أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - القضية الفلسطينية العادلة والحرب العبثية















المزيد.....


القضية الفلسطينية العادلة والحرب العبثية


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 00:14
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


القضية الفلسطينية قضية إنسانية كغيرها من القضايا الإنسانية العادلة، وهي كارثة من صنع الانسان بخلاف الكوارث الطبيعية متل التسونامي والزلازل، والحرائق والعواصف، لكن القضايا الإنسانية عامة تجلب التعاطف الدولي ولا تجلب الحلول، وهي تحتاج إلى تعريف آخر يحدد المسؤولية عن التشريد والقتل والدمار الذي لم يتوقف لقرابة ثمانين عاما.
في سنة 1947، اجتمعت الجامعة العربية وقررت أن القضية الفلسطينية قضية كل العرب، وفي هذا العام نفسه، أصدرت الأمم المتحدة قرار التقسيم رقم 181 بتاريخ 29-11-1947م وكان تصويت الاعضاء 33 مع، 13 ضد، وعشرة ممتنعين، كان القرار الأفضل لصالح الفلسطينيين حتى الآن، ومفاده دولة فلسطينية على 42.3% ودولة إسرائيلية على 57.7% من الأرض أما القدس وبيت لحم ستكونان تحت الوصاية الدولية.
رفض القادة العرب والقيادات الفلسطينية قرار التقسيم، وأيده المناضل التونسي الحبيب بورقيبة الذي دعم رايه بقولته المشهورة " خود وطالب" فواجه أبورقيبة هجوم على موقفه وسيل من التخوين.
أن التعريف القومي للقضية الفلسطينية بعد حرب 1948 والذي أعقبه التضييق على اليهود في دول الشرق الاوسط، ثم طردهم وخاصة من اليمن والعراق ودول شمال أفريقيا، أوجد شعور قومي يهودي مناظر يكن كل الكراهية والعداء للدول التي طردتهم، فتجمع هؤلاء في إسرائيل وهم فقراء ضعفاء والأقل تعليما مقارنة بنظرائهم اليهود الغربيين والشرقيين أوجدوا لهم قيادات وقاعدة شعبية تحث حزب حيروت عام 1948 ثم تحوله لحزب الليكود عام 1973، الذي أفرز معظم المتشددين اليهود. وحيث أنهم قادمون من مناطق إسلامية للدين قيمة كبيرة في حياتهم، كانوا الأقرب إلى الحاخامات المتطرفة التي تنادي بإسرائيل الكبرى والعودة إلى أرض الميعاد. وبذلك أصبح أبناء حزب حيروت/الليكود هم رأس الحربة للكيان الإسرائيلي في الجيش والسياسة الخارجية للحزب الحاكم أو في المعارضة خاصة أن الدول العربية استمرت في التأجيج القومي، بان القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب، وأنها القضية المركزية والمحورية للأمة العربية، ورفع شعار التحرير قومية المعركة .
وحيث أن القومية العربية نفسها جسم هلامي متخيل، لا واقع له سوى ائتلاف لدول متجاورة ومتناحرة في معظم الأحيان، فإن ذلك التعريف أضر بالقضية الفلسطينية أكثر من أن ينفعها، حيث خسرت القومية حرب 56، ثم الهزيمة الكبرى في 5 يونيو 1967م بضم إسرائيل للأرض خمسة دول عربية وهي مصر وسوريا والأردن ولبنان، إضافة إلى ما تبقى من فلسطين. بعد تلك الهزيمة سماها الاعلام العسكري العربي بانها نكسة وإجتمع القادة العرب بعدها مباشرة في الخرطوم لاصدار اللأت الثلاث: : "لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل" .
لم يلتزم الجميع بالات فدخلت مصر والأردن في اتفاقيات ثنائية لاسترجاع أراضها من إسرائيل بشروط، وبقيت الأراضي الأخرى محتلة ، ودخلت دول أخرى في علاقات ثنائية دون وجود أرض متنازع عليها مثل الامارات والسودان والبحرين.
لم يحدث أن تم تعريف القضية الفلسطينية قضية إسلامية إلا عند بعض سكان شمال أفريقيا، لأن المسجد الأقصى كان تحت إدارة الأردن وليس إسرائيل، وهناك لجنة للقدس من الدول العربية براسة المغرب، والدول الإسلامية تبدي التضامن، ولكن كأي تضامن مع قضايا إنسانية أو إسلامية أخرى، لا تفرض التزامات عليها، سواء الإعانات الخيرية. في حين أن بعض الشعوب ومنها شريحة كبيرة من الليبيين لا يفرق بين الاسلام كدين لكل البشر عابر للحدود، والاوطان المحدودة جغرافيا والتي تخضع لقوانين دولية، وبالاعتقاد أن كل أرض وجد فيها المسلمون هي أرض أسلامية يجب الجهاد في سبيل تحريرها، إذا كان هذا المنطق صحيح يتوجب على المسلمين تحرير إسبانيا والبرتغال وبلغاريا ورومانيا والمجر ويوغسلافيا أضافة إلى الهند.
في الحقيقة أن القضية الفلسطينية قضية وطنية فلسطينية، كان يمكن من البداية تعريفها هكذا، ويترتب عليه توحيد القوى الفلسطينية في دولة واحدة لجلب النصر، لكن لم يحدث ذلك، التشتت الفلسطيني كان منذ البداية، على المستوى الشعبي قام الكثيرين ببيع أرضيهم للإسرائيليين والعمل معهم من أجل المكاسب الشخصية وبناء معظم المستوطنات بسواعد فلسطينية، وعلى مستوى القيادة، لم يكن هناك قيادة حقيقية حتى 1965 عند انشاء حركة فتح بقيادة أبوعمار، رغم ذلك يوجد العشرات من الفصائل خارج منظمة فتح مثل حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، ولجان المقاومة الشعبية، وجبهة النضال الشعبي، وجبهة تحرير فلسطين، وغيرها الكثير
تعدد الفصائل وتعدد انتماءاتها وتمويلها من دول عربية متناحرة، أضر بالقضية الفلسطينية كثيرا، أهمها تصفية المقاومة الفلسطينية من الأردن بعد حرب سبتمبر 1970، ثم تصفية المقاومة الفلسطينية من لبنان عام 1982 بعد الغزو الاسرائيلي للبنان.
من الواضح أن التشتت الفلسطيني، وغياب الرؤية، وغياب القيادة الموحدة، والفساد المستشري، حتى بعد اتفاق أوسلو، وظهور حماس إلى الوجود، قد أضر كثيرا بالقضية الفلسطينية، وأبعد معظم الدول العربية عن دعمها ناهيك عن الدولة الإسلامية، عدا إيران التي ترى في حماس شوكة للتنغيص على إسرائيل، وليس لتحرير الأرض.
اليوم، وبعد حرب عبثية ل 467 يوما وهزيمة نكراء لحماس وخسائر فادحة في الأرواح للابرياء الفلسطينيين والدمار الكبير للبنية التحتية بقطاع غزة مثمثلا في 45 ألف قتيل و100 ألف جريح وتدمير 75% من البنية التحثية لغزة، يستمر الخطاب الإعلامي الخشبي لحماس بأنهم انتصروا على العدو، وأن العدو لم يحقق آهدافه، وأنهم باقون في المشهد من أجل خوض معركة البناء، وأن حماس هي التي ستستمر في قيادة قطاع غزة. لم تتعلم قيادات حماس من دمار سنة 2006 و2014 و2017، وتريد أن تستمر. لقد آن الأوان لإلغاء كل الفصائل المسلحة، وإنشاء جيش فلسطيني واحد وحكومة واحدة وقيادة واحدة يمكن لها أن تفاوض إسرائيل، ويمكن لها أن تعقد اتفاقيات وصفقات مع دول الجوار، وخاصة مع الأردن، ويتم تأجيل الكفاح المسلح مع الاستعداد له، كما أن معالجة الوضع الاقتصادي على درجة من الأهمية، ربما كوضع كتالونيا في إسبانيا أو إيرلندا الشمالية في بريطانيا أو حتى كردستان في العراق إلى أن يحين الوقت المناسب للكفاح المسلح. ففي درس فتح الأندلس أستطاع أبناء الدول المغاربية فتح كل ممالك إسبانيا إلا واحدا تركوها، وهذه التي بقيت استطاعت أن تقود حرب تصفية المسلمين من الأندلس بعد ستة قرون. ولدا التخطيط المحكم والطويل المدى، يعطي ثماره بلا سفك للدماء، في حين أن الحروب العبثية لن تنتج إلا المعاناة وزهق الأرواح والدمار.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستقلال شعب لبناء دولة فاشلة
- عمق العلاقات بين الشعبين الليبي والمغربي
- صناعة حكومة ليبية موحدة برعاية أمريكية لطرد الروس
- الحروب العبثية باسم الدين
- توسنا والاقصاء اللغوي
- لعبة الأمم: وهل للرئاسي الليبي من دور؟
- قصة طائرة لوكربي وفظاعة الموت
- كيف يفهم الغرب الإسلام
- نهاية كابوس المجالس المتهالكة
- الحراك الشعبي ضرورة لتغيير الاجسام القائمة بليبيا
- هل نحتاج إلى خطبة الجمعة في وجود الأوقاف الليبية الحالية؟
- التدخل المصري الهدام في ليبيا
- عسكرة الدولة: إهدار للموارد البشرية
- تنازع الحضارات والاستبداد
- برلمان العار: تقوده الأمم المتحدة للرشد بالسلاسل
- وجه التباين: مواجهة التمرد في ليبيا واثيوبيا
- الدولة الفاشلة والبحث عن الهوية
- مكائد دول الاستبداد: السودان مثلا
- الدور الروسي في ليبيا
- صناعة حاضنة الانقلابات


المزيد.....




- احتفالات فرنسية غريبة بموت زعيم اليمين المتطرف لوبان
- الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان يدعو للتعبئة والمشاركة ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي ينعي الرفيق داوود أحمد مراغة “أ ...
- الجبهة الشعبية تنعي الرفيق أبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام ل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 587
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 588
- السيد الحوثي: ثبات الفصائل الفلسطينية بأبسط الامكانات شيء كب ...
- نداء من أجل المشاركة في وقفة شعبية أمام مبنى البرلمان بالربا ...
- النهج الديمقراطي العمالي : نداء من أجل المشاركة في احتجاجات ...
- رمزي رباح يلتقي نائب وزير الخارجية الفنزويلي


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - القضية الفلسطينية العادلة والحرب العبثية