أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد بيات - المقاومات لا تنهزم، المقاومات تنتصر فحسب














المزيد.....


المقاومات لا تنهزم، المقاومات تنتصر فحسب


أحمد بيات

الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 18:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


المقاومات لا تنهزم، المقاومات تنتصر فحسب
هل يمكن اعتبار عدد القتلى وحجم الدمار مقياسا للنصر أو الهزيمة في الحروب؟
خلفية السؤال تنطلق من توقيع اتفاق غزة والكيان الصهيوني على توقيف اطلاق النار وانهاء الحرب، اد يطرح السؤال عن من المنتصر في هده الجولة من الحرب، المقاومة أم الكيان؟ على أي أساس يتم الانتصار في الحروب؟ وأخيرا ماهي مظاهر النصر والهزيمة في هده الحرب؟
ستنتهي الحرب على عدد ضخم من الشهداء، والاف الجرحى والمعطوبين، ودمار هائل لم يبقي حجرا ولاشجرا، فهل يعني دلك أن المقاومة في فلسطين انهزمت في هده الجولة من الحرب أمام القوة النارية والتدميرية للكيان؟
لا أعتقد بأن القتل والدمار يشكلان عنصري الحسم في الحروب، لأنه لو كان الأمر كدلك لاعتبرنا الاستعمار الفرنسي الدي خرج من الجزائر يجر ديول الهزيمة منتصرا لأنه قتل مليون جزائري، ولاعتبرنا الامبريالية الأمريكية انتصرت في أفغانستان والعراق لأنها قتلت مئات الالاف ودمرت حضارات لها الاف السنين وهي التي خرجت مهرولة من أفغانستان حتى قبل أن تحزم حقائبها. القتل والدمار قد يكونان عنوانا للهزيمة في الحروب عند الجبناء الدين يستبطنون الهزيمة ويؤمنون بتفوق خصومهم، وهؤلاء قد يخسرون المعركة حتى قبل الدخول فيها.
ان الانتصار أو الهزيمة في الحروب لاتقاس بالقتل ولو كان مثخنا، ولا بالدمار ولو كان شاملا، لكنها تقاس بأهدافها، المنتصر هو الدي يحقق الأهداف التي وضعها للحرب وبالمقابل المنهزم هو الدي يخفق في دلك. كما أن الانتصارات في الحروب تترجم في السياسة، والكيان الصهيوني لم يستطع تحقيق ولا هدف واحد من الأهداف التي رسمها سواء في لبنان أو غزة، والاتفاقات التي وقعها هي اتفقات بشروط المقاومة.
ادن الكيان الصهيوني تلقى هزيمة في هده الحرب لأنه خرج منها بصفر هدف،وما امعانه في القتل والتدمير العشوائي وانتقاله الى مواقع قتالية غير غزة ورسم أهداف والتراجع عنها الا دليلا قويا على تخبطه وعدم امتلاكه لرؤية استراتيجية للحرب. لقد كان الهدف الأساسي للقتل والتدمير هو احداث اختراقات في بيئة المقامة من أجل عزلها، ودفع المواطنين الى الضغط عليها ورفع الراية البيضاء، وحتى هدا الهدف فشل فيه فشلا دريعا.
قد يكون القتل والدمار سببا كافيا لاحداث الهزيمة، لكن ليس بالنسبة للوطني، والعزيز، والكريم، القتل بالنسبة لهؤلاء ثمن لابد من دفعه، وهو ثمن زهيد مقابل الأرض والكرامة والانسانية، لدلك نجد الأم الفلسطينية التي استشهد ابنها تقول بأن *لدينا ما يكفي من الأقمشة البيضاء لتكفين شهدائنا، لكن ليس لدينا ولو قطعة صغيرة من قماش أبيض لنرفعه للاستسلام*
بعد انتهاء الحرب سيستغرق ترميم الجراح، وجبرالأضرار، واعادة الاعمار، زمنا ليس بالهين، لكن للمقاومة نقاط قوة ستمكنها من الاعداد لجولات أخرى من النزال مع الكيان الصهيوني.
المقاومة في لبنان حققت توازن ردع حقيقي مع الكيان الصهيوني، وفق معادلة مدينة مقابل مدينة، مطار مقابل مطار... وليس صدفة عدم مجازفة الكيان بضرب المطارات والموانئ ومحطات توليد الكهرباء أو خزانات النفط والوقود... المقاومة أيضا تمتلك أسلحة الجيل الجديد من الحروب ( المسيرات والصواريخ الدقيقة)، والتي أثبتت أن ليس هناك من دولة في مأمن منها ولو امتلكت كل أسباب القوة.
أما الكيان الصهيوني فانه سينهي الحرب وهو منهك اقتصاديا، واستنفد كل دخائره وقنابله، وجيشه منهك وفق ثقته بنفسه، وبجانبه مقاومة تهدده باستمرار. لقد أصيب الكيان بنكسة هي شبيهة بنكسة 1967، والتي ستحمل اثارها النفسية والفكرية أجيال من الكيان، كما أنه خسر صورة الضحية التي سوق لها سنين، وخسر صورة الجيش الدي لا يقهر. كما أن الكيان استعمل كل ما في جعبته من أساليب القتل والدمار ولم يتبقى لديه الكثير.
لقد خاض الكيان الصهيوني حربا وجودية بامتياز، وخسارته تعني غياب الأمن والاستقرار وتعني هجرات معاكسة، وتعني انقساما وسط جماعة المستوطنين. والأكيد أن الكيان سيعيش في المستقبل حالة انتظار سريرية لزحف المقاومة من أجل فلسطين التاريخية.
لكن هل سيترك الكيان الصهيوني والامبريالية الأمريكية ووكلائها من العرب والمسلمين المقاومة تتهنى بانتصارها؟
الأكيد ستحاول الامبريالية الأمريكية وأتباعها في المنطقة العربية افراغ هدا النصر من محتواه، واظهار المقاومة في موقع المنهزم. وقد كان احتلال سوريا أول عربون من تنظيم الاخوان وتركيا وقطر من أجل تقديمها هدية للكيان لتظهير انتصار موهوم، وتسويق صورة الصهيوني البلطجي الدي لا تقيده قيود. كما أن الخديعة السياسية التي تعرض لها حزب الله بعد اتفاقه مع الفرقاء السياسيين في لبنان تصب في هدا الباب، من أجل اعطاء الانطباع بأن حلف الكيان الصهيوني في لبنان قد انتصر في العملية السياسية التي أتبثت التجارب أنها ليست من نقاط قوة الحزب في تصديه للكيان وحماية لبنان.
لقد تلقى محور المقاومة ضربات قاصمة استهدفت بنيته القيادية الصلبة، وتم تحييد سوريا خط امداد المقاومة، لكن المقاومة لا زالت بخير، وهي أصبحت تصنع حاجياتها داتيا، واستفادت للتو من ضربة البيجر واللاسلكي بجعل تنظيمها أكثر مرونة واستقلالية، وهي اليوم أكثر شعبية من أي وقت مضى.
انتصار محور المقاومة حقيقة واقعية يسندها رضوخ الكيان لشروط المقاومة في فلسطين، وفي لبنان سيضطر الكيان الى الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا ونقاط الخط الأزرق التي احتلها مند عشرات السنين، انه اتفاق تراجعي على الوضع الدي كان قائما قبل دخول حزب الله في معركة الاسناد، أما في اليمن فلم يتمكن الكيان ولا الامبريالية الأمريكية وحلفائها من وقف صوايخ أنصار الله ومن مرور السفن المتجهة الى فلسطين المحتلة.
خلاصة القول أن المقاومة انتصرت انتصارا ساحقا بكل المقاييس، وستكون في المستقبل لاعبا أساسيا في تشكيل خرائط المنطقة وتوازناتها وانها لمعركة حتى النصر.
اسفي في: 17 يناير 2025



#أحمد_بيات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن التوافق حول الاضراب؟
- الوثيقة السياسية لجماعة العدل والاحسان والاسئلة العالقة


المزيد.....




- احتفالات فرنسية غريبة بموت زعيم اليمين المتطرف لوبان
- الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان يدعو للتعبئة والمشاركة ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي ينعي الرفيق داوود أحمد مراغة “أ ...
- الجبهة الشعبية تنعي الرفيق أبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام ل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 587
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 588
- السيد الحوثي: ثبات الفصائل الفلسطينية بأبسط الامكانات شيء كب ...
- نداء من أجل المشاركة في وقفة شعبية أمام مبنى البرلمان بالربا ...
- النهج الديمقراطي العمالي : نداء من أجل المشاركة في احتجاجات ...
- رمزي رباح يلتقي نائب وزير الخارجية الفنزويلي


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد بيات - المقاومات لا تنهزم، المقاومات تنتصر فحسب