جبار عودة الخطاط
الحوار المتمدن-العدد: 8224 - 2025 / 1 / 16 - 22:13
المحور:
الادب والفن
هَلْ من سَبيلٍ
أيها الزنجُ
الألى قَدِموا
بأحصِنةٍ حَرامْ
فالليلُ
يَحتَشِدُ بالوانِ الظلامْ
هو الظلامُ
فكيفَ نَهربُ مِنكِ
يا سُحبَ الظلامْ
والليلُ ليلى
لا تَقرُّ ولا تَنامْ
تَقتَاتُ
في أرقِ السوادِ
على قِصاصَاتٍ لقَيسٍ
خَبأتَها في مُخَدَتهاِ
بأسَمالِ الخيَامْ
هل من خَلاصٍ
أيها الزنجُ الألى
قبَضوا على لَيلٍ
تلبّسَ شَهرَزاداً
في غِلالةِ صَدرِها
صِدَفُ الأماني
والأغاني والكلامْ ..
ما من مُباحٍ
غير أعيرةٍ.. رصاصاتٍ زؤامْ
ما من مُباحٍ
غير ثرثرة اللئامْ
جَاؤوا بسَيّافِ زَنيمٍ
يَرقصُ ثَمِلًا
بِحَاويةٍ تُخَضّبُها
صُراخَاتُ الخِتَانِ والخِتَامْ
والليلُ ليلى
والظلامُ
هو الظلامْ
وكيفَ نَخرجُ من عَباءتِكَ
التي في الحقلِ
تنشرها زرافات الطغامْ
وكيف نفلتُ
يا ظلامْ
فلا ظلامُ يَروحْ
حَتى يستوي
يَجيءُ آخرُ باِنتظَامْ
وصوتُ ذاَ المَلِكُ الضَليلُ
يجيءُ في هذا الظلامْ:
(ياأَيُّـهَـا الـلَّـيْـلُ الـطَّـوِيْــلُ
ألاَ انْـجَـلِــي
بِـصُـبْـحٍ، وَمَــا الإصْـبَـاحُ
مـنِـكَ بِأَمْثَلِ
......
وليَلٌ كَـمَـوْجِ الـبَـحْـرِ
أَرْخَـى سُـدُوْلَــهُ
عَــلَـيَّ بِـأَنْـوَاعِ الـهُــمُــوْمِ
لِــيَــبْــتَــلِـي)
فالفَجرُ ضَوءٌ
في الهُناكَ الا يَليْ؟
والنَجمُ يَخجَلُ
ثمَّ يَخفِتُ
ثُمَّ ينطفئ بلَيلٍ أطولِ
فاليوم من ذا يجتبيك من الأنامْ
ضيّعتَ ملككَ
في معاقرةِ القصيدةِ والمُدامْ
فالليلُ ليلٌ
والظلامُ هو الظلامْ
سَبعونَ عَينًا فيكَ
لا تكفي
لتُشعِلهُا ضياءً
كي تَلمَّ من مَزابلنِا
جُذاذاتٍ
لأغُنيةِ الحَمامْ
والروحُ ظَمَأى
والقِرابُ
سِلحُفاةٌ بالظلامِ تَعثَرتْ
الروحُ طفلٌ
والشِفَاهُ تَصَحَرتْ
تَبغي الرِضَاعَ لكي تَنامْ
يا أينَ غَوثُ الأُمِ
أثَداءُ الغَمَامْ
يا أمُنَا المَطرُ
التي تأتي بقَطِرٍ
أو بفَجرٍ
يَغسِلُ
وجَهَ السَوادِ
لَيسقطُ وَسَخَ الظلامْ
......
فالليلُ ليلٌ
والظلامُ هوَ الظلامْ
فكيفَ نخلصُ
من قُرادِكَ يا ظلامْ؟
وكيفَ نَنزعُ يا رمالَ التيهْ
اقنعةَ النَعامْ
وهل من سَبيلٍ
يا سوادْ؟
يأتي الجوابُ من أبينا
من هناك:
للسوادِ
بياضهُ الثرُّ الجميل
لكنَ أعينكمْ
أُصيبتْ بالظلامْ !
#جبار_عودة_الخطاط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟