محمد هادي لطيف
الحوار المتمدن-العدد: 8224 - 2025 / 1 / 16 - 18:55
المحور:
كتابات ساخرة
لم يَبقَ في السَّاعةِ إلاَّ بُخارُ السَّنواتِ
يَتَسرَّبُ من فجواتِ زُجاجِها المَشروخْ
و يَدُكَ
مِثلُ ريشةِ جُرحٍ تتردَّدُ بين الصَّيفِ و الغَيمْ،
بينَ نهرينِ
أحدُهُما خاوٍ كقلبِ عاشقٍ
و الآخَرُ يُغالِبُ قَلبَهُ بِنَحيبِ الأشجارْ.
كأنَّكَ مَن شاخَتْ بين أضلُعِه أغنيةٌ
لَم يعُد يُتقِنُها العُشَّاقْ.
صوتُ المَحطَّةِ يُطفئُ آخرَ أضواءِهِ
و يَترُكُكَ للغَريبِ الذي فيكَ
يُقلِّبُكَ كصفحةِ ماءٍ في كفِّ زَمنٍ مالح.
يا ابنَ السَّفَرِ البعيدِ،
لا أنتَ المُنتظِرُ
ولا أنتَ القاطِرةُ الأخيرةُ،
أنفاسُكَ ريشٌ يَطيرُ دونَ اتِّجاهْ.
ثِيابُكَ
صَحراءُ بِخيوطِ النَّرجسْ،
حَقيبتُكَ
ذاكرةٌ فقدَتْ أقفالَها
تَجرُّكَ كطيفٍ نَسِيَ أسماءَهُ في حُلمٍ قديمْ.
و في الحَديقةِ القريبةِ
حينَ انكسرتْ أوَّلُ زَنبقةٍ على خَدِّ الضَّبابْ
رأيتَ وَجهَها يَعبُرُكَ
كأنَّها آخرُ القاطراتِ
تُودِّعُكَ دونَ أن تنظُرَ خَلفَها.
#محمد_هادي_لطيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟