أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - إعادة الاسرى الاسرائيليين بدون مقابل، و للحرب بقية















المزيد.....


إعادة الاسرى الاسرائيليين بدون مقابل، و للحرب بقية


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك حملة تضليل مسعورة يشنها قطيع المقاومة و الممانعة الوسخ الرخيص بخصوص اتفاق غزة.
إن نقاش الهزيمة أو الانتصار محسوم هنا، و حماس خسرت كل شيء و لم تكسب شيئا، بلغة الواقع، بل هي مطالبة بتقديم الحساب أمام شعب غزة قبل كل شيء، لكن ليس هذا هو الموضوع، أو بالضبط هذا هو موضوع حملة التضليل و تشتيت الانتباه التي تقوم بها شلة الضباع.
إذا تاملنا جيدا ما سبق مباشرة هذا الاعلان، فإن ما يحدث الآن ليس "صفقة" بين طرفين، لها ما لها و عليها ما عليها، و بالنسبة للطرفين كذلك، كما أن ما يحدث ليس اتفاق هدنة بين الطرفين.
هنا نجد ان العودة الى المفاوضات لم تكن نتاجا لتهديد ترامب المباشر، بل لما سبقه، أي وصوله الى حكم البيت الأبيض، و هنا بالضبط حيث التفصيل الأهم الذي يغفله الجميع.
لقد بلعت ايران لسانها بخصوص "الوعد الصادق 3" فور اعلان فوز ترامب، و هو ما كان يجري التحضير له قبيل اجراء الانتخابات الأمريكية و كان تنفيذه في انتظار أمرين فقط، خسارة ترامب ثم ضغط زر التنفيذ.
و كذلك نجد ان قطر ضغطت على قيادات الحركة بشكل عنيف، او هو الاعنف منذ انطلاق الاحداث، و هذا ما صنع مشهد العودة الى المفاوضات .
و بكل اختصار، فإن تهديد ترامب المباشر لم يكن يخاطب حماس، بل كان يخاطب متعهدي حماس، كلٌّ باللغة التي يفهمها و بمستوى التهديد الذي يناسبه، بل إن وصوله الى السلطة في حد ذاته كان تهديدا غير مباشر لكل من قطر و ايران و تركيا، و لهذه الدول معرفة مسبقة بما يمكن لادارة "ترامب" فعله حتى في حالات عادية معتادة، كما حدث فعليا ابان فترة حكم نفس الادارة، و هنا حيث كان الحصار العربي لتركيع قطر، و محاصرة تركيا اقتصاديا مما تسبب في تدهور العملة بشكل دراماتيكي، ثم تأديب ايران باغتيال قاسم سليماني.
لا يمكن بأي شكل تسمية ما يحدث "صفقة" او حتى "اتفاق هدنة"، و هنا لا يظل هناك اي معنى للهذيان القائل بانتصار المقاومة، او حتى هزيمتها.
إن حركة حماس و باعتبار كافة الشروط الذاتية و الموضوعية، كانت مهزومة منذ البداية، و ما قبل البداية، و ما يسمى بطوفان الاقصى كان قرارا انتحاريا يستبق التفكك الذاتي للحركة بعد تقليم اظافر دويلة قطر و فرض ارادة التطبيع و ادارة التطبيع و منطق التطبيع في منطقة الشرق الاوسط خصوصا، و العالم العربي الاسلامي عموما. و هذا ما ينتظر اللمسة الأخيرة او النقلة النوعية التي لا تستطيع ادارة الديمقراطيين انجازها لاسباب تقنية، و الحديث هنا عن العنوان الابرز المحرك لكل الأحداث قبيل طوفان الاقصى و بعده، و هو "التطبيع السعودي" الذي يعتبر المرحلة الأهم من "التطبيع الابراهيمي" الممسوخ الذي قادته دولة قميئة معروف لدى الشارع العربي الاسلامي كونها مجرد دولة مواخير و دعارة سياسية.
إن المحرك الأساسي لدى ترامب، بعيدا عن رغبات نتنياهو و تناقضات المشهد الاسرائيلي، هو بالذات تهدئة الاجواء لتمرير صفقة التطبيع السعودي الاسرائيلي، و هو حلم نتنياهو كذلك على فكرة قبل السابع من اكتوبر، و تهدئةُ الاجواءِ في هذه الحالة بالذات لن تعني بالضرورة منح اي شيء لحركة حماس، و ذلك باعتبارها الجزء الاهم من المشكل سعوديا اكثر منه اسرائيليا، و لن تعني كذلك أي استرضاء لاولياء نعمة حماس، كونهم كذلك جزءا من المشكل او طرفا متضررا من هذا التوجه التصفوي العميق الشامل، و الذي يشترط "سعوديا" كذلك، دولة فلسطينية دون حركة حماس، و بمعنى دولة فلسطينية دون تأثير قطري تركي و ايراني كذلك.
و ربما وجدت تركيا ضالتها في سوريا حيث تنشغل بالانقضاض على غنيمتها الكبرى التي طال انتظارها سنوات طويلة، و هنا حيث يحاول ترامب لفت انتباه "انقرة" الى هذا المكسب باعتباره حسب تعبيره "استيلاء غير لطيف على السلطة"، و بمعنى ان تغاضي الادارة الأمريكية عن ذلك مستقبلا، و عن تحركات تركيا المستقبلية في سوريا بخصوص موضوع الاكراد، مشروط ضرورة بالتعاون التركي كذلك في قضايا اخرى.
إن هذا التوجه الجهنمي نحو تجاوز التطبيع الابراهيمي نحو التطبيع "المكّي" هو الذي ينتج تناقضا عجيبا و نادرا بين الموقفين السعودي و الاماراتي من القيادة السورية الجديدة، و حيث ان السعودية تتعهد بالدعم و تطوير العلاقات مع سوريا الجديدة بمعية باقي الفرقاء، فإن دولة الامارات التابعة اداريا لحكومة نتنياهو، تُخرج كل قذاراتها السياسية و الدبلوماسية و الاعلامية ضد هذه القيادة، دون سبب واضح محدد، باستثناء التوجس الاسرائيلي من الادارة الجديدة و الذي يبدو ان موقف الامارات العاهر الوسخ، يمثل صدى مباشرا له، كتفسير وحيد منطقي او لامنطقي.
إن الحديث عن انتصار حماس او هزيمة حماس بهذا المعنى، هو تهريب للنقاش الحقيقي الى ساحة المهاترات و التضليل، و ببساطة لأن ما قامت به حماس لم يكن فعلا مقاوما بل عملية قذرة تندرج في اطار "الحرب بالوكالة"،
و معلوم مسبقا ان الحركة لن تستفيد شيئا كحركة مقاومة، كما هو معلوم ان الخاسر الأكبر سيكون شعب غزة و معه بعض الشعوب المجاورة حيث نفس دائرة "الوكلاء"، الايرانيين تحديدا.
إن ما يحدث الآن فعليا هو تنفيذ حركة حماس لاوامر متعهديها و مالكيها، أو تنفيذ هؤلاء انفسهم لأوامر ترامب، و هي تحديدا اوامر قبل ان تكون تهديدات، و التهديدات لم تكن سوى للاستهلاك الاعلامي في الجزء الأكبر منها، و يمكن القول انها اقتصرت على الجانب او الدور الايراني فقط، باعتباره موضوعا فعلا على طاولة الحرب و الجحيم المنتظر، و هنا يمكن بشكل قطعي مباشر تصنيف خضوع حزب الله لاتفاق انسحاب و هزيمة مذل، كخضوع لتهديدات الولايات المتحدة.
إن المضمون الفعلي لما يحدث هو قيام حركة حماس بإعادة الاسرى الاسرائيليين و برمجة خطة للاستسلام و تسليم القطاع تتم عبر مراحل تحت عنوان ضمني مختصره ما بعد حماس، و حيث ان الاتفاق المزعوم لم يتضمن بند انهاء الحرب ولا الانسحاب الاسرائيلي الكامل ولا حتى الحد الأدنى لشروط الحركة المعلنة متمثلا في تحرير الاسرى المهمين.
و هكذا سوف تنفذ حماس بامر اسيادها و بأمر ترامب فوقهم أوامر اعادة "المختطفين"، لتمكين اسرائيل من مزيد من حرية التصرف في القطاع، و بمعنى آخر،
إعادة حماس للمختطفين الاسرائيليين مقابل لا شيء، و للحرب بقية !



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الاستثناء إلى الاستغناء
- عام ليس له ما بعده سوى هو نفسه
- سوريا .. ماذا بعد ؟
- ذهب العراق، و سيعود سيناريو العراق
- من غزة إلى سوريا، نقاط محورية لفهم ما حدث و يحدث
- حزب الله جبهة إسناد حكومة نتنياهو
- إرادة العار 2
- إرادة العار
- خلاصة أحداث طوفان الأقصى
- الخراب القادم، أو درس التخريب بمفهوم -مظفر النواب- (7)
- ممانعة العرض و الطلب
- حزب الله و مغالطة المحاذير
- الخراب القادم، أو درس التخريب بمفهوم -مظفر النواب- (6)
- اليمن العظيم ..
- الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- .. (5)
- هل باعت إيران المقاومة ؟
- الصهيونية و الصفيونية وجهان لعملة واحدة
- اوهن البيوت بيت العنكبوت
- ازرع كل الأرض مقاومة
- فَحْمُ الغرب


المزيد.....




- محمد بن زايد يتلقى اتصالا من أحمد الشرع.. وهذا ما بحثاه
- المحكمة الأميركية العليا تقرّ قانون حظر تيك توك
- اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران يشمل كاف ...
- وزير التعليم الإسرائيلي: ثمن وقف إطلاق النار في غزة باهظ للغ ...
- بلينكن: الولايات المتحدة تجد نفسها في عالم مليء بالتنافس
- الطقس البارد يلزم ترامب بتغيير المكان المخصص لحفل تنصيبه
- ستارمر يصف انتقادات ماسك بـ-الضجيج وراء الكواليس-
- مباحثات مصرية قطرية حول غزة وسوريا
- -الشاباك- الإسرائيلي يطلب بدء الهجوم على الضفة الغربية
- مصدر مصري: الاتفاق على كل الترتيبات اللازمة لتنفيذ اتفاق غزة ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - إعادة الاسرى الاسرائيليين بدون مقابل، و للحرب بقية