ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 20:12
المحور:
الادب والفن
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
من عادتي ، أن لا أغفل الكتابة عن أي كتاب يصلني على سبيل الهدية ، وهذه عادة تعلمتها من شيخي واستاذي الاستاذ الدكتور علي جواد الطاهر ، فما ان يصله كتاب حتى كان يسارع في الكتابة عنه في صفحة (آفاق) في جريدة ( الجمهورية ) البغدادية .
ومنذ اوائل السبعينات من القرن الماضي ، وكانت هناك صفحة تصدر من ( آفاق) في جريدة (الجمهورية) بعنوان ( كتب) تصدر يوم الجمعة من كل اسبوع ، والصفحة كلها يحررها الكاتب والناقد والصحفي الكبير الاخ والصديق الاستاذ ماجد السامرائي أمد الله بعمره ومتعه بالعافية والبركة .
اليوم الجمعة 17من كانون الثاني - يناير الجاري 2025 ، وصلتني عبر مكتبة (الضحى) في المجموعة الثقافية-الموصل نسخة من كتاب صغير الحجم ، كبير الفائدة للاخ والصديق الكاتب والقاص والروائي المهندس الاستشاري الموصلي الاستاذ محمد سامي عبد الكريم بعنوان ( صور من الحياة..تشبيهات ورؤى) صدر عن دار نون ، ومطبعة نركال في الموصل 2024 . والكتاب من خلال عنوانه مجموعة من الصور والرؤى والتشبيهات التي نشاهدها في حياتنا ، وقسم منها تمر من امامه من أمام البعض دون ان يقتنصها ويسجلها على الورق ، وقسم منها يفعل ذلك وطبعا يحتاج هذا الى فكر كما يحتاج الى قلم .
والاخ الاستاذ محمد سامي عبد الكريم صاحب قلم وصاحب فكر ، لذلك امسك بتلابيب الكثير مما شاهد في حياتنا الملونة ، وتجاربنا الفريدة ، وقدمها في هذا الكتاب لعلها تضيء لنا ما يساعدنا على فهم حوانب من حياتنا الغامضة ، وحسنا فعل وبورك جهده وشكرا له .
نعم الحياة في جانب منها حديقة ، وفي جانب منها ملعب ، وفي جانب منها مطعم ، وفي جانب منها سوق ، وفي جانب منها جسر ، وفي جانب منها فيلم سينمائي ، وفي جانب منها ملهى ، وفي جانب منها سيرك حيوانات ، وفي جانب منها سمفونية ، وفي جانب منها رقصة عابرة ، وفي جانب منها رحلة بحث ، وفي جانب منها مسرح .ادوار ، وادوار يصعد الممثل عبر درجات المسرح فيقدم ما عليه ان يقدمه ويلقي ما يجب ان يلقيه من كلام ويهتز ويتبختر ويسير ويضحك ويبكي يقدم ما كُتب له وما رُسم له من دور ، ثم يتوارى عن الانظار .. المهم ما يتبقى منه ومما قاله .
كناقد ثقافي ؛ وكمؤرخ ، وكمتابع وككاتب أقول ان الاخ محمد سامي عبد الكريم ، وعبر ما صدر له من روايات ومجاميع قصصية ، ومقالات ، وكتابات ورؤى يظل مجتهدا ، وللمجتهد فضل ونصيب اجتهاداته فهو يكتب ويكتب ويسارع ليحث الخطى ويغذ السير ليلحق الركب ركب من قدموا ، واضافوا ، وها نحن نقرأ له ، ولهم ونتمثل بما قالوا لعلنا نتعلم منهم واعتقد اننا نتعلم .
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟