أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - رواية قبل أن تختفي.. ليزا جاردنر














المزيد.....

رواية قبل أن تختفي.. ليزا جاردنر


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


تأخذنا الروائية الأمريكية ليزا جاردنر بعيدا من خلال فرانكي إلكين، بطلة روايتها "قبل أن تختفي".

يسعدنا أن نكتشف امرأة عنيدة وشجاعة، لديها القدرة على جعل الناس يتحدثون، أو على الأقل تعرف كيف تستمع إليهم. تزعج الشرطة المحلية بأساليبها غير التقليدية.

في هذه الرواية، تنجح ليزا جاردنر في منحنا بطلة رواية لا تُنسى، والتي نود أن نجدها في روايات أخرى. كما أن عيوب الشخصية التي تعاني منها بطلة الرواية هي التي تثبت في الذاكرة بشكل لا يمحى. نتبع فرانكي إلكين التي تضررت من الحياة، ومن ماضيها، حيث كانت مدمنة كحول سابقة ولم تعد لديها أي علاقات قوية مع الآخرين. تقرر تكريس حياتها لشكل جديد من المخدرات، وهو حل القضايا البوليسية التي لم يتم حلها.

تغمرنا الروائية في أفكار بطلتها، وسنحاول فهم شياطينها القديمة ومحاربتها لها. إن إدمان الكحول ليس بعيدا أبدا ويمكن للمرء أن يقول إنه يحوم فوقنا.

تأخذنا ليزا جاردنر إلى مدينة بوسطن، وتسمح لنا باكتشاف جانب جديد من هذه المدينة. تغمرنا رواية قبل أن تختفي (Before She Disappeared) في أحياء حساسة، حيث الفقر والعصابات التي تفرض قانونها. الأمر الذي يمنح جوهرا لكل موقف، لكل زاوية شارع. يتكون لدينا انطباع بأننا موجودون ونشعر بكل شيء. نشعر بصعوبة الحياة اليومية، والصعوبات التي يواجهها الناس لإثبات قدرتهم على البقاء. نشعر أيضا بكل التوتر النابع من هذا الجزء من مدينة بوسطن، ومن رموزه المختلفة. كأننا في مدينة داخل مدينة. يعطينا الحي أحيانا انطباعا بأنه كائن حي، وأننا نعيش فيه. يسمح لنا بشم كل روائحه، سماع ضجيج الناس، وطلقات الرصاص، والصراخ. الخطر موجود دائما، لكن الشعور به يصبح أكبر بمجرد حلول الليل. في أي لحظة يمكن للتوتر أن يرتفع، وللجريمة أن تحدث.
لكن الحي لا يمثل الغضب والعنف فحسب، بل يمثل أيضا مجتمعا بأكمله يسعى أفراده للمضي قدما، ومساعدة بعضهم بعضا. إنها ثقافة مشتركة، تمارس، وتمكننا من التعرف على شخصيات مذهلة. بين ظلام الليل وضوء النهار، يجذبنا عطر رواية "قبل أن تختفي" بجانبه الاجتماعي القوي للغاية.

إذا لم أتحدث حتى الآن عن جوهر الرواية، أي التحقيق، فذلك لأن هناك سببا وجيها. أو دعوني أقول، لأنه ليس الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في الرواية، ليس الجزء الذي سيبقى محفورا في الذاكرة.

إنها رواية ذات بناء كلاسيكي إلى حد ما، ذات تقلبات ومنعطفات أمكنني التكهن بها بسهولة، إلا أن الجانب الجريء في فرانكي، بالإضافة إلى باقي شخصيات الرواية المتقنة الصنع والتركيب، وهباها ميزة مهمة. أراها رواية تشبه بعض روايات هارلان كوبن. بناؤها الكلاسيكي للغاية لا يفاجئ القارئ المطلع على هذا الأسلوب.

وجدتني أتابع التقدم الذي تحرزه فرانكي في التحقيق لمعرفة المزيد عنها وليس من أجل معرفة مصير الفتاة الصغيرة المفقودة، الذي تكهنت به، وكان تكهني للأسف في محله.

على الرغم من أنها رواية بوليسية إلا أنني ألفيت أجواءها وشخصياتها أكثر إثارة وأهمية من التحقيق! وبكثير!

من جهتي -على الأقل- لا أحسب رواية "قبل أن تختفي" ستحقق نجاحا يذكر. ولكن يمكنها أن تكون بوابة كبيرة لاكتشاف حساسية صاحبتها.



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن رواية قصة خرافية.. ستيفن كينغ
- ستيفن كينغ والأدب الخفيف
- عن رواية حجر القمر.. ويلكي كولنز
- خواطر
- فرانك.. من مجموعتي القصصية شيء مختلف
- قصة بعنوان توم. من مجموعتي القصصية (شيء مختلف)
- الناقد عمار بلخضرة يكتب عن شيء مختلف
- صباح مقاطعة شامبانيا (فرنسا)
- من سجل تجاربي ٣
- مشيناها خطى كتبت علينا
- الناقد الأستاذ عمار بلخضرة يكتب عن رواية -سقوط-
- من سجل تجاربي ٢
- حوار أجرته معي الكاتبة ياقوت شريط
- سقوط؟
- عن روايتي -سقوط- بقلم الكاتب الطيب صالح طهوري
- لا تغرنكم الألقاب
- من سجل تجاربي
- رأي الناقد السينمائي مهند النابلسي في روايتي سقوط
- روايتي سقوط بعيني الشاعر والقاص الطيب صالح طهوري
- رواية الفانوس الأخضر، للكاتب الأمريكي جيروم تشارين


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - رواية قبل أن تختفي.. ليزا جاردنر