|
بعد هزيمة الاسد ماذا ينتظر النساء في سوريا...
اسيل سامي
الحوار المتمدن-العدد: 8223 - 2025 / 1 / 15 - 12:43
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
في خضم الاحداث السياسية في منطقة الشرق الاوسط والحرب الامريكية الاسرائيلية في غزة ولبنان في الشهور الماضية، وما تلاها من سقوط نظام بشار الاسد في سوريا على ايدي جماعات الاسلام السياسي او ما يعرف "هيئة تحرير الشام" المصنفة كمنظمة ارهابية، باتت المنطقة على اعتاب مرحلة جديدة وهي استمرار لمرحلة هيمنة القوى الامبريالية واذرعها الرجعية على مقدرات المواطنين، والبدء بعصر جديد مليء بالتحديات بالنسبة للطبقة العاملة والشرائح المفقرة بشكل عام، النساء بشكل خاص.
بات معروفا للجميع ان القوى الإمبريالية العالمية، وفي صراعتها من اجل السيطرة على المنطقة، تقوم كل منها على دعم وتوظيف القوى الاكثر رجعية في كل بلد يشكل مطمحا لبسط نفوذها، فروسيا وامريكا كل منهما تقوم بدعم الجهة التي تحقق هذه الطموحات سواء اكانت هذه القوى هم البعثيين او الاسلاميين او الصهاينة. اليوم تقوم الولايات المتحدة وتركيا بدعم القوى الارهابية في سوريا، وتعمل بشكل جدي على تقويتها ومدها بكافة الذخائر والاسلحة وتجهيزها بجميع المستلزمات من اجل تقويتها لبناء قاعدة سياسية وعسكرية، تضمن لتلك القوى الإمبريالية توسعة نفوذها في هذا البلد.
عانت الجماهير في سوريا وبضمنها النساء والاطفال والعمال والشرائح المفقرة، من اسوء الظروف اللاإنسانية واصعبها تحت حكم نظام الأسد الاجرامي، الذي حكم البلاد على مدار خمسة عقود بالحديد والنار، اذ عانت ما عانته خلال تلك الحقبة الدموية من عمليات القتل والتهجير والتعذيب والقمع ومختلف الممارسات والوحشية، التي طالت جميع فئات المجتمع، وكل تلك الممارسات كانت تجري امام انظار الجميع، ولكن ولمصالح معينة ومن اجل اقتسام النفوذ، لم تلتفت القوى التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان الى هذه الجرائم الشنيعة، ولم تسعى لمحاسبة نظام الاسد عليها.
➖اضطهاد النساء ما بين ديكتاتورية الأسد والتنظيمات الدينية:
ان سقوط نظام الأسد الفاشي في سوريا ترك الساحة "لهيئة تحرير الشام " التي أنشأتها تركيا والولايات المتحدة طوال سنوات الصراع في سوريا، باعتبارها احدى قوى الثورة المضادة بعد اندلاع الانتفاضة السورية ضد نظام البعث في 2011، وهي خير ممثل لمصالح القوى التي تقف خلفها، ما يعني عصر جديد من حكم الرجعية الإسلامية وسيطرتها على الحكم في البلاد؛ الامر الذي سيخلف المزيد من المآسي والكوارث على الجماهير وخصوصا النساء؛ اللواتي يعانين الضعفين من هذه الماسي.
لم تكن اوضاع النساء في سوريا جيدة ابان حكم البعث فقد عانت النساء كما هو حال بقية الشرائح، من ابشع انواع القمع والاضطهاد، وقد بينت المشاهد التي اعقبت سقوط النظام السابق، الجرائم التي مورست بحق النساء واطفالهن داخل معتقلات الموت في مختلف المحافظات السورية. وبسبب سياسات التهجير التي فرضها النظام على المعارضين، فقد تم محو احياء ومدن بكاملها وقتل وتهجير سكانها بشكل تام، وقد تحملت النساء ظروفا في غاية البشاعة، وتعرضن لمختلف انواع الاستغلال والمتاجرة سواء في مخيمات النزوح، او داخل البلدان التي نزحت اليها النساء مع اطفالهن مثل تركيا او العراق او لبنان او مختلف البلدان الاخرى. اليوم ومع ترسيخ حكم هيئة تحرير الشام، فأن القهر والاستعباد والاهانة للنساء سيكون السمة التي تفرضها القوى الإسلامية الذكورية الرجعية، والمعادية للقيم الإنسانية، وكما هو حاصل في بلدان تسيطر عليها قوى اسلامية مثل افغانستان وايران والعراق، اذ تفرض هذه القوى احكاما تعسفية، تتعلق اولا بمظهرهن وحضورهن في الأماكن العامة واقصاءهن من المشاركة السياسية، بالإضافة الى ترسيخ تبعيتهن من خلال الحرمان من التعليم، والحرمان من الحق في العيش بحرية ومساواة مع الرجال. وما هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني الا مجموعة ارهابية رجعية، لا تختلف عن غيرها من التنظيمات الارهابية، فحسب اخر تصريح للناطق الرسمي باسم الهيئة عبيدة ارناؤوط، الذي يتحفنا بتصريحات مغرقة بالأفكار الذكورية، فيما يخص النساء، اذ يبين رغبة النظام الجديد في سوريا بحصر عملهن بالوظائف التي تتناسب مع "طبيعتهن البيولوجية والنفسية"، وهذا يعني اقصاءهن وابعادهن عن الاعمال والمهام التي يعتبرونها حكرا على الرجال فقط . الامر الذي اثار موجة من الجدل والانتقادات الواسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الجماهير المتطلعة لنظام جديد يسوده العدل والمساواة، فالنساء والرجال المتطلعون للحرية والعدالة والمساواة يرفضون ان يتحول النظام من فاشي ذكوري الى نظام ديني معادي للنساء بشكل خاص.
➖ ما العمـل:
يتطلب تحسين اوضاع النساء في سوريا والعراق وايران وغيرها من بلدان الشرق الاوسط، العمل على تقوية خط النضال النسوي التحرري داخل المجتمع وداخل القوى والاحزاب الاشتراكية الثورية، التي تتبنى سياسة تهدف لإلغاء الفوارق الطبقية والجندرية، لان أي تغير في اوضاع النساء يتطلب الخلاص من الانظمة الرأسمالية، اما المطالبات النسوية بالحرية والمساواة دون المس بجوهر النظام الاقتصادي المبني بدرجة كبيرة على تأبيد اضطهاد النساء، سيبقى مطالبات فوقية لا يمكنها تحقيق المساواة الحقيقية للنساء. لذا يتطلب ارساء قاعدة اجتماعية نسوية صلبة لا تأخذ على عاتقها تلبية احتياجات النساء وتحسين اوضاعهن، بل تتعدى ذلك لتدخل في قلب الصراع الطبقي من اجل تغيير الادوار الاجتماعية المفروضة.
اسيل سامي
#اسيل_سامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوضاع النساء العاملات في العراق
-
-جرائم الشرف- كوسيلة للأدمة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال
...
-
بمناسبة الثامن من مارس، للنساء قوة حقيقية قادرة على إحداث ال
...
-
بمناسبة الثامن من مارس، للنساء قوة حقيقية قادرة على إحداث ال
...
-
صناعة “التجميل” وكراهية الذات بالنسبة للنساء
المزيد.....
-
-لنتوقف هنا!-.. السيناتور وارن تواجه هيغسيث وتغيّر تصريحاته
...
-
هل يجب أن تتدرب النساء بشكل مختلف؟
-
مؤلف بريطاني ينفي تورطه في ممارسة الجنس بشكل قسري مع عدد من
...
-
ممارسة الجنس هي السبب.. لاعبة كندية تنجو من تهمة تعاطي المنش
...
-
علماء ناسا يفسرون سبب تجاهل تعب المرأة مقارنة بالرجل
-
كيف يؤثر الزواج على صحة الرجال والنساء؟
-
مجلس النواب الأمريكي يصادق على مشروع قانون حول إبعاد المتحول
...
-
“مـا فيـه شقـاوة بعد الـيوم” نزل الآن تردد قناة الاطفال كرام
...
-
تعدد الزوجات، الفحص الجيني، الحضانة... جدل بين الحداثيين وال
...
-
شروط منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 ورابط التسجيل
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|