أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إياد الغفري - الإنكار














المزيد.....


الإنكار


إياد الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 14:09
المحور: كتابات ساخرة
    


الدينايال هو الاسم الفرنجي لمفهوم الإنكار الذي تسرب إلى علم النفس بعد أن ترسخ في وجداننا ليكوِّن ألف باء عروبتنا.

هناك من ينكر المحرقة، كروية الأرض، التغير المناخي، نظرية التطور وكل منا يمكنه إعطاء مئات الأمثلة عن كل منكر ممن يعرفهم.

بالنسبة لي حسين هو بطل العالم بالإنكار، فهو ينكر نظرية التطور، وينكر كروية الأرض وأظنه ينكر المحرقة لكنه لا يجرؤ على قول هذا بصوت عال حيث أنه يعيش كعالة على المواطن الأوربي الذي يجرم هذا الإنكار ويخضع نظرياً لقوانين سويسرا في العلن، وإن كان في داخله يؤمن بكافة نظريات المؤامرة وبحكومات خفية تسير العالم بالاتفاق مع كائنات فضائية تشبه السحالي وتعيش تحت الأرض، إلا أن التقية هي واجب المسلم الكيوت في بلاد الكفر.

***
بعد أن قام أعرابي بنشر الدعوة في زقاق "طلعة" باب توما الذي طالما شهدني وأنا أغني لأم كلثوم سكراناً، تناقل الأصدقاء خبرية أن الداعية مصاب بلوثة، وهذا حق مشروع لمن يريد الدفاع عن سلطة الأمر الواقع.

الخبر الأهم الذي وصلني البارحة هو أن الأعرابي المذكور كان قد تصدر شاشات التلفزة في الأسابيع الماضية حيث أنه فقد عقله في معتقلات الأسد التي غادرها مؤخراً.


لأ يا شباب، سي ترو، يعني الشعب طلع بالميدان من 14 سنة إلا شقفة ليشكر الله على نعمة المطر؟
وهلأ كل ما أخو شرموطة الله يلهمه يتمنيك شوي بيطلع من محرري سجن صيدنايا الطابق الثامن تحت الأرض أخر زنزانة عا اليمين بعد المكبس... ؟؟؟؟؟ لك أي هي الزنزانة تبع فاقدي الذاكرة والمجانين


أيام الطفولة كانت إحدى العصابات الإجرامية المسماة بالطليعة المقاتلة تقوم بتفجير المؤسسات الاستهلاكية الكافرة لأنها نتاج شيوعي، وتزرع عبوات ناسفة في شوارع دمشق، يومها قامت عصابة مجرمة مناهضة اسمها النظام بالاشتباك معها وكتب لها لاحقاً النصر، تميز عناصر العصابة الأولى ببطولات فذة حيث أن مقاتلهم كان ينسف نفسه قبل الوقوع في يد العصابة الأخرى لأنه يعلم مصيره وحصته من العذاب.

ما يهمني كمواطن حالي كان طفلاً حينها هو موضوع الإنكار، حيث أن كل تفجير صغير كان يمكن للنظام طمس معالمه كان يتم تداوله بحادث انفجار اسطوانة غاز.

عندما تم نسف شعبة الشرطة العسكرية المجاورة لشعبة التجنيد في الأزبكية، كنت في المدرسة، يومها سأل صديق أصابه الرعب: معقول هذا صوت قنينة غاز؟ صححت له الأمر وقلت له بأنها أكيد سيارة توزيع الغاز كاملة ومو بايعة ولا ئنينة لهلأ.

أي قرار سيتسبب بالسخرية اليوم سيكون مصدره زنزانة الطابق الثامن تحت الأرض، وأي حادث هو حادث فردي، وأي اعتراض على أسلمة الشارع هو علمانية مقيتة من مجرمي الفلول وإباحيي الثورة المضادة من بقايا شبيحة الأسد.
وما العداء السافل الذي قابل به بعض مدعي الثورة من البثاثين وعرصات التكتكة لبعض من تظاهر في ساحة الأمويين مطالباً بالحقوق البسيطة التي كان النظام السابق يدعي أنه يوفرها، إلا دليل على أن ما حدث هو استبدال لنظام بنظام، وأننا كنهر يردى فرع "قليط" صرنا عم ندفش خرية لتجينا خرية، مع التأكيد على أن الفارق واضح بين ما سبق والآتي، حيث أن لكل كتلة رائحتها وقوامها.

الحوادث الفردية ستبقى فردية، وشعبنا ليس بحاجة إلا لبعض ملايين الحوادث الفرية لنتخلص من "هل المنايك النصيريين، النصارى، أصحاب العقائد الفاسدة والانفصاليين".


أخوتي السوريون كمبتدأ وأخص السوريين لنستعمل فعل النصب؛ هوايتنا الأهم.
بضعة ملايين حادثة فرية هي تسمية إنكارية للحرب الأهلية، ولبناء الدولة يتوجب التوجه لفصل الدين عن الدولة مباشرة والتوقف عن الإنكار، فلنقل لمن ينكر داروين بأنه جحش، ولمن يؤمن بتسطح الأرض بأنه بغل وهلم جراً من أسماء البهائم العجماء التي تشابه ملايين الهوموسابيان.
إن كانت علمانيتنا والمطالبة بفصل الدين عن الدولة هي حنين للماضي، فيا حبذا هكذا حنين، وإن كان النظام السابق قد خوف الأقليات من البعبع السني القادم، فأنتم من أكد للعالم أنه يا محلى البعبع قدامكم، العلمانية هي فصل الدين عن الدولة، أي أن الفرد هو مواطن يحق له عبادة البقر، الواحد القهار، المصلوب بل وحتى الفرج إن شاء، "وذلك هو خير الإيمان."

التبشير بالسكر والإباحية، والدعوة للتهتك والانحلال الجنسي لا علاقة لها بالعلمانية البتة، وهي ولو أنها إحدى أسمى امنياتي إلا أنها تندرج في باب التصرفات والرغبات وليس السياسات.

قضية أن العلماني يلاط به ويرغب بممارسة الجنس مع خالته متناقضة، فهذا العلماني البيسيكشوال يجسد فيلم بورنو سيء تمت مشاهدته من قبل الداعية الذي نشر القصة، وما يؤكد هذا تأكيد الداعية نفسه في حوار مطول أن هذا العلماني حلمه أن يعمل ديليفيري لتوصيل البيتزا إلى المنازل.


العلمانية هي الحل، والإنكار هو إعادة إنتاج لأمطار النظام وجرات غاز الثمانينات.



أبو بطحة القنواتي الشهير سابقاً بالغفري - ألمانيا
18 كانون الثاني 2025



#إياد_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك ضوء في نهاية النفق؟
- من الخاسر؟
- جنوب الليطاني بس؟
- الله يجيرنا مما كان أعظم
- الانحياز للضلال
- الفقيد رياض الترك
- إتاداكيماس
- الرد على الجريمة بجريمة هو جريمة
- مبادرات جديدة
- القبيسيات
- التصوير الضوئي
- لله يا محسنين
- نظرية المؤامرة الحلقة 667
- الثأر والكبير
- بالنووي يا بوتين
- النيك 18+
- فاضت روح نبيل فياض
- مخطوطات صنعاء
- الألقاب
- الانتخابات


المزيد.....




- مصر.. الموت يفجع الفنانة ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي يعزي ...
- ثورة السينما.. نهاية عصر الأبطال الخارقين وظهور حقبة الأفلام ...
- رامي مالك: التمرد، العنصرية، والشعور بالاغتراب
- من ديسكو الأوزبك إلى روك الإيغور: الأصوات المنسية لطريق الحر ...
- ممثلة أمريكية تكشف تضرّر بشرتها بسبب فيلم -The Substance-
- انطلاق النسخة الاولي من شارع الفنانين بالفجيرة
- أحوال الناشر العربي.. بين حتمية الإبداع ودروب الضياع
- أنباء بشأن تسريب امتحان اللغة العربية للصف الثالث الإعدادي ف ...
- الشيخ قاسم:البهلوانيات في ابراز ابعادنا عن المسرح هي فقاعات ...
- الشاعر والكاتب وفائي ليلا ضيف برنامج حكايتي مع السويد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إياد الغفري - الإنكار