أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - فلنعيد كتابة ((وصف مصر )).















المزيد.....


فلنعيد كتابة ((وصف مصر )).


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 08:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع النصف الثاني من القرن العشرين و العقود التي مرت من القرن الحالي .. تغيرت النظرة الكلية ..التي سادت تفكير البشر من عصور ما قبل التاريخ .. حتي فلسفات نهاية القرن التاسع عشر الشاملة .. لتحل محلها .. العناية بالتفاصيل .وما يتبعها من تجزئة الدراسات لتصبح أكثر تخصصا و دقة .
السبب في ذلك هو التقدم العلمي و التكنولجي الذى طور أدوات البحث .. الماكرو التي تجول في الكون ..و تصف بدقة و تصور ما لم تراه أعين البشر من قبل .. أو الميكرو .. التي تصل إلي أدق دقائق المادة فيما يسمي بالنانو و الفيمتو .. (10 أس -15 ) .بالإضافة إلي تحسن العلوم الرياضية بعد التعرف علي النسبيية و الكوانتم ..و العلوم الفلسفية بتطوير المادية الجدلية فيما يعرف بجدل الطبيعة والقانون الذى يحكم علاقة مفردات الكون بعضها ببعض .
في بلدنا مع التعليم الذى يعود إلي ميتافيزيقية ما قبل عصر النهضة و يؤطرها .. يردد ما كان سائدا في القرن الثامن عشر أو بدايات التاسع عشر ..و يقف حاجزا أمام فهمنا الرياضي و الفلسفي . علينا أن نفرق بين أمرين ..
وصف العلماء لما يرونه بادواتهم المستحدثة للكون بمليارات المجرات ..و النجوم و الكواكب و الثقوب السوداء و تصنيفها و شرح حركتها و القوانين التي تتحكم فيها ..و مدى توسعها المستمر .
و بين..الحديث عن الاسباب كيف نشأ هذا الكون ..و زمن ولادته .. و تطوراته .. ثم كيف سيكون مصيرة .. و مستقبله .. بعد يوم أو مليار سنة .
الجزء الأول وصف .. لما نراه و نسمعة بواسطة حواسنا الخمسة ..أو بواسطة المعدات المتيسرة التى تصل إلي مستوى إستخدام الذكاء الصناعي ..و هو حقائق .. قد نختلف قليلا أو كثيرا في وصفها طبقا لمستوانا العلمي و المعرفي و قدرتنا علي الملاحظة و التحليل لكن المرجعية متواجدة بحيث يمكن فحصها
أما الأخر فهو منطقي رياضي أقرب للتخمين إستنادا علي ظواهر و حسابات و نظريات قد تكون صحيحة أو غامضة أو أخذت حجما يزيد عن تأثيرها أو تحتاج إلي تصويب ..و لكنها في كل الاحوال عصية علي فهم الأغلبية منا
اليوم يقول البعض .. أن هناك نجما .. عمره أكبر من عمر الكون ..و هذا يعني أنه كان متواجدا .. أثناء الإنفجار الكبير ..بحيث يقود إلي ان الكون الذى نعيش فيه لم يكن البداية ..و أن هناك أكوانا تسبقة ..و أخرى قد تليه .. و أن الصورة بكاملها .. غير موصفة بدقة ..و تحتاج لمزيد من الدرس و الفهم .. كما هو سائد في البحث العلمي
نفس الأمر سنحكية عن كوكبنا .. نستطيع أن نصف.. ملامحه الطبوغرافية ..و ما عليه من القارات و المحيطات ..و نحلل مكونات الغلاف الجوى ..وطبقات الكور بل قد نتعرف بشكل أو أخر علي الكائنات الحية التي تعيش علي سطحة ..و لكن عندما نتحدث عن نشأته و تكوينه ..و كيف اصبح مكانا صالحا لنمو الحياة نختلف .
كذلك عندما نحكي عن تطور هذه الحياة .. من خلية وحيدة تعيش في البحار ( لا نعرف عن يقين كيف جاءت) للإنسان العاقل .. سنقف كثيرا .. نتعارك و نتجادل .. إنها مليارات السنين التي لا يمكن رصد ما حدث فيها شهدت الأرض خلالها خمس كوارث كبرى نتج عنها إندثار 97% من الكائنات الحية بحيث تصبح كل الأنواع المتواجدة اليوم علي الأرض نسلا للتلاتة في المية 3 % الناجية ..و مع ذلك فهذا الامر ايضا يحتاج لمزيد من الدراسة و البحث
يقولون أن الإنسان الحديث (هومو سابين ) ظهر لاول مرة من 300000 تلتميت الف سنة في إفريقيا ..و لكن التدوين لم يبدأ في سومر و مصر قبل 6000 سنة هذا يعني أن أغلب تاريخ البشر قد فقد و الحديث عنه تخمين من فحص بقايا (الحفريات ) التي يعثر عليها العلماء ..و تحديد عمرها .
في نفس الوقت هناك فرضيات قد تكون صحيحة .. أو مبالغ فيها أو بعيدة تماما عن الواقع ..يطرحها بعض العلماء للتأمل بأنه قد كان هناك دورة أو دورات سابقة للحياة علي الأرض في أماكن متفرقة مثل تركيا و مصر و بيرو و الهند و أوروبا ..وصلت إلي مستوى تقدم يفوق ما نحن عليه ثم إنقرضت ..
Sacsayhuaman in Peru, and the Pyramids of Egypt. They share some pretty wild architectural traits despite being separated by huge distances and different time periods. How did all these civilizations manage to come up with such similar building methods? And what about the tools they would’ve needed to carve, shape, and move those gigantic stones? Those records are non-existent
نفس الامر عندما ننظر لواقعنا نستطيع أن نصف .. بدرجة إختلاف محدودة .. ما نحن عليه ..(كما فعل علماء فرنسا أثناء إحتلالهم لمصر ) .. و لكن عندما نبدأ في تشخيص الاسباب نكاد أن نتضارب كل منا يرى الأمر من وجهة نظر تربيته و تعليمة و وعيه و نضجة ..و حجم المعلومات المتاحة له .
نحن شعب طال حزنه .. مقهور .. فقير مستغل .. محدود الإمكانيات .. يتفشي بيننا الجهل بصورة مزعجة .. متعصبين دينيا ..و قبائليا ..و نوعيا (جنسيا )..في نفس الوقت لا نعرف ما هو السبب في تخلفنا .
هل هو الإستعمار الطويل الذى إستمر لالاف السنين و قصم ظهرنا .. أم الدين الذى ينال قداسة خاصة منذ زمن أوزيريس ..و رع و أمن حتي إنتشار الإسلام الوهابي بعد سبعينيات القرن الماضي .
كلها أفكار و تخاريج و نظريات قد تكون صائبة .. و قد تتخذ مسارا بعيدا عن الواقع ..و لكنها في كل الأحوال ليست يقينية ..بنفس درجة المعاينة والرصد والوصف ...فالعلم لا يصل إلي درجة اليقين أبدا ..و في كل لحظة سيكون علي الناس التفكير و نقض الأفكار السائدة ..و تصحيحها أو تصويبها .. بما في ذلك ما يتصوره البعض من أصحاب الحقيقة المطلقة بكونه خط أحمر يمثل اساسيات الحياة ..و قواعدها ...
يناير 2011 سألني أحد المذيعين الذى إتصل بي .. عن رأى فيما يحدث في ميدان التحرير .. فقلت له لا أعرف .. أرى دربكة ..و قوى مختلفة .. و شعارات متضاربة .. لا يمكن تحديد مصدرها أو اسبابها ..و لكن بالتأكيد مصر التي عرفناها قبل يناير ستصبح غير مصر بعدها ...قد لا يعجب البعض هذا الكلام ..و يريد مني أن أتحمس للثورة .. و قد يرى أخر أنها السبب في فساد الامكنة الذى نعاني منه ,, و قد يحكي اخرون أنها كانت تنفيسا يشبه ما حدث في 18 و 19 يناير ..أو مؤامرة قام بها البعض لكسر شوكة مبارك و أسرته .
ما يحدث علي ارض بلدنا منذ منتصف القرن الماضي .. لا يمكن أن نتفق علية .. فلكل منا منظورة و إسلوبه في التحليل و ترتيب الاسباب .. لكننا لن نختلف عندما نحكي ما نراه و نلمسة حولنا .
أدعوكم لوصف الواقع ..
ماذا يحدث الان في الريف و المدينة و الساحل الشمالي و الكومباوندات .. كيف يتصرف الناس في حياتهم .. كيف يكسبون عيشهم ..و يؤمنون إحتياجاتهم ...ما هي مشاكلهم ..و ما الذى يسعدهم ..و يجعلهم يغنون و يرقصون و هم يضعون البيادة علي راسهم
ما هو حال المدارس و المستشفيات بالأرقام . ومقارنة الأسعار مع الدخل وهل يكفي لتغطية الإحتياجات .. لا تحدثني عن إنطباعك .. أو نظرياتك .. أو عن أمس الذى لا نعرف عنه الكثير .. و لكن أوصف ملابس النساء ..و ملامح الرجال .. و كيف يلعب الأطفال
قل لي كم عدد الطلاب العاجزين عن الإستمرار بسبب تكاليف التعليم المرتفعة .. و عدد الشباب الذين لا يجدون مسكنا ..و عدد العاطلين الذين يمثلون عبئا علي أهلهم .. و أبناء الشوارع الذين يأكلون من صناديق القمامة ..و تصرفات بائعات الهوى و الشحاتين ..ما هي الفئات التي لا تجد وظائف و تضطر لعمل شيفت للكرير ..
إحكوا ما ترونه ..
عن الفساد و الإنجازات ..عن الكبارى و مدن تقام علي أنقاض الأحياء التي تهدم .. عن البلطجية .. و الجباة .. عن بؤس أهل جزيرة الوراق و صراعهم و إستسلام سكان مثلث ماسبيرو و نزلة السمان ..و عن ردود فعل المهجرين لمساكن الاسمرات .. و لا تحكوا عن إنطباعاتكم أو نظرياتكم الخاصة و تصوراتكم للمستقبل ... لا ذم ..و لا مدح .
فهذه هي البداية .. علينا توصيف كيف نعيش وننقل صورة واضحة بعيدا عن اللجان المأجورة التي تسعي لتضليلنا ..و أجهزة الإعلام الساقطة ..
علينا أن نفكر و نسعي لوصف الواقع كما هو .. دون اللجوء للعقائد و الفلسفات و التخريجات ..و المؤامرات .. بعدها سيكون الفهم واضحا و أكثر بساطة لمن ىيمتلكون مفردات العلم الحديث
كل يناير و حضراتكم .. أكثر قدرة علي الوصف الدقيق الموثق لحالنا . لا التشخيص و الإنفعال العاطفي و الهتاف ( بتحيا مصر ) الذى لا معني له حتي لو تكرر لثلاث مرات



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث 2011 هل كانت مدبرة
- الأخت جيمني
- يتحكمون.. يكسبون و نحن نعمل
- درس تاريخ للاطفال
- هل يعود الأنوناكي لنتعلم منهم الإنسانية
- هذة العقائد ستذهب لمتاحف الأنثروبولجي
- الإسلام دين و ليس حضارة لها فن
- أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ
- عندما تختفي الجيوش و تترك بلادها للنهيبة
- الإنكشارية تعيد إحتلال المنطقة
- الإرهاب الشرقي نمط حياة
- لازال طريق المقاومة هو الدرب الصحيح
- لماذا يشترى الخلايجة في سوق غير مشجع
- البردية المجهولة(كمان و كمان ).
- سلوك القتلة ..و مفاهيم الفلسفة
- شخص يجتهد و لكنه ساخط
- لم تتغيرأهداف الإستعمار ..تغيرت أساليبه
- corruption.. الفساد
- ما بعد الموت عند القدماء
- الابراج العالية لا تصنع حضارة


المزيد.....




- في ظل طقس بارد وخطير.. شاهد كيف تستعد أمريكا لحفل تنصيب ترام ...
- التطبيع وملفات أخرى تنتظر ترامب في الخليج
- ماذا أهدت -القسام- الرهينات الإسرائيليات قبل الإفراج عنهن؟ ( ...
- ثلاث حيثيات تهدد صمود وقف إطلاق النار بين -حماس- وإسرائيل
- استطلاع: ثلثا الألمان يتوقعون تدهور العلاقات مع الولايات الم ...
- الهولندي هوغربيتس يحذر ويتنبأ بالأماكن الأكثر عرضة لزلازل قو ...
- شاحنات المساعدات تبدأ الدخول إلى غزة من معبر كرم أبو سالم
- -نيويورك تايمز-: بلينكن أصر عام 2022 على مواصلة القتال في أو ...
- لغز في أعماق الأرض.. اكتشاف غامض يحيّر العلماء ويعيد كتابة ت ...
- الخارجية الإيرانية: ما حدث في غزة خسارة وعار لإسرائيل وداعمي ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - فلنعيد كتابة ((وصف مصر )).