أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زيد نجم الدين - روزاليند فرانكلين: العالمة المظلومة














المزيد.....


روزاليند فرانكلين: العالمة المظلومة


زيد نجم الدين
مهندس واكاديمي و كاتب مهتم بالحقوق و الحريات و تقيم الاداء الديمقراطي


الحوار المتمدن-العدد: 8223 - 2025 / 1 / 15 - 10:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تُعد روزاليند فرانكلين واحدة من أبرز الشخصيات العلمية في القرن العشرين، ومع ذلك فإن اسمها غالبًا ما يُغفل عند الحديث عن الاكتشافات العظيمة. فرانكلين عالمة كيمياء وفيزياء حيوية لعبت دورًا محوريًا في فهم بنية الحمض النووي (DNA)، وهو الاكتشاف الذي أحدث ثورة في علوم الحياة. ورغم إسهاماتها الهائلة، تعرضت لظلم تاريخي حرمها من التقدير المستحق في حياتها.
وُلدت روزاليند فرانكلين في 25 يوليو 1920 في لندن لعائلة يهودية ميسورة. أظهرت نبوغًا في الرياضيات والعلوم منذ صغرها، ما دفعها لمتابعة دراستها في جامعة كامبريدج. حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج في عام 1945، حيث ركزت أبحاثها على هيكل الكربون والفحم.

بعد إكمال الدكتوراه، عملت فرانكلين في باريس حيث أتقنت تقنيات التصوير بالأشعة السينية. في عام 1951، انضمت إلى كلية كينجز في لندن، حيث بدأت أبحاثها حول الحمض النووي. هنا، التقطت فرانكلين صورًا بالأشعة السينية لبنية الحمض النووي، وأبرزها الصورة الشهيرة "صورة 51" التي كانت مفتاحًا لفهم البنية الحلزونية المزدوجة للحمض النووي.

رغم أهمية انجازها العلمي، تعرضت فرانكلين لتهميش كبير وظلم واضح. حيث كانت تعمل في بيئة ذكورية تفتقر إلى الدعم والتقديرما افقدها القدرة على بناء علاقة وثيقة مع زملائها في كينجز كوليدج. هذا التوتر ساهم في استبعادها من الأبحاث التعاونية. وعلى الرغم مما تعرضت له فرانكلن الا ان النقطة الأكثر إثارة هي أن "صورة 51"، التي التقطتها فرانكلين بمهارة وتقنية عالية، تم تسريبها دون اذن منها الى جيمس واتسون (عالم أحياء أمريكي) وفرانسيس كريك (عالم احياء بريطاني) بواسطة زميلها موريس ويلكنز (عالم احياء نيوزلندي). هذه الصورة كانت العنصر الحاسم الذي استخدمه واتسون وكريك لوضع نموذجهم الحلزوني المزدوج.

توفيت روزاليند فرانكلين في 16 أبريل 1958 عن عمر يناهز 37 عامًا، بعد معاناة مع سرطان المبيض. ويُعتقد أن تعرضها المطول للإشعاعات خلال عملها في التصوير بالأشعة السينية قد ساهم في مرضها.
لاحقاً، وبعد اربعة اعوام من وفاة صاحبة المنجز، نال كل من جيمس واتسون وفرانسيس كريك جائزة نوبل في الطب عام 1962، بالمشاركة مع موريس ويلكنز، وذلك تقديرًا لاكتشافهم بنية الحمض النووي (DNA) وشرح كيفية تخزينه ونقله للمعلومات الوراثية، ولم تنل العالمة فرانكلين على نصيبها من تلك الجائزة العلمية الفريدة على الرغم من انها صاحبت السبق في ذلك المنجز العلمي.

بعد تلك الاحداث و الاتهامات ، بدأ المجتمع العلمي يحقق في المسألة باحثاً عن الحقيقة ، واخذ يدرك الدور المحوري الذي لعبته فرانكلين في صياغة الفهم الحديث للحمض النووي والذي تم تهميشة من قبل زملائها. حيث نشر العديد من العلماء والمؤرخين مقالات وكتبًا تُبرز إسهاماتها وفضلها، ومن بينهم آن سيدجويك، التي قدمت تحليلاً دقيقًا ومراجعةً علميةً لما قدمته فرانكلين للبشرية، وفي سياق متصل ، التحقيق الذي اعده عالم الحيوان ماثيو كوب والمؤرخ الطبي ناثانيال كومفورت والمنشور في صفحة المقالات على موقع نيتجر والذي يؤكد احقية فرانكلين من خلال الوثائق والادلة بهذا المنجز العلمي.
ذهبت روزاليند فرانكلين وبقي اسمها وقصتها رمزًا ملهماً في سبيل الاعتراف بمساهمات المرأة العلمية على وجه الخصوص و الباحثين على وجه العموم. قصتها ليست مجرد مثال على الإبداع العلمي، بل أيضًا على الحاجة إلى الإنصاف والتقدير في الاوساط العلمية.



#زيد_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يفكر خامنئي وكيف يفكر الشعب العربي؟
- نعم لإستثناء سيارات الأجرة من تسعيرة الوقود الجديدة
- شجرة رأس السنة الميلادية عراقية
- الاستقالات لحفظ السمعة أم تدنيسها
- الانسانية المزيفة و المسؤول
- أمام أنظار معالي وزير التربية العراقي
- حرية تعبير أم خطاب كراهية مقنع
- هبة مشاري ؛ عفية عراقية !
- مكافحة المحتوى الهابط وتعزيز الديمقراطية!
- الكوادر الطبية بين القطاع العام و الخاص
- قراءة مقتضبة حول قرار اوبك بلص الاخير بتخفيض الانتاج.


المزيد.....




- نص الاتفاق: تبييض سجون الاحتلال من كل النساء والاطفال تحت 19 ...
- حماس: المرحلة الاولى تشمل الافراج عن كل النساء والاطفال بسجو ...
- “anem.dz الوكالة الوطنية للتشغيل”.. لينـــك منحة المرأة الما ...
- تدريب لتصميم وإدارة حملات مجتمعية للنقابات والجمعيات في القا ...
- حقيقة زيادة الدعم لــ8000 دينار بمنحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- -لنتوقف هنا!-.. السيناتور وارن تواجه هيغسيث وتغيّر تصريحاته ...
- هل يجب أن تتدرب النساء بشكل مختلف؟
- مؤلف بريطاني ينفي تورطه في ممارسة الجنس بشكل قسري مع عدد من ...
- ممارسة الجنس هي السبب.. لاعبة كندية تنجو من تهمة تعاطي المنش ...
- علماء ناسا يفسرون سبب تجاهل تعب المرأة مقارنة بالرجل


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زيد نجم الدين - روزاليند فرانكلين: العالمة المظلومة