أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم مطر - سمير الأذى وطير السعد - حياة بين ضفتين















المزيد.....



سمير الأذى وطير السعد - حياة بين ضفتين


هاشم مطر

الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


صورة اولى
هكذا اخترت عنوان مقالي وبلا تردد باضافة "سمير الأذى" عن حكايات سمير عبد الجبار كتابه "طير السعد حياة بين ضفتين".
الكتاب الذي اسعدتني عنونته تحت (سيرة ذاتية) بطبعة أنيقة عن دار لندن للطباعة والنشر2025. وما يجدر الاشارة إليه ان (سمير الأذى) هي عبارة او عنوانا وضعه الكاتب الراحل محيي الأشيقر لأحد اعماله الأدبية. والآن لن اجد ما يتفوق عليها أن اضعها كعنوان لمقالي عن سيرة ذاتية لكاتب اعتذر له لانني سأوصفه: انه لم يعرف نفسه قبلا انه كاتب محترف وله من خصوبة الأدب ما يضمن له مكانا مميزا. ربما في هذا بعض تسرع لنحكم على جودة الكتاب ونزيد بما لدينا. لكن واقع الحال يجعلنا احيانا ونحن نقرأ عملا ادبيا أن مبضعا حقيقيا يشق جلودنا ويصل اللحم الحي فيعيدنا الى وقائع حصلت وازمان مرت وذكريات خلناها اندثرت فطابت جلودنا والتمعت نظراتنا وحتى اجسادنا ما عادت داكنة كما في ذلك الزمن ملحة عطشى او مدخنة كلون صديد. فما اجملنا اليوم! ولكن ماذا عن ما كنا نخاتله في اعوام الغربة ونعنى بواقع يومنا لا أكثر؟
من هذا الباب الموارب على حياة لم تؤرخ ولم نجرأ حتى على تقليب أوراقها، لخشيتنا مواجعها وحتى ما يجعلنا واثقين بأننا اصحابها، فصرنا نمتثل لرنينها اكثر من الكتابة عنها، حتى تأتي لوحدها بعد سنين طويلة تمسك بأصابعنا ونكتب بضعة خرابيش مبعثرة حاول اكثرنا لملمتها واعادة صياغتها. ولكن وبسبب مرارتها يقفز الحزن الشديد، وربما مصحوبا بدمعة او بكاء كثيف نطوي تلك الأوراق، وكأحسن شيء نفعله نعتبرها حيازة شخصية لا جدوى من قولها فأن قلناها فهي محض مراء ومبالغة في اوقات السكون، اما ماهي عليه في وقت الصخب فأنها المشغل الانساني الذي يدفعنا وبلا تردد ان نكتبها لسبب بسيط يقفز فجأة: هي ليست لنا بقدر ما هي حقيقة اجيال وبشر اطاحت بهم مقدرات تلك الارومة التي تعيد صياغة نفسها كاستدامة وسيادة لا تحمل سوى الفواجع والانكسارات. اصول فجة تجعلك من المستحيل مواجهتها وانت في يفاعتك مع قلة حيلة وبأس. غير أن ذلك الذي يكمن بداخلك بأن لا بد لحياتك من معنى، يصرخ بك أن تحاول وتتحمل الأذى الذي سيصبح سميرك في خط تجوالك مع الحياة وتختار المثابرة واليقين لتعتلي درجة واحدة حسب، ومع ذلك ان هناك الف سبب ليقعدك ويلجم تحديك. اما السعد فهو مؤجل، وفي غالب الأحيان يختفي مع الأمل المخاتل كسراب او وهم انتظار لن يأتي. ومحظوظ من يقع عليه، حتى بشحيحه، كمقطع من قصة أفلتها الزمن في وقت ما، فصار يعاقبنا عليها عقلنا في اليقظة وحتى في غفوة أو رؤيا فتتغير صورتها لتصبح جاثوما لن يقبل الا بفزع ناجز يكتم أنفاسك، ومع ذلك تلتقطها وتمضي.
هذه الصورة الأولية لكتاب "طير السعد حياة بين ضفتين" ربما لم تكن كافية لتمكننا من دخول عالم سمير عبد الجبار، الشخص الذي انتحل اسم اخيه الراحل سمير، او لنقل استعاره وتعايش معه طوال حياته، فيما يكون اسم سعد معلقا امامه كتميمة للسعد والحظ. الانسان الذي سارت الحكاية معه منذ طفولته ويفاعته ثم رشده وحتى لما هو عليه يقترب من سن الشيخوخة ومازال فاقدا للرضى شأنه شأن اي مبتكر لحياة مجدية وذاهب حسب للأبعد الذي يقتفي اثره كسرب يمام مهاجر. أما ما بين مفاصل رحلته وتوقفاته، وهي زاده الُمقتِر الشحيح، هناك لهيب الانسان الذي سيواجه المستحيل بأكثر من معبر وثلمة، وثمة حساب واحد هو: ان اكون او لا اكون!
عرف سمير حكمة عبارة صديقه محيي الأشيقر "سمير الأذى" وهذا من عندي فلا اقوّله به، عرف حقيقة الوجع النبيل وكيف يسخره ليجعله مطاوعا لمهمة متخيلة منذ طفولته مقلدا الحركات والاصوات ويكتشف تدريجيا ما يتميز به عن اقرانه. عرف لسعة نظرتهم كأبن لفرّاش في مدرسة، «بعض المدرسين كانوا يطلبون مني، قبيل بداية الحَّصة، أْن أجمع الأوراق والأوساخ من تحت رحلات التَّلاميذ، ظناً منهم أنَّني سأكون فرّاشاً أو كنّاساً في المستقبل مثل أبي»24 . معزيا نفسه انه في كل الأحوال يساعد ابيه. منذ ذلك الحين وحتى قبله عرف سمير ان عليه ان يتغلب على عاهات نشأته يتأتئ بالحروف غير واثق بما يقول، حتى وان عرفه، فسينتهي الأمر الى عقاب الفلقة وشتائم معلميه وحتى اباه. لم يبالغ سمير في كتابه في هذه الصور فقد كتبها الآن وهو يعرف مغزى انسانيتها وليس هناك ما يخجله ان يصطحبها معه كسيرة ذاتية تلتمع كشذرات باهظة القيمة وهو الآن معروف كفنان بارز ومؤثر في وسطه، وان قالها، بل كتب كتابا عنها فأنه سيحاكم منظومة مفاهيم مقترة بالطيب ومسرفة بالغدر والعار.
يمضي سمير مع فصول كتابه من دون رقيب، وهذه ميزة مثالية لكاتب ناجح، فلا اشك انه كتبها ولم يبلغ به الأمر انه يكتبها لأجل النشر، انما لشيء يعتمل في صدره ان يستعيد عتبات حياته ليرى بنفسه اولا تلك اللبنات التي شارفت على الاندثار وستطيح به ان لم يتخذها مَراقٍ يرصفها ويرصها مع كل مفصل من حياته. راضيا في كل مرة لمآلها ليس لانه قانط ممتثل لعواقبها، بل ما يجعله مسرورا لتحديه. وما استذكاره لها في كتابه الا شهادة انه تعلم من دروسها في الحياة ما فاق على ما تعلمه على رحلة صفٍ لسنوات لم تترك فيه الا ندبا طالما ابتسم لها فاصبحت ماضيه المرقن كسعد يمضي. ربما من يقول: اين هو السعد مع كل هذه السيرة المددجة بالخيبات وسوء الطالع؟ يمضي معها بقلة حيلة من عجز وهزيمة من سيء الى اسوأ؟
نعم! لقد تعلم سعد الحياة وفنها قبل ان يصل الى مبتغاه فنانا مرموقا، كان بصباه يمتلك خصب خيال سيذهب الى باريس ليتزوج من حساء الشاشة "آني جيراردو" وقع عليها نظره ذات يوم كصوة غلاف لمجلة «ماري» الفرنسية للأزياء، اشترتها اخته من احدى المكتبات لولعها بالخياطة كباب رزق للعائلة مع امها، فبقيت الصورة عالقة في خيال الصبي سعد مصطحبا اياه إلى سطح المنزل «أقلب صفحاتها ببطء متأملاً جمال عارضات الأزياء ورشاقتهن ونعومتهن» معللا نفسه قوله: اما من سياح فرنسيين يزورون كربلاء فيقع نظرهم عليّ فيختطفونني ويصطحبونني معهم عنوة إلى باريس، فتقع في غرامي عارضة أزياء شقراء، أو ربما حتى «آني جيراردو » فأتزوج منها لنشبع حباً وغراماً؟44 لم يختطفه السواح بل كافح ليخطف نفسه بنفسه ليصل باريس، وما بين حلمه وواقعه تعثر وكبا الف كبوة، ومع كل مرة يزداد تعلقا بحلمه.
كان بإمكانه ان يبدأ مذكراته او استذكاراته بدءا من باريس فيبدو طاوسا تتموج الوانه تحت شمس تنعشها فيفرد جناحيه مختالا مطمئنا لضربات الحظ التي ستزيد من لمعانها ووهج فتوتها. لكن ما استدعاه ان يكتب سيرته هو أمر آخر او ربما لسبب من الاسباب، وبسبب ايضا، سؤاله كيف ستنتظم سيرته الصاخبة بألمها على وفق معرفيته الجديدة ليجد قاسما مشتركا بين معناة قاسية لئيمة وبين قسوة ابتكارية لـ أنطونين أرتو1. تلك الومضة الساحرة التي لن تعلن عن نفسها في كتابه الا بشكل عتباتها وعذاباتها، وهو الأمر الذي جعل من كتابه صوتا واقعيا ضد الواقعية نفسها! مصدر الهامي استعاد به سمير الأذى ليشكل رؤيته عن فن الحياة ومشغّلها الاعم، الألم الحامل للابداع. ليس ترويجا أن ننسى الافراح قطعا، ولكن لنرى الأشياء بعتمتها بعينين تريا الظلام نورا. تلك المفارقة التي تأملها سمير بمقاطع من كتابه كسيرةٍ مُضنية حتى من دون أقدام تعينه لبضع خطوات جعلته يصغي لروحه قبل كل شيء، لنداء معذب ارهقه سنوات وسؤال كيف أبدأ وبماذا، اعرف حياتي الآن ولكن ماذا عن ماضيها؟ وما أن عرف سر الكتابة على نحو كلمة واحدة يضعها امامه حتى انفتحت امامه جراحات وآلام يكافح أي ممثل من اجلها على الخشبة افتراضيا، لكنها فتحت امام سمير حقل الغام لم يمر بها بسلام. فقد انفجرت به مرات ومرات كادت تؤدي به مطروحا هناك حتى يومه هذا لولا قدرته بانعاش نفسه بنفسه حاملا جراحه في كل مرة يقرّبها من فمه ليلثمها ويتحسس مرارتها. فهل يا ترى ان سمير عرف فصوص الحكمة من خشبة المسرح ام من حقيقة اخرى مفادها ان الحياة هي المشغل الأكبر ومنها تخرج تلك الكلمة لتصنع احيانا معجزة او ان تفضي بمتأملها الى تخوم قد لا يسلم منها ان لم يصاحبها ويصادق احزانه ومراثيه.
كان على "طير السعد" منذ ولادته، تيمّنا، كما قالت أمه لأبيه الغائب آنذاك، ان يتحسس بصقة خاله بوجهه «لشَّدِة دمامتي وقُبحي وهزال جسمي، جمع خالي في فمه بصقة كبيرة وأرسلها مثل شلال على وجهي». فهل اقسى من هذه الصورة على وجه الأرض طفل يولد بدلا من أن يُعطر وجهه برضاب الزهر ليغسل بلُعاب الحقد؟! ولد سمير بكنف المناحات والأحزان واشعار الندب لجدته وامه، وهما من اشهر نداباب المدينة وقت الفواجع والمراثي الحسينية، خصوصا وان مدينته كربلاء لا تقبل منازعا لها بنواحها ليس بعاشوراء حسب وانما حولاً كاملا يدور على نفسه ويعود الى بدايته. تلك المهنة الغائبة والغالبة في ذات الوقت اجاد وصفها سمير قوله عن جدته: كانت تتهيأ كأيَّة ممثلة أو مغنية أوپرا لتأدية طقسها في الندب والبكاء بدعوة من أحد أعيان المدينة الأغنياء، أو ربما من عائلة فقيرة.
ولد وسط العوز والحاجة حتى ملبسه الرسمي في ذاهابه للمدرسة كان اخرقا مصنوعا من رداء قديم لأبيه، ولد في مجتمع لا يفقه معنى الطفولة ليكلف بشتى اعمال الرجولة هي الآن في استذكارها ما هي الا مفارقة او تندر، ولكن في واقعها صرخة طفولة بائسة ابعدته عن سبر مرابعها حتى بشحيحها كعراك وتصالح والعاب. وبأحسن حال يهفو خياله اليها حسب ليشارك اقارنه متعتها، ولكن هيهات فنداء الرجولة كان حاضرا صارما مع كل رغبة وتمني.

قصص
روى سمير عشرات القصص، قصصه شخصيا، والملفت فيها خلوها مما يحض ويغري شخص وصل الى نجاح مُوثق فراح يستحث ماضيه كشاهد على نبوغه وتفوقه، بل على العكس من ذلك، فقد تعامل مع نصه من وجهة نظر واقعية وأمينة فلم يخجل من سيرته المتعثرة كما لسانه، ولا استصغار معلميه به ولا استهتار اقرانه بملبسه ومظهره، وحتى عشرات الأمثلة تلك التي يربأ الكثير منا تسجيلها كوقائع شخصية، ليس عيبا قطعا، وانما مداراة وهيبة لحضور انيق على ما نحن عليه الآن. ولعل هذا واحد من الاسباب التي دعتني لاكتب عن هذه التجربة المفرطة بحسيتها وحضورها وواقعيتها ايضا من دون رتوش. ولكي نفهم الرتوش فما علينا الا نسقط الأمثلة في زمن التجربة لنرى صدقها. لقد صدق سمير وبتواضع ايضا، وما فعله هنا هو امساكه برأس الخيط بيد وأخرى تسحب اصابعنا اليه لنستدل على صدق حكاياته وانتمائها لبعضها بعضا من دون صناعة او ايغال لاستدرار اي عاطفة وتضامن قد يسدي معروفا له ولكن سيصيب نصه بالوهن بابتعاده عن الصدق وعدم التوازن، وبالتالي سيخرج القارئ، مهما كان نوعه، كما وانه خرج من عالم ملفق ليس له علاقة بمناخ اجتهد اكثر علماء الاجتماع معرفة وفصاحة بسبر اغواره وكشف عقده واسبابه. لذلك نرى في انسيابية نص سمير ما يؤهله الى تقديم نموج ذو مواصفات تخلد الى التصنيف الدراسي عن سلوك واسباب تغطي مساحة واسعة من واقع مجتمع تعرض ذاته لطعنات مميتة.
آثر سمير أن يضع عتبات اساسية في نصه من غير اقحام يذكر، فالشكل العام لنصه هو حكاية طفل/صبي ثم شاب طموح، وما بين تلك المراحل كان شيء من التحدي يكمل بعضه بعضا. وفي واحدة من اشد اللقطات الملحمية يصحب الأب، فرّاش المدرسة، ابنه مع رفاقه في الصف ليساعدهم بزراعة الاشجار كجزء من مقرر دراسي، اظنه عيد الشجرة آنذاك، لكن الذي استوقف سمير هو انه كان من حصته آخر الأشجار. شجرة خروع ليس لها من محبين يشتلها ويسقيها مع صورة وصوت لأبيه يوبخه للا شيء: «هذه الشجرة ستكبر وأنت ستكبر معها. أتمنى أن يصير في راسك خير حين تكبر». استعاد سمير تلك الصورة على نحو يشبه الخيال قوله: «مدّ لي خرطوم الماء الطيني الأحمر، ومع الماء ذابت روحي ودخلت في جذور الشجرة وأنا أتأملها وأتخيلها وقد كبرت وباتت أغصانها تسترسل نحو السماء، وتظللنا أثناء الّصيف القائظ، وقد يمّر ويجلس تحتها عشاق أو عابر سبيل متعب أو إنسان فقير مثل أبي». حملت هذه العبارة عددا من اركان النص وبناءه للكاتب، ولسنا هنا من أجل التحليل الوصفي للشجرة بقدر ما انطوى تعليق سمير الموجز على كثافة المعنى لطفل يتمنى ان يكبر كشجرة تغدق بالكثير برغم كل معاناته مما حوله، مع ملاحظة تحديه المتخفي بافكاره. وهذا ما نلاحظه تباعاً في حكايته. وهنا يمكنني القول ان نصوص الكاتب تنمو عموديا وليس كحكايات متفرفة تنمو باتجاه مسطح هدفها الامتاع حسب. ففي ذلك المناخ بشقيه العائلي والعام يتضاعف شقاء الصبي الذي لم يتخل عن احلامه فتطاوعه متأملاً ارجاء وسعادات بعيدة لكنها على أقل تقدير هي في منال ترفه الروحي سعيا لشيء يحدث. اصبحت المناكفات البيتية بين امه وابيه ومعادلها القسري المشين خارجها نوعا من التندر لديه يضخ فيه بسالة الأذى فيزيد من حلمه دكة اخرى ليطل على منظر حلمي اوسع ومعادلا روحيا يسحبه للضد منها. لم يجزل سمير بتبرير اية صورة أو حادث، ولم يفلسف عائدية آلامه ولم يسع الى تشويش صور ماضيه ليجعل من نفسه بطلا. يذكرني ذلك بعدد من كتب السيرة لاشخاص كتبوا عن انفسهم اكثر مما استحقته محاولتهم، فتأتي النصوص هنا غارقة بالعزف المنفرد وكأن الحكايات خرجت من بطن آخر او رحم بعيد عن واقهعا.

تلقائية السرد
في هذه الفسحة وهي التلقائية للسرد العفوي كان سمير ينمو باتجاه التبصر والنباهة بأبسط الممكنات، وكل ما كان يفعله هو عزمه بسير وئيد في حقل الغام كاد يطيح به اكثر من مرة فما كان منه الا ترك المحاولة لعقله الباطن وعلى اي من المنحنيات القلقة سيسند قامته وعلى اي درجة سيتخذ موضعا لقدمه فيما كانت الأخرى تختبر ارضا اقل هشاشة. من الملفت ان سمير لم يسرد منتهيات حكاياته باحاديث واستنتاجات خارجة عن سياق النص كما اراه اليوم في عدد ليس قليل مما اصطلح صانعوها ووصفوها (روايات) بحيث يقوم الراوي بالفعل الايضاحي الاستنتاجي في ذهنه من دون اشباع لمادته او اي دلالة موجبة لنمو الشخصية مصحوبة بالحدث. وهنا نجد في مقارنة سردية سمير النابضة بالحياة مع تلك التي يحاول فيها كاتب آخر تغطية عجزه اجرائيا نوعا من تعمية الوقائع والنمو والترابط بين الاحداث وتطور الشخصية ذاتها، ومن ثم المشهد برمته. عكسه وعلى نحو تلقائي، يضعنا سمير في قلب انتقال الحدث من حيث مجرياته وتفاعلاته. عدد من الحكايات التي كانت تتظافر وينتج عنها تطورا كان سمير يدونها برشاقة لتنظم بيسر الى لوحة الطفولة المعقدة كصائد للسحالى مثلا او جامع لنفايات الحديد والنحاس او مصلح عجلات وعامل سيارات وعشرات من النتف الحية.
وفي حيثيات سيرته الخاصة عائليا واضب سمير على استخدام نقائضها وما تنتجه من عقد قد يخجل بعض من كتب سيرته الخاصة من تسجيلها خشية نقيصة شخصية، فيما بالغ آخرون بتشذيبها والتباهي بها، في وقت اعتمدها سمير في قصصه اينما نمت الحاجة لها بواقعها المرير حتى تلك التي تؤشر الى اتهام ابيه لأمه بسخرية فجة بالخيانة وعشق الغرباء: «ـ أأنت متأكدة من أنه كان الإمام المهدي؟ أخشى أن يكون عشيقك وهو متنكر بصورة الإمام؟» اضافة الى ساديته بالامعان المفرط بضرب زوجته ثم استساغتها لتعذيبه كواقع حال، سرعان ما تنسى وتهيئ نفسها كوجبة دسمة لزوجها لليلة حمراء بعد ان اغتسلت وفركت جسدها بالليمون وتعطرت على وقع اغنية لزهور حسين خدري الجاي خدري، وهي تنظر الى ماذا ستلبس له: «طلب منا أبي أن نخلد إلى النوم ففهمت لاحقاً أن استحمام أُمي َّ بعصير اللّيمون وعطره الفواح كان يهدف إلى إثارة أبي، وارتداءها ثوب عرسها كان بمثابة كلمة السر بينهما وتوحي بممارسة الحب.
ومن الملاحظ ان نوعا من التلقائية تسود دخول سمير لحكاياته عموما وعلى وجه الخصوص ما نحن بصددها كـ تابوات برغم من شيوعها مجتمعيا تجابه برفض قاطع من قبل الجميع، فأنها تقف بعلنيتها متحدية ومغامرة. وافضل ما أؤشر اليه حكاية عمه الشرطي طيب القلب كونه مثليا يميل الى الغلمان، لكنه كريما معطاءً وذو نبل كبير. وعلى عكس امه التي كانت ترحب به اجمل ترحيب كان أبوه لا يطيق حضوره ومقابلته، وينعته بالسكير «الزاني ابو الفروخ». وعلى ذات النهج الكتابي لسمير بدت تلك الحكايات خارجة من رحم المجتمع فتقبلها سرد الكاتب كحضور استرسالي غير مبالغ به ومن غير صناعة تفضي الى حشرها حشرا. اعتقد ان لسمير مرامٍ اخرى في ذكرها كمساهمة لمواجهة وتفكيك اشد العقد المجتمعية شيوعا ورفضا لكنها حاصلة في بنية مجتمعه، واذا ما احتاجت الى نوع من الفحص والمعالجة فلا بد من قولها وقبول وجودها. وهي كما حال آلاف التناقضات التي، ولحد الآن، تستتر وتقبض على حالها بالرغم من حضورها.

واقع الحال المزري
من جانب آخر انصف سمير اباه بوصف مخاوفه المحتملة على مصير بناته قوله راجيا الامام (علي) بعد أن يأس من ابنيه العباس والحسين موجها كلامه لإبنه « خوفي على أخواتك كبرن ولازم يتز َّوجن وإذا ما تزوجن راح يطلَعن من الطريق، وتبدأ الفضائح والمشاكل. أختك سعاد مراهقة مو راحة ».68 حتى ينتهي المطاف بأبيه الى اليأس من الله ذاته لكثرة الشدائد التي لم تنفع لدرئها الأدعية والتضرعات.
افرد سمير لزواج اختيهه سعاد وسميرة فصلين شفافين ومؤثرين نمّا عن بؤس اي عائلة تسعى لتزويج بناتها وكأنه كابوس جاثم بهواجسه على صدرها وقابض على انفاسها لتقبل بسرور، بل بترحيب وتوسل، برجل متزوج ذو عين واحدة وعنصرٍ بـ (الحرس القومي) مشؤوم الذكر بالنسبة للأولى، فيما يكون للثانية نصيبها بالزواج من رجل ليس مهما أن يكون اعمى لكنه متعصب الى ابعد حد . ليكشف عن واقع حال مزرٍ ومصير غامض للبنت العراقية واصطفاف المنظومة القيمية للمجتمع ضدها. ومن الملفت ان نجد حرفية سردية لدى سمير كانت تعبر عن حالها كأحداث خالية من التوصيف التقريري، وهذا واحد من اهم عناصر السرد القصصي والروائي حيث نلمس الكثير من المشاهد التي كشفت وانتمت للتلاحم والتعاضد يقول عنها الباحث حسن بحراوي كتابه بنية الشكل الروائي «كلما ازداد التلاحم الداخلي لهذه العناصر ازدادت دقته وتعقيده بحيث يستحيل التعرف على العنصر الشكلي للفرد دون التغلغل في صميم العمليات البنيوية في تركيب السرد الروائي برمته..»19

الفعل الدرامي
كان سمير يقضاً بما يكفي ان يستفيد من قراءاته القصصية والمسرحية، وخبرته ايضا، أن يعرف إن الفعل الدرامي لا يمكن وصفه بالكلمات انما يكون لصناعة الحدث، كشرط واجب، ان ينظم الى السياق العام مؤثرا ومتأثرا به، بل من اهم موجبات الكتابة. واني اذ اقرأ نصه تنتابني دهشة من المبنى كأحداث سجلها وهي ليست اخبارية مستقلة او اخبار شفاهي عن الحزن والقلق وتضاعف المأساة والحرمان ونحوها، انما دخولها في حيثيات النص، اينما توجب ذلك، محملةً بشجنها الخالص وموشاة بالتماعاتها الخاصة ومتصلة من كلا الطرفين، بحيث تربط السالف وترفد اللاحق كتعشيق يسعى لاحقاقه خيرة الكتاب. وعلى ذلك نرى في قصصه تضامنا يلاحق صيرورة انسان فلا تكافئه عمومية السرد الايضاحية، ففي هكذا حال بإمكان اي منا تسطير الاقتباضات كإنشائية لغوية عائمة ومتوترة بلا جدوى أو أي نفع عام، بل تنم عن عجز الكاتب وتشي بالتسطيح .
هنا لابد من اشارة اضعها خارج مقالي هذا وهي: ان نمط السرد المحمل بالكلام ان كان مبتغاه وصفا خالصا فلا علاقة لنا فيه، واذا ما كان محملا بالمعنى الرائج كأقاصيص وحكايات مرت علينا مئات المرات فتلك هي مشكلة اكبر! هنا نعنى فقط أن يغدو الكلام ليس كلاما، وجمالية الوصف ليست ايهاما، هنا يكمن التحرر من كلا الأمرين. فهل دهشت يوما قارئي العزيز وانت تقرأ نصا فخضعت لإلهام غريب ونشوة غير مسبوقة؟ نعم بالطبع! فذلك هو جودة النص ان يستغل الكاتب ادواته كمفكات تحرره من جامعة قبضت على معصميه، ذلك ان الفعل الكتابي ليست كلمات نسطرها بل ما بينها وهي خارجة تماما عن رسم الحروف التي ستتحرر الى سيميائة باهظة في حال تشغيلها تلقائيا. واذ استغل كتابتي عن سمير في هذه المساحة فأنني سأبعد عددا غير قليل من الروايات الإنشائية وذات الزخرف الموشى بلعبة اللغة والتثاقف اضافة للسرد العائم.

الاقناع
عشرات من الاقاصيص جاء عليها سمير اختارها من بين طيات حياته بين معاناة وتندر ومفارقات ومناكفات، تدور في مناخها ولا تشذ الى غيره كمتعدٍ واهن غير ضروري. وهنا ملاحظة مهمة عن ضرورة الفصل او الحدود بين الكاتب ذاته والراوي للحدث وعلى اي نوع من الحريات يستندان وماذا يفرقهما عن بعض. اما هنا في حال السيرة الشخصية فأن حالة من الاتحاد الضامن لمسيرة الأحداث وتنظيم عناصر النص المروى ينبغي أن تقوم على مفهومية مفادها الاتفاق على زمان الفعل ومكانه ومن ثم حركته. فهنا ليس من مراقب غير القارئ بسبب المماهاة الواجبة بين الأثنين والعناية والالتزام بضوابط الاتفاق. لذلك نرى في فصول رواية سيرة سمير رقابة صارمة ستأتي معكوسة على نحو (حركة، مكان، زمان) تجمعها لا قصدية او ارادية، ولكن ماذا عن المتخيل؟ بظني ان المتخيل في كتابة السيرة ينضوي تحت فكرة انعاش الحدث من حيث جماليته، وكفنية واجبة لشد الانفاس وحبسها، ولا ينبغي لها العدول عن اصله.
وبظني ايضا ان سمير قدم نموذجا مهما لكتابة السيرة فقد كانت حوامل النص لديه ترتبط وتتعشق بعضا ببعض، بين حدث وآخر، بين ماض دافع وبين قادم سينظم كذلك اليها تكامليا. ذلك ان سمير لم يفرط بالوحدة الكتابية المنتجة للمعنى، فقد بقي امينا عليها في جميع حكايات الطفولة واليفاعة الزاخرة بحزنها وشجاها وشحة انسانيتها، يتفرج على فقر حاله زملاؤه، فيما يقترح نفسه ويستسيغ عالم (الفرجة) في روحه كسلاح لمواجهة المظالم. يقول:: « لقد استهوتني فكرة «الفرجة»... استهوتني أن أكون فرجة للآخرين!»، حتى يظهر نبوغه في درس المحفوظات في فصل تالٍ بموهبة تلقائية ليرسل رسالة مبكرة عن معنى (الفرجة) لم يبالغ في وصفها. اما عن ملكته وتطورها فقد وضعها سمير كأحداث دوّنها بدءا من دخوله المتوسطة حيث التساؤلات بدأت تنمو ويبدأ معها عالما جادا. انضوت جميعها تحت مشغل الاحداث من حيث القراءة للقصص والكتابة في النشرة المدرسية وكتابة الأشعار وتمثيل مشاهد مسرحية، ثم تشكيل فرقة مسرحية مع زملائه بتشجيع من معلميه. مع امتياز نصوصه بالمفارقة والتشويق، كذلك مغامراته الحسية مع فتيات محلته التي رواها من دون مبالغة تذكر، ومعها بدأ تحوله الحقيقي كإدراك لما يدور في مدينته خصوصا التحولات السياسية في بلاده ومجابهتها شعبيا ايضا كإنصاف المجالس الحسنية في مدينته والحوارات الدائرة. وما أن اكمل الفتى دراسته في المتوسطة كما رواها على ذات الوقع من المفارقات والسخرية المشذبة بالنسبة لحياته، وبمساعدة معلميه حتى ابتسم لـ"طير السعد" الحظ مجددا.
وهنا تُوجب الاشارة الى الغليان السياسي في الستينات ونمو النزعات القومية المتعصبة التي اتخذت لبوسا اجراميا شهدها الفتى سعد/سمير شخصيا، بلا ادعاء، كقتل واعتداءات. وبذلك اوضح صورة بعين طفولية/شبابية شهدت مظالم جديدة راح ضحيتها اناس عزّل ومعلمين تبخروا فجأة. في هذه الفصول استطاع سمير ان يكمل لوحة قاسية لبلاده في تلك الفترة جاءت على نحو احداث عايشها الفتى تذهب جميعها مع نسيج خالص الجودة وكأنه كتبها في واقعها آنذاك وليس بسنه الحالي ونظرته لها ايدلوجيا منافحا. كتبها على نحو طفولي كشاهد وطرف متأثر بها، وهذا ما ذكرني برواية "الحارس في حقل الشوفان" لسلنجر أن ترى العالم من خلال حدقتين تختلف تماما عن عيون الكبار. أما كيف توصل سمير الى هذا الفن الراقي فهذا ما اغبطه عليه فقد استطاع نزع ذاته الآن عن ماضيه آنذاك ليخرج نصه بهذا الاقناع المثير.
نمو النص
اما عن نمو النص لدى سمير فيمكنني ملاحظة تقنية لفتت انتباهي خصوصا من حيث الانتقالات الداخلية الضمنية المتاحة في النص الواحد كموضوع محدد. فمثل هكذا اشتغال للحبكة الحدثية-السردية-الروائية لا تذعن ولا تمتثل للكاتب المبتدئ، ذلك لاحتوائها اسرار الكتابة ومكنتها التي لن تأتي الا بعد جهد وتجربة كبيرين، بل بعد محاولات عديدة، وهي لن تطاوع اقلام مستجدة تحت التدريب، ولا تفتح ارتاجها لكاتبها بسهولة. هنا الحديث عن ما نسميه بالتداخل الحكائي، بمعنى القص المحايث للموضوع الأصل، وهو بحاجة الى مران لدقته، والى مكنة احترافية وقوة تأثيرية داخل النص الواحد. ثم اختيار زمن السماح له بالدخول والخروج منه ثم العودة للأصل. يشمل ذلك الجمل الاعتراضية المطولة والتضمين والاقتطاف والتنصيص ايضا. اشبه ذلك على سبيل الايضاح بخروج فنان متميز عن مقامه بالغناء وعودته للأصل بحرفية واتقان. وهذا يؤشر إلى أن سمير لم يبدأ نشاطه الأدبي بعمله هذا الذي بين ايدينا، فأستطيع الجزم انه فعلها مرات كثيرة، بغض النظر عن النشر، اضافة الى نسيجه الذهني المتألق كفنان موهوب وقارئ محترف.
وما نلاحظه في قصص سمير وخصوصا في ثلث كتابه الأخير نموا اخباريا من هذا النوع الذي يخطر من خلاله رحلته نحو المستقبل، شغل مساحته بمهارة وثقة وخفة تدعوك لقراءتها اكثر من مرة بسبب انتمائها للمشغل الانساني مع صدقها كعواطف واماني وهواجس، وحتى حنين لأماكن واشياء سيفتقدها بعد حين واضعا رجله في سباق حميم مع الزمن، مع عالم سحري ولجه في بغداد وقبوله في معهد الفنون الجميلة ثم تخرجه. روى سمير فترات حياته وهروبه من العسكرية الى خارج بلاده على نفس الوتيرة القابضة على الأنفاس في رحلته وما عايشه فيها من عوارض مع حظ لم يخنه كمصادفات متخطيا حدودا وبلدان كثيرة نحو باريس الأمل.
من حيث المعنى انتظمت حكايته برشاقة الى ارادة الانسان العراقي المستلب في بلده نحو حريته مع حلم رافقه ان يتزوج من الممثلة "آني جيراردو" وهو يعرف حق المعرفة ما هو الا محض وهم خيال حسب، انما لمعناه الف دافع حصنه من الأذى الذي خبره خلال طفولته وصباه، واطلق فيه عزيمة لا تلين. اما حقيقته انه سيحضى بعالمه الساحر المسرح، الخشبة التي سيكون لها المعادل الروحي والانساني والتي سيثني عليها ركبته بانتظار صوت صافرة الانطلاق نحو حياة جديدة.

نهاية الماراثون
ومع مارثون حكايته ينهي سمير فصولها وعلى وقع مصادفاتها بمرها وحلوها. مرارتها كلمة عراقي ليؤخذ باحضان العرب ونخب يرفعوه بحياة (صدام حسين) لم يعرفوا الى اي مدى سُلخت جلود العراقيين في عهده وستذهب البلاد برمتها الى الغياب الاسود في ليل بهيم. لم يعرفوا ان النخب الذي رفعوه كان الحبل الذي التف حول رقبة اخيه محمد، ووقوع اخاه عليا في الأسر في حرب ضروس مع ايران، ولم يسلم ثالث اخوته صفاء من الاصابة اثناء انسحاب الجيش العراقي من الكويت! مات الأب بحسرة لقاء ابنه وكمد فراق الأخرين بين موت ومصير مجهول. اما الأم فكان نصيبها ان تتنقل في ارجاء البيت على اطرافها الأربع!
اما حلو حياته فهو تلك التميمة لأمه أن يسلم من الأذى ويلاقي حياة أفضل مع رشقة ماء كعادة رافدينية قديمة لن تخّيب ظنون الامهات، واظنها هي زاد الام الوحيد بانتظار غائبها حتى مماتها متوسدة حلم جميل بلقائه.
اما هو طير السعد وسمير الأذى الذي عايش وتعايش مع اصناف البشر قادما من مسرح كبير هو بلده الذي لفظه وتقيأه مرارا، حاملا معه كومة احزان ومرارات، بل انكسارات باسلة طاوعته أمام تحديه ليعتلي درجاتها متحسسا هشاشتها ليقفز من واحدة لأخرى. تحدوه فكرة واحدة مفادها: كل منا مشروع اغتراب كبير، في بلده وخارجه ايضا فعلام التردد! فما كان عليه سوى شق بطن آلامه الوطنية باحثا عن عدة درامية ليمثل اول مشهد على طريق قبوله في "مسرح الشمس" من بين العشرات. ارتجف قلبه مع آخر لقاء وما قالته آريان موشكين، مؤسسة المسرح، لتلامذتها المرشحين بنية اختيار واحدا منهم: «يجب أن تعرف أقدامكم موضعها في أي مسرح ستكون...». ثم تنفرد بكل منهم فكان من نصيب طير السعد أن تفتح له "آريان" ذراعيها مرحبة: اهلا بك في "مسرح الشمس" بباريس، وحينما تلفت حوله اذا ما كانت آني جيرادو بانتظاره ليتزوجها لم يجدها لكنه وجد الأجمل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أنطونين أرتو: ساهم في بلورة ما يعرف بمسرح القسوة في كتابة الخاص «المسرح وقرينه » وصياغة نظرية قائمة بذاتها، بل تستند إلى أسس فلسفية راسخة وهي ما يطلق عليه نظرية القسوة "Theory of Cruelty " و قد أثرت بكثير من مخرجي ما بعد الحرب العالمية الثانية. (ويكبيديا)



#هاشم_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يلح على الكاتب أن يكتب؟ - العيش على الصراط- رواية لل ...
- -أموات في متحف الأحياء-.. ضياع -أثيكا- أم ضياع الإنسان
- - اليوم بالذات لسنا بحاجة لنيرانك- / الأثيري والأرضي في مجمو ...
- العتابي وتحولات المكان -هل الفُل عراقي-؟ نعم (الحزن) عراقي و ...
- خليل - خالد * -وأمانه يا دنيا أمانه تاخذينه للفرح أمانه..-
- عتاق يوم آخر
- - الهند أم العجائب- في عيد الحب
- كيف اكتب بعد غياب!
- بصرة - اورشليم
- -من ذاكرة الصور- صبا مطر بين حربين
- اشتقاقات الغياب - قراءة شعرية في نصوص محدثة
- كوپه-ديناري
- حبيبا الساحةِ
- -قافل-
- -شو بدي بالبلاد الله يخلي لأولاد-
- لنْ نخذلكَ في الخامسِ والعشرين
- سنغنيكَ لأنك غيرتَ العالمَ! حبيبي...
- وشمٌ على خصرِكَ أيلول - الى وليد وإبراهيم وكلِّهم
- هوية / سبع دقائق قبل الموت
- بطنها المأوى / دنى غالي: التركيب الخاص والسلوك الظاهر


المزيد.....




- متحف السلطان دينار.. من مركز ثقافي إلى هدف للحرب
- -مكتبة طريق الحرير- في بكين.. طموح ريادة ترجمة الكتاب العربي ...
- المسلسلات التركية تحصد أكثر من نصف مليار دولار كعائدات دولية ...
- حملات لطمس هوية وثقافة أهالي التبت البوذيين
- القلق والاغتراب الوجودي في -بانتظار غودو- في اتحاد الأدباء
- مصر.. الموت يفجع الفنانة ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي يعزي ...
- ثورة السينما.. نهاية عصر الأبطال الخارقين وظهور حقبة الأفلام ...
- رامي مالك: التمرد، العنصرية، والشعور بالاغتراب
- من ديسكو الأوزبك إلى روك الإيغور: الأصوات المنسية لطريق الحر ...
- ممثلة أمريكية تكشف تضرّر بشرتها بسبب فيلم -The Substance-


المزيد.....

- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم مطر - سمير الأذى وطير السعد - حياة بين ضفتين