عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 16:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أغلبية العرب تعرف أنهم متخلفون ومفعول بهم لكنهم عاجزين عن الفعل بل يساعدون الغرب للفعل بهم بل يتلذذون بالخضوع لهم والمساهمة في تحطيم ذواتهم واحتقار أنفسهم بأنفسهم وتقديم الولاء والطاعة لهم على طبق من ذهب ليضربوا بعضهم البعض ويفتتوا دولهم ومجتمعاتهم فصرفوا الأموال الطائلة وشجعوا التطرف الديني لخدمة أجنداتهم ومحاربة الشيوعية في أفغانستان ثم تقويض وتحطيم كل الدول العربية التي تبحث عن نهضتها واستقلاليتها وترفض التبعية لهم مسمية ذلك بالربيع العربي وهو في الحقيقة شتاء قارس ومؤلم جدا. ففي القرن 15 قام الغرب بقطيعته المعرفية مع ظهور الفلاسفة والعلماء الكبار فتصدوا للكنيسة ورموها في مزبلة التاريخ وآمنوا بالعلم والنقد والتفكير المنهجي أما في العالم العربي فقد تحكمت في عقول الناس خرافات الدين والشريعة والفقه الطقوسي وحاربوا الفكر النقدي وانحازوا للشيوخ الجهلة التراثيين المتجمدين في زمن العصور الوسطى وانتشار التعليم الديني والمساجد في كل مكان بحيث أصبح الفقية الغزالي حجة لهم وكتب كتابا يسفه الفلاسفة "تهافت الفلاسفة" ورد عليه الفيلسوف المعلم ابن رشد بكتاب "تهافت التهافت" يقدم فيه أولوية العقل على النقل فحاربه الغوغائيون والجهلة وحرقوا كتبه وحاصروه حتى مات. ولهذا فالأعراب قتلوا الفكر والإبداع خوفا على مصالح الفقهاء والسلطة الدينية التي تتمعش من الجهل والغباء والتخلف. فبدون ثورة تنويرية عقلية اجتماعية وتغيير المناهج التعليمية على أساس النقد الحر وتجاوز المسلمات الدينية فلن تحدث قطيعة معرفية أبدا ولن يتغير وضع العرب الذي سيبقى لزمن طويل جدا في قاع الحضارة يلوك تراثا باليا وعالة على المجتمع الدولي كآلة للإستهلاك والتبذير وهدر للموارد وانتاج الأطفال والفقراء والجوعي والمتطرفين المرضى نفسيا تتلاعب بمصائرهم وتذلهم كخدم ومتسولين الدول المتنفذة والتي جعلت من العلم دينا والعمل قدرا محتوما.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟