أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسيل العزاوي - مفهوم الليبرالية المحافظة عند حزب أمارجي الليبرالي














المزيد.....


مفهوم الليبرالية المحافظة عند حزب أمارجي الليبرالي


أسيل العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأت الليبرالية المحدثة مع جون لوك في وميل ستيورات وغيرهم من الفلاسفة السياسيين منذ القرن السابع عشر في الفكر الغربي . بوصفها منهجًا فكريًا سياسيا يرتكز على مفهوم الحرية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية . وتعرف الليبرالية في أبسط مفهوم عبر محورين وهما: يتمثل الأول كونها طريقة في التفكير، حينما يندرج المفهوم الثاني بوصفها نظامًا سياسيًا من أنظمة الحكم. ومن المعلوم كل نظام فكري ينطلق من تصور فلسفي والليبرالية تنمي في جذورها إلى الفلسفة النفعية ( براغماتية) رافقها متغيرات أيديولوجية إذ تمثل بنية محايثة أفقية سياسية ،وليست بنية جامدة متعالية فلا تؤسس لحقائق دوغمائية ثابتة، بمعنى أنها تلامس الفعل السياسي، سيما نتحدث عن نظام سياسي يرتبط بالفرد وحريته من جانب ، ومن جانب آخر يعيد تعريف الدولة وعلاقتها بمفهوم الحرية وارتباطها الوثيق بالواقعية السياسية، فكان لهذا التوجه الفكري تياران وهما اليمين ( الاعتدال) واليسار( التطرف ) .
وتأسيسًا على ذلك ، كانت الليبرالية من الأنظمة السياسية المعاصرة التي ترتبط في تيار ما الحداثة في الاهتمام برفاهية الإنسان وحريته وتمثلت واقعًا في الأنظمة الغربية عبر مخاض طويل وصراعات سياسية في تحييد السلطة وجعلها أداة لسياسة الدولة بوصف الأخيرة تحقق العدالة وصون الحقوق والحريات للفرد وتزامن صعودها عبر قوانين تثري الوعي السياسي للمواطن من جانبين الأول : يتمثل في معرفة الفرد حقوقه وحريته، والثاني ما يحققه الجهاز التنفيذي للدولة عبر تبني مفهوم الليبرالية كوسيلة للحكم.
فالليبرالية في الشرق الأوسط ، والعراق تحديدًا مازالت ترزح تحت قيد المفاهيم الخاطئة والمتجزئة ،وحبيسه في ظلال الكتب وعقول المفكرين والسياسيين بوصفها نظامًا غير قابل للتطبيق والتصقت بها تهمة الانفلات والخلاعة والحرية غير المنضبطة، فضلا إنها نتاج المجتمعات الغربية التي تعادي القيم والإسلام حسب تصوراتهم الأيديولوجية المغلقة لمفهوم الحرية والكرامة الإنسانية. وهذا الثنائية المتحجرة والعائمة مازالت قائمة في الفكر السياسي العراقي من خلال الانجرار عبر نظرية المؤامرة التي عمقت بشكل ملحوظ في سياسات ما بعد الكولونيالية ( الاستعمار) . فالعقل السياسي العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص لم يغادر هذا البنية ويعد كل ما هو منتج غربي يجب أن يحارب ولا يجوز الأخذ منه ، سيما إنهم يتعكزون على موروث ديني في شأن الخلافة ونظام الحكم الذي لم يعد يتلائم مع القانون ودولة المؤسسات، فهم في حالة تراجع ونكوص دائم ، فكانت القومية العربية هي ارتداد على ما بعد الاستقلال ضد الاستعمار، وقبلها الفكر الاشتراكي الذي في صميمه ضد الغرب. وبعده الإسلام السياسي هو استنساخ ومزيج متضارب ومتحامل لإيديولوجيات التي سبقته وجعلته يقع في متاهة اللادولة . وعطفًا على ذلك، يتأخذ حزب أمارجي الليبرالي من الليبرالية المحافظة أيديولوجية سياسية، ومنهج فكري رصين في ترسيم مشروع الدولة. فهي ليست فكرًا مستنسخًا وعابرًا ، أو تصور طارئ لمرحلة سياسية مغايرة أو بديل أو وليد ملتبس لتيارات إسلامية كما يشاع عنه في اتهام الحزب ومتبنياته؛ إنما هي نهج سياسي عقلاني متبع في الأنظمة السياسية في الدول الأكثر تقدمًا وتطورًا.
كما إن الليبرالية المحافظة( اليمين المعتدل) لا تنفصل عن الأنظمة العلمانية الديمقراطية فهي هرمية متوازنة قاعدتها الأولى هي الحرية التي على وفقها يتم بناء الدولة التي تنطلق من مبدأ تعددي في صون الحقوق وتطبيق القوانين؛ ولأن الليبرالية مازالت مفهوم غريبًا في العراق، ولم يؤسس كنتيجة لتطور الوعي السياسي في نظام الدولة ، فضلا عن أن الديمقراطية كانت غائبة منذ مئة عام من نشأة الدولة العراقية الحديثة ،وحتى النظام الديمقراطي الذي تأسس بعد التغيير عام (2003م) مازال يصطدم بالتيارات الأيديولوجية على الرغم من دخوله في العقد الثالث بكونه النظام السياسي الحاكم ، تم تسيسه بصورة مجتزئة ، على وفق شروط المحصاصة والتوافقية .وأطلق عليه نظام ديمقراطي مقلوب أو نظام ديمقراطي انتخابي؛ لأنه لم يستوعب كل بنود الديمقراطية في تأسيس الدولة.
لذا المثول إلى الليبرالية هي بداية الطريق لتصحيح المسار الديمقراطي في العراق الذي لم يهضم بعد بصورة صحيحة في الثقافة السياسية والاجتماعية. وتخليصه من المذهبية الدينية القائمة على تصور الأغلبية في الحكم ، وليس على مبدأ الكفاءة والفعالية في بناء الدولة والمؤسسات ، فضلا عن ذلك تولي الليبرالية اهتمام كبير بالحرية ، والاعتناء بالحقوق بصورة قانونية. سيما أن الحرية في المجتمع العراقي مازالت مفهوم متصلبًا وتعد بمثابة خرق وتجاوز في مجتمع تشكل اجتماعيًا ودينيًا على نظام التبعية والولاء المطلق للدين / رجل الدين أو سلطة القبيلة / سلطة الدولة. لذا يعد اختيار الليبرالية على وفق متطلبات الراهن السياسي الذي يحتاج إلى التغيير من خلال تصحيح بنية النظام الديمقراطي نفسه ، ومارافقه من خروقات جعلته عبئا مضافًا على المجتمع العراقي في بناء الدولة. فالليبرالية هي إعادة إنتاج الواقع السياسي من خلال تكوين ثقافة سياسية ونظام ديمقراطي مستدام في بناء الدولة ، فالليبرالية المحافظة هي نهج سياسي معتدل يتوافق مع قيم المجتمع العراقي والوقوف على مسافة واحدة من التنوع الديني والقومي والاجتماعي، فاختيارها لم يكن اعتباطيًا ،فضلا أن الليبرالية في عمقها تعتمد على سياسات المالية ويتأخذ أمارجي المحافظ من (الرأسمالية الاجتماعية ) في تأسيس هويته الاقتصادية التي تنهض بالاقتصاد العراقي وتحسينه. وبالتالي هي نظام سياسي محافظ ركائزه واضحة من خلال إيمانه بالحرية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية. عوضًا عن ذلك ، تهتم الليبرالية بالحرية الإنسانية والتسامح الديني والأخلاقي، وتقبل الاختلاف والرأي الآخر، وهي تلتقي مع بنود الديمقراطية العلمانية ، فلا يمكن تأسيس نظام ديمقراطي ولا يكون علمانيًا ليبراليًا.



#أسيل_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التابو الرقمي – نسق التحريم عند وزارة الاتصالات في العراق
- الوصاية البطريركية من الخيمة الصحراوية إلى المؤسسة الجامعية- ...
- تهافت البرلمان العراقي في تعديل قانون الأحوال الشخصية وتشريع ...
- الأمة العراقية- المواطنة الشاملة فكرا وممارسة عند حزب امارجي ...
- المفهوم الفلسفي لخطاب امارجي السياسي
- : الثقافة السياسية العضوية عند حزب امارجي الليبرالي
- مفهوم الأمة العراقية عند حزب امارجي الليبرالي
- المرتكزات الانطولوجية والسياسية لحزب امارجي الليبرالي
- أصالة الهوية السياسية عند المرأة العراقية
- دور المرأة العربية في تخريب النسوية


المزيد.....




- خوفًا من حظره.. مستخدمو تيك توك يتدفقون على تطبيق -أحمر- صين ...
- السعودية.. إمام الحرم المكي يثير تفاعلا بتحذير بقضية فك السح ...
- الدين الأمريكي يلامس 36,174 تريليون دولار بواقع 106.4 ألف دو ...
- أوروبا.. اتهامات لميلوني بطاعة ترامب ومطالبات بكفّ يد ماسك
- الإمارات تتصدى لهجمات -الفدية الخبيثة- وتحدد هويتها
- الدفاعات الروسية تسقط 46 مسيرة أوكرانية غربي البلاد
- ماذا سيقدم ترامب لنتنياهو هدية موافقته على إنهاء الحرب؟
- حرائق لوس أنجلوس.. أول دعوى بـ-سوء إدارة- تسبب بحرائق إيتون ...
- مرض نادر ينهش جسدها.. طفلة فلسطينية تنتظر إجلاءها من غزة للع ...
- مصر.. مئات شاحنات المساعدات تصطف عند حدود غزة استعدادًا لدخو ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسيل العزاوي - مفهوم الليبرالية المحافظة عند حزب أمارجي الليبرالي