ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 11:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تقول تقارير إن عدد عناصر الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي، بالإضافة إلى الموظفين المهددين بالتسريح التعسفي من وظائفهم، بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على السلطة في سوريا بقيادة أبو محمد الجولاني، يتجاوز الـ 600 ألف شخص، بعد أن قامت بحلّ الجيش والشرطة، ليصبح هؤلاء دون رواتب أو وظائف.
وعندما نقول (600) ألف شخص، يعني أنهم يعيلون أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، إذا كان المعدل الوسطي للأسرة السورية خمسة أشخاص.
ومعروف أن معظم هؤلاء العسكريين وعناصر الشرطة المدنية والموظفين يعتمدون بشكل أساسي، على رواتبهم، لتأمين قوتهم اليومي.
ومع فقدان هذه الرواتب، يصبح السؤال الملحّ: ماذا سيكون مصير هؤلاء الفقراء؟ هل تفكر الهيئة في العواقب التي ستترتب على هذا التسريح التعسفي؟
لا شك أن هؤلاء الأشخاص يواجهون تحديات كبيرة في تأمين لقمة عيشهم، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو ما إذا كان من الممكن أن يصبحوا هدفاً لجماعات أخرى ترغب في تجنيدهم لتحقيق أهداف ومصالح لا تتماشى مع مصلحة الهيئة نفسها. خصوصاً في ظل ما يُعرف بـ "الممارسات الفردية" التي أصبحت أقرب إلى منهج عام في سلوكيات الهيئة، وما يترتب عليها من إذلال وتقسيم طائفي قد يُفضي إلى حرب أهلية لن تبقي ولن تذر.
التساؤلات حول ما سيحدث لا تنتهي، في ظل تاريخ الهيئة وقيادييها، الذي يعرفه الجميع. الكثير من المراقبين يتساءلون: ماذا سيحدث بعد؟ يعتقد البعض أنه يجب الانتظار حتى يُعقد مؤتمر الحوار الوطني – الذي لم تبدأ التحضيرات له بعد – بينما يرى آخرون أنه لا بد من الانتظار حتى نهاية فترة الحكومة المؤقتة في آذار المقبل، على أمل أن تُشكّل حكومة انتقالية بمشاركة جميع الأطراف.
شخصياً، أعتقد أن الأفضل هو الانتظار حتى نهاية الفترة الحالية لتحديد المسار القادم، فالوقت يتطلب منا الحكمة والتخطيط العميق. وفي ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يرزح تحتها الشعب السوري، يصبح من الضروري أن نتحمّل جميعاً المسؤولية في تجنّب تكرار مآسي الماضي.
يجب أن نبحث معاً عن حلول تنقذ سوريا من حالة الفوضى والضياع وتضمن استقرارها ومستقبلها الأفضل.
من هنا، نوجّه نداءً عاجلاً لجميع القوى السياسية المتضررة من هيئة تحرير الشام والتي لا توافقها على نهجها: حان الوقت لتكثيف الجهود، وتشكيل جبهة ديمقراطية عريضة في مواجهتها.
فما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، وإذا اتحدنا بإرادة قوية، سنتمكّن من بناء سوريا جديدة تحقق العدالة، والحرية، والكرامة لكل أبنائها. فالمستقبل لا يُبنى إلا بالتعاون والوفاق، ونحن قادرون على تحقيق ذلك.
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟