|
أحداث 2011 هل كانت مدبرة
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8224 - 2025 / 1 / 16 - 11:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تصور قدماء السومريون .. و المصريون .. أن الألهه كانت تحكم بلادهم لزمن طويل ..و انها من علمتهم الكتابة و الفنون و الحرف ..واشاعت العدل والإستقامة بين الناس خصوصا فيما يتصل يتوزيع مياة الرى. و أنه جاء زمن تال.. عادت فيه هذه الألهه إلي السماء و حل محلها ..أبناء لها أنجبتهم من البشر كانوا أنصاف الهه . الحكام الجدد لم يمتلكوا نفس صفات الاباء و الأجداد .. لذلك إستعانوا .. بمساعدين من الناس .. لتولي المهام التنفيذية .. هؤلاء المساعدون.. تحولوا بمرور الوقت إلي مراكز قوى .. يتحكمون في البلاد بما في ذلك إبن الإله ظل هذا هو النمط سائدا ..لنظام الحكم في الحضارات القديمة لم يتغير و إنما إتخذ اشكال مختلفة ..ينظمه عدد من الكهنة المتخصصين ..يتبعون إرشادات و أوامر مقدسة من ملك يمتلك حكمة الأجداد تلهمه لما فيه الصواب ..و هم في نفس الوقت رغم الخضوع البادى يتلاعبون به و ينفذون سياستهم لزيادة قدرات المعبد الإقتصادية ..و رجاله و إدارتهم موارد البلاد . مر علي مصر أنماط كثيرة .. من الحكام سواء من الابناء المحليين أو الغرباء المعتدين ..و لكن ظلت علاقة المصريون بهم (كما قال جمال حمدان ) تحمل .. نفس الفكر القديم .. بكونهم ملهمون .. من السماء .. يعملون لصالح الناس .. يعدلون في توزيع المياة ( و الأرزاق ) .... يعلمون كل كبيرة و صغيرة .. من شئون المحكومين . يأمرون الوزراء ..و المديرين.. لما هو في صالح المحكومين.. فينفذون ما هو في صالح جماعتهم حتي في زمن ما بعد إنقلاب العسكر علي الملك فاروق .. كان الاباء .. ينتقدون الوزراء.. و المديرين ..و المحافظين ..و يرون أن إبن الإله الذى تربع علي العرش .. لا يخطيء ..إنما هي مراكز القوة . .من المرؤسين الذين يسرقون و ينهبون ..و يسجنون ..و يعذبون ..و لو عرف الرجل الكبير لارجع الحق لنصابه هذه العلاقة .. بين الحاكم و المحكوم لا تسمح بتطور المجتمع خارج إطار الإستبداد الشرقي و الدولة المركزية الأوتوقراطية .. التي يديرها ديكتاتور و عصابة .. حتي بعد الإنفتاح الإقتصادى في نهاية السبعينيات من القرن الماضي باوامر الحاكم الجديد..قائد القوات التي عبرت القناة ..و أعادت الارض المغتصبة .. فقد قام بعض المصريون لحماية إستثماراتهم بلبس برنيطة الخواجة وعمل شركات بالخارج .. تحمل اسماء اجنبية ..و عادوا بها لتتمتع بقوانين الإستثمار التي تعفي من القيود الروتينية للجهاز البيروقرراطي..و أهمها الضرائب و الجمارك ..و قوانين العمالة ..و رزالة الجباة و المفتشين . كان هذا الإلتفاف غير مستهجن بين الناس .. فالله يرحمة ..عبد الناصر وضع العوائق و القيود ..و فرش حقول الغام في أرض البزينيس .. بحيث لا تنمو ثروات ..و لا يكبر القطاع الخاص عن قدر محدود ..و الله يخليه السادات .. يحمي و يشجع الإستثمار ... لقد شاع أن رجال الأعمال الجدد .. سيغيرون معالم اقتصاد البلد و سيؤدى هذا لإنتعاش .. و بلاها إشتراكية و قطاع عام بلا قرف . غرفة التجارة المصرية الأمريكية .. التي كان مقرها فندق الماريوت قامت بتقديم .. الخدمة الخاص بالمساعدة علي نمو الراسمالية التجارية و الصناعية ..و كتم أنفاس النظام القديم .. لقد خرج من بين منتسبيها أغلب المليونيرات القدامي و لان المصريون .. تعودوا علي الإيمان بان راس الدولة يعمل لصالح الناس .. لم يعترضوا علي النظام الخاص بالحرية و الإشتراكية و الوحدة .. و لا الخاص بالإنفتاح .. و خلينا نشم نفسنا(( أنا بخجل لما بشوف ماركات السيارات اللي في الشارع )).. بل إندفعوا جماعات و افراد للعمل في .. المؤسسات و الشركات الجديدة ..و إن سقط بيت ابوك خد لك منه طوبة . من ضمن رجال البزنيس الجدد . كان يمكن رصد المئات .. من المرتزقة النصابين ..و العصابات التي إستولت علي الأعمال و سخرت القطاع العام لنمو شركاتهم الخاصة . تدور العجلة .. و لا يتغير النظام .. فالبيروقراطية المركزية لها من النفوذ و القوة و التاريخ ما يجعلها تدمر أى نبت أخضر لبناء مؤسسة إقتصادية .. يربح البعض و يكبر ..و يحمل لقب رجل أعمال ..و يفشل الكثيرون .. و يخسرون و يولوا الادبار.. حتي ظهرت مظلة حامية للمسعدين من رجال مبارك .. مهمتها إبعاد مسببي الخسارة عن هؤلاء الذين يلجأون لهم ..و تتجاهل البيروقراطية ( الفاسدة ..المسروعة علي التربح) . الجماعة الحامية لاصحاب الببزنيس تقلصت .. لتصبح ابناء الحاكم ..و بعض الرجال النافذين ..من الشرطة و الأمن ..و جماعة لجنة سياسات الحزب الوطني .. لا يجروء .. مسئول في الجهاز البيروقراطي علي معارضة تعليماتهم ...في نفس الوقت ظلت العادة القديمة قائمة ..الرجل الكبير .. لا دخل له بالفساد الذى وصل للركب كما قال زكريا عزمي . لا أريد أن افتي و اقول .. أن احداث 2011 تم تدبيرها ..من عناصر .. كانت ترى أنه لا مكان لها في الميغة القائمة. و أنها سربت بشكل أو اخر .. ما يجعل الناس .. تبغض شلة المنتفعين .. بل يمتد الكرة للراس الكبيرة الذى حكم ل30 سنة .. ممكنا رجاله .. مبعدا ..تلك العناصرالمتطلعة للحصول علي جزء من أنجر الفتة . لذلك عندما جرت أحداث .. يناير .. كان .. الجهد موجه لهدم النظام .. بمعني الحزب و لجنة سياساته و اصحاب البزينيس و رجال الأمن و الشرطة .. أما الجيش و الشعب فإيد واحدة .. ثم تسرب شعار فرعي ( يد تعمل و يد تحمل السلاح ) . ظهور التيارات الدينية كان في الغالب جزء من المخطط لقد سمح النظام الجديد للعديد منهم بالعودة و النشاط ..و كانت جمعة قندهار ..الإعلان الرسمي لتحالف البيادة من اللحي المطلقة . إنتهي الامر .. إختفت أو سقطت الشريحة اللي نهبت البلد ..و رئيسها .. ليبدأ دور شريحة أخرى كانت تعيش في الظل من تجار منظمات الاخوان المسلمين ..و العسكريين . أنتهي هذا بضرب الإسلامجية و إزاحتهم ..و اصبح شهبندر التجار رسميا .. من العسكريين . المصلحون الإقتصاديون الذين تولوا بعد سقوط الأخوان ..أعادوا الشيء لما كان عليه .. مع تغيير الوجوه ..و عناصر المظلة الحامية.للبزينس من وحوش الدولة العميقة . المظلة التي ابعدت الأجهزة المعطلة لنمو الراسمالية الجديدة ( الرقابة و أجهزة المحاسبة و الضرائب و المحليات ) تكونت من عناصر نافذة يعطيها الدستور و القانون الحق في سرية حساباتها و ميزانيتها ..و إسلوب إنفاقها لدخلها ..و إستثماراتها .. بحكم أنها أجهزة سيادية لا تنشر أسرارها علي الملأ . إلتفاف أخر لم يكن في الحسبان و هكذا أصبحت الملجأ و الملاذ للمستثمرين الأجانب خصوصا الخلايجة و الشركات المالتي ناشبونال الأوروبية و الأمريكية .. يشاركونهم و يتمتعون بسلطاتهم .. يهدمون لهم المساكن .. ويسلمونهم الأرض فارغة .. يشقون لهم الطرق .. يوصلون لهم المرافق ..و يبعدون عنهم أبناء الدولة السفلة .ثم يقتسمون معهم الأرباح . بكلمات أخرى مظلة مملكة مبارك و ابناؤه و رجالهم الذين كانوا يعدون علي اصابع الكف و ثار الناس ضدهم .. اصبحوا إمبراطورية تضم مئات و الاف .. يقودون مركبة الإقتصاد في إتجاه مصالح شركاؤهم يقنون لهم أعمالهم ..يبعدون عنهم الطفيلين .. يضمنون لهم إخراج أرباحهم من البلاد .. و يشكلون لهم سور حمايةصعب الإختراق .. و مع ذلك فالناس لا تدرى و تشتكي فهم يتصورون أنها تصرفات غير مخططة لا يعلم عنها الماسك للصولجان .. أطال الله عمرة ..و ادام عزة ..و ابقاه ذخرا للبلاد و املا في أن تنصلح الأمور
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأخت جيمني
-
يتحكمون.. يكسبون و نحن نعمل
-
درس تاريخ للاطفال
-
هل يعود الأنوناكي لنتعلم منهم الإنسانية
-
هذة العقائد ستذهب لمتاحف الأنثروبولجي
-
الإسلام دين و ليس حضارة لها فن
-
أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ
-
عندما تختفي الجيوش و تترك بلادها للنهيبة
-
الإنكشارية تعيد إحتلال المنطقة
-
الإرهاب الشرقي نمط حياة
-
لازال طريق المقاومة هو الدرب الصحيح
-
لماذا يشترى الخلايجة في سوق غير مشجع
-
البردية المجهولة(كمان و كمان ).
-
سلوك القتلة ..و مفاهيم الفلسفة
-
شخص يجتهد و لكنه ساخط
-
لم تتغيرأهداف الإستعمار ..تغيرت أساليبه
-
corruption.. الفساد
-
ما بعد الموت عند القدماء
-
الابراج العالية لا تصنع حضارة
-
إنهم يدمرون الأثار ..و سيدمرونها .
المزيد.....
-
مصر.. ترحيب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. ومطالبات بإدخال
...
-
مصدر: مجلس الوزراء الإسرائيلي يصوت على اتفاق وقف إطلاق النار
...
-
بي بي سي تودع منير عبيد، أحد أبرز قاماتها الإعلامية
-
مقتل 72 فلسطينيا في غزة جراء غارات إسرائيلية رغم إعلان الهد
...
-
احتجاجات بتل أبيب تطالب بالمصادقة على اتفاق وقف النار وبن غف
...
-
الحوثيون يهدّدون بمواصلة هجماتهم على إسرائيل إذا لم تلتزم با
...
-
ترحيب عربي بالاتفاق بين حماس وإسرائيل
-
الحوثيون: نحذر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل من أي مواقف انتقامي
...
-
البرهان يزور ود مدني لأول مرة عقب معارك الجيش السوداني مع قو
...
-
وزير الدفاع الأمريكي: يجب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
...
المزيد.....
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
المزيد.....
|