أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالباقي عبدالجبار الحيدري - دراسة سوسيولوجية لمدينة أربيل: التعددية الثقافية والتحولات الحضرية














المزيد.....


دراسة سوسيولوجية لمدينة أربيل: التعددية الثقافية والتحولات الحضرية


عبدالباقي عبدالجبار الحيدري

الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 02:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تُعد مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 6000 عام. من الناحية السوسيولوجية، تمثل أربيل نموذجًا فريدًا للتعايش الاجتماعي والتنوع الثقافي في العراق. يمكن دراسة المدينة من عدة جوانب سوسيولوجية تشمل التركيبة السكانية، العلاقات الاجتماعية، الهوية الثقافية، الحراك الاجتماعي، والتغيرات الحضرية.

1. التركيبة السكانية والتعددية الثقافية تتميز أربيل بتعددها العرقي والديني، إذ تضم الكرد، التركمان، العرب، الأشوريين، الأرمن، والمجموعات الدينية المختلفة مثل المسلمين، المسيحيين، والإيزيديين. هذا التنوع أثر في التفاعلات الاجتماعية وأسهم في خلق نماذج من التعايش والتنافس في آنٍ واحد.

الهوية الكردية: تشكل القومية الكردية الأغلبية، مما يعزز الطابع الكردي في الثقافة والسياسة المحلية.
الأقليات الأخرى: رغم العدد المحدود للتركمان، العرب، والمسيحيين، إلا أنهم يشاركون في النشاط الاقتصادي والسياسي، مما يعكس تفاعلات معقدة بين المجموعات المختلفة.

2. العلاقات الاجتماعية والتفاعل بين الفئات
التعايش الاجتماعي: ساعدت طبيعة المدينة التجارية والانفتاح الثقافي في تحقيق مستوى معين من التعايش بين المجموعات المختلفة، إلا أن بعض الفجوات لا تزال قائمة.

العشائرية والحداثة: رغم التوجه نحو الحداثة، ما زالت البنية العشائرية تلعب دورًا في تحديد النفوذ الاجتماعي والسياسي.

اللغة والتواصل: اللغة الكردية هي السائدة، لكن العديد من السكان يتحدثون التركمانية والعربية، مما يخلق بيئة لغوية متعددة.

3. التحضر والتغيرات الحضرية شهدت أربيل تطورًا حضريًا سريعًا مع زيادة الأبراج والمجمعات التجارية والسكنية، مما أثر على أنماط السكن والتفاعل الاجتماعي.

التوسع العمراني: شهدت المدينة نموًا سريعًا في عدد السكان بسبب الهجرة الداخلية من المناطق الريفية والمدن العراقية الأخرى، وكذلك الزيادة في عدد الأجانب والمستثمرين. كما توسعت المدينة من مركزها التاريخي (قلعة أربيل) نحو الضواحي، حيث ظهرت أحياء ومجمعات سكنية جديدة.
التفاوت الطبقي: أدى النمو الاقتصادي إلى بروز طبقة غنية تستثمر في العقارات والأعمال، في مقابل فئات ذات دخل محدود تعيش في ضواحي المدينة.

4. التغيرات في نمط الإسكان
التحول من البناء التقليدي إلى المجمعات الحديثة: في السابق، كانت معظم المباني في أربيل تأخذ الطابع التقليدي، مع بيوت طينية أو حجرية في المناطق القديمة. اليوم، انتشرت المجمعات السكنية الحديثة التي تتميز بوجود خدمات متكاملة مثل الأمن، الحدائق، والمراكز التجارية.
التفاوت الطبقي في الإسكان: هناك فجوة واضحة بين الطبقات الاجتماعية في ما يتعلق بأنواع السكن، حيث يتركز الأغنياء في الأحياء الفاخرة ، بينما تسكن الفئات ذات الدخل المحدود في احياء القديمة .
5. التغير في الفضاءات الحضرية والخدمات العامة
المراكز التجارية والترفيهية: أصبحت أربيل مركزًا تجاريًا مهمًا مع افتتاح العديد من المولات الحديثة مثل فاميلي مول وماجدي مول، و ماجدي كراند مول وغيرها مما غير أسلوب التسوق والتفاعل الاجتماعي.
المساحات الخضراء: شهدت أربيل مشاريع لتطوير الحدائق العامة مثل حديقة سامي عبد الرحمن، التي تُعد من أكبر الحدائق في العراق، وأصبحت متنفسًا للسكان.

6. التأثيرات الاجتماعية للتحضر
تغيير العلاقات الاجتماعية: مع الانتقال إلى المجمعات الحديثة، قل التفاعل الاجتماعي التقليدي الذي كان موجودًا في الأحياء القديمة. في الماضي، كانت العلاقات الاجتماعية أكثر ترابطًا، بينما اليوم أصبح هناك نوع من الخصوصية والانفصال بين السكان.
الهجرة من الريف إلى المدينة: الهجرة الريفية إلى أربيل جلبت تنوعًا ثقافيًا لكنها خلقت أيضًا بعض التحديات مثل التكيف مع أسلوب الحياة الحضرية.

7. القضايا والتحديات المرتبطة بالتحضر
الازدحام المروري: مع زيادة عدد السيارات، تعاني أربيل من ازدحام مروري متزايد، خاصة في المناطق التجارية والمركزية. على الرغم من تنفيذ بعض الحلول مثل توسيع الطرق وإنشاء الجسور، مثل شارع 120 وشارع 150 فإن المشكلة لا تزال قائمة.
ارتفاع تكاليف المعيشة: أدى التطور العمراني إلى زيادة أسعار العقارات والإيجارات، مما جعل من الصعب على الفئات ذات الدخل المحدود الحصول على سكن مناسب.

فقدان الهوية الحضرية: مع انتشار العمران الحديث، بدأت بعض الأحياء القديمة تفقد طابعها التراثي، مما يهدد الهوية الثقافية للمدينة.
مستقبل التحضر في أربيل من المتوقع أن يستمر التحضر في أربيل بوتيرة متسارعة، مع استمرار الاستثمارات في البنية التحتية والعمران. ينبغي أن تركز خطط التنمية المستقبلية على التوازن بين الحداثة والحفاظ على الهوية الثقافية للمدينة. تحسين الخدمات العامة، وتقليل التفاوت الطبقي في الإسكان، وتوفير حلول للازدحام المروري ستكون من الأولويات في المستقبل القريب.

ختامًا، تُعد أربيل نموذجًا ديناميكيًا للمدينة المتغيرة، حيث تتداخل التقاليد مع الحداثة، والتنوع مع الهوية الوطنية. من خلال التحليل السوسيولوجي، يمكن فهم كيفية تشكل العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية داخل المدينة، مما يساعد في استشراف مستقبلها في ظل التغيرات المستمرة



#عبدالباقي_عبدالجبار_الحيدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -تاريخ اربل- لابن المستوفي: دراسة تحليلية علمية
- أربيل عبر العصور: تطور المخطط العمراني من القلعة إلى المدينة ...
- مقارنة بين مجزرة الكرد في العراق ومجزرة سربرنيتسا في البوسنة ...
- مشروع إعادة تأهيل قلعة أربيل: من الفكرة إلى التنفيذ
- قصور إعادة تأهيل قلعة أربيل: الأسباب والمسؤولية
- إلى السيدة وزيرة المالية العراقية المحترمة، طيف سامي محمد
- حكومة العراق: بين النفوذ المسلح والتحديات السياسية
- سوق القيصرية في أربيل: رمز التراث والتاريخ
- أسماء الأحياء السكنية في قلعة أربيل
- الحضارات التي تعاقبت على قلعة أربيل.
- المئذنة المظفرية في أربيل: دراسة تاريخية، معمارية، وأدوارها ...
- تشكيل حكومة تكنوقراط
- تقييم تشكيلة الثامنة لحكومة إقليم كوردستان | العراق
- الحقيبة الوزارية للتركمان.. إستحقاقٌ قومي لا تصدّقٌ سياسي من ...
- الإفلاس الفكري لدى ممثلي الاحزاب التركمانية!
- الحمامات الشعبية في أربيل بين الماضي والحاضر
- أربيل في كتابات الرحالة الأجانب في العهد العثماني
- الاحزاب و الحركات التركمانية في الميزان على طريقة جحوش الديم ...
- هل يُزهِر ربيع الثورات في كردستان الأُباة؟ الذكرى السنوية ال ...
- جمعية التراث العمراني-إقليم كوردستان


المزيد.....




- بعد توقيعها.. ماذا تشمل معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين روسي ...
- إسرائيل تنشر أسماء 95 سجينا فلسطينيا ستفرج عنهم في اليوم الأ ...
- -مُخبأة في شحنة إنارة-.. السعودية تحبط تهريب حوالي 3 ملايين ...
- حماس أم إسرائيل.. من انتصر في حرب غزة؟
- غزة تترقب وقف النار: أمل بالعودة ولم شمل الأحبة وهدوء بلا رص ...
- وفشلت المحاولة.. سبيس إكس تُطلق اختبارًا جديدًا لصاروخ -ستار ...
- الجيش الروسي يدمر دبابة ليوبارد ومواقع أوكرانية في اتجاه بوك ...
- الرباط تنفي أي صلة بمغربي موقوف بتهمة التجسس في ألمانيا
- كالاس تعلن أن الاتحاد الأوروبي لن يرفع العقوبات عن روسيا
- روسيا وإيران تتفقان على تعزيز تعاون وسائل الإعلام فيهما لموا ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالباقي عبدالجبار الحيدري - دراسة سوسيولوجية لمدينة أربيل: التعددية الثقافية والتحولات الحضرية