أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - الردع دواء التنمّر والمزايدات














المزيد.....


الردع دواء التنمّر والمزايدات


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8224 - 2025 / 1 / 16 - 08:04
المحور: كتابات ساخرة
    


اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإرجاع أسرى "الطوفان" الذي أُعلن عنهما اليوم، لا يوجد في الامثال الشعبية ما يصفهما ويصف مرتزقة منظمة "حماس" الإرهابية سوى المثل القائل: "تيتي تيتي متل ما رحتي جيتي". وبالنسبة لي شخصياً كانت تيتي أفضل بكثير جداً وأرقى من "حماس"، لأنها على الأقل لم تخسر أي شيء، ولم تُسبب الأذى للغير.
الأفيون الأصلي
ماذا كانت نتيجة حماسيات "حماس" وخطابات قادتها الأحياء منهم والقتلى و"طوفان أنفاقهم"؟
قال بيان حمساوي لتخدير جراح شعب يُقدسُ زعماءه وما زال يتوعد وهو محاصر بالجهل، أعزل بدون سلاح لديه، أو سقف له، ولا مدارس لطلبته، ولا طعام لأسره، ولا مستشفيات لجرحاه، ولا منازل لأحيائه، ولا مقابر لموتاه: " اتفاق وقف العدوان على غزة إنجاز لشعبنا ومقاومتنا وأمتنا وأحرار العالم، وهو محطة فاصلة من محطات الصراع مع العدو، على طريق تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة".
ماذا فعل قادة "حزب الله" الأحياء منهم والقتلى وجبهة اسنادهم لحماس، ، ناهيك عن وصف إسرائيل "بيت عنكبوت" وإعلان بدء تدميره بكبسة زر.
ما حدث كان ترديد كلاميات فارغة ضد أفعال. ما حدث بعيداً عن التهويل والحشد واللغة الغيبية هو تغيير نتنياهو وجه شرقي المتوسط، وتدمّير أكثر من 90% من قدرات الحمساويين والإلهيين، وطال التدمير منازل ومدارس ومستشفيات مدنية، لأن أصحاب عقلية الأنفاق يتخذون من المدنيين العُزل دروعاً، فالإنسان والممتلكات لا أهمية لهم أو قدسية، مثل إدمان ترديد شعارات فارغة المضمون من قائليها، وإدمان سماعها من سامعيها.
مع عدم نسيان الانهيار غير المباشر للنظام السوري الحديدي. بالعامية اللبنانية "راح فرق عملة"، نتيجة حماقة الحلفاء.
أبواب جهنم
المثير أن التدمير شبه الشامل لغزة وقوة "حماس" لم يفلح في إعادة أسرى "طوفان الأقصى" من خلال مفاوضات متقطعة، تمادى أثناء انعقادها أصحاب "طوفان الأنفاق" في المماطلة والرفض والمراوغة وكأنهم انتصروا، بل أعلن ممولهم ومرشدهم الإيراني عن دروس عسكرية مريرة تلقتها إسرائيل بسبب هزائمها الموجعة في غزة، وصمود الإلهيين في لبنان رغم تدمير معظم قوتهم واغتيال رأسهم المُدبر. كلاميات فارغة من أي مضمون فعلي أو أخلاقي تجاه شعوب يغلب على معظمها الجهل.
كل التحريضات الدينية الكاذبة نُسيت، والانتصارات الخيالية التي لم تتحقق وُضعت على رفوف الترقيع والمرقعين، عندما أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن جهنم التي ستُفتح إذا لم يعد الرهائن حتى يوم توليه السلطة في العشرين من يناير الحالي.
لا شك أن الردع هو اللغة الوحيدة المفهومة التي يخضع لها الفخورين بشعارات لن تُحقق، والمؤمنين بنبوءات خرافية لم ولن تحدث، خصوصاً إذا استخدم الردع رئيس يعني ما يقول ولا يزايد أو يناور به.
دافعو الفاتورة
"تيتي تيتي متل ما رحتي جيتي"، بل أسوأ بكثير لأن الذي دفع الثمن مدنيون وبيوت وممتلكات، والمثير أن الشعوب لم تزل تصفق وتطبّل وتضرب بعصا السنوار في انتظار نصر لم ولن يأت، ويقولون لتخدير الشعوب الجاهلة التي تعيش في عالم موازٍ لا ينتمي لعالمنا انه آت لا ريب فيه.
نشر الجهل والغيبيات والخرافات والتاريخ المزوَّر أمور حيوية مطلوبة لتخويف العقول حتى لا تفكر أو تجرؤ على التفكير في تيتي أو "حماس" أو ما شابه، ومن ثمة يجلس كل خليفة على دكة الحكم حتى يتوفاه الله وينتقل للرفيق الأعلى راضياً مرضياً.
جيل وراء جيل وعقد وراء عقد وقرن وراء قرن، أصبحت الموروثات المريضة مطبوعة في الجينات والحمض النووي الريبوزي، توَّرث وتُستعمل حسب متطلبات العصر، ومَنْ يشفيه التنوير والحداثة واستعمال العقل يتهموه بالعماله أو شن حرب ضد الله.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معايدة المسيحيين في أعيادهم
- أحمد عدوية وازدواجية عصره
- عندما قال فريد الأطرش: مش قادر!
- الرعية الفاسدة تستحق الكاهن الضرير*
- معايير المحاكم الإلهية
- أسرى الأساطير وضحايا الواقع
- أمراض الأمة إياها
- أميركا تستعيد وعيها وهيبتها
- صباح في ذاكرة ثقافة البحر المتوسط
- التكاذب منهجهم والغيبيات واقعهم
- الدنيا لا تقع ولن تنتهي
- أسئلة للمؤمنين والذميين الجدد
- سياسة أو دين أو شعوذة
- فشل الدين كمنظومة سياسية
- عواقب تعامي الحكومات الغربية
- اليوبيل الماسي لفيلم -غَزَل البنات-
- استهداف إلهام شاهين
- مات لبنان لتحيا ولاية الفقيه
- أقوى سياسي على الكوكب
- مبادئ مخفية في إنقلاب يوليو 1952


المزيد.....




- كيف تؤثر الموسيقى في الدماغ؟
- محمد صبحي: أشعر بالذنب في عيد ميلادي بسبب فلسطين
- فيلم -Conclave- يتصدر القائمة.. الكشف عن ترشيحات جوائز -البا ...
- تنصت على حكايات الجدران.. ثورة السجون في -ممرات- تونس
- بسبب الذكاء الاصطناعي.. النسخة الفرنسية من فيلم سيلفستر ستال ...
- تضارب الروايات.. هل أعطت حماس -الضوء الأخضر- لاتفاق غزة؟
- -فلسطين.. شعب لا يريد الموت-.. كتاب جديد لآلان غريش
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 177 مترجمة للعربية معارك نارية وال ...
- الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية و ...
- جمال سليمان من دمشق: المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار ( ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - الردع دواء التنمّر والمزايدات