدود الإسرائيلي، ومنه إلى قبرص، ثم اليونان، وصولًا إلى دول الاتحاد الأوروبي.
غياب بريطانيا عن هذه الخارطة يستدعي البحث عن بدائل تعزز حضورها في المنطقة، ومنها استعادة الاستثمار في حقول كركوك. هذا الخيار يعكس امتدادًا تاريخيًا بدأ مع مصالح التاج البريطاني في اتفاقية سايكس بيكو،.. التي وضعت العراق بعد الحرب العالمية الأولى تحت سلطة الانتداب البريطاني. لاحقًا، جاء الوجود العسكري الأمريكي بعد الانسحاب البريطاني، متأثرًا بالمتغيرات الدولية مثل الهزيمة في فيتنام، والتركّيز على تدوير أرباح البترودولار في المنظومة الاقتصادية العالمية المرتبطة بالمصالح الصهيونية .

ثانيًا: إذا كانت الفرضيات المذكورة تمثل فرصًا أمام بريطانيا في المستقبل القريب، فإن واقع العراق يتمحور حاليًا حول فرضيات نجاح مشروع(( طريق التنمية)) ، الذي كان يُعرف سابقًا بـ( القناة الجافة) . هذا الطريق يواجه منافسة من ثلاثة مشاريع أخرى:
1. المشروع الصيني لطريق الحزام.
2. المشروع الروسي عبر أعالي البحار والمحيطات.
3. المشروع الهندي الذي يربط بحر العرب بالصحراء السعودية وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط.
تحقيق الالتزامات الاستثمارية في طريق التنمية بالمعايير الدولية.. يتطلب تحولًا سياسيًا كبيرًا، من حالة المصالح المتضاربة الأحزاب مفاسد المحاصصة إلى بناء دولة تدرك المصالح الاستراتيجية الوطنية، بدلًا من الارتباط بالمصالح الإقليمية، لا سيما لدى أحزاب الإسلام السياسي المرتبطة بمفاهيم البيعة والتقليد.
ثالثًا: يستلزم هذا التحول السياسي وجود ((راعٍ دولي)) جديد. وإذا كان الراعي الأمريكي وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي يواجه اعتراضًا من بعض ألاحزاب ، فإن البديل البريطاني يبدو خيارًا واقعيًا. عودة شركات النفط والسلاح البريطانية إلى العراق تفسر الاستهداف المتعمد لصورة جلوس السيد السوداني،على مواقع التواصل الاجتماعي المحسوبة على هذا الحزب او ذاك... متجاهلين أنه أول رئيس وزراء عراقي يُستقبل في القصر الملكي البريطاني!

المفارقة العراقية

تشير هذه المفارقة إلى جهود السفير البريطاني، الذي تنقل بين مشاهد عديدة، حتى في برنامج البشير شو أو من خلال الإعلان عن المنح الدراسية البريطانية. كونه مؤرخًا، يفتح المجال لتحليل أبعاد هذه الزيارة، التي قد تتخذ بعدًا ملكيًا أيضًا، خاصة في سياق زيارة محتملة للمحفل الإبراهيمي في أرض أور العراقية.

التحدي الأكبر

معضلة انتقال العملية السياسية من مفاسد محاصصة والمكونات إلى بناء دولة عراق واحد وطن الجميع...، لم تنجح فيها جميع المحاولات، رغم الدعم المعرفي من الاتحاد الأوروبي والمساعدات الأمريكية. لبرامج الأمم المتحدة في العراق .
الإشراف البريطاني، بخبرته وقدرته على التعامل مع "الوكلاء"، قد يعيد صياغة العملية السياسية بما يضمن تمرير المشاريع الاستراتيجية الكبرى مثل طريق التنمية،وما يرتبط به مثل المدن الصناعية، ومراكز الخدمات، وتأمين الطريق أمنياً، مما يعزز موثوقة المشروع امام الشركات الدولية، خصوصًا إذا كان "العم أبو ناجي" حاضراً في حقول كركوك النفطية!

الاقتصاد في عراق الغد

أي حديث عن المصالح الإقليمية أو الدولية في عراق المستقبل، سواء في إدارة النفط أو البنوك أو تمويل صفقات التسليح، يعتمد على خبرة "العم أبو ناجي". وربما يكون مشروع الشرق الأوسط الجديد تكرارًا لصفقة سايكس بيكو، مع تأكيد الحدود السيادية للدول القائمة حاليًا في المنطقة.
هذا الواقع يضع القوى السياسية العراقية أمام استحقاق إعادة النظر في اعدادات العملية السياسية برمتها، وتوجيهها نحو الإصلاح الشامل لبناء دولة عراقية مدنية عصرية.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل أمراء الطوائف السياسية مستعدون لإدراك ذلك؟
الشكوك كبيرة، والتحديات جسيمة، لكن يبقى الأمل معقودًا على الفرص المتاحة. وكما يُقال دائمًا: "إنه الاقتصاد يا غبي!"
ويبقى القول: لله في خلقه شؤون.



#مازن_صاحب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختباء خلف الأصابع!!
- اوهام السلطة.. تفاهة القوة!!
- منهج التفكير (بوصلة وطن)!!
- الوحدة ٨٢٠٠.. وافخاخ الغرف المظلمة!!
- الذكاء الاصطناعي.. حضارة جديدة.. اين نحن؟؟؟
- مخاطر وتحديات.. اين الحلول؟؟
- ازدواجيات.. بلا ديمقراطية!!
- اللعبة الصفرية.. والغباء السياسي!!
- فيروز.. اين القضية؟؟
- التفكير الإيجابي.. نصف الكأس!!
- سيناريوهات إيرانية امام تداعيات سورية!!
- نشوء وسقوط الدول.. نماذج متغيرة!!
- لعبة الأمم.. روليت اللاعبين!!
- العصر الصهيوني الجديد.. وادوار (النخب الواعية)!!
- الحرث السوري ومناجل الفرقاء!!
- الإسلام السياسي وخطاب (المرجفين)
- تجار الحروب.. وتفاهة النفاق!!
- نخب الأحزاب الواعية.. النقد المقصود!!
- الفصائل العراقية ولعبة الأمم!!
- فريق ترامب. تضارب مواقف عراقية!!


المزيد.....




- في ظل طقس بارد وخطير.. شاهد كيف تستعد أمريكا لحفل تنصيب ترام ...
- التطبيع وملفات أخرى تنتظر ترامب في الخليج
- ماذا أهدت -القسام- الرهينات الإسرائيليات قبل الإفراج عنهن؟ ( ...
- ثلاث حيثيات تهدد صمود وقف إطلاق النار بين -حماس- وإسرائيل
- استطلاع: ثلثا الألمان يتوقعون تدهور العلاقات مع الولايات الم ...
- الهولندي هوغربيتس يحذر ويتنبأ بالأماكن الأكثر عرضة لزلازل قو ...
- شاحنات المساعدات تبدأ الدخول إلى غزة من معبر كرم أبو سالم
- -نيويورك تايمز-: بلينكن أصر عام 2022 على مواصلة القتال في أو ...
- لغز في أعماق الأرض.. اكتشاف غامض يحيّر العلماء ويعيد كتابة ت ...
- الخارجية الإيرانية: ما حدث في غزة خسارة وعار لإسرائيل وداعمي ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - العم ابو ناجي... سايكس بيكو جديدة!!