أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسان عشاق - زقوم كرة القدم الحلقة4















المزيد.....


زقوم كرة القدم الحلقة4


الحسان عشاق
روائي وكاتب صحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8224 - 2025 / 1 / 16 - 18:14
المحور: الادب والفن
    


الصباحات تتشابه في المدينة المغتصبة، نفس الوجوه المكفهرة تتواجد في كل مكان، المغارة مأوى للنوم والتقاعد،الضياع يستحم بين الأجساد، الصرخات الحرة تبتلعها شوارع الضغينة والحقد، الناس يصنعون من الصمت أغنيات، يحملون جنازاتهم في المقاهي والحانات ودور الدعارة، يدورون في حلقات مفرغة ويغازلون النوافذ، تنهد الزقوم تنهدة عميقة، ارسل كحات، بصق، نفخ في المنخر ، ارتمت قطعة المخاط على بعد مترين، مرغ اليد في التراب ،عاهرة تجلس القرفصاء أمام ماخور في انتظار العابرين فوق الجرح ، متوسدا أملا مكسورا تناثرت شظاياه ، لا يكل من ملاحقة شهيق التملق والادعاءات، تتساقط الأوجاع على مقربة من ملاعب النادي، وجوه ملطخة بالخيانة تلوك أحاديث مبتذلة بصوت مسموع، يعرفهم الواحد تلو الأخر، استجار بهم في لحظات ضعف، خذلوه وغرسوا خنجرا في الكبرياء ،الخلاص لا يأتي من شقشقات الخائن، فهم الدرس بعد سنوات من الركض خلف السراب ، انغمس كلية في مغارة تتنفس العار ، في البدا بحث عن الوجه في الظلال، والهواء الدافئ يرقع جراحات الفراغ، يرضع مئات المرات من ثدي الشكوك ،حاول العبور إلى النادي بلا تأشيرة، منتعلا حديثا مهلهلا عن الماضي وضياع الفرص، لم ينل حظه ليظهر علو الكعب والبراعة في تطويع الجلدة المنفوخة بالهواء ،السيجارة تتراقص على الشفاه، يخر السور وترتجف الحقيقة بين السؤال والجواب، المدرب لم يقدر موهبته ،ترتسم الخيبات فوق أشرعة الماضي، قارع الطلب ونافخ المزمار، يستمعان إلى الهلوسات والتفريغ الداخلي، لفافة الحشيش تسافر بالأدمغة إلى البلاد البعيدة،يمر شباب بقمصان الفريق، يستعيد لحظة الطرد الشقية والعنيفة، تنهال على المخيلة دفعة واحدة كحطام الأحجار، يرسل الآهات واللعنات،يكح، يشعر بتورم في الأرجل وخدر قوي، يقف على رجل ويرفع الأخرى، كلب يتبول على شجرة صغيرة، يهرول يمينا ويسارا ،يقوم بالأحماء ليخوض مباراة ، تندلق المؤخرة والبطن ، يتنفس بصعوبة، القلب يخفق خفقات يكاد ينفجر، يعانق الكرسي، يزفر ويصدر خريرا متقطعا، يلتحق بهم برميل الغائط ،يجلس على الكرسي ويرتفع الصرير، كلاهما يحتضنان بطيخات متمايلة في الصدور، لا احد يعرف إن كانا يستعملان حاملات النهود، يستعرض في صعوبة ظاهرة مباراة الأسبوع الماضي، يعيد إنجازاته بطقوس متكررة، اطلق من وسط الجماهير عبارات السب والتنكيل، المنصة مجهزة لإطلاق صواريخ الإدانة والشجب، في الليل انخرط عشرات الغاضبين في صباغة الجدران بعبارة ( القلالي ارحل ) ، عبارة تلدغ المغضوب عليه ، يفرغ في الجوف كوب الشاي الحار، الزقوم منشرح الأسارير، العصابة تشكلت من الشواذ وتجار حبوب الهلوسة والمدمنين على الممنوعات ، خطة الهجوم يتم تصريفها كما اتفق، رئيس فصيل ( ذئاب الملاعب ) آخر الملتحقين، يفرك عينيه بشدة ،يتثاءب باستمرار، يفتح فما ذي أسنان مسوسة، تدمع عيناه المتورمة، يطلب سيجارة لتتضح الرؤية من عثرات الإدمان، الجلسة مغبرة بشقشقات الفرحة، لائحة الاتهام جاهزة نفخ فيهم الصمود والتحدي، يغازل رؤوسا حبلى بالاستعطاء، يرمي عليهم حديثا عن الفساد في النادي، يجر أسماء إلى المقصلة، سحب من الجيب مبلغا ماليا، نفح الجنود دراهم معدودة ووعدهم بالمزيد، يفرك اليدين يسجل أولى انتصاراته على الجدران ،يطوف بالسيارة على الشوارع والأزقة، ارسل ضحكات مجلجلة، كلمة ارحل تمضمض في الألسنة، شبكات التواصل الاجتماعي تشحن الرأي العام ،يدخل بأسماء مستعارة ويترك تعليقات مسيئة للمكتب غير الشرعي، برميل الغائط يعيد ترديد شعارات اطلقها في المدرجات، يفتخر بنجاح التفاوض واستقطاب رئيس فصيل ( ذئاب الملاعب ) ،التنهيدات الملقحة بآيات الانتصار تتدحرج فوق خيارات متعددة، النظرات الثاقبة تلتهم الفرحة، الزقوم يعرف أن المناوشات تأتي بالنتائج العكسية، يمسح الوجوه مدخنا حزنا لا ينتهي.

- نحتاج إلى ضغط كبير اسي شرشور
- فعلا

شرشور انتهازي بالفطرة، أكول لم يصل أبدا إلى الشبع، انتسب في فترة سابقة إلى جمعية تنموية، تربص بمنتسبة وأقام معها علاقة غير شرعية أثمرت مولودة، اجبر على تصحيح الخطأ، استجاب صاغرا، طرد من الجمعية وعانق الضياع، يمجد التواطؤ بصحون مرق، لاحقته العديد من الأسماء، اقبحها برميل الغائط،حين بدا يتردد على الملعب،المؤخرة دائمة الابتسام، يتضرط بدون توقف ، الروائح الكريهة تزكم الأنوف،لا يخجل حين يطلق الريح وسط الجموع ،احتك بأحد المشجعين ، تبادلا السباب والشتائم، اصمت يا برميل الغائط، تعالت الضحكات والقهقهات المستفزة، جملة كانت كافية ليختفي لقب شرشور ويحل محله اللقب الجديد، يحمله مكرها وبامتعاض شديد، كلب يلاحق قطة ،تستجير بالجالسين في المقهى، تندس بين الكراسي، بين الحلم وبوابة العبور جرح يقتات على الأنفاس، عيون ترفع خنجر بقر البطون تفوح منها رائحة الدم، قافلة التهييج تلعب على أوتار المشاعر المضروبة بالممنوعات، فارس المسكنة يتلوى من حرقة الانتظار المسربلة بسنوات الضياع، لم يبق أمامه من خيار لقرع نواقيس الأهمية واعلن الوجود، لم تنفع التوسلات ولا الاستجارات والتذلل المعيب والجارح من بيادق حسن القلالي ، نجاح الحركة التصحيحية فتح شهية الطابور الخامس، الزقوم يرى نفسه محاربا يعتلي صهوة جواد، يدخل قلعة النادي ومن ورائه جيش جرار من الشواذ والمدمنين ولاعبين مغضوب عليهم، برميل الغائط يرفع بيارق الحرب، نافخ المزمار وقارع الطبل ينثران الحماسة والاندفاع، يرتفع الصياح والصهيل، يختنق بداخله الشغف،يحس بانه قادر على هزم العالم، يستحضر في المخيلة الأغبياء الذين تجرعهم بالاسترضاء، يمضغونه بحقارة ، وذل الجروح لم تندمل بعد، قناني الخمر المعتق تنتشله من الغضب كلما خاصمه دفئ المساءات، لم يعد في القلب متسع للصبر ،آن الأوان ليثت ذاته، انه الأحق بالانتساب إلى المكتب المسير، من قدماء اللاعبين الذين لا تشق لهم شباك ، لعب مباراة وحيدة في حياته، ربع ساعة كانت كافية ليكتشف المدرب انه لاعب فاشل ،الكلمات القاسية تمطرق الدماغ أكملت ما تبقى من الخراب، ابحث عن حرفة أخرى غير الكرة، على ضفاف النكوص تنمو أشرعة الانتقام، تكبر العصابة حين يلتحق غاضبون آخرون، يرتشفون الجنون والجريمة، يحس بالأقدام تنغرس في الطريق الصحيح ،لم يعد تائها في مجرات الحيرة، سؤال النهاية جاثم في الصدر، المباراة المقبلة سيكون هناك إنزال، برميل الغائط اعد لافتة منمقة بعبارات الإدانة، قارع الطبل ونافخ المزمار استنفر أبناء الحي للدخول إلى الملعب، البطائق مدفوعة الأجر مسبقا، رئيس فصيل ( ذئاب الملاعب ) يسب ويشتم ، يتهدد ويتوعد، التهور يدفعه إلى ارتكاب الحماقات، مفعول حبوب الهلوسة يحول رعديدا إلى أعتى الأشرار، ترفع وثيرة التجشؤات والمضغ ، المائدة مزدهرة بأنواع المأكولات، توقفت الحواس عن التقريع والنحيب، القيامة تقترب من ساعة الصفر ، الخفافيش تحلم بالانتصار على الفساد المستشري في النادي، حان قطاف الرؤوس الملوثة، الزقوم يقدم الوعود العراض والسمان ،أماط اللثام عن الخطة في حديث هامشي مع عبد الله القوزي، الناطق الرسمي باسم الهزائم شعر بالذعر ، حسن القلالي يخاف من الاحتجاجات، يخاف من لعلعة الحقيقة، النادي تداهمه صرخات الوداع إلى قسم الهواة، لم تنفع التصريحات في ترميم ثقوب الخيبات، مباراة وحيدة لا تكفي للبقاء في القسم الثاني، الفريق يعانق مؤخرة الترتيب.

- الخوف أن يتحول الاحتجاج إلى تبادل العنف وتخريب ممتلكات الغير
- لسنا دعاة الفوضى ...سيكون الاحتجاج حضاريا

تتلعثم الكلمات على أبواب المكتب غير الشرعي، القلاقل تلوح في الأفق، عبد الله القوزي نشر الخبر بشكل جنوني، ولم ينس إضافة حفنة المخاوف ، الاستنفار يبلغ أعلى المستويات، الحراسة مشددة في الباب الرئيسي، لن تتكرر أحداث السنة الماضية، الحجارة تفترس الأجساد، كر وفر ،أمواج الحماسة تغلي في العروق على حين غرة، اعتقالات بالجملة، الحرب انتقلت إلى داخل المدينة، مطاردات في الأزقة والشوارع، السيارات الموشومة تنفث رجالات مدججين بالهراوات ، الواقيات تصد الرشقات المركزة، سيارات تهشم، محلات تجارية تكسر واجهاتها الأمامية، كراسي المقاهي تطير في الهواء ،الصرخات تسقط في بؤرة المقاومة، شباب في عمر الزهور يتراكضون في كل اتجاهات مدججين بالأحجار ،المتنفس الوحيد يغرق في الخسارات، الانتفاضة غير المنظمة تفشل في تحقيق أسباب النزول، الأزقة أقفزت من الفارين من صولجان القمع ،جلسات تطول حتى الليل لمحاكمة المشاغبين، رؤوس محشورة في أقفاص الوجع، شيخ يبحث في خريطة الموقوفين عن ابن تخلف عن الحضور، امرأة في العقد الرابع تخط طريقا وسط الجموع تبكي بحرقة فلذة الكبد وفي الحلق رزمة شهقات، ابنها الوحيد الطالب المجد والمجتهد يتهدد الضياع، المرافعات تتسكع بين المحاضر وأسباب الاعتقال،القاضي يقلب الأوراق يمنة فيسرة، يهمس في ادني ممثل الحق العام، القانون يتدلى من منصة القصاص ، المطرقة تكسر السكون المتقطع ،تلتهم الأحكام صرخات الخلاص، تمتلأ الأحياء بالبكاء، آباء يرسمون دروبا إلى السماء، الاحتقان يختفي في المدرجات، المكتب يعزف على شفاه الامتعاض والتأسف.

- محركو الاحتجاجات يتحملون المسؤولية
- هناك أبرياء ضحايا مثيري الشغب
- المكتب أيضا يتحمل المسؤولية
-….؟

المدرجات مهجورة من الشعارات والهتافات، محبو الفريق يغرقون في مخاض التوبة والخوف ،العصا والسجن رقصا فوق شرايين الجماهير، أبواب النعرات أوصدت في انتظار الفرصة، الهدنة بين المكتب والهة التمرد معدومة ،العواصف المفاجئة تأتي على الأخضر واليابس، تقتلع أوتاد من تسللوا إلى النادي بدون هوية، الهزيمة تزف بشرى ولادة الفوضى، يسيل لعاب الزقوم حين استدعي على عجل، الفرحة ترسم حدود الحلم بين بقايا الصرخات والإفراد الطويل، انتعل في الطريق صفارات الإنذار، فالسماء لم تمطر أبدا عطر الياسمين ،جميع المحاولات تعرت على تخوم الرفض، النادي ليس به أماكن شاغرة، جملة طاردته لسنوات ،ولا أجوبة شافية أضاءت وجهته ،الذاكرة متورمة بأسمال الماضي اللعين، الهاتف الخلوي لا يكف عن الرنين، الخبر انتشر بسرعة البرق، المدينة المغتصبة لا شغل للساكنة سوى تدوير الأخبار، الخبر يتعرض للقص والتمطيط حسب نوع الجلسات والمستمعين، يتمدد فوق رزمة من التابعين ،يتبادلان التحية، تسري الحرارة في اللقاء، حسن القلالي متفهم لمطالب الجماهير، بوجمعة بولخواض ومريم عنيكة وعبد الله القوزي… شهود الإثبات، يبتلعون، يجترون صدى الكلمات ،الزقوم يركل أحلامه تحت سحابة الدخان،باحثا عن اسم في كشوفات إدارة النادي، الإذعان سقط من فم التردد،يحتاج الرئيس غير الشرعي إلى مهلة ، تخلص للتو من العناصر المزعجة، إدريس كيدار ، الطاهر بلكوخ ، عبد الودود اوجقير وآخرون رحلوا في صمت مريب، لم يعلنوا العصيان، لم يرفعوا شعارات الإدانة ولم يدبجوا بيانات الاستنكار والشجب ،نصبوا خيمات عزاء تحت الأغطية وبين الفخذين ،دخلوا التاريخ بانتفاضة وخرجوا من النافذة مثقلين بالطعنات، انتهى خرير العشق للنادي ،راحوا يمضغون اللكمة في المقاهي والشوارع، الذين كانوا في الصفوف الأمامية تعروا من العنتريات، ركبوا زوارق النكوص، ارتفع الشخير وسط التبريرات الواهية، المناضل الحقيقي والمبدئي لا ينكسر ولا يتجرع الإهانة، لا ينسحب من المعارك بل يستمر في النضال، خدمة الصالح العام تستمر في الزمان والمكان رغم الظروف ، ماذا ينفع مضغ الإهانة والجرح ينزف في الفم.

- لماذا ابتلعتم الطرد وانسحبتم في هدوء...؟
- لم يعد هناك حاجة ننتفض من اجلها
- يعني أن نضالات الأمس مغشوشة محركها الانتهازية
- ماذا استفدنا من التواجد في النادي...؟
- وماذا استفاد منكم النادي بالتواجد فيه...؟
-...؟
الاستعداد للمباراة المصيرية يجثم بقوة على الجماجم، قذائف التذمر تمطر المكتب غير الشرعي،الزقوم يقدم فروض الطاعة و الولاء، يمضي منتشيا بالطبطبات، يمضمض وعد القلالي في فرح طفولي ، لم يتوقف في هدهدة جمرات الانتظار، يرسم الفرج على راحة اليدين،مريم عنيكة تنظر إليه شزرا ،سبق أن قدمت ملفا لاحد أفراد العائلة، سبقها في ذلك يوسف الشخير وفر عملا لابن الأخت في إدارة النادي، حمل الكرات والشباك وتنصيبها على الأعمدة، وضع رايات في زوايا الملعب، أصيب في حادث مروري وكسرت ساقاه، واختفى بالمرة، عمر اللفعاوي وفر للزوجة مكانا للرعي على المقاس،تدريب فريق الفتيات، عبد الله القوزي تخصص في التعاقد مع اللاعبين الغرباء، ينفخ في قيمة الفرسان الهرمة، مجهولة الانتماء تنزف آخر فرصة في لمس الكرة،يمضغ الكلام المغثي، المقرف على ظهر عقود خبيثة ، أبناء المنطقة نكسوا الهامة، ممنوعون من الصرف، يلتهمون الارتكاسة ويمضون إلى دروب الحيرة ، تسائل لاعب عن سبب الإقصاء واستهداف الطاقات المحلية، جاءه الرد من عشرات أفواه تشبه فروج البهائم ،لدينا الفائض ولسنا بحاجة إلى قطع غيار مكلف، لاعب آخر أراد فسخ العقد بحثا عن آفاق رحبة، وجده نفسه مكبل بعقد يهضم حقوقه، آخرون فضلوا العنف والهجوم على المكتب غير الشرعي، مواهب جزت ارجلهم بحسابات الربح والخسارة، يتوقف نبض الإشعاع مع شطحات الغرباء والتابعين، ترفرف في الدماغ صور المبشرين بالهزائم، ولا مزامير تعلن موعد دفن الميت، إكرام الميت دفنه والمشي مع المشيعين ، فريق بلا روح ولا هوية، أقدام مبتورة تعارك المستطيل الأخضر، وتنتظر غيمة من باطن الأرض، مناجل الحصاد تمزق أوصال صندوق النادي، الكل يضاجع المصلحة على سرير الفريق المتهاوي.

المباراة تزحف نحو النهاية، الفريق يبتلع الخسارة بصدر مفتوح، الجماهير ترفع شعارات تدين المكتب غير الشرعي، الهدف الثاني والثالث يرمي بالفريق إلى قسم الهواة ،انتهى قضم آخر ورقة من الحلم، المدرب يعلق في المشرحة، انهال السوط على ظهر اللاعبين، القلالي يبتلع صوته، يرمي بالاستقالة من على دكة المراوغة، يكتب على ظهر سوء الحظ النتائج الكارثية، التنهيدات لم ترحل بعد إلى مثواها الأخير، الرئيس الفاشل يضع إبرة في عين الحقيقة، القاعة الغاصة بالمنخرطين والصراصير المندسة في الإعلام تفقد بوصلتها في خنادق الأيديولوجيا المبسترة لم تنبس بجرعة إدانة، ترتفع الأصوات الحرة تطالب بالقصاص ، وقف لاعب قديم واطلق العنان لسيل من الاتهامات، صمت جنائزي في القاعة المعتقلة برائحة العرق والدخان والتواطؤ الخبيث ،لم يبق هناك فريق، كراكيز في رقعة الملعب، يستحسن هدم الملعب وبناء عمارات، مشاريع الإسمنت المسلح مربحة، ترفع التحايا بعد الرجفة القاسية، جمعية القدماء سكتت عن الكلام المباح، كلب ينبح على مقربة من القاعة، حمار ينهق غير بعيد، زئير المركبات تكسر الرتابة ، يراقب السقف بعيون محمرة، ولا صرخة تنتشله من ركلات التقريع، تنخلع هالة الاحترام والتقديس المبطن، وخز الضمير يرتجف تحت لعنات اللاعب السابق، الزقوم ينفث الدخان في الفراغ، يمضغ في سخافة الوعد المنتظر، الجموع تحتشد في قاعة العزاء تحتاج إلى مخدر عالي المفعول.

- سنجري تغييرات كثيرة على المكتب المسير وعلى الفريق وسنفتح الباب للطاقات
- النادي بحاجة إلى مشرفين على الفرق الرياضية التابعة

تعوي الفرحة في الشرايين، الطابور الخامس يشتعل حماسة، الرئيس يرمي بالعظام البالية لإلهاء التافهين، المحاسبة غابت في اللقاء المعقم من الفوضى، بدر، اختلس يحيا الرئيس شعار المرحلة والمراحل الآتية ، الجموع تنفض على نغمات الانشراح، الجالس على الكرسي مصاب بالحمى والبواسير، لا زال يراوغ ويرمي الاستقالة ليقيس ردات الفعل، التابعون وخدم المعبد تجار، سماسرة ، إسكافيون، نوادل المقاهى، جزارون، مياومون، جيء بهم لضمان الاستمرار، لا يعرفون من الجموع العامة سوى رفع الأيدي، في بداية الانقلاب على الديكتاتور محمد جرتيلة تقدم فاعلون سياسيون ومقاولون و صحافة بطلبات الانخراط، وجوه تحمل صوت التمرد في الدم، محمد لغريسي السياسي المشاغب الذي خبر التحالفات وعمليات تقسيم المناطق يصفي العداء القديم مع حسن القلالي والفرصة تعد سانحة ،محمد كيدار مقاول ابن المنطقة مهووس بالمستديرة سبق أن تراس نادي كبير في فترة الصراع بين الأجنحة، محمد الفانوسي مقاول يحمل بين الضلوع تحديا لا حدود له، الرغبة في الانتماء إلى النادي مجرد نزوة عابرة أملتها التقاطبات والتحالفات الناجمة عن صراعات أرباب النقل الطرقي الموالين للرئيس غير الشرعي ، الحسين رشاق صحافي لم يسلم من قلمه لا كبير ولا صغير في أجهزة الدولة ومؤسسات الشعب عدو الفساد والمفسدين ، في اللقاء الإعلامي تم فضح الابتسار وتهريب النادي من طرف الغرباء والهواة ،حملوا الوثاق ووقفوا بباب الإدارة الفاسدة، أعضاء الحركة التصحيحية قايضوا البقاء في المكتب بالتصويت ضد رفض طلبات الانخراط للأربعة ،التعليمات صدرت بقطف عناقيد الانتماء، استحالة قبول الأعداء في نفس الحجر ،المزلاج ينتصب حادا فوق الباب، الناطور يحرس نواقيس الطاعة و الولاء، الكل عراة من النخوة والكرامة، ادخلوا النادي حفاة عراة بلا لسان ولا عقل، لتنالوا رضا حاكم المغارة ،صعب التجوال في قارعة ازدحام يهتف فيها المرتزقة والمتسولين بهتافات تمجد الأصنام ،الطفل الذي يركض في الصدر نصبوا له العداء،العيون الجاحظة تفتش عن حصاة الرجم، ينفي بهدوئه قطيع الأحلام إلى تجاويف الدماغ في انتظار كرنفال الحرية المعدومة، سجل اسمه في قافلة الرحيل وجلس يتفرج على الخسارات ، موجات الانبطاح تقذف المتملقين إلى مفرمة الطاعة العمياء، لكنها طاعة تفقس كل شهر عن راتب مغري.
التقارير المالية والأدبية تخاصم الواقع، تراجع حسن القلالي للمرة العاشرة عن تقديم الاستقالة، الذاكرة المخرومة لا تستفيد من الدروس،وجوه جديدة ألحقت بالمكتب الخلاسي، مريم عنيكة غادرت المغارة مكرهة بعد سنوات من النوم والغةوص في الاميتيازات، انهزم مفهوم المساواة في النادي، عمر اللفعاوي القي عيله القبض متلبسا بتزوير جوازات السفر والتجارة في البشر ، الزوجة اختفت عن الأنظار الصفعة القوية كنستها من الساحة ، الزقوم منشرح الأسارير تحقق حلم طارده عقدين من الزمن ، برميل الغائط لا زال ينتظر إن ينال حظه من الوزيعة.

- سيأتي دورك في الحصول على عمل بالنادي
- ومن سيضمن ذلك...؟
- سأضمن ذلك... أنسيت أننا فريق عمل



#الحسان_عشاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زقوم كرة القدم الحلقة ( 3 )
- زقوم كرة القدم (الحلقة2 )
- زقوم كرة القدم
- يوميات الكابران لمساسكي
- الرئيس ميغول واعوانه
- مدير الفضايح... وحمادي الدحش
- رواية ( ارقص... انت في المسلخ)
- كتيبة الاعدام
- الرقيع في بلاد الصقيع
- الرقيع في ليلة الزفاف
- الرقيع والمراة
- المشبوح والصحراوي والملتحي
- القرصان والجريدة
- الرقيع في مقهى الربيع
- المشبوح والكرسي
- المشبوح والسياسة
- المشبوح والشيخوخة
- جثث في المقبرة
- الحصار
- رواية ( الارهابي)


المزيد.....




- تمتع بعالم الثقافة.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك على جميع ا ...
- الفنان العراقي أحمد وحيد لـ-ترندينغ-: -طموحي الوصول إلى الجم ...
- الممثل الهندي سيف علي خان ينجو من الموت بعد طعنه عدة مرات في ...
- إقبال كبير على الكوميديا المسرحية الارتجالية بين الشباب في ا ...
- أبرز الإصدارات التي ينتظرها القراء هذا العام
- -البخارة- التونسية تفوز بجائزة مهرجان المسرح العربي في دورته ...
- أمير الكويت في -دمفريس هاوس-: شجرة صداقة تُعمّق التعاون الثق ...
- خمس مجموعات قصصية ضمن القائمة القصيرة لجائزة -الملتقى- بالكو ...
- مصر.. فيديو لفنان مشهور يستغيث ويظهر بوضع متدهور
- ديمتري فالنتينوفيتش ميكولسكي: الاستشراق الروسي رديف للاستشرا ...


المزيد.....

- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسان عشاق - زقوم كرة القدم الحلقة4