ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 00:43
المحور:
قضايا ثقافية
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
واكتب هذه الكلمات لأُعبر فيها عن موقفي مما كُتب وقيل منذ سنوات بعيدة عن ما يسمى تجديد العقل العربي او تجديد الفكر العربي او تجديد الفكر الديني او تجديد الفقه او تجديد الشعر العربي او تجديد الثقافة العربية .
وانا في كتابي (تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني) ، وصدر عن مطبعة جامعة الموصل سنة 1983 تحدثت عن حركات التجديد ووقفت عند ابرز رواد هذه الحركة ، وتناولت المشكلات التي واجهتها حركة التجديد او حركة التحديث لكني اليوم ، وانا اعرف بوجود كتاب وباحثين واساتذة كتبوا في هذا ويسميهم البعض (مفكرين ) لكني وصلت بعدكل هذه السنوات الثمانين التي احملها ان اي تجديد في الوطن العربي- او العالم العربي او المنطقة العربية او الشرق الاوسط ولتختلف التسميات فالمكان واحد ، إن أي تجديد لابد ان يكون تجديد للحياة العامة الاقتصادية ، والانسان في هذه المنطقة ان لم تجدد حياته الاقصادية ويتحسن وضعه المعيشي ويشعر بالامن والاستقرار السياسي ؛ يأكل جيدا ، ويلبس جيدا ، ويسمع جيدا ، ويكون مرفها اقتصاديا ، ومتعلما تعليما صحيحا ، ويحظى بحكام مخلصين وطنيين قلوبهم مع مواطنيهم ، لايمكن ان يتجدد الفكر ، ولا يمكن ان يتجدد العقل ولايمكن ان يتجدد الدين ، ولا يمكن ان يتجدد الفقه ، ولايمكن ان تتجدد القصة ولا يتجدد النقد ولا تتجدد الرواية ..سوف نبقى نجتر ما لدينا .
المنطقة ؛ منطقتنا قلب العالم ورئته التي يتنفس منها ..منطقتنا ارض حضارات الانسان القديمة وإرث اديانه المعروفة ، وأرض إنجازاته في عوالم الحياة مركز العالم بحاجة الى الامن ، والى الاستقرار ، والى الهدوء الذي يتيح الفرصة لظهور مفكرين حقيقين مجددين يكتبون بحرية عن التجديد العقلي والتجديد الفكري والتجديد الثقافي والتجدد الشعري والتجدد الفقهي وكل انواع التجدد ، وبدون الاستقرار والرفاهية الاقتصادية ، وبدون الامن ، وبدون الحرية لايمكن ان ينمو كل شيء ؛ فالنمو بحاجة الى مقومات وارهاصات ومشاعر ورغبات واندفاعات وللاسف هذه كلها تحتاج الى أجواء ، وواجبنا ان نُهيء الاجواء ، وعسى ان يتمكن انساننا اليوم ونحن في الايام الاولى من السنة 2025 وقد لمسنا حدوث بعض المتغيرات مما يحيط بنا من ان يبدأ وفي البدء دوما كانت (الكلمة) .. صباح يوم الجمعة 17-1-2025
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟