أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - حرب البترودولار!














المزيد.....


حرب البترودولار!


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 18:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بقلم : د. ادم عربي



بعد انهيار النظام النقدي العالمي الذي قامت عليه اتفاقية "بريتون وودز"، واجهت الولايات المتحدة مخاوف كبيرة من تداعيات التخلي عن "ربط الدولار بالذهب". في ظل هذه الأزمة، قام وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر بزيارة إلى السعودية، حيث أبرم اتفاقاً تُعزِّز بموجبه الولايات المتحدة حماية حقول النفط السعودية، مقابل التزام المملكة بتسعير نفطها بالدولار حصراً.

وهكذا ظهر نظام "البترودولار" إلى الساحة، ليصبح "الذهب الأسود" بديلاً عن "المعدن الأصفر"، مما أنقذ الدولار من مصير الهلاك الذي كان ينتظره، وأبقى عليه كـعملة عالمية. وبحلول عام 1975، أقرَّت جميع دول منظمة "أوبك" تسعير صادراتها النفطية بالدولار فقط، وكأن كيسنجر أراد أن يبعث برسالة واضحة إلى العالم: النفط هو شريان الحياة، والدولار هو مفتاح هذا الشريان أو لا حياة بلا دولار.



"البترودولار" يُعرَّف ببساطة على أنه "الدولار الناتج عن بيع النفط". قد تكسب الدولار من بيع أي سلعة أخرى، لكنه في هذه الحالة لا يُصنَّف ضمن فئة "البترودولار". ويُنسب ابتكار مصطلح "البترودولار" إلى إبراهيم عويس، أستاذ الاقتصاد بجامعة جورج تاون، والذي صاغه لأول مرة في عام 1973.

في عالم يعتمد اقتصاده على الطاقة النفطية، تحتاج كل دولة إلى تأمين إمدادات النفط للبقاء، ولكن الوصول إلى النفط مشروط بالحصول على الدولار، السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن تأمين هذا الدولار الذي نجحت الولايات المتحدة في جعله ضرورة عالمية، بل وأداة استراتيجية تمتلك الدول مصلحة في حيازتها وتخزينها؟ بالنسبة للعديد من الدول التي لا تمتلك ما يمكنها بيعه للولايات المتحدة أو للقوى الغربية الأخرى للحصول على الدولار، كان الثمن المدفوع لتحقيق ذلك باهظاً للغاية.



كلما ازداد الطلب العالمي على النفط، ازداد معه السعي وراء الدولار، ليصبح امتلاكه هدفاً رئيسياً للاقتصادات العالمية، وخاصة في مجال الصادرات. فالصادرات التي تجلب الدولار تحظى بأهمية قصوى، وتتصدر قائمة الأولويات بلا منازع.



في السابق، كانت الولايات المتحدة ملزمة، ولو من الناحية النظرية، بعدم طباعة أي دولار دون غطاء ذهبي. أما اليوم، فلا وجود لأي ضابط ذهبي يكبح جماحها في إصدار المزيد من الدولارات ، تكلفة طباعة دولار واحد لا تتجاوز 5 سنتات فقط، مما يجعل دولار "نظام البترودولار" أرخص مما يمكن تصوره! إنها حقاً دولة فريدة من نوعها، تتمتع بامتياز أن تشتري بورق لا يتجاوز ثمن إنتاجه بضعة سنتات كل ما ترغب فيه، سواء كان نفطاً أو بضائع أو حتى نفوذاً عالمياً.

عانت الدول الصناعية في أوروبا وآسيا من دمار اقتصادي هائل وخسائر مالية كبيرة عقب الحرب العالمية الثانية، مما جعلها في حاجة ماسة إلى دعم يعينها على استعادة عافيتها الاقتصادية. في المقابل، كانت الولايات المتحدة بمنأى عن ويلات الدمار النازي، بفضل الحاجز الطبيعي الضخم الذي يمثله المحيط الأطلسي. خرجت أمريكا من الحرب باقتصاد قوي وقاعدة صناعية متقدمة، إضافة إلى استحواذها على نحو ثلاثة أرباع ذهب العالم، جراء تصديرها الأسلحة والذخائر والمؤن لدول الحلفاء أثناء الحرب.

في عام 1971، قامت الولايات المتحدة بفك ارتباط الدولار بالذهب، حيث أعلن الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون أنَّ بلاده لن تلتزم بعد الآن بتسديد قيمة الدولار بالذهب. وقال في تصريح شهير: كان بإمكان أي شخص أنْ يأتينا بـ 35 دولاراً ويستبدلها بأوقية من الذهب، كنا ملتزمين بهذا، أما الآن فلا!، وقد أصاب الرئيس الفرنسي شارل ديغول حين وصف قيام الولايات المتحدة بطباعة الدولار دون غطاء ذهبي، خاصة خلال حرب فيتنام، بأنها عملية سرقة واضحة وضخمة.



الاهتمام الاستراتيجي للقوة العظمى في العالم لم يعد ينصب على النفط نفسه بقدر ما يتركز على "البترودولار". وأي دولة تُقرِّر الخروج عن هذا النظام عبر بيع نفطها بعملة أخرى، سواء كان ذلك بالذهب، أو اليورو الأوروبي، أو الين الياباني، أو اليوان الصيني، أو حتى عبر المقايضة، تواجه عقوبات صارمة. هذا المفهوم أطلق عليه وليم كلارك اسم "حرب البترودولار".

قد تنجح دول البريكس جزئياً في تقليل اعتمادها على الدولار من خلال توسيع استخدام العملات المحلية وإنشاء مؤسسات مالية بديلة. ومع ذلك، التخلص الكامل من هيمنة الدولار يواجه عقبات كبيرة، ويتطلب إعادة هيكلة النظام المالي العالمي بأكمله، وهو أمر قد يستغرق عقوداً لتحقيقه.



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة الفهم والتفسير في السياسة!
- خُمرُ المَعابِد!
- هل نستحق الديموقراطية؟
- قرصة برغوث!
- في المنظمات اللاحكومية!
- هطل الثلج!
- بعض من فلسفة التاريخ !
- انهيار النجم على نفسه!
- حرب القضاء على الوجود العربي!
- الصين وما أدراك ما الصين!
- تعالي!
- على خاصرة الريح!
- اللِيبِرَالِيَّةُ فِي بِلَادِنَا مَيِّتَةٌ، بَينَمَا اللِيبِ ...
- أحاورُ الأفعى!
- هل الإنسان مسيّر أم مخيّر؟
- الأعمى!
- ماذا يحدث في سوريا؟ ولماذا الآن؟
- في الثورة السورية !
- تناقضات الذات!
- تعارض النتائج مع التوقعات!


المزيد.....




- بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة الجنوب
- الرفيق جميل مزهر ينعي الرفيق اللواء القائد الكبير أبو أحمد ف ...
- إضراب عمال “تي آند سي” لزيادة الأجور
- نقل عبد الخالق فارق لمستشفى سجن “العاشر” إثر أزمة قلبية
- بيرني ساندرز: تعنت نتنياهو ساهم في تعميق معاناة المدنيين في ...
- مشاهد درامية توثق لحظة دهس متظاهرين في بلغراد
- احتفالات فرنسية غريبة بموت زعيم اليمين المتطرف لوبان
- الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان يدعو للتعبئة والمشاركة ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي ينعي الرفيق داوود أحمد مراغة “أ ...
- الجبهة الشعبية تنعي الرفيق أبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام ل ...


المزيد.....

- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - حرب البترودولار!