أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أزاد خليل - الضباع والثعالب: قصة وادي الأحلام المغدور














المزيد.....


الضباع والثعالب: قصة وادي الأحلام المغدور


أزاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 14:41
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ زمن ليس ببعيد، كان وادي الأحلام مكانًا يزدهر بالحياة والسلام، حيث تعيش ثلاث قبائل في هما ووئام هم :

قبيلة زهرة الشمس بسهولها الخصبة، ومروجها الرحبة تزرع الأرض وتحصد الخيرات وتحب الغناء والرقص
قبيلة الموج الأزرق كانت تعيش على السواحل ، تبحر في البحر وتصطاد الأسماك وتحب الفنون والعمارة
وقبيلة النسر الذهبي كانت تعيش في اعالي الجبال ، تحلق بحرية وتراقب الوادي من الأعلى لتحميها من غدر الأعداء
كانت هذه القبائل تتبادل المنافع، تستمتع بالفنون والغناء، وتحترم ثقافة بعضها البعض.

لكن كل هذا تغير عندما ظهرت الضباع القاسية قادمة من سهوب آسيا الوسطى. والشر والغدر في داخلها لم تكن الضباع مجرد حيوانات جائعة، بل كانوا رمزًا للوحشية والغزو الثقافي. في ليلة مظلمة، حيث اختفى القمر حزناً،على ما رأت بدأت الضباع تهاجم على شكل قطعان كل قطيع له ضبعٌ يقودهم ويوجههم ويأمرهم بقتل الأطفال والنساء والعجزة، نهبت كل ما يمكن نهبه، وأحرقت مئات القرى .لم تكن النار تحترق ببساطة؛ كانت تحرق الأرواح مع البيوت، تغير أسماء المدن والقرى إلى أسماء تعكس الهمجية والوحشية، مثل "قرية الدموع" و"بلدة القهر".

الضباع قطعت أشجار الزيتون التي كانت ترمز إلى السلام والخصوبة، مسحت بكل ثقافة وهوية لأهل الوادي. لم يكتفوا بذلك، بل بنوا معتقلات سرية في أعماق الجبال، وأخفوا فيها من يجرؤ على الفكر بالحرية أو الاحتجاج. نصبوا المشانق في كل زاوية لتكون تذكيرًا دائمًا بالقمع، حيث قتلوا الأحرار لتكسير إرادة الشعب وجعلهم يعيشون في خوف دائم.

بعد مرور الوقت، ظهرت الثعالب من جرود الصحراء، مخيفة بسبب الجوع والحرمان الذي كانت تعاني منه. جاءت مدعية أنها ستنشر العدل والسلام، لكنها كانت تبحث عن الأرض والموارد. القتال بين الثعالب والضباع كان صراعًا على السيطرة، لكن الثعالب لم تكن أقل إجرامًا؛ تهجير، قتل، وسرقة كل ما يمكن. كانت تستخدم الدين كسلاح لتبرير أعمالها البشعة، مدعية أنها تنفذ أوامر سماوية.

لكن، في أعماق الأرض وتحت ظلم الليل، بدأت حركة مقاومة سرية تتشكل من بين الأبناء الشجعان للقبائل، الأسود الجبلية والنمور الصغيرة التي نشأت في ظل الغدر. كانوا يعلمون أن الوطن يستحق الدفاع عنه، وأن الأرض هي موروثهم وأملهم. شكلوا حركة مقاومة تقتل الضباع وتعلن الثورة، تنادي بالحرية بصوت عالٍ يقول: "هنا أرضي، هنا وطني، هنا عشاق الحرية"، متمنين أن يشرق النور من جديد على وادي الأحلام، حتى يعيش الجميع بأمن وسلام.

وهكذا، تحولت قصة وادي الأحلام من حكاية سلام إلى حكاية نضال ومقاومة، لكنها بقيت قصة عن الأمل في الحرية والعودة إلى الجمال الذي كان يميزها ذات يوم.



#أزاد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد سقوط النظام: سوريا بين العدالة والانتقام
- دراسة بحثية : الربيع العربي في الشرق الأوسط تداعياته الإقليم ...
- قرية على شفا الهاوية
- كوباني: رمز المقاومة وضحية التعريب المتعصب
- الخيرات المفقودة: العراق وسوريا بين الفساد وسوء الإدارة والف ...
- لم أقترف ذنباً لأنني ولدتُ كورديا
- من سجن الغربة إلى وطن الحرية: حكاية عشر سنوات في السويد
- المهاجرون السوريون: رحلة المعاناة بين الغربة والعودة
- أرقام مثيرة حول أحتياطي النفط في سوريا
- ‏“سوريا: الاستقلال الثاني ومعركة إعادة بناء الهوية والنظام ا ...
- الكورد في سوريا: تاريخ عريق ومستقبل ثابت رغم كل محاولات الإق ...
- 12 مليون سوري على شفا المجاعة أزمة إنسانية تتفاقم وسط صمت دو ...
- “سوريا بعد بشار الأسد: فراغ سياسي وهويات متصارعة في ظل تدخلا ...


المزيد.....




- مصر.. الموت يفجع الفنانة ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي يعزي ...
- ثورة السينما.. نهاية عصر الأبطال الخارقين وظهور حقبة الأفلام ...
- رامي مالك: التمرد، العنصرية، والشعور بالاغتراب
- من ديسكو الأوزبك إلى روك الإيغور: الأصوات المنسية لطريق الحر ...
- ممثلة أمريكية تكشف تضرّر بشرتها بسبب فيلم -The Substance-
- انطلاق النسخة الاولي من شارع الفنانين بالفجيرة
- أحوال الناشر العربي.. بين حتمية الإبداع ودروب الضياع
- أنباء بشأن تسريب امتحان اللغة العربية للصف الثالث الإعدادي ف ...
- الشيخ قاسم:البهلوانيات في ابراز ابعادنا عن المسرح هي فقاعات ...
- الشاعر والكاتب وفائي ليلا ضيف برنامج حكايتي مع السويد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أزاد خليل - الضباع والثعالب: قصة وادي الأحلام المغدور