أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أزاد خليل - قرية على شفا الهاوية














المزيد.....


قرية على شفا الهاوية


أزاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8224 - 2025 / 1 / 16 - 14:02
المحور: كتابات ساخرة
    


في صباح رمادي كئيب، وبينما كانت القرية تغرق في صمتها المعتاد، بدأت شمسٌ جديدة تشرق على تاريخ مليء بالتوترات والصراعات. القصة لم تبدأ هنا، بل في الماضي البعيد، حيث تركت الأجيال المتعاقبة ندوبًا في نفوس أبنائها.

كان الشاب الذي ورث خيرات الجزء الشمالي الشرقي من القرية يعيش حياته بهدوء. لقد كان طبيبًا يحب الخير ويُعتبر رمزًا للأمل والعمل الجاد. لكنه لم يكن يدرك أن حياته ستصبح جزءًا من لعبة أكبر مما تصورها.

على الجانب الآخر، كان ابن صاحب البقالة المنغولي قد تحول إلى مخلوق شرير يعيش على الفوضى. كان يُستغل بشكل ممنهج من قبل جاره الخبيث، الذي كان يعرف كيف يثير فيه الحقد والكراهية تجاه الجميع. وبهذا، أصبح أداة للخراب في يد من لا يريد للقرية السلام.

أما في الزاوية الشمالية الغربية، حيث كانت سلطة القرية، فقد حكم ابن المختار الجديد القرية بعد وفاة والده. كان شابًا طموحًا، لكنه لم يرث من والده سوى الجشع وحب السيطرة. ظن أنه يستطيع حكم الجميع بالخطابات الرنانة، لكنه لم يكن يدرك أن العاصفة كانت تقترب منه بسرعة.

العاصفة تبدأ

أدرك ابن المختار أن المنغولي بدأ يكبر وينفلت من سيطرته. ذلك الوحش الذي ترعرع على الكراهية والعنف أصبح يرى في الجميع أعداء. ومع مرور الأيام، بدأ هذا الوحش يتجرأ أكثر، وقرر أن يطيح بالمختار الشاب ويأخذ الحكم لنفسه.

وفي ليلة مظلمة، اقتحم المنغولي دار المختار محاولًا قتله. لكن المختار الشاب، الذي كان خائفًا من المنغولي، هرب تاركًا خلفه كل شيء. وهنا بدأت الفوضى الحقيقية.

استولى المنغولي على السلطة في القرية، لكنه لم يكن يحكم وحده. كان يتحرك كدمية في يد الجار الخبيث الذي كان يعطيه المال والسلاح ويهمس في أذنه خططًا قذرة لزيادة الفوضى. تحول الوضع إلى كارثة، حيث أصبحت القرية ساحة للصراعات التي لا تنتهي.

الطبيب والوحش

في هذه الأثناء، كان الطبيب الذي ورث الجزء الشمالي الشرقي من القرية يحاول الحفاظ على ما تبقى من الأمل. كان يعلم أن المنغولي لن يتركه وشأنه، خاصة أنه يمثل النقيض التام له: العلم مقابل الجهل، البناء مقابل الهدم، الحياة مقابل الموت.

بدأ المنغولي بمهاجمة أراضي الطبيب، يرسل رجاله لنهبها وإحراقها. كان يحاول بكل طريقة أن يضعف الطبيب، لكن الأخير كان صامدًا، يدافع عن أرضه وأبناء قريته بكل ما أوتي من قوة.

وفي لحظة مواجهة حاسمة، قرر الطبيب أن يتحدث مع المنغولي مباشرة. دخل إلى مجلسه وحيدًا، دون سلاح، وقال له:
“ماذا تريد حقًا؟ أنت لا تحكم، بل تُحكم. من يدعي أنه صديقك يستغلك لأهدافه، وعندما تنتهي فائدتك، سيرميك كما رمى غيرك. أما أنا، فأريد الخير لهذه القرية. دعنا نعمل معًا من أجل مستقبل أفضل.”

لكن المنغولي لم يكن يسمع. كان قد امتلأ رأسه بالسموم التي زرعها الجار الخبيث. رفض الحوار وأمر بإخراج الطبيب بالقوة.

الصراع الأخير

تصاعدت الأحداث بسرعة. الجار الخبيث بدأ يدفع المنغولي للهجوم على كل شيء في القرية. أحرقت الحقول، ودمرت المنازل، وانهارت العلاقات بين أبناء القرية. لكن الطبيب لم يستسلم. جمع من تبقى من أبناء القرية الذين يؤمنون بالخير والعمل المشترك، وقرروا أن يواجهوا المنغولي ومن خلفه.

كانت المعركة شرسة. وقف الطبيب وأبناء القرية في وجه المنغولي ورجاله، لكنهم كانوا يعرفون أن المشكلة الحقيقية ليست في المنغولي وحده، بل في الجار الخبيث الذي كان يغذي هذا الخراب.

وفي لحظة حاسمة، استطاع الطبيب ورجاله إيقاف المنغولي وإعادته إلى الظل. لكنه أدرك أن المعركة لن تنتهي إلا إذا توقف الجار الخبيث عن التدخل في شؤون القرية.

الخاتمة: الأمل في البناء

بعد أن هدأت العاصفة، اجتمع أبناء القرية في ساحة واسعة. تحدث الطبيب إليهم قائلاً:
“لقد مررنا بسنوات من الألم والدمار، لكن يجب أن ندرك أن قوتنا تكمن في وحدتنا. هذه الأرض للجميع، ولن نسمح لأحد أن يفرقنا مرة أخرى. سنبني قريتنا من جديد، وسنجعلها مكانًا للسلام والعمل والتعايش.”

وهكذا بدأت القرية في النهوض من جديد. لم يكن الأمر سهلًا، لكن أبناءها تعلموا درسًا قاسيًا: أن التفرقة والصراعات الداخلية لا تجلب إلا الخراب، وأن بناء المستقبل يحتاج إلى التعاون والعمل المشترك.

أما الجار الخبيث، فقد بقي على الحدود، يراقب بصمت، ينتظر فرصة أخرى للتدخل. لكن القرية كانت مستعدة هذه المرة، لأنهم أدركوا أن قوتهم تكمن في وحدتهم.



#أزاد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوباني: رمز المقاومة وضحية التعريب المتعصب
- الخيرات المفقودة: العراق وسوريا بين الفساد وسوء الإدارة والف ...
- لم أقترف ذنباً لأنني ولدتُ كورديا
- من سجن الغربة إلى وطن الحرية: حكاية عشر سنوات في السويد
- المهاجرون السوريون: رحلة المعاناة بين الغربة والعودة
- أرقام مثيرة حول أحتياطي النفط في سوريا
- ‏“سوريا: الاستقلال الثاني ومعركة إعادة بناء الهوية والنظام ا ...
- الكورد في سوريا: تاريخ عريق ومستقبل ثابت رغم كل محاولات الإق ...
- 12 مليون سوري على شفا المجاعة أزمة إنسانية تتفاقم وسط صمت دو ...
- “سوريا بعد بشار الأسد: فراغ سياسي وهويات متصارعة في ظل تدخلا ...


المزيد.....




- بطل -ضيعة ضايعة- و-الخربة- يتحدث عن موقفه من العودة إلى سوري ...
- دعاء وأمل وترقب.. تفاعل الفنانين مع وقف إطلاق النار في غزة
- تمتع بعالم الثقافة.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك على جميع ا ...
- الفنان العراقي أحمد وحيد لـ-ترندينغ-: -طموحي الوصول إلى الجم ...
- الممثل الهندي سيف علي خان ينجو من الموت بعد طعنه عدة مرات في ...
- إقبال كبير على الكوميديا المسرحية الارتجالية بين الشباب في ا ...
- أبرز الإصدارات التي ينتظرها القراء هذا العام
- -البخارة- التونسية تفوز بجائزة مهرجان المسرح العربي في دورته ...
- أمير الكويت في -دمفريس هاوس-: شجرة صداقة تُعمّق التعاون الثق ...
- خمس مجموعات قصصية ضمن القائمة القصيرة لجائزة -الملتقى- بالكو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أزاد خليل - قرية على شفا الهاوية