أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - نظرة الاتراك للعرب ونظرة العرب للاتراك بين الماضي والحاضر (دعوة لتصحيح المفاهيم والتصالح مع التاريخ)















المزيد.....


نظرة الاتراك للعرب ونظرة العرب للاتراك بين الماضي والحاضر (دعوة لتصحيح المفاهيم والتصالح مع التاريخ)


حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 20:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذكر الدكتور زكي محمود في كتابه (الشرق الفنان) قوله (الشرق شرق والغرب غرب) فمنذ وجدت الحضارات والامم والشعوب سواء كانت شرقيه او غريبه كان هنالك محطات تاريخية مفصلية في حياة كل أمة ابتداء من المراحل الوثنية (مرحلة ما قبل الاديان السماوية) مروراً بمرحلة الاديان السماوية اليهودية والمسيحية والإسلامية وكذلك في المرحلة الحالية مرحلة. تبني مفاهيم الليبرالية والعلمانية والماركسية، وهذه الأمم تأثرت وأثرت مع بعضها البعض خاصة في المجال الثقافي والحضاري وكذلك تصارعت مع بعضها وتنافرت، واليوم كل الامم تحاول ان تحافظ على خصوصيتها وأرثها وتاريخها وموقعها واحياناً تبني خرافات واساطير من اجل اغناء تاريخها الأدبي والقصص والشعرى مثل (اسطورة الذئب الاغبر التركية) واسطورة (علاء الدين والمصباح السحري) و(زرقاء اليمامه) العربية و(كاوه الحداد) الكردية.
واليوم تحاول ان نسلط الضوء على الأمتين العربية والتركية اللتان تمران بمرحلة لا تحسد عليها فمثلاً تركيا الدولة المسلمة والتي لها تاريخ طويل مع العرب نجدها حليفة لاسرائيل وضد العرب وحليفة ايضاً لأمريكا واوربا في حين انها لم تتحالف مع اي دولة عربيه بحجم تحالفها مع أسرائيل رغم ان القواسم المشتركة مع العرب لا تقارن ابدأ مع اسرائيل والصهيونية وكذلك العرب نجدهم متفرقين السعودية حليفة لامركيا وسوريا للاتحاد السوفيتي (السابق) لكنهم اعداء لبعضهم البعض إنها حالة شاذه يجب تصحيحها علما انهم من قومية واحدة ودین واحد وجغرافية واحدة.
اتصل العرب بالاتراك لأول مرة عام 54ه عندما عبر عبيد الله بن زياد والي خرسان في عهد معاوية بن ابي سفيان نهر جيحون واستولى على بخارى ورامدين وبيكن من بلاد الاتراك في ما وراء النهر ثم اختار الفي مقاتل وارسلهم الى العراق واسكنهم البصرة ثم تتابعت الفتوحات العربية في بلاد الاتراك الى ان استتب الامر لهم فيها بعد مقتل الخاقان الترك (كورصول) على يد القائد العربي نصر بن سيار (123ه/738م) وكان للنصر العربي الساحق في بلاد ما وراء النهر وللتسامح الدين المعروف عن العرب اثرهما الكبير في دخول الاتراك الدين الإسلامي اعتبارا من منتصف القرن التاسع الميلادي
لاسيما بعد أن انضمت مجموعات كبيرة من الاتراك الى الجيوش العربية خاصة في العهد العباسي (هذا عندما كان العرب والاتراك تحت راية واحدة هي الاسلام) غير ان أول اتصال عربي ثقافي بالاتراك كان في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي عندما استعمل الشاعر التركي (يوسف خاص) وهو حاجب البلاساعوني الحروف العربية غير الموجودة في الابجدية التركية لكتابة قصيدته كما قام اللغوي (محمود الكشغري) لتعليم العرب اللغة التركية عندما الف معجم (ديوان لغات التركي) باللغة العربية 1072م في بغداد واهداه إلى الخليفة العباسي (المقتدي بامر الله)
وتطور احتكاك الترك بمراكز الثقافة العربية ومصادر التراث العربي الاسلامي بعد القرن الرابع عشر وكانت بغداد والقاهره وقازان في آسيا الوسطى احدى تلك المراكز الثقافية التي يدرس فيها الفقهاء والعلماء ومؤسسوا الطرق الصوفيه التركية وعلى رأسهم نسيمي البغدادي والحاج بكتاش ولي وفضولي البغدادي.
ان تأثير اللغة التركية في اللغة العربية وبما ان اللغة العربية هي الوعاء الاصيل لحضارة وفكر وخصوصيه الامة العربية التي اطلق عليها العربية عليها الآتراك (الأمه النجيبة) لانها انجبت خاتم المرسلين محمد (صلى الله عليه وسلم) كما ان اللغة العربية هي الأخرى تأثرت باللغة الفارسية والتركية حيث اعتمد الاتراك والعرب لمدة من الزمن معجم (ديوان لغات الترك) الكشغري لتعليم اللغة التركية للعرب ومن ثم الاطلاع على حضارة وثقافة الأتراك.
والذي يهمنا في هذه المقالة هو كيف ينظر الآتراك الى العرب وكيف ينظر العرب إلى الاتراك في الماضي والحاضر وما هي الاسباب والدوافع التي بسبها تشكلت الصورة السلبية أو الإيجابية تجاه بعضهم البعض وكذلك لابد ان نطلق مبادرة حتمية الحوار التركي العربي لازالة الشوائب من تاريخ الأمتين العربية والتركية والنظر الى المستقبل علما بان العرب والأتراك تربطهم العقيدة الاسلامية والتاريخ الطويل المشترك والجغرافية المشتركة وربما المصير المشترك

أولا: نظرة الاتراك إلى العرب في الماضي
يعد العلامة الدكتور ابراهيم الداقوقي هو خير من كتب في هذا المجال وهو دبلوماسي في السفارة العراقية في انقرة واكاد اجزم بان الخبير والمؤرخ الوحيد الذي يمتلك وثائق لا يمتلكها غيره.
ان الامثال التركية التي تضرب طويلاً في التراث التركي وتمدح العرب كثيرة وصفات العرب مثبتة في الآداب التركية فهم أي العرب ((قوم نجيب عرب)) بمعنى ان العرب قوم نجباء وصفات العرب من كرم وشهامة ومحافظة على العرض والجوار واتسامهم بالفروسية والاخلاق الكريمه موجودة هنا وهناك في الأعمال الأدبية التركية مثل (حسن وعشق) للشاعر الثاني الكبير (غالب) وكذلك الشاعر (عبد الحق حامد) الذي وصف العرب في ثنائيته المسرحية (فتح الاندلس) وعبد الحق حامد له منزله عظيمة في نفوس الآتراك وهو عندهم الشاعر الاعظم يقول ((ان من صفات العرب الصدق والثبات والمهابة في الحرب والهدوء في السلم والسمو عن النهب والسلب في الغزوات وانهم يعمرون ولا يخربون اجماع الأمة عندهم أساس الحكم ومن صفاتهم ان المرء لا يخطب على خطبة اخيه وان الحكمة دوماً على لسان العربي)) تقول الرؤية التركية ((أن تربية العربي لابنه قوامها البكور والصلاة وتلاوه القران الكريم والفروسية والصيام وحفظ الشعر والعربي انسان متحضر يسلك تجاه الاسرى سلوكاً اخلاقياً اسلامياً والعرب المنتصرون يحترمون جثث اعدائهم والشجاعة النادرة تكون مرادفة للعرب في الادب التركي. كما حظيت المرأة العربية بمكانة سامية في وجدان الاتراك عامه وفي ادبهم خاصة والرؤيه التركية للمرأة العربية رؤية اكبار واجلال واحترام فهي مجاهده ومخلصة، دينها وإسلامها أهم لديها من كل اعتبار واخر، مقاتلة اذا لزم الأمر تنال احترام العربي وحبه، ثابته على المبدأ والحق والعدل كريمة ابيه مؤمنه بالله ولا تقع الا اذا ماتت ولا يقهرها الا الموت وانها تتردد على مدارس العلم هذه امثله بسيطة لنظرة الآتراك إلى العرب وهناك الكثير لا مجال لذكره،
ثانيا: نظرة العرب الى الآتراك في الماضي
إن اتصال العرب بالاتراك عن قرب وبعدها اصبح الآتراك جند الخلافة العباسية وقام اشراف الترك بترويج بناتهم بالخلفاء العباسيين الا أن يكونوا القومية الثانية المتنفذه بعد العرب في الدولة العربية الاسلامية التي امتدت الى حائط الصين شرقاً والى بلاد الأندلس غرباً، وتجسدت صورة الاتراك الايجابية لدى العرب مما دفع الكاتب العربي الموسوعي (الجاحظ) الى تأليف كتابة (فضائل الاتراك) الذي يصور فيه الاتراك كحماة للاسلام والزائرين عن دياره والمدافعين عن مكاسبه بعد ان تقاسم العرب والاتراك مشقة الصراع مع الصليبيين وتنعموا معاً بالمكاسب العلمية والفنية والعسكرية والمعمارية في مجتمع اسلامي امتد من المحيط الاطلسي الى حدود الصين.
وقد شهد العصر العباسي الاول 750- ٨٢٢م هجرة افواج كبيرة من الاتراك قدموا من تركستان لينظموا الى جند الخليفة المعتصم بالله ٨٣٣ - ٨٤٢م الذى كانت أمه تركية الاصل وتلا ذلك مجيء السلاجقة الاتراك في القرن الحادي عشر الميلادي إلى بغداد مرکز الخلافة العباسية التي كانت آيله الى السقوط فانقذوها من الانهيار واعتبر الخليفة المعتصم عليهم وبنى لهم مدينة سامراء واليهم ينسب الانتصار في معركة عموره ٨٣٨م المشهورة.
حيث كان العرب ينظرون إلى الآتراك نظرة ثقه واجلال وكبار ويعدونهم اخوة في الدين واصهار في النسب وفرسان أشداء يضرب بهم المثل في الشجاعة وفي العهد العثماني كان العرب ينظرون الى السلاطين العثمانيين كخلفاء للمسلمين واصبح العرب جنوداً تحت إمرة العثمانيين وقاتلوا جنبا الى جنب تحت رايه واحده هي الاسلام ولازال العرب الى الان ينظرون إلى التاريخ العثماني على انه امتداد للدول الاسلامية الأموية والعباسية هذه الصورة الإيجابية للأتراك في نظر العرب الذين يعتقدون ان من الضرورة تدعيم الخلافة الاسلامية العثمانية وتقويه الدولة العثمانية التي تقوم بحمايه الاسلام وتقف بوجه التغلغل الاستعماري والاطماع الاوربية في البلاد العربية الإسلامية
ثالثا: نظرة العرب للأتراك والأتراك للعرب في الوقت المعاصر:
اعتقد العرب بان الانقلاب العثماني الدستوري عام ١٩٠٨ فرصة لرفع الظلم عنهم ومساعدتهم في ادارة شؤونهم بانفسهم انطلاقاً من المبادئ والشعارات التي رفعها الاتحاديون والمتمثلة بالحرية والمساواة والاخاء لكن اعتقادهم لم يكن صائباً إذ سرعان ما تنفصل الاتحادييون لمبادتهم وشعاراتهم وقاموا بتطبيق (سياسه التتريك) تجاه القوميات غير التركية، وعلى الرغم من مواقف الاتحاديين العدائية من الزعماء العرب لكن لم يكن هناك صورة عدائيه من قبل العرب للدولة العثمانية وخاصة من قبل التيار العربي ولذلك بعد قيام الحرب العالمية الاولى ١٩١٤ - ١٩١٨ لم يقرر زعماء الجمعيات العربية معاداة الإتراك بل قرروا العمل معهم في الدفاع عن البلاد العربية وتركيا معاً ولذلك يرى الدكتور عبد الجليل التميمي بان ((القول بخيانة العرب وتعاونهم مع الانكليز والفرنسيين لضرب الدوله العثمانية من الخلف اثناء الحرب العالمية الاولى تعد مقوله واهبه وغير ومدعمه بادله تاريخيه ولا يخضع إلى ابسط القواعد العلمية وهي من الاوهام الخيالية التي لا تستند الى الحجة المقنعة))
وبعد ظهور مصطفى كمال وقيادته لحرب الاستقلال ١٩١٩ -١٩٢٢ وتاسيس جمهورية تركيا الحديثة عام ١٩٢٣ واتجاهه نحو الغرب وادارة ظهره تجاه العرب هي البدايه لبث الفرقة والانفصال بين العرب والاتراك اذ صرح مصطفى كمال بخطاب سلبي قائلاً (اليس من اجل الخلافة والا سلام ورجال الدين قاتل القرويين الاتراك وماتوا طيلة خمسة قرون؟ لقد آن الأوان لئن تنظر تركيا إلى مصالحها وتنقذ نفسها من تزعم الدول العربية)) وقعت الدول العربية تحت الاحتلال الأوربي ويتواطئ من تركيا التي اصبحت حليفة للدول الاستعمارية الاوربية واستلبت لواء الاسكندرونة السوري العربي وطالت بولايه الموصل فضلاً عن اطماعها في بلاد العرب وكانت تبنى الأمال لان يساعدها الغرب في ذلك ورفعت شعار الانضام الى الاحلاق الاجنبية والتخالف العسكري مع الولايات المتحده الامريكية وإسرائيل.
وهنا يمكن الاشارة الى العوامل التي أثرت سلبا لنظره الآتراك تجاه العرب في هذه المرحلة بالذات، إذ بعدت ان أخذت تركيا بتطبيق الابجدية اللاتينية بدل الابجدية العربية واعادة صياغة المناهج والمواد الدراسية ومحتوياتها باللغة التركية الجديدة (طبعاً بإشراف أوربي) وصدرت الكتب المدرسية الجديدة بالحروف اللاتينية عام ١٩٢١
ويذكر الدكتور إبراهيم الداقوقي ان الكتب المدرسية في تركيا تنشر بموافقة الدولة ومن خلال دور نشرها الكبيرة في العاصمة انقرة ولذلك فإن ما تضمنه تلك الكتب يبين وجهة النظر الرسمية للدولة التركية وقد أخضعنا دراسة جميع كتب التاريخ والجغرافية والاجتماعيات وفى المراحل الدراسية الثلاث (الابتدائية والمتوسطة والثانوية) فوجدنا ان الكتب الخاصة بالدراسة الابتدائية تخلو من اي اشارة سئية الى العرب وفي العهود السياسية كافه بينما اهملت كتب الجغرافيه العرب والتاريخ العربي الكبير واكتفت بالمعاجم والموسوعات الجغرافيه يذكر العب كقوميه تسكن الجزيرة العربية بالقول (عربستان) وكفى ان الانماط السلبية الصورية السائدة في الفلكلور التركي حول العرب هي نتاج تراكم ثقافي وتفاعل اجتماعي وقد أضفت حكايه (معارك الشاه اسماعيل الصفوي) صفات السرقة والاحتيال على العرب، وصورت قصه (أبو مسلم الخرساني) العرب أنهم أناس ضخام الجثة غلاظ الشفاه قبيحي المنظر ولا تعتمد عليهم والعربي يأخذ بثاره من العربي ولو بعد أربعين عاماً وهذه اشارة الى ان العربي انسان حاقد وانتقامي لا يتصف بالتسامح بل بالثأر لتحقيق اغراضه والمثل التركي القائل ((صب اكلة الرز امام قبر العربي بعد موته)) كاشارة الى شراهه العربي وحبه للأكل والشرب في كسل وارتخاء وكذلك ايراد الاتراك عبارة ((اصبح مثل شعر العربي)) في اشاره الى الاستهزاء بالمظهر العربي، ويبدو ان الكتب المدرسية التركية طرحوا موضوع (الخيانه) وتقصدون بها ثورة الشريف حسين ١٩١٦ لتحقيق عدة اهداف منها
1- تكريس فكرة (الغدر العربي) في ذاكرة الأجيال التركية القادمة عبر الكتب والمناهج المدرسية لتكون صورة سلبية لفكرة العروبة بشكل عام والعرب بشكل خاص لتبقى دوماً شريف (دیمو فليس) المسلط على رأس العلاقات العربية التركية وأرى انهم نجحوا في ذلك وزوروا التاريخ بمحض إرادة الدول الاوربية التي فصلت الاتراك عن العرب.
2- اضفاء صفة الدين على هذه الخيانة العربية للأتراك.
3- الايحاء بعدم احترام العرب للخليفة على الرغم من ان مؤسسة الخلافة هي في الاساس عربية للوصول من ذلك الى صورة سلبيه اكثر ايحاءً وتاثيراً وعدم الثقة بالعرب والتشكيك
لقد ارادت هذه المناهج الدراسية التركية بإيراد هذه النبرة المعادية والحاقدة على العرب من خلال طرح فكرة (الخيانه) والايحاء بان العرب وقفوا ضد خليفة المسلمين وثاروا عليه في محاوله القطع الصلة بين الشعبين التركي والغربي وقد نجحوا في ذلك ولحد هذه اللحظة هناك تصرعات استفزازية تحاول الآساءة الى العرب يطلقها بعض السياسيين من وزعماء الاحزاب التركية تجاه العرب - ففي كتابي الموسوم (تركيا بين اليسار العلماني والإسلام السياسي) قمت بالرد على مقوله لرئيس حزب الشعب الجمهوري CHP كمال كليشدار اوغلو الذي قال ((ان العرب هم رعاة ابل وليس لديهم كرامة أو القيام بثورة ولا يستيطعون ان يحكموا انفسهم وما هذه الثورات اي حرکات قاموا بها يتحريك من الدول الكبرى التي تقودهم))
وکان جوابي ((إني أسأل رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليشدار اوغلو هل ان التذلل والتوسل امام ابواب الاتحاد الاوربي من قبل القاده الآتراك من اجل الانضمام الى الاتحاد الاوربي طيلة اكثر من ستين عاماً هل هذه الكرامة)) علما بان القادة الاوربيون دوماً يرفضون طلب الانضمام بصورة مذله جدا وجارحه احياناً حتى قال برناد لويس ذات يوم في كتابه (ظهور تركيا الحدثة) قوله في العام الأمور ((ان تركيا كالغراب الاسود الذي ارد ان يتشبه بطائر النورس الابيض النقي فقام بصبغ جسمة باللون الابيض فلا هو اصبح نورساً ولا عاد يشبه الغربان))
والادله كثيره على الاستهانة بالمطالب التركية وقد وصفوا مطالب الآتراك بـ (الاحلام) هل هي هذه الكرامة.
ولكن نحن لا نلوم مثل هذه النماذج السياسية التي هي في الاصل اقلية ولكن مسيطرة على الحكم وتصرح بصورة رسميه ولكن السواد الاعظم من الشعب التركي المسلم الذي يكن كل الاحترام الدين الاسلامي وللعرب إصحاب الرسالة.
ومن المعلوم أن وسائل الأعلام والصحافة هي التي تقوم بهذا الدور لبث الفرقه والتناحر بين الامم المتجاورة والتي ربطها اكثر من سمه (الدين المشترك - التاريخ المشترك الطويل - الجغرافية الواحدة).
وكانت الضربة القاضية للعلاقة بين العرب والآتراك هي اعتراف تركيا باسرائيل عام ١٩٤٩ وتحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة واسرائیل على حساب العرب.
وفي نهايه هذه المقال لابد من ان نطرح مبادرة لعمل حوار عربي تركي لازالة الشوائب والاخطاء في كتابه تاريخ العرب وتركيا الذي كتب باقلام مأجوزه الغاية منها ضرب العلاقة بينهما اليوم الأمر واضح جداً يجب عليا تصحيح المفاهيم التاريخية والعمل على
1- المحافظة على اعتماد الخطاب السياسي الهادئ والمعتدل بين العرب والأتراك.
2- عدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون في حل النزاعات.
3- اقامه علاقات تجارية ضخمة بين العرب تركيا.
4- تشكيل لجنة من المؤرخين والمثقفين واساتذة الجامعات لوضع المناهج الصحيحة للعلاقة بين العرب والآتراك.
5- تبنى النظام الاشتراكي الذي هو الحل الوحيد لفك العقد التاريخية والاثنية والعرقية ومحاربة الاقطاع والظلم والرأسمالية المتوحشة.



#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة النظافة والاناقة لدى الاتراك
- الخرافات والمعتقدات في التاريخ التركي ) نماذج مختارة)
- رمزية الذئب الاغبر في التاريخ التركي
- الانتخابات التركية ٢٠٢٣ وانعكاساتها ...
- انفجار اسطنبول والانتخابات التركية 2023
- هيلين بوليك: شهيدة اليسار الثوري في تركيا
- القواعد العسكرية التركية في الوطن العربي (رؤية نقدية للسياسة ...
- القصف التركي على شمال العراق (الاهداف والمخاطر)
- أزمات تركيا المتكررة هل تؤدي الى ظهور الفيدرالية التركية
- تركيا وسياسة الأوراق الضاغطة
- الرئيس التركي يزور السعودية مجدداً
- تظاهرات عيد العمال العالمي في تركيا (نظرة تحليلية)
- تركيا بين معسكرين : الى اين ؟
- الموقف التركي من الازمة الاوكرانية وتأثيره على الداخل التركي ...
- تركيا والامارات: محاولات اردوغان انقاذ الاقتصاد التركي وفك ا ...
- الربيع التركي يطرق الابواب قريباً
- الانتخابات التركية المقبلة 2023 والاحتمالات المتوقعة
- ازمة كازاخستان وفشل مشروع (العالم التركي)
- تركيا والسعودية : هل تعود العلاقات الى سابق عهدها؟
- الاعلام والصحافة ودورها في اسقاط الحكومات (تركيا : انموذجاً)


المزيد.....




- خوفا من -انتقام- ترامب.. بايدن يصدر أوامر عفو بحق ميلي وفاوت ...
- شاهد.. المليارديران إيلون ماسك وجيف بيزوس يتبادلان أطراف الح ...
- -بفضل جهوده-.. تيك توك تشيد بترامب بعد عودة المنصة لمستخدميه ...
- أولا بأول.. مراسم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة ...
- المغرب يرفع ميزانية الدفاع إلى 13 مليار يورو بما يعادل 10 با ...
- ما تداعيات موافقة مجلس النواب المصري على مراقبة الاتصالات؟
- ليلة دون قصف ولاخوف.. الفلسطينيون يتنفسون الصعداء مع بدء سير ...
- الرفيق رشيد حموني يطالب بالتحقق من معطيات تتعلق بتدبير شراكة ...
- جنود الحظ العاثر
- ما أهم ما يميز تنصيب دونالد ترامب؟


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - نظرة الاتراك للعرب ونظرة العرب للاتراك بين الماضي والحاضر (دعوة لتصحيح المفاهيم والتصالح مع التاريخ)